نصرالله: لسنا معنيين بالتحقيق الدولي والعلاقة مع سورية لم تكن يوماً أقوى وأمتن
السبت, 04 سبتمبر 2010
أمبن عام حزب الله السيد حسن نصرلله.jpg
بيروت - «الحياة»
Related Nodes:
أمبن عام حزب الله السيد حسن نصرلله.jpg
هاجم الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة في واشنطن، معتبراً انها «ولدت ميتة وليس لها أي قيمة»، ومؤكداً ان التجربة أثبت عدم جدواها. ورأى في خطاب ألقاه عصر أمس لمناسبة احتفال الحزب بـ «اليوم العالمي للقدس» أن الانسحاب الأميركي من العراق هو «عنوان فشل وهزيمة وأن الأميركيين فوجئوا بالمقاومة»، مميزاً بين عملياتها ضد المحتل الأميركي وبين العمليات التي «تستهدف الشعب العراقي والمساجد والكنائس والحسينيات»، التي وصفها بأنها «إجرامية وإرهابية». واتهم الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية بأنها على صلة مع مجموعات الانتحاريين».
وأكد نصرالله الذي تحدث بعد ساعات على أنباء عن حصول انفجار في أحد المنازل في بلدة الشهابية في قضاء صور والواقعة جنوب نهر الليطاني، تردد أنه مستأجر من قبل «حزب الله» الذي أشار الى أنه حريق، أن «محور الممانعة استطاع أن يحقق انجازاً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، على مستوى المنطقة له انعكاساته على مستوى العالم».
وعدد نصرالله أطراف محور الممانعة أي المقاومة في فلسطين والمقاومة والمعارضة في لبنان، وسورية وإيران والمقاومة في العراق، معتبراً أنه «هزم المشروع الأميركي الهادف الى تثبيت الكيان الإسرائيلي وتصفية المقاومة الفلسطينية والمقاومة في لبنان وإسقاط النظام الممانع في سورية وإغراء إيران وتغريبها تمهيداً لضربها وإسقاط نظامها الإسلامي». ومع انه قال إن «هذا لا يعني ان الصراع انتهى» أوضح «اننا نشعر بأننا نقترب من النصر أكثر من أي وقت».
ورد السيد نصرالله على تصريحات المدعي العام الدولي في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار الذي قال إن ما تسلمه من قرائن من «حزب الله» منقوص فقال: «نحن غير معنيين بالتحقيق الدولي ولا بالمحكمة الدولية... ونحن قدمنا ما لدينا للقضاء اللبناني أما إذا كان دور القضاء اللبناني صندوقة بريد بيننا وبين المدعي العام في المحكمة فنحن لسنا جاهزين»، وقال: «إذا كان القضاء اللبناني مهتماً بهذه القرائن وبالتحقيق مع الشهود الزور فنحن جاهزون لكل تعاون».
وجدد نصرالله الدعوة الى تسليح الجيش اللبناني عبر تشكيل وفود الى الدول العربية لتقديم السلاح للجيش، وإلى طلب مساعدة إيران في ذلك، والتي أعلنت عن استعدادها إذا طلبت الحكومة اللبنانية ذلك، منتقداً طرح البعض الشروط على السلاح من طهران منها ان توقف دعم المقاومة.
وتناول نصرالله اشتباكات برج أبي حيدر بين مسلحين من الحزب وآخرين من «جمعية المشاريع الإسلامية»، معتبراً ما حصل «حادثة لا يحتاج تقييمها الى القول إنها خسارة صافية لا محل فيها لمكسب لأنها خسارة انسانياً ومعنوياً وسياسياً وأمنياً وبشرياً بكل المقاييس».
وانتقد نصرالله الذي تحدث أمام حشد تقدمه عدد من القادة السياسيين بينهم المسؤول في «جمعية المشاريع» النائب السابق عدنان طرابلسي، من رأوا في الحادثة انها تعبير عن صراع ايراني - سوري واصفاً اياهم بالفاشلين، وقال: ان العلاقات الإيرانية - السورية «أفضل وأقوى من أي وقت مضى ولولا هذا التحالف لما سقط المشروع الأميركي». كما أكد ان العلاقة بين المقاومة وسورية «لم يأت يوم كانت أقوى وأكثر متانة ومن يلعبون بهذه العلاقة هم أولاد صغار يعيشون أوهاماً وأحلاماً يائسة».
وهاجم التوظيف والاستغلال الذي حصل وغمز من قناة رئيس الحكومة سعد الحريري من دون أن يسميه في معرض انتقاده لطرح موضوع السلاح بعد حادثة برج أبي حيدر، وبإشارته الى قوله «سنأخذ قرارات وسنرى من سيقف في وجهها»، ورأى نصرالله ان «الحمل على الحزب في هذه الحادثة استغلال خطير جداً يهدد الأمن ولا يحفظ السلم». وأضاف: «أنت لم تضع ملحاً على الجرح بل وضعت سكيناً عليها ملح، في قلبنا». لكنه انتهى الى الدعوة الى التهدئة «وأن نجلس معاً لنضع استراتيجية لمعالجة ملفاتنا».
ورد الحريري خلال حفلة افطار مساء امس بشكل غير مباشر على كلام نصرالله، وقال «انا ابن رفيق الحريري ورفيق الحريري هو رجل الدولة الأول. كما اني لست انا من يحمل السكين، فانا لا اعرف كيف احمل سكينا، بل احمل قلما واعطي كتابا وأعلم اناسا». واضاف «بيروت لكل اللبنانيين لكنها ليست عرضة للسلاح ولان تُنتهك بيوت الناس فيها».
وفي اشارة الى انتقادات مسؤولي «حزب الله» له على تفقده منطقة الاشتباكات في برج اي حيدر قال «انا اذهب حيثما اشاء ولا احد يحدد لي الى اين اذهب».
وكان نصرالله تطرق الى قضية إخفاء الإمام المغيب موسى الصدر ورفيقيه، معتبراً ان الصدر ورفيقيه «أحياء محتجزون في ليبيا ويجب إطلاق سراحهم».
وأحيا «حزب الله» يوم القدس في عدد من المناطق اللبنانية خصوصاً عند بوابة فاطمة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
أما على صعيد الانفجار الذي وقع في بلدة الشهابية ورددت المعلومات الإعلامية انه في مبنى مستأجر من قبل الحزب، فقد تضاربت الروايات حوله بين أن يكون احتراق مولد كهربائي أو قارورة غاز، فيما لاحظ مراسلو المناطق انتشاراً كثيفاً لعناصر الحزب حول البلدة وكذلك للجيش اللبناني ولم تتمكن قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) من دخول البلدة حتى مساء أمس فيما حلقت مروحية تابعة لها فوق البلدة لالتقاط الصور.
ونفت «العلاقات الإعلامية» في «حزب الله» ما تداولته وسائل الإعلام «حول وقوع شهداء أو جرحى في الحريق الذي حصل في بلدة الشهابية».
وأكدت في بيان ان الجيش اللبناني «يقوم بالتحقيق في الحريق لمعرفة ملابساته».
على صعيد آخر، أعلن «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية»، في بيان ان وفداً منه زار مقر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، حيث استقبلته مديرة مكتبه فاطمة ضياي ومساعده الخاص ماركوس بويون.
وسلم الوفد ضياي مذكرة من لقاء الأحزاب الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تشرح فيها الأحزاب وجهة نظرها حول «ضغوطات اللجان الدولية للتحقيق للنيل من وحدة لبنان الداخلية والسلم الأهلي، والملابسات التي رافقت ملف المحكمة الدولية منذ طلب إنشائها وحتى اليوم بعد أن ثبت تسييسها وبأنها أداة بيد الإدارة الأميركية وإسرائيل لزرع الفتنة في لبنان وحرف التحقيق عن مساره الصحيح بما يبطل عملها والهدف الذي أسست من أجله».
وقالت مصادر مطلعة ان الأحزاب طلبت إلغاء المحكمة.