العزيز استشهادي المستقبل

تحية عطرة لك ولجميع الزملاء المشاركين في هذا الموضوع
(f)

عزيزي
عندما لا يملك الإنسان وسائل الإقناع يفعل ما فعله صديقك الذي كنت تركب معه السيارة.
وعلى مبدأ القول:
" إذا ضَعُفت حجة الرجل... علا صوته"

السؤال الذي أطرحه دائماً على نفسي
لماذا أتعصب وأتجهم إذا سألني أحدهم سؤال خاص عن عقيدتي أو مبادئي أو اهتماماتي؟
طاما أنها تشكّلت عن قناعة وبعد بحث وتقصّي
لماذا لا أوضح للآخر وجهة نظري، بهدوء وبعيداً عن التشنجات؟
وأتعايش معه بحب سواء اقتنع برأي أم لا


عزيزي

نعم لقد تربى الغالبية منا على التحجر سواء لدينه أو لعشيرته ،أو حتى لمطرب ما، أو... أو... أو


إليك هذه القصة:

كنت في زيارة إحدى صديقاتي وكانت جدتها مقيمة عندها
وبينما نحن جالسون نتسامر ونتحادث
أدارات صديقتي إحدى قنوات التلفاز فأطلت أم كلثوم
فغيّرت صديقتي المحطة بحثاً عن شيء آخر
وإذ يجن جنون جدتها حينما قالت صديقتي "لقد مللت هذا الغناء الثقيل"
وأخذت الجدة تسب وتلعن هذا الجيل الذي لا يستطيع التمييز بين الخث والثمين

كل هذا لأنها تحبها وتربت في أحضان عائلة لا تسمع سواها،
وإذ بالجدة المسكينة تتحول إلى مقاتل سُخّر للدفاع عن هذه المطربة

هذه حادثة توضح لك تعصب البعض تجاه شخص، دين، مذهب ما، حتى ربما تجاه نوع معين من الطعام... الخ


رغم أنه لا يوجد أحد في هذا الوجود مستثنى من النقض
سواءً أكان الحديث عن أم كلثوم أو عن محمد(ص) أو عن أي نبي
فلكل إنسان رأي خاص به، يستطيع أن يعبر عنه

اختلاف الآراء وتنوعها يثري الحياة ويصبغها بألوان مزركشة

لماذا نتحاور إذا كنا ذوي رأي واحد؟
ولماذا لا نترك للآخر هامش من الحرية حيث يسعد في هذه الحياة حسب طريقته

عزيزي

أضف على ذلك أننا تحولنا وخاصة في الفترة الأخيرة إلى ببغاوات نردد ما نسمع
والأنكى أننا ندافع عنه بشراسة
وكل هذا قبل أن نخضعه لمحاكمة عقلية


لا أدري ما سبب هذا الكرم الطائي
فالبعض يعطي عقله إجازة مفتوحة
ويترك مشقّة التفكير على غيره :D:

لا أدري متى يعود هذا العقل إلى وظيفته الطبيعية ( التفكير، التحليل، المقارنة، البحث، المحاكمة، الحوار البناء، ...الخ)
أين نحن من الفكر النقدي اليوم؟؟
الفكر النقدي صانع الحضارات
لا أدري لماذا ابتعدنا عنه!!!!!!!!!!!!


أعتذر إذا جاءت لغتي بصيغة الجمع

لكنني أقصد هنا الغالبية وليس الكل، مع احترام خصوصية وفرادة وألق كل إنسان


تحياتي ومودتي
:yes:

امان كلام صحيح 100 % :9:

عزيزي استشهادي المستقبل، أكاد أجزم أنك على الطريق الصحيح مهما كانت بغيتك، لأنك تستخدم المحاكمة والعقل في الكثير من الأمور....

أؤيد آراء البقية في تغيير اسمك، وأقترح عليك اسم "استشهادي الماضي" كي لا تنسى الأمس.... :D

(f)

التحجر والتعصب نحو شيء معين ليس خاصاً أبداً بالعقائد الدينية بل يمتد إلى مناحٍ شتى لم تنجو منها مكافحات الفيروسات ونظم تشغيل الحاسبات (windows vs. linux) بل حتى لغات البرمجة تحولت عند البعض إلى "أديان" وبالذات إخوانا بتوع الـ C/C++ Onlyism :lol:

Array
غير صحيح....لو كان عندة نفس الشكوك مكنش اندهش واستغرب من تساؤلاتة

هو انفعل لانه حافظ ان لما الامور تيجي للدين فنحن نلقن فقط ومفيش مجال للتفكير......في الحقيقة نحن تربينا على التلقين في كل الامور وكان سيحصل له نفس رد الفعل لو احب ان يناقش مثلا ان ليس كل اليهود اعداء او اي خط احمر اخر اتربينا على حفظة
[/quote]

باعتقادي أنه انفعل لأنه رأى تجاوز على "المقدس" وصار المقدس الآن قيد الفحص والتحليل وهذا ما ينفر منه ضمير المتدين ويعتبر لغواً ولغطاً كبيراً. صاحبنا استشهادي أقدم على خطوة جميلة ولكنه توقع أن الطرف الآخر يكون على نفس الموجة ويسير بذات الخطى المتوثبة نحو العقل ذاته ولكن هيهات: الدين دائماً مجاله العاطفة؛ والويل لمن يخضعه للعقل، ويتوقع أن يكون ذلك رأي العوام. في الحقيقة، أجدني متعاطف مع صديق "استشهادي"، ذلك الأخ الطيوب الغيور على دينه، لأنه مخلص جداً وصادق جداً في عاطفته؛ ومن الظلم أن نطلق الكلام على عواهنه ونقول إنه "متحجر" وكأن المطلوب منه التهاون فيما هو أعز عليه من أبيه وأمه وإلا لما قالوا "بأبي أنت وأمي يا رسول الله".

أذكر ذات مرة أني دخلت غرف البالتوك منذ أكثر 6 أو 7 سنين مضت ووجدت مجموعة من الأقباط تنقد الإسلام وإذ بي الحمية تأخذني وأنا لست مسلم بالمرة وقلت لهم متهجماً على المايك: "لا تسبوا الرسول يا أولاد الكلب". ما تفسير ذلك؟ هل هناك تفسير عقلاني؟ أي عقل؟ وأي منطق؟ الأمر عاطفي محض ولا تحجر ولا يحزنون.