السلام الروحي،

سأقوم بفتح موضوع خاص لمناقشة ما تفضلت به.

Array
هلا كرداس،
القيد ما عنده خلاف، أعرس وهذاه يحتري الولد:P

أما بخصوص سؤالك فهو سؤال/ فخ، الإجابة المباشرة عليه لن توضح أكثر من أن تزيد الإشكال إشكالا، لذلك سأحوّم قليلا حول السؤال قبل أن أجيب عليه:

هناك عاملان اثنان يرتكز عليهما السؤال الذي تفضلت به: الوحي، والزمان.

- بالنسبة للوحي، فلنسأل هذا السؤال المتواضع في رسمه العظيم جدا في حساسيته: ما هو الوحي؟
ولتوضيح هذا السؤال لأطرح مجموعة من الإسئلة التوضيحية:
ما هو دور الرسول في إيصال الوحي؟ هل دوره مجرد النقل الأمين، بمعنى أنه تصل كلمات وحروف من السماء فيقوم بإيصالها، أي أنه مجرد قناة محايدة لا تتدخل أبدا في صياغة ما يجري خلالها؟
هناك إجابتان: نعم ولا. من يقول لا، هو التيار المعتزلي المهزوم والذي يرى القرآن مخلوقا وبالتالي خاضع للزمان والمكان. ومن قال نعم، اهل الحديث والأشاعرة الذين أعتبروا القرآن كلام الله، الذي هو صفة قديمة قدم الله نفسه، وبالتالي لا شأن لها بعالمنا المتغير. وأنت تعلم نتيجة تلك المعركة السياسية والأيديولوجية التي حدثت بين الفريقين.

وبغض النظر عن زاوية النظر للمسألة (هل القرآن كلام الله أم لا) فإن تحديد مدى علاقة الوحي بشخص النبي وسيرته وتكوّن الدين، هي نقطة حاسمة للإجابة على سؤالك.

- بالنسبة للزمان، فأنا أعني علاقة الخلف بالسلف، وهي علاقة تقديسية، لا شأن لها بالدين. وهي متفشية بقوة لدى العرب، رغم أنها لم تكن محصورة بهم .. فعقيدة عبادة الآباء والأسلاف عقيدة منتشرة في حضارات وتجمعات بشرية متنوعة.

فالعرب عبدت "اللات" و"العزى" و"مناة" .. وهم "أسلاف" بمعنى من المعاني . كما أنهم قاموا بتصنيم الجماعة الأولى (السلف الصالح)، تصنيما هو كالجدار العازل بيننا وبين الوحي نفسه. وهذه العلاقة التقديسية تبرر منطقيا بالـ"قرب الزماني" وبالـ "نقاوة اللغة"، على اعتبار أن الوحي: نص بالمقام الأول. كما أنها تبرر ميتافيزيقيا بالـ"خيرية" التي خلعتها عليهم بعض نصوص الأحاديث.

وعودة على الملاحظات التي قدمتها للتبرير المنطقي، واعتمادا على إشكالية الوحي نفسه، أقول - كإجابة على سؤالك- التالي:

أولا، أبو بكر وعمر وغيرهم لم يكونوا رجال معرفة، بقدر ما كانوا رجال دعوة وتغيير. يتجلى ذلك في بعض المقولات التي وردت عن عمر في معنى كلمة "أبا" في القرآن وغيرها. ما أريد أن أقوله أن مجهوداتهم العملية كانت أضخم بكثير من مجهوداتهم "التنظيرية " و"المعرفية البحتة". وهذا ليس شاملا لكل الصحابة، بقدر ما هو مؤكد أكثر في كبارهم. إذ أن صغار الصحابة بعد احتكار السلطة السياسية في يد بني أمية، توجهوا للتزود المعرفي، كابن عمر، وابن عباس ...وغيرهم. هذا الجيل الثاني كانت علاقته مع القرآن محكومة بالمعرفة المعترف بها ذلك الوقت ، وهي المعرفة "الكتابية" - نسبة لاهل الكتاب- فكانت ترد بعض المقولات عن ابن عمرو بن العاص أنه وجد زاملتين من كتب النصارى، ويرد عن ابن عباس بعض الأخبار التي لا نعلم من أين له أخذها سوى من المعارف الكتابية، كالقصص التي يرويها عن الأنبياء والمعارف الكونية وغيرها.

وهذا التحديد للأفق المعرفي للصحابة، ضروري للإجابة على ما تفضلت به.

ثانيا، على افتراض أننا اخترنا أن القرآن هو كلام الله، فهنا يرد سؤال: هل هذا يعني أننا قادرين على معرفة مراده؟ هل يمكن للمعرفة البشرية أن تتطابق مع المراد الإلهي المطلق؟
الإجابة هنا هي قطعا لا، وبالتالي إما أن تكون معرفتنا بالوحي تقاربية .. أي أنها تقترب أكثر فأكثر إلى المراد الإلهي، مع تطور الوسائل والأدوات ..إلخ. أو أنها معرفة تمت وانتهت في العصر القديم، وكل معارضة لها هو "انحراف" .. هو "ابتداع".

أنا - في هذا السياق- اختار الإجابة الأولى. وهي تفضي إلى القول أننا نستطيع ان نفهم من القرآن فهما هو أقرب لمراد الله من فهم أبو بكر وعمر ..إلخ.

شكرا لك ، وتسانك قريّب من الرياض خن نشوفك، به عيال يصلحونلك:P
[/quote]
هذا شيء عظيم ..
/
ولكن كمسلم كيف تفسر الآيات والأحاديث التي تأمر باتباع السابقين والجماعه وأن الدين قد كمل والنهي عن الإحداث فيه ؟
/
وكيف ترد على من يقول :
"إذا تحللنا من ( قيد ) فهم السلف فسوف نتخبط و نتفرق ولن يبقى من الاسلام الا اسمه وتحريم القتل والسرقه .. يعني كل قارىء سيكون له رأي و فرقه !"
/
/
ومن يقول :
"نحتاج هذا القيد ( صدقني جايه معي بالصدفه ) وكثير من القيود والقواعد لنبقى جماعه متماسكه , وهو هدف نبيل يعضده الدليل"
.
بلغ تحياتي القيد وبلغ أنه موجود في كل سطر من كتاباتي
.
شكرا على الدعوه وهي غاليه على قلبي ولكن أخاف أن تقلب مخي !!

Array
هذا شيء عظيم ..
/
ولكن كمسلم كيف تفسر الآيات والأحاديث التي تأمر باتباع السابقين والجماعه وأن الدين قد كمل والنهي عن الإحداث فيه ؟
/
وكيف ترد على من يقول :
"إذا تحللنا من ( قيد ) فهم السلف فسوف نتخبط و نتفرق ولن يبقى من الاسلام الا اسمه وتحريم القتل والسرقه .. يعني كل قارىء سيكون له رأي و فرقه !"
/
/
ومن يقول :
"نحتاج هذا القيد ( صدقني جايه معي بالصدفه ) وكثير من القيود والقواعد لنبقى جماعه متماسكه , وهو هدف نبيل يعضده الدليل"
.
بلغ تحياتي القيد وبلغ أنه موجود في كل سطر من كتاباتي
.
شكرا على الدعوه وهي غاليه على قلبي ولكن أخاف أن تقلب مخي !!
[/quote]


للإجابة على ما تفضلت به، هناك قضيتين رئيستين:
هل تقيّد السلف بهذا القيد؟
الجواب طبعا بأنه لا، وأنه قيد حادث. وهنا يأتي السؤال: هل عدم تقيدهم كان نتيجة أنهم على وعي بأن هناك ثم رعاية إلهية لمنتاجتهم الثقافية وذلك لما سيمثلونه من قيد لمن بعدهم؟

أبدا .. وإليك شيئا من كيفية التعامل السلف مع بعضهم:
1- كان مالك يقول عن ابو حنيفة: (ما ولد في الإسلام مولود أضر على أهل الإسلام من "ابي حنيفة")
2- ويقول عنه ابن حزم: "كانت فتنة أبي حنيف على هذه الأمة أضر من فتنة ابليس في الوجهين معا: في الإرجاء، وما وضع من نقض السنن".
3- وفقيه مصر "أشهب" كان يخطئ مالك في مسائل، فكرهه "أسد بن الفرات" وقال عنه: "ما أشبه هذا إلا كرجل بال إلى جانب البحر، فقال : هذا بحر آخر"
4- أن ابراهيم بن أبي يحيى كان يدعو على مالك.
5- وأشهب - سابق الذكر - كان يدعو على الشافعي بالموت.
6- يروى عن مالك أنه انقطع عن الصلاة في مسجد المدينة سبع سنين أو أكثر قليلا، فلا يحضر الجمعة ولا الجماعة. وعاب عليه علماء المدينة ذلك كابن اسحاق، وابن الماجشون، وعيروه بأنه "لا يحضر المساجد ويغشى مجالس الأمراء". وتروى روايات أنه كان لا يفعل ذلك لأنه مصاب بسلس البول، او أنه فتق فصارت تصدر منه ريح كره أن يضايق بها المصلين.
7- اعتبر بعض اهل الحديث مالكا "مدلسا"، بالمعنى "الحديثي" للكلمة. أي أن لا يموه بهوية عمن روى الحديث. وكان مالك يفعل ذلك في الاحاديث التي يرويها عن عكرمة.


وهناك الكثير من مثل هذه الأقوال التي تبين لنا عصرا يعيش فيه بشر مثلنا: يتخاصمون ويختلفون ويصل بهم الحد في الخلاف إلى الاعتداء الاخلاقي باللعن والسب والشتم والدعاء ...إلخ. واستشعار هذه "التاريخانية" تهوّن من أمر تلك النصوص المطلقة المحتملة والتي تصور ذلك العصر بشكل نمطي كانه الجنة نفسها.


هذا أمر ، الامر الآخر هو هذا السؤال التأسيسي: ما هو الإسلام؟

الدين الإسلامي يتميز بعدة صفات إشكالية، وهي كالتالي:
1- ختم النبوة.
2- عالمية الدعوة.

فهو لأنه دين موجه لكل العالم، ليس مقتصرا على شعب ما، ولانه آخر الأديان كما يوضحه معنى ختم النبوة. فهذا يصطدم مع الكيفية التي تأسس بها هذا الدين: باعتبار أن النسق والسياق الذي تشكل فيه هو سياق الثقافة العربية التي ابتدأ معها. سواء من ناحية اللغة، أو نوعية العبادات، أو تحديد الأماكن المقدسة، بل حتى رموز الطقوس من سجود وركوع، كل هذا متكيف تماما مع خصوصية ثقافة واحدة هي الثقافة العربية في ذلك الزمان.

وهنا تبرز الإشكالية العظمى: كيف يمكن التوفيق بين عالمية الرسالة وختمها وبين خصوصيتها الثقافية التاريخية؟
هذه الإشكالية برزت أولا في العصر القديم ولكنها حسمت بهذا الشكل: بأن أدمجت الثقافة العربية الخاصة في الإسلام نفسه، وأصبحت هي هي .فأصبح على الفرد الغير عربي عندما يسلم عليه أولا أن يندمج في الثقافة العربية، ثم بعد ذلك يستطيع التعبد. عليه أن يتعلم العربية ، أن يختتن، أن يأكل الأكل العربي، أن يتعبد بالرموز الطقسية العربية.

هذا الاختيار الثقافي كان سهلا جدا في ذلك الوقت، نتيجة كون السيادة الحضارية بأيدي العرب، والامبراطورية هي نزعة هيمنة في المقام الأول، والهيمنة الثقافية أحد أبرز تبدياتها، فكان هذا الاختيار يتمشى مع واقع العصر الذي يسعى إلى جعل الثقافة العربية مهيمنة عالميا بسبب ارتباطها بالإسلام. تماما كما يفعل بوش هذه الأيام عندما يريد فرض الثقافة الامريكية علينا مستغلا ظروفا موضوعية تتمثل بوسائط الاتصال وغيرها.

من هذا المنظور يصبح قيد السلف قيد ثقافي. ولهذا نجد الشاطبي يقول "أن هذه الشريعة أمية"، وذلك انطلاقا من أمية أهلها. وهنا نستطيع التساؤل: هل الإسلام نزل ليغير ثقافات الشعوب أم جاء ليهدي الناس على اختلافهم وتمايزهم؟ ما أفهمه أنا من آية "جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"..هو المعنى الثاني لا الأول.

طبعا هذا الكلام يرفض رفضا تاما هذه الايام، خصوصا في حرب الهويات الثقافية التي تجعل أي نقد هو قرينة عمالة حضارية...

بسم الله الرحمن الرحيم
نشهد نحن المسلمين أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله تعالى إلينا أرسله بالهدى ودين الحق، وتتضمن رسالته ما أراده الله تعالى منا فعلاً وتركاً وما أراد أن نعلمه،وليس لنا إلا أن نتبع هذا الرسول الكريم فيما جاء به لأن من البدهي أن شهادتنا أنه رسول الله تعني أننا مستعدون لاتباعه في كل شيء من أقواله وأفعاله وذلك يعني أن نتتبع ما أمر به أو نهى عنه أو قاله ونتبعه فيه. ولا يكون ذلك إلا بالتلقي عنه صلى الله عليه وسلم.
ولذلك فشرائع الدين (نقل محض) أي أنها لا تعرف إلا من خلال النقل بصوره المعروفة ومنها التقليد والعرف... ولا يوجد من يستطيع القول بأنه يستطيع الاستدلال على ما يريده الله تعالى بنفسه بل الدين نقل محض، كما أن النصوص يجب أن تفهم بحسب عرف المتكلم بها وليس لأحد الحق في أن يفهم من النصوص كما يشاء وإذا ادعى أنه فهم منها شيئاً لم يفهمه أهل اللغة أنفسهم فهو مختل أو كاذب في ادعائه.
ومن هنا كانت مقولة (فهم السلف) فالصحابة رضي الله عنهم هم الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاصروه وسمعوا كلامه وشاهدوا أحواله فهم الذين يفهمون ما يقول بدقة دون غيرهم من الناس الذين لم يشاهدوه ولم يروا أحواله وكيف طبق القرآن وما نزل إليه من وحي.
فالشرائع ليست مرتبطة بالنصوص وحسب ولم يعط الله تعالى الحق لأحد أن يعيد فهم النصوص متى شاء بل ربط الله تعالى النصوص بالعمل الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي فسر القرآن بقوله وفعله وتركه وتقريره وسكوته وتصرفاته...وكل ذلك شاهده الصحابة (السلف) لا سواهم ولذلك فإن فهمهم هو الفهم الصحيح للإسلام.
ولكن لا بد من التفريق بين (التشريع والفهم) فالتشريع لله تعالى وحده فهو الذي له الأمر كله وليس لأحد من الأمر شيء أما الفهم فهو تصور ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وهو نقل محض كما أشرنا فالصحابة يفهمون ولا يشرعون. ولعل لنا عودة للموضوع

Array
هذا شيء عظيم ..
/
ولكن كمسلم كيف تفسر الآيات والأحاديث التي تأمر باتباع السابقين والجماعه وأن الدين قد كمل والنهي عن الإحداث فيه ؟
/
[/quote]

وعلى الأرجح أن أمر الوحي بالاتباع يفهم اليوم كما يفهم قبل ألف سنه ..
/
/
عفوا وش قال القيد في هذا الموضوع فأنا كثيرا ما اتبعته .. :mellow:

تحية تقدير لك عزيزي العاقل على ما تفضلت به ، أتابع ما تكتبه ، وأشعر أنه يخرج من مشكاة "إسلام المجددين" فهل هذا شعور صادق ، أم ضرب من التخمين ؟
وتقبّل التحية

هناك انتقادات للسلفية من العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية كمعارضتها للتعددية السياسية الحزبية وحقوق الانسان والدستور والديموقراطية والمجتمع المدني والمواطنة الخ ...

المفكر الليبرالي تركي الحمد يتكلم ويشير إلى السلفية


http://www.memritv.org/clip/en/1700.htm