Arrayعزيزى ابراهيم
تحية طيبة
ما هو تفسيرك او التفسير الذى تقتنع بصحته لقول بولس فى رسالته الى تيموثاوس :
"كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" (2تيموثاوس 3 : 16).
[/quote]
أخي العزيز:
تفسيري لهذه الآية التي قالها بولس هو أن الكتاب ككل، بمفهومه الشمولي لا التجزيئي، نافع لتعليمي أنا إبراهيم وتقويمي وتأديبي في البِر. لاحظ كلام بولس وهو أن يكون الإنسان منا "إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح". إذا، هي قضية قراءة هذا النص قراءة شمولية (لا وكأنه كتالوج ثلاجة أو كتالوج مفصل لأي ماكينة كهربائية وهنا خطر التجزيئية) وليست بعيون داود أو ناثان ولكن بعين المسيح نفسه على أساس أن الوحي في المسيحية ليس على طريقة "أهل الكتاب" وإنما التنزيل الحقيقي هو تنزّل ابن الله ربنا يسوع المسيح إلى عالمنا وإعلانه جوهر الألوهة لنا في كينونته. وعليه، لا يمكن تفسير أي شيء في الكتاب المقدس أو بالأحرى تأويله إلا في ضوء "المسيح". مجيء المسيح أضاف لقراءة الكتاب المقدس بعداً يجدد شبابه ويعطيه الحياة حينما يتيقن القاريء أن الهدف من مجيء المسيح ليس الإتيان بكتاب مبين وإنما هو "أتيت لتكون الحياة للناس ولتفيض فيهم بوفرة" يوحنا 10: 10. هدف المسيحية هو الحياة وليس أبداً مجرد إقامة دين جديد أو أفكار جديدة.
Array1- ما هو الكتاب الذى يقصده بولس ( العهد الجديد - العهد القديم- الاسفار القانونية الثانية - جميعها)؟[/quote]
في ذلك الوقت العهد الجديد لم يكن قد دوّن وكانت لفظة الكتاب تشير إلى كل الأسفار السابقة من عهد قديم وربما أسفار قانونية ثانية. هو يريد أخذها وأخذ العبرة منها قدر المستطاع ولكن هذه المرة يقرأونها في ضوء المسيح وستلاحظ أن بولس يستخدم هذا الأسلوب في جميع رسائله. يتحدث عن الحدث من العهد القديم ويسرع فوراً ويحضر المسيح ويلبس هذه النصوص ثوب المسيح. هذه النصوص بدون المسيح تبقى مبتورة بحسب الفهم البولسي. لكن يبقى الهدف في قراءة هذه النصوص وبعيون المسيح هو دائماً وأبداً "التَّعْليمِ والتَّفنْيدِ والتَّقْويمِ والتَّأديبِ في البِرّ، لِيَكونَ رَجُلُ اللهِ كامِلاًَ مُعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صالِح". لاحظ أن هناك هدف ترمي إليه القراءة لهذه النصوص وليست قراءة لهدف القراءة أو أنها وحي إملائي وقراءة كل حرف سيكتب له حسنة أو شيء ولكن الهدف هو أن يصبح إبراهيم عرفات "رَجُلُ اللهِ كامِلاًَ مُعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صالِح"، والعبرة بالخواتيم، والعبرة بالمقصد، والعبرة بالنهاية.
Array3- ما هو موقفك من التقليد الكنسى والتسليم الرسولى ( = التواتر عند الاسلام[/quote]
الرسل ومن تسلموا من الرسل الإيمان القويم هم "سحابة من الشهود" ولا يمكن أخذ الإيمان المسيحي مبتوراً بدون أباء الكنيسة ولهذا سأقرأه مع إيرينئوس وأثناسيوس وأغسطين وبوليكارب ومار أفرام ومار اسحق السرياني وكل هذه الجماعة التي تسلمت الإيمان وحافظت عليه. طبعا يجب أن أقرأ بوعيّ نقدي وهذا ما يمسيه الأباء النساك "الإفراز" أي أني أفرز بروح الله ما هو لله في النص وأتمسك به وأنال الحياة وهذا أمر بولس لي شخصيا فقال: امتحنوا كل شيء وتمسكوا بالحسن.
Array- يقول يهوة فى العهد القديم (من فم الكاهن توخذ الشريعة) فما هو فهمك لهذه الاي[/quote]
الكاهن هو وكيل أسرار الله ويسلمها لي وأتلقن التعليم المسيحي في بساطته منه وهو ليس مطالب أن يقدم لي فيثاغورس وكانط أو أي "أفكار مجعلصة" ولكن يعلمني ما يعدني للسير في الحياة الأدبية؛ ذلك التعليم المسيحي في بساطته وهو أحبب الرب يا إبراهيم وأحبب قريبك كنفسك وكحبك لله. وعليه؛ من فم الكاهن تؤخذ الشريعة. لا مشكلة عندي مع ذلك. اليوم يوجد كهنة آخذ منهم التعليم والعبرة المسيحية الإيمانية وهم يتكلمون وأنا أسمع وكلي إنصات مثل الأب بولس الفغالي والأب متى المسكين والأباء اليسوعيين بوجه عام والمطران جورج خضر والبابا شنودة والذي أعجبتني رسالته الأخيرة حول ميلاد المسيح وتأثرت بها. من فم الكاهن تؤخذ الشريعة. الإيمان يعني خضوع الحب والطاعة المحبة.
Array
ارجو الا اكون قد اثقلت عليك بمثل هذه الاسئلة ولكن يهمنى جدا فى نقاشى معك ان اعرف مفهومك عن المسيحية
فليس من المعقول ان اناقش ارثوذكسى وانا استشهد بمارتن لوثر[/quote]
لا إثقال أبداً ولا أي شيء. سامحني أني كنت مشغول في البداية وكنت مطالب بتحقيق التزامات ضخمة ومن الجيد أنها انتهت وتفرغت بعض الشيء وبالي استراح أكثر.
مفهومي عن المسيحية يا عزيزي بسيط. آخذ من كل الناس وكل شيء في ضوء الرب يسوع المسيح. هو المحكّ الرئيسي. من جهة مارتن لوثر بصراحة أكرهه لعنصريته وأنه رجل شقاق وضلال.
هناك كتاب أرى أنه ربما يوضح فكرتي عن فهمي للوحي المسيحي وهو للأب فاضل سيداروس اليسوعي وبالمناسبة، وفي اعتقادي، المسيحية تأخذها عن الأباء الجزويت.
الكتاب موجود في موقع إسلاميات
http://www.islameyat.com/ وهو بعنوان "بين وحي الله وإيمان الإنسان" وقرأته وكأني عثرت على كنز ومن يومها وأنا أشعر بفرح المسيحية في قلبي ولا يخامرني أي قلق من جهة إيماني المسيحي. على فكرة، أنا مسيحي منذ عام 1987 والآن مضى حوالي عشرين سنة لي في المسيحية ومرت وكأنها لحظة ولا أصدق كيف تمر الأيام بهذه السرعة. وبهذا أكون قد قضيت القسط الأكبر من عمري في المسيحية بما أني دخلت الآن سن الأربعين. لم أندم لحظة واحدة على اختياري هذا. صحيح قرفت من كثير من المسيحيين ولكن الرب شيء آخر "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب". عندك دير الأباء اليسوعيين في الإسكندرية فعليك بهم بما أنك في الإسكندرية فيما فهمت وربما القراءة أولاً في كتبهم حتى تناقش فيما قرأت إذا أحببت. شكراً على صبرك معي وأنا آتي لنادي الفكر الآن مخصوص لأجل موضوعك وشاكر لأجل امتياز الحوار معك. المسيح معك ونهارك سعيد.