في العصور الموغلة في القدم لم يكن الذكر يعرف دوره في عملية خلق الحياة، حين عرف دوره حاول أن ينكر دور الأنثى، يبدو أن الآلهة الأنثى في الديانات التعددية كانت تفوق الآلهة الذكور عددا ومكانة كلما أوغلت هذه الديانات في القدم، مع الوقت أصبح الآلهة الذكور أكثر عددا وسلطة وحكيت قصص عن تغلب الآلهة الذكور عليهن وتحدي الرجال من الإنس لهن، حتى أصبحت الآلهات مجرد زوجات للآلهة الذكور كما أصبحت الملكات مجرد زوجات للملوك، حتى ظهر التوحيد الذي يقول بأن الله ليس له صاحبة ولا يحتاج لأنثى كي يكون له ولد لأنه خالد، أما الملوك فقد حجبوا نساءهم ولم يعدن يجلسن معهم على العرش، لن نرى يوما زوجة الملك السعودي تصافح زوجة رئيس أمريكة مثلا..

Array
مرحبا طيف

لا شك أن هناك في التاريخ القديم إلهات إناث إذا صح التعبير عند الإغريق والرومان وقدماء المصريين والبابليين ، لكن المعلومات التي لدي أن الإلهة الأنثى وجدت في المجتمعات التي تقوم دياناتها على تعدد الآلهة وتخصصها وليس في الديانات التوحيدية وليصحح هذه المعلومة لي أي خبير وقارئ متبحر في تاريخ العالم القديم.

اعتمادا على النظرية التي تطرحوها هنا من أن صورة الإله هي الصورة المثلى للإنسان الكامل والمتفوق ، كما يتخيلها انسان في زمان ومكان ما ، واعتمادا على أن هذه الأخيرة هي بدورها تمثل انعكاسا لمستوى التطور الإنساني الحضاري والمعرفي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي الذي وصلت إليه هذه المجتمعات.

فإن المجتمعات المحاربة الرعوية "غير المستوطنة" التي تعيش على الغزو ، تكون قيمة الذكر فيها أعلى ويكون الإله فيها بالتأكيد ذكرا وهذا بالتأكيد ينطبق على الإسلام لأنه ديانة نشأت في بيئة الجزيرة العربية.

ربما يكون هذا الكلام صحيح نظريا، لكن هناك ملاحظة بسيطة تجد الإشارة إليها هنا وهي أن الإسلام يعتبر الإله (الله) منزها ً عن الجنس فهو ليس ذكر ولا انثى كل ما في الأمر أن قواعد النحو والصرف في اللغة العربية تتحدث عن الإله ولفظ الجلالة وتشير إليه بصيغة المذكر ، تماما كما تتحدث عن القمر بصيغة المذكر والشمس بصيغة المؤنث مع العلم انه لا القمر ذكر ولا الشمس اثنى.

بالفعل المرأة تهب الحياة لكن ليس من خلال دورها البيولوجي فالذي يهب الحياة بهذا المعنى هما الذكر والأثنى مجتمعين ، فالتلقيح أو الإخصاب عملية أساسية لا يمكن للحياة ان توجد و تتخلق بدونها ، المرأة برأيي تهب الحياة من خلال ممارستها لدور الأمومة في الطبيعة والذي لولاه لما تمكنت الكائنات الحية من الدخول والاستمرار في الحياة ، ولهذا السبب تحديدا كانت الأسرة الإنسانية الأولى هي أسرة الأمومة حيث كان ينحصر دور الذكر في الإخصاب فقط وكانت الأم تعرف صغارها وهي سيدة هذه الأسرة وليس للأب علاقة بالأسرة بالضبط كما هو الحال في عالم الحيوان ، ولهذا السبب ايضا تعتبر اسرة الابوة التي اصبح فيها الاب هو سيد الاسرة خطوة تمثل صعود إلى الأعلى وارتقاء إنسانيا لأنها كانت تمثل عملية ابتعاد عن المملكة الحيوانية في حين تمثل اسرة الأمومة نكوصا حضاريا إلى الأسفل ونزولا إلى عالم المملكة الحيوانية

تحياتي (f)
[/quote]


أهلين ثندر (f)

أتفق معك بأن دور الانثى كألهة انحسر مع بداية ظهور الاديان التوحيدية , لابل قد تغيرت صورتها من الجنس الباعث على النماء والخصوبة والجمال والحكمة احيانا , الى ما صوّرته قصة الخلق وكما جاء في اساطير العهد القديم .. حواء التي اغوت ادم واخرجته من الجنة واورثت بناتها واحفادها اللعنة ( بالالم ستلدين )وقصة خلقها من الضلع الاعوج وبصعود نجم يهوه او
Jehovah الاله الذكر المحارب والذي لايشق له غبار في معاركه الحربية ضد خصومه .. ربما الدين اليهودي الدين التوحيدي الوحيد الذي عادى المراة

الا ان دور الانثى عاد من جديد على يد السيد المسيح عندما ولدته امه العذراء من روح القدس وعادت الانثى التي هي زوجة الاله وام الاله لتجسد محور الديانة المسيحية
وفي الدين الاسلامي ايضا الدور البطولي الاسطوري لفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد و قد اعاد الانثى للدخول الى حلقة العبادة من جديد

Array
فإن المجتمعات المحاربة الرعوية "غير المستوطنة" التي تعيش على الغزو ، تكون قيمة الذكر فيها أعلى ويكون الإله فيها بالتأكيد ذكرا وهذا بالتأكيد ينطبق على الإسلام لأنه ديانة نشأت في بيئة الجزيرة العربية.[/quote]

مارأيك بوجود الالهة الثلاث في الجاهلية قبل الاسلام وفي الجزيرة العربية وثلاثتهن من الاناث .. اللات والعزى ومناة ؟
الم يكن مجتمع الجاهلية قبل الاسلام مجتمع قائم على الحروب والغزوات وعلى ان يكون الذكر متفوق عضليا ؟

المجتمع الجاهلي العربي فيه بقايا من الحضارة الأمومية القديمة، صحيح أنه كان مجتمعا ذكوريا فيه وأد بنات ولكن آثارا من الحضارة السابقة التي وجدت قبل ظهور عاداته وعقليته الذكورية كانت واضحة، اللات والعزى ومناة، ذكر المرأة في مستهل كل قصيدة شعر حتى لو كانت موجهة الى ملك أو نبي، نسب الرجال إلى أمهاتهم، وجود أمثال وأقوال منسوبة إلى نساء أوتضرب بهن المثل..الخ.

العهد القديم في التوراة ذكر أن آدم وحواء كانا واحدا وانقسم نصفين ، العهد الجديد ذكر انها خلقت من ضلعه وسارت المسيحية والاسلام على الأسطورة الأخيرة.