هناك مصطلحات زحفطونية عجيبة تحاول تجميل وجه النظام الهرم بما أوتيت من أساليب التعبير الإنشائي العقيم!
فوجئت أبان رحيل حافظ بأبواق النظام وهي تصف الجمود في مسيرة الوطن بالاستقرار!
أصبح غطيط رئيس على قلب شعبه لمدة ثلاثة عقود ونيفا محمدة تسجل له في تزوير هؤلاء المطبلين، وصار من واجبنا أن نسبح بحمد القائد (الخالد!) لما أنعم به علينا من نعمة الاستقرار..
جمود الوطن وسرقة ثرواته، واستنزاف موارده بعصابات الفاسدين المفسدين على مدار أربعين سنة من حكم البعث حتى هلاك راعي كل ذلك الفساد، أصبح نقطة مضيئة يتفاخر بها الزحافطة!
وميزانية النفط التي لم يبق له غير بضع سنين حتى ينضب من قطرنا لم تكن حتى عام 1998 تدخل في الموازنة العامة للدولة دون حسيب، كل ذلك يهون في سبيل (نعمة الاستقرار)
بنية الوطن التحتية التي لم تتطور على مدار الأربعة عقود بل كانت أقرب للجمود، وواقع التنمية الذي يسير سير سلحفاة أنهكها المرض فزادها بطأ على بطء، كل هذا لا يعني في عرف الزحافطة غير (نعمة الاستقرار)
الأرض السورية المحتلة (ولا أقول اللبنانية ولا الفلسطينية لأننا سئمنا متاجرة النظام بكل ما لا يعنيه ويؤثر عليه) هذه الأرض التي تجاوزت أربعين سنة في التيه على حالها دون أي حراك عسكري أو سياسي مسؤول لتحريرها كل هذا لا يعدو في عرف الزحافطة أكثر من نعمة استقرار!
مبادئ البعث الذي انفجر فينا انقلابه ليبشرنا بالوحدة والحرية والاشتراكية لا تزال مكانك راوح، ولا يزال خطباء البعث والنظام يجترونها في كل محفل ومهرجان، وكل هذا من أدبيات (نعمة الاستقرار)
واليوم...
اليوم يخرج علينا الزميل أميرشو بمصطلح جديد هو التعايش!
ولو أنه وغيره كانا يؤكدان على واقع التعايش الاجتماعي الذي كان عنوان بلدنا على مدى عقود بل قرون، خلا استثناءات محدودة، لما كان لنا إلا أن نحيي فيه روحه الوطنية التي عزت في زمن جلد الذات والكفران بالهوية!
لكنني لحظت أنه يتجاوز ذلك الواقع الاجتماعي ليجعل التعايش نعمة من نعم نظام بشار وأبيه أيضا!!
وتماما كما هي سورية بلد الاستقرار الأوحد، فهي أيضا بلد التعايش الوحيد في المنطقة!
ليس في (سورية اليوم) أي تمييز طائفي يجعل بعض العلويين يهيمنون على البلد بقطاعاتها المدنية والعسكرية والأمنية
أبدا..
وليس في سورية أي أحقاد دفينة تحت الرماد تؤججها سياسات النظام الحمقاء..
بالعكس..

سورية اليوم وطنا لكل السوريين بلا تمييز على أساس حزبي ولا طائفي ولا عرقي...

وماذا لو أن دستورها نص على أن: (حزب البعث العربي الاشتراكي) هو -وهو فقط، بلا انتخاب ولا تفويض- الحزب القائد في المجتمع والدولة ويقود (دمية يسميها) جبهة وطنية تقدمية

وماذا لو أن دستورها الذي وضعه الراحل بعد انقلابه، وطرحه على استفتاء التسع تسعات المعهود لينص على أن يكون رئيس الجمهورية عربيا مسلما دون غيرها من الأقليات، ونعم التعايش..

وماذا لو بدا أنه ليس من حق الأكراد وغيرهم من الأقليات أن يعلنوا عن هويتهم القومية حتى يضطروا للتصريح المزور أنهم جزء من الشعب العربي السوري وما كان كثير منهم عربا بالمفهوم العلماني المحدث للعروبة، بل كان القدماء منهم قريبون من العرب يوم أن كانت ثقافة الإسلام الحضارية تجمع الشعبين في رحاب وطن واحد، وآنذاك كانا متعايشين معا، واختار شطرهم التعرب طواعية، فلما أكرهوا على القومية العربية اليوم كفر بعضهم بها وبحاملها الحضاري (الإسلام)!

وماذا لو أنك فتشت مفاصل النظام الأساسية، فهل ستجد أن التمييز الطائفي دعاية مغرضة ضد سورية يطرحها أعداء سورية، أم أنك سترى بأن الممارسات الطائفية أصدق أنباء من الكتب والخطب وسائر التدبيجات والماكياج الذي يزور حقيقة وجه النظام القميئ..

لا نريد أن نبدو كمن يدير ظهره للواقع، ويتحدث عن الغد المأمول..

لا بد لنا أن نتوقف عند واقع الطائفية في قطرنا العربي السوري، ومرتسماته على جبهة الوحدة الوطنية.

إنه إذا كانت جميع الأقليات في العالم تشكو من تغول الأكثرية عليها، وهضمها حقوقها، والحد من حريتها، أو الطغيان على خصوصيتها؛ فإن الوضع في قطرنا العربي السوري معكوس!!

تتغول في وطننا أقلية مذهبية على أكثرية مطلقة، وتمارس عليها شتى سياسات الاستلاب والإذلال، وتجعل من أبنائها مواطنين من الدرجة الثانية، ولعل هذا من عجائب التاريخ!

إن الادعاء بإلغاء الفروق المذهبية، وتغيير مفاهيم الأكثرية والأقلية، لا تسانده السياسات العملية، والمناهج الحاكمة من جهة، كما لا تسانده الروح العام التي تحكم العالم من أقصاه إلى أقصاه، حيث يتحكم دستور عرفي هو فوق أي دستور مكتوب، في إضفاء صبغة عامة على سلطة أي بلد مهما كان مغرقاً في العلمانية.

أن الإشارة إلى الواقع الطائفي، ونقد الممارسات الطائفية والحديث عنها لا يعني الوقوع في فخها أو ممارستها، وهذا موقف آخر مغلوط، ومجاف للحقيقة، طالما عوملنا على أساسه. إذ كيف تتضح الممارسات الخاطئة، إذا كان كل من يشير إليها واقع فيها. وحسب المنطق الأعوج فإن قضاة العالم أجمع هم أعتى المجرمين، لأنهم يحاكمون الجريمة ويتتبعون أصحابها.

حقيقة الممارسة الطائفية في قطرنا واقعة مستعلنة، لا تقبل المجاحدة..

ويكفي للشهادة عليها تتبع الإحصاءات العامة في مفاصل البنية الوطنية: العسكرية والسياسية والإدارية والديبلوماسية والعلمية. وستكون نتائج الإحصاءات الفاقعة ناطقة بكل الحقائق التي تسيء وتريب.

ومع أننا ندرك في السياق ذاته أن ما يصيب أبناء الوطن أجمع من غبن وظلم، يصيب تسعة أعشار أبناء الطائفة، حيث يتميز المستأثرون بعدد محدود من الأفراد.

ولقد خلفت سياسات التمييز الطائفي في نفوس أبناء قطرنا شعوراً بالمرارة والأذى، وبالذل والمهانة. بل تعدت السياسات طورها، حين غدت تهمة إثارة النعرات الطائفية تهمة يوصم بها كل من ينادي بالإصلاح العام.

إن ما حصل في قطرنا العربي السوري في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات كان مروعاً، ولكنه لم ينزل على القطر من السماء، كما لم تنشق عنه الأرض كما تنشق عن البراكين !!
وربما نستطيع أن نؤكد أنه لم يكن بقرار مباشر من أحد، وإنما نتج عن تفاعل اجتماعي عام، أمدته مغذيات التميز الطائفي المقيت بماء وجوده حتى أدت به إلى الانفجار.

إن الاطمئنان إلى نجاح القوة وإحكام السيطرة في كبت مشاعر الناس وأحاسيسهم وتطلعاتهم يعني أن الممسكين بحبال السلطة لم يحاولوا أن يستفيدوا من الدرس. ولم يدركوا بعد أن هذه التفاعلات الاجتماعية كالبراكين التي تبدو خامدة، ولا يعلم أحد متى تثور، وإن ثورتها أحياناً لا تنتظر أكثر من قشة قد تقصم ظهر البعير، وأنها في كل مرة قد تتلبس بلبوس ديني أو قومي أو وطني أو اقتصادي، فتأتي صاحبها من حيث لا يحتسب.

لا ينبغي أن تفهم هذه الحقائق على أنها وجه من وجوه التهديد، بل هي إشارة إلى موضع الداء ليباشره مبضع الجراح بحكمته، قبل أن ينفجر على صاحبه فيقتله.

إن ما جرى كان مؤلماً للجميع، وما يمكن أن يجري ربما يكون أشد إيلاماً، والخاسر دائماً هو الوطن: حاضره ومستقبله وقوى الخير فيه.

إن السير في طريق الإصلاح، وإعادة التوازن الرفيق للمعادلة الوطنية سيبقى مطلباً أساسياً في ظل حياة عامة أكثر انفتاحاً وتحضراً وإيجابية.

وإلى أن ينضج الوعي بذلك لدى السلطة ومن يصفق لها علينا أن نضع هدف التعايش الموضوعي العادل نصب أعيننا، كي نجنب قطرنا ما ألم بالعراق والصومال يوم أن هوى صنم الدكتاتورية العسكري الذي كان رابضا عليهما كما ربض الأسد وأشقاؤه وابنه وأصهاره!

وإلا فإن سورية في طريقها لحرب طائفية بشعة لن تكون في مصلحة أكثرية ولا أقلية بل سيخسر الجميع، ولن يسر إلا أعداء سورية الصهاينة الذين يرفعون صوتهم عاليا بعدم رغبتهم بالتغيير في سورية، لأنهم ما أرادوا لسورية ولا للعرب خيرا قط!
واسلموا جميعا لود واحترام:redrose:

Array
هناك مصطلحات زحفطونية عجيبة تحاول تجميل وجه النظام الهرم بما أوتيت من أساليب التعبير الإنشائي العقيم!
فوجئت أبان رحيل حافظ بأبواق النظام وهي تصف الجمود في مسيرة الوطن بالاستقرار!
أصبح غطيط رئيس على قلب شعبه لمدة ثلاثة عقود ونيفا محمدة تسجل له في تزوير هؤلاء المطبلين، وصار من واجبنا أن نسبح بحمد القائد (الخالد!) لما أنعم به علينا من نعمة الاستقرار..
جمود الوطن وسرقة ثرواته، واستنزاف موارده بعصابات الفاسدين المفسدين على مدار أربعين سنة من حكم البعث حتى هلاك راعي كل ذلك الفساد، أصبح نقطة مضيئة يتفاخر بها الزحافطة!
وميزانية النفط التي لم يبق له غير بضع سنين حتى ينضب من قطرنا لم تكن حتى عام 1998 تدخل في الموازنة العامة للدولة دون حسيب، كل ذلك يهون في سبيل (نعمة الاستقرار)
نية الوطن التحتية التي لم تتطور على مدار الأربعة عقود بل كانت أقرب للجمود، وواقع التنمية الذي يسير سير سلحفاة أنهكها المرض فزادها بطأ على بطء، كل هذا لا يعني في عرف الزحافطة غير (نعمة الاستقرار)
الأرض السورية المحتلة (ولا أقول اللبنانية ولا الفلسطينية لأننا سئمنا متاجرة النظام بكل ما لا يعنيه ويؤثر عليه) هذه الأرض التي تجاوزت أربعين سنة في التيه على حالها دون أي حراك عسكري أو سياسي مسؤول لتحريرها كل هذا لا يعدو في عرف الزحافطة أكثر من نعمة استقرار!
مبادئ البعث الذي انفجر فينا انقلابه ليبشرنا بالوحدة والحرية والاشتراكية لا تزال مكانك راوح، ولا يزال خطباء البعث والنظام يجترونها في كل محفل ومهرجان، وكل هذا من أدبيات (نعمة الاستقرار)
واليوم..[/quote]
استقرار ماذا ..؟

استقرار الفساد .. استقرار الديكتاتورية ..استقرار الاستبداد ..استقرار الرجعية ..استقرار القمع ..استقرار الطائفية ....الخ
من تلك الاستقرارات اللعينة المتداولة في خلد المواطن المحكوم بنعمة الاستقرار القسري .

Array
آسفه لأميريشو اضطررت :wink1:
[/quote]
الموضوع على حسابك .:97: ضلت عليك ،الكل عم يجاوب على غير الموضوع بقا مو مشكلة .

الزملاء الأكارم و الأفاضل : رداً و بالترتيب ...
1- السيد شيشكلي : إن كان الواقع لا يعجبك (أحترم رأيك ) ،كيف تسعى حضرتك لتغييره و كيف سنصل برأيك ؟
2-السيد اسماعيل أحمد : محبة و احتراماً لكل الشعب السوري .لا أستطيع إلا أن أحترم كل رأي ،لكن لا أستطيع أن أسقط خلفيتك الإنتمائية و رأي جماعتك عن ردك ،و بالتالي ،لا تعليق .
3-خوليو : شكراً على إثمانك الموضوع .
4- وليد : الود موجود و تفهمت موقفك (f)
نعم يا أخي ،هي حالة موجودة بسورية و للشعب و الحكومة دور بهذا ،و ليس كما قال السيد أحمد فهذه الثقافة لم تكن منتشرة كثيراً ،فلم يكن يسمح للمسيحي أن يمشي على ذات الطريق الذي يسلكه المسلم بل ينزل ليمشي في سياقات الماء .و سأسألك لماذا يحارب العرب تسلح إيران بالنووي ؟أليس لأنها شيعية و الخوف من المد الشيعي ،لو كانت ايران دولة سنية لما استنفر العرب .هذا واقع حال و ليس حال الكل فهنالك المثقفين من أصدقائنا الذي يؤمنون بالتعايش ،هذه الثقافة التي صارت ملحوظة في سورية ،أما عن تجميل وجه الحكومات و الدفاع عنها ،فهذا ما يراه البعض منمن ذكرتهم قبل الرقم (4) لمجرد أني أتخذ موقف معتدلاً و ليس مماشياً لعدائهم و أحقادهم و بالتالي يعادون ما أكتب و يتخيلون أفكاراً يردون عليها ... و بالتالي لست أدافع عن أحد لأني لست عضواً في أي حكومة ...و هنا نصل لنقطة العمل أنا كمثقف أحاول أن أعمم فكرة تدعو للتعايش ،لأننا كعرب ما لم نتعلم التعايش و احترام الآخر لن نتطور ،أوروبا رغم الفوارق اتحدت و نحن نعادي ايران لأنها شيعة ،و نرفض التعايش لأن من يحكم سورية من الأقلية الغير سنية و هذا ما ذكره ممثل الإخوان في منتدانا .علينا أن نحاول نشر ثقافة التعايش فبدل أن نركز على التعايش بدأنا نهاجم من يكن لهم العداء .يجب أن نعمل بفكرنا لنتحاور مع أخوتنا ،فهذه الطريقة التي توصلنا لتطوير أنفسنا و إصلاح الخطأ ،و إبلاغ رأينا بطريقة حضارية ،و قد أثبت التاريخ فشل أساليب جماعة بعض الأخوة في المنتدى ،حيث أن زعمائهم يلطشون الحكومة ليحصلوا على منصب مقابل انهاء جهادهم .بإمكاننا أن نأخذ حقنا من الغريب بالقتل ،لكن ليس من أبناء بيتنا .

لماذا بربك تشتم الشعب السوري بهذا العناون المدبب :2talk:

أخي الحادي ،ليس كونك عضو جديد ،يجعلنا نفكر بماذا كتبت مثل طالب الإبتدائي و نحاول تفسيره
العناون المدبب = ؟

ما هو السيناريو الإسرائيلي لانتخابات الرئاسة اللبنانية؟

قد يستغرب البعض كل هذا الضجيج الذي يصاحب الانتخابات الرئاسية اللبنانية، غير أنه – إذا عرفت الأسباب – ضجيجٌ مستحق وأكثر.

ففضلاً عن أنه الانتخاب الرئاسي الحقيقي الوحيد تقريباً الذي يستحقّ هذا المسمّى في الوطن العربي الكبير، فهو يشكل منعطفاً مهمّاً للتداعيات والحسابات الإقليمية ـ المعلنة والمضمرة ـ على ساحة هي رغم صغر رقعتها الجغرافية نقطة التقاطع الأخطر، والأعظم تعقيداً في عموم المنطقة العربية.

وبجانب ما يشاع من صراع «مخططات» كبرى متناقضة اليوم على حلبته المفتوحة، ينبغي العودة قليلاً إلى التاريخ.

فأول «كيان لبناني» تحت سلطة الأمير فخر الدين الثاني المعني (1572 ـ 1635) نتج عن الصراع الإقليمي العثماني السنّي والصفوي الشيعي، وكان ثمرة تخوّف السلطان العثماني (خليفة المسلمين) من إقدام شيعة بلاد الشام على قطع طريق الحج. ومن ثم أسهم بلعب دور العائق الجيوبوليتيكي الذي يمنع الكتلة الشيعية الممتدة من إيران إلى المتوسط من فصل سنيّي الأناضول والقوقاز عن سنيّي المشرق العربي وشمال إفريقيا.

وفي عهد الأمير بشير شهاب الثاني (1795 ـ 1840) صار «الكيان» إقطاعاً إدارياً يتنازع النفوذ عليه ولاة السلطنة العثمانية في الشام وعكا، ثم مسرح عمليات بين السلطنة المدعومة تكتيكياً من بريطانيا ومصر محمد علي المدعومة من فرنسا.

ثم في منتصف القرن الـ19، عشية انهيار التوازن بين السلطنة العثمانية والغرب المسيحي، نُفّس الاحتقان الديني المشرقي أول ما نُفّس في المجازر الطائفية بجبل لبنان قبل أن تمتدّ منه إلى الداخل السوري ولا سيما دمشق. وهكذا، أسّست «متصرفيّة جبل لبنان» لتصبح أول كيان سياسيّ في المشرق العربي تحت حاكم غير مسلم (ولو في ظل السلطان العثماني).

لبنان اليوم يلعب مجدّداً دوره التأزيمي ـ التصريفي الخطير.. ليس من واقع قوته، بل على العكس، بسبب ضعفه وهشاشته وانعدام مناعته الداخلية.

وأزمة حكمه الحالية، وما سبقها وما سيليها، سواء عبر الشارع المعبّأ أو القيادات المسيّسة حتى النخاع، تؤكد زيف كل شعارات السيادة والوحدة الوطنية التي رفعها ويرفعها كثيرون ـ وخاصةً من القادة المسيحيين ـ ممن زايدوا طويلاً بشعارات «التحرير» إبّان حقبة الهيمنة السورية على لبنان بين 1976 و2005.

فالمسألة أبعد من مجرد «تحرير» لبنان من هيمنة دمشق أو غيرها.. لأنها أيضاً جزء من تناهش عشائري على حصص الطوائف وأحجامها. وهو تناهش يستدعي أي تدخل خارجي كان ويستقوي به وفق المنطق اللبناني المريض «كل من تزوّج أمي صار عمّي». وهل هناك من مثال على ذلك أبلغ من تحالف «حزب الله» الشيعي الذي لا يعترف بالحدود القومية ولا يجادل في مسألة «ولاية الفقيه».. مع «التيار العوني» المسيحي المتباكي على «حقوق المسيحيين» والمتباهي بأبوته القرار الدولي 1559 وقبله «قانون محاسبة سورية» بالشراكة مع «اللوبي الليكودي» في واشنطن ونيويورك، واستظلال هذا التحالف العجيب عباءة حكم سوري يرفع شعارات العروبة والاشتراكية والعلمانية؟!

بعد هذا، أليس غريباً أن تكون إسرائيل هي الصامت الأكبر بل الوحيد وسط كل المعمعة؟ أم تُرى أن معظم المساعي الدولية، ولا سيما الفرنسية منها، تسير فعلياً على هَدي الغايات الإسرائيلية المضمرة؟

أليس واضحاً أن إسرائيل ما زالت تراهن على دور سوري تريده وترحِّب به على الساحتين اللبنانية والفلسطينية؟

لقد وفّق أحد المفكّرين السياسيين السوريين المقيمين في الخارج خلال بحث قيّم نشر أخيراً في الإشارة إلى توجّهين أساسيين في تعاطي الحكم السوري الحالي مع أزمات المنطقة، هما: توجّه براغماتيكي يبني استقرار هذا الحكم وسلامته واستمرار مصالحه على جعل أراضي «جيرانه» بؤر تفجير وقلاقل بعد «تحويله» اتجاه الأعاصير والتداعيات الإقليمية إليها بعيداً عنه. وتوجّه ثانٍ خطابي طوباوي يغلّف ممارسته البراغماتية هذه بالأهداف القومية والأخلاقية السامية.. مروّجاً النظرة الأشمل للصراع «المصيري» بين الأمة وأعدائها المتربصين بها.. والتضحيات المتفانية التي تقدمها دمشق نيابة عن الأمة وباسمها.

إسرائيل تفهم، أو يحسب كثيرون أنها ما زالت تفهم، «سقف» مطالب الحكم السوري و«فلسفة» أولوياته السياسية. غير أن ما فعلته منذ الانسحاب العسكري السوري من لبنان قبل سنتين، يؤشر إلى أنها ما زالت تعتبر أن دمشق لم تتجاوز بعد «الخطوط الحمراء» المرسومة لها، بل إن ما يفعله الحكم السوري لنسيج المجتمع السوري نفسه، وكذلك للمجتمعات العربية المحيطة به، يتوافق كليّاً مع الأهداف الاستراتيجية البعيدة المدى لإسرائيل في تسعير حالات الانغلاق الداخلي والعداء الطائفي والتنافر الاجتماعي بين مكوّنات هذه المجتمعات.

فبمراجعة عاجلة نجد كيف تفاقم الاستقطاب الطائفي في لبنان بعد 30 سنة من الإدارة الفعلية السورية، وكيف انزلق العراق نحو الحرب الأهلية بعد فتح أبواب «دعم المقاومة» من الشرق والغرب، وكيف تتهدّد الأراضي الفلسطينية بالانقسام والتفتت بعدما برز الخيار الأصولي «الحماسي» و«الجهادي» ـ المُحتضَن سورياً ـ بديلاً عن التنظيمات القومية والعلمانية التي يفترض أنها أقرب عقائدياً إلى فكر حزب البعث العربي الاشتراكي وعقيدته.

ولكن الأخطر، كما أسمع، وكما ينشر في بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، ما يحدث ويمكن أن يحدث في سورية ذاتها.

أحد الأصدقاء وهو من مدينة كبيرة يشكّل المسيحيون نسبة عالية من سكانها أبلغني أن عدداً من معارفه من المسلمين ما عادوا يصفون جيرانهم المسيحيين إلا بـ«الكفّار»(!).

كما أن ضيق الحكم بكتابات أشخاص مثل ميشيل كيلو وزملاء له من موقّعي «إعلان دمشق ـ بيروت».. مقابل محاولات ترويج بعض الرسميين والأبواق الغبيّة صورة الحكم السوري على أنه «ضمان حماية للمسيحيين» في المنطقة.. أمور تثير القلق، لأنها ستدخل الجميع في حلقة مفرغة خطيرة من الفعل وردات الفعل، وبالذات في عصر الأصوليات، بحيث لن يعود بالإمكان السيطرة على تداعياتها.

إزاء هذه الخلفية مطلوب انتخاب رئيس جديد للبنان!.. أي لبنان؟

كيف يمكن انتخاب رئيس لدولة ممنوعة من أن تكون كذلك.. بمباركة الأقربين والأبعدين وتواطؤ جزء لا بأس به من أبنائها «الممانعين»؟!

أولاً : أهلا بك يا دكتور بسام في موضوعي ،رغم ما حمله ردك من أفكار إلا أنه يصب في نفس مجرى الموضوع و يعتبر الرد الفعلي الأول على ماكتبت ...نعم يسمى المسيحيون في البلاد العربية -و ليس سورية فقط - بالكفار و كلنا يعلم أن جهاد العرب ضد الغرب هو جهاد ضد الكفار ،أي ضد المسيحيين... هذا التعبير قديم و ليس حديث العهد أو وليد سلطة معينة ،إنها الرؤية التعصبية التي تعيش في البلاد العربية ،رؤية نخبوية و تصفوية تعتمد على إذلال كل الطوائف - أبناء هذه الأرض - في سبيل رضى الطائفة الكبرى " السنية " و الحمدلله فالتاريخ يبين أن هذا الرؤية الطائفية ليست موجهة ضد المسيحيين فقط ،و هذا ليس من التاريخ الحديث فقط ،و ليس وليد سلطة ما ،كما تحاول أن تقول و حالات التاريخ من أيام علي بن أبي طالب ،،ثم الحسن و الحسين إلى الآن ... هنالك دلائل العديدة على طائفية مقرفة فالنظر على أن حقد الغالبية الشعبية العربية على المسيحيين و غيرهم من الأقليات العددية هو نتيجة الحكم العلوي في سورية رؤية ساذجة و لا تمتلك العمق التاريخي ،و تفجير الحقد من السنة على المسيحيين غير مبرر لأنهم إن كانوا مضطهدين فليس من المسيحيين و بالتالي ،فالإنتقام من المسيحييين يدخل في ذات النفس الطائفي القديم .فلا داعي للحقد عليهم فهم غير مذنبين .شكراً على الرؤية التاريخية التي ذكرت ،لكن كرؤية مستقبلية فلنتعلم التعتايش مع كل البشر لنستطيع الترقي ببلادنا و بشعبنا ميشيل كيلو لا يعبر عن المسيحيين و لا يحمل لوائهم لكنه ينتمي إليهم و يمتلك رؤيته الخاصة التي تعبر عن خط ينتمي إليه و ليس عن آراء المسيحيين .

أما عن قصة لبنان و هجومك على السيد ميشيل عون ،و حليفه حزب الله فسببه [FAYR]الوحيد [/FAYR] تحالف الأخير مع سورية ،و الحالة الفكرية التي يتبناها عون بتحالفه مع حزب الله حليف سورية ...عندما عاد عون إلى لبنان فوجئ بأن كل من حوله كاذبين منافقين مما حدا به الذهاب إلى حزب الله ،أما سورية فبخروجها من لبنان _ بحسب عون - لم تعد تشكل عدواً له ،و بالتالي التفكير بأن سورية سبب العداء الطائفي في لبنان تفكير قاصر و ساذج فعون يعرف تماماً حاجة البلدين لبعض و ضرورة التعون بينهما و هذا ما شرحه للأكثرية ،التي رفضت بناء على تعليمات أمريكية التعامل مع السوريين هكذا ،و هو ليس متباكياً ،بل السنيورة يا دكتورة
باي

Array
الزملاء الأكارم و الأفاضل : رداً و بالترتيب ...
1- السيد شيشكلي : إن كان الواقع لا يعجبك (أحترم رأيك ) ،كيف تسعى حضرتك لتغييره و كيف سنصل برأيك ؟[/quote]
انقلاب عسكري بكل تأكيد ..

بانتظار البلاغ رقم واحد .:cool:

Array
انقلاب عسكري بكل تأكيد ..

بانتظار البلاغ رقم واحد .:cool:
[/quote]
:aplaudit: