الصهيونية حركة سياسية تهدف لانشاء وطن لليهود كقومية

ان اعتبار ان اليهود شعب فى الشتات وليسو مجرد مواطنين بدولهم منتمين لديانة هو الاساس الذى بنيت عليه الصهيونية
فهى لا تعتبر اليهود موطنين بشعوب مختلفة وانما شعب واحد مشتت وبالتالى هو يواجه العداء من الدول التى يتشتت بها
ولقد كانت احداث الاضطهاد ضد اليهود فى اوروبا دافعا للمفكرين الاوائل اليهود الصهيونيين لصياغة حل لما سمى بالمشكلة اليهودية يتمثل فى تاسيس وطن لليهود كشعب
احد هؤلاء المفكرين هو هرتزل

اذن وللتركيز الحركة تقوم على ان اليهودية ليست ديانة وانما قومية
ومن هنا فالانتماء للصهيونية هو لاصحاب فكرة القومية اليهودية ولا يمكن بالتالى ان ينتموا لقومية اخرى كالعربية مثلا
فالصهيونى قومى يهودى لا ينتمى لقومية الشعوب التى يعيش وسطها وانما يعتبر ولاؤه لقوميته اليهودية وبالتالى يمكننا فهم العداء بين اصحاب القومية اليهودية و القوميات الاخرى ومنها العربية
مضافا اليها ان الصهيونية وضعت فلسطين كارض لتاسيس الدولة القومية اليهودية وبالتالى وضعت نفسها فى عداء مع القومية العربية مباشرة وكصراع وجود
من هنا نفهم الهجوم والعداء الشديد للمنتمين لهذا الفكر والمتعاطفين معه على القومية العربية ووضعهم لهدف تفكيكها كهدف وجود
( وهذا بغض النظر عن راييى الشخصى بفكرة القوميات اصلا كفكرة تجاوزها الفكر الانسانى المعاصر )

انه بالتالى يجب الاشارة انه يمكن ان يكون هناك صهيونى ناطق بالعربية وانه يستحيل وجود صهيونى عربى
فالصهيونى وللتذكرة قومى يهودى

ان دولة اسرائيل بالتالى تحمل بناء ملتبس نوعا فهى دولة قومية لليهود وكشعب وليس كديانة ولكن بالنهاية هو الشئ نفسه تقريبا لان اليهودية ديانة مغلقة على اليهود فقط .

ان هذا التناقض الالتحام بين فكرة القومية اليهودية و الديانة اليهودية يمثل تفسيرا لبنية الدولة الاسرائيلية فهى علمانية البناء ولكنها مغلقة على اليهود

الصهيونية اذن تبلورت تحت ضغط والحاح المشكلة اليهودية باوروبا والاضطهاد لليهود فيما عرف بمعاداة السامية
الحكومات الاوروبية وجدت مصلحة بالتالى مع الصهيونية كونها تحل المشكلة اليهودية من جانب ومن جانب اخر يمكن الاعتماد على الدولة الصهيونية كمستعمرة بديلة للاستعمار المباشر وهو ما تحمست له انجلترا بالذات والدافع وراء وعد بلفور
وبالتالى التاييد الانجليزى للهجرة اليهودية لفلسطين وتاسيس دولة اسرائيل

دولة اسرائيل بالتالى تتصارع مع القوميات القائمة بالمنطقة بهدف الوجود وبهدف تحقيق المصالح الاستعمارية العالمية والممثلة حاليا بالولايات المتحدة وريثة الاستعمار الاوروبى التقليدى

عزيزي انا
الصهيونية لا تحتاج ان تعتبر الشعب اليهودي شعبا لانه كذلك، فاليهود يعتبرون انفسهم قومية واحدة منذ عصور مضت ولم تكن الصهيونية هي التي خلقت هذه الفكرة.
ان " الانتماء" هو مفهوم، وبالتالي يكفي لان يعتبر افراد جماعة ما انفسهم بأنهم شئ واحد ليصبح الامر كذلك.

اليوم نجد ان العرب في اوروبا هم " شعوب" داخل الشعوب التي احتضنتهم، وحصولهم على جنسيتها لم يغير " انتماءهم"...في نفس الوقت نجد انه وبالرغم من انهم يعتبرون انفسهم شعب عربي واحد لفظيا الا انهم عمليا لهم سلوك يدل بوضوح على انهم "شعوب"....ليظهر بوضوح ان الانتماء ليس دائما بسبب الخصائص الفعلية وانما يمكن ان يكون بسبب " فكرة"، مهما كانت غير واقعية وغير عملية.

انت تطرح الامر وكأن الانتماء للصهيونية سيولد بالضرورة العداء للقوميات الاخرى وهذا غير صحيح. ان الصهيونية هي فكرة مثل البعثية بالضبط. والانتماء الى البعث لن يعني توليد الاحقاد على القوميات الاخرى بالضرورة..اليس كذلك؟

اسرائيل لم تنشأ لكونها بديلة للاستعمار المباش وانما لكون الصهيونية قد تمكنت من طرح خطاب يتناسب مع مصالح الحلفاء في لحظة معينة ومع الصراع ضد الاتحاد السوفيتي. بشكل رئيسي كانت اسرائيل محاولة من البريطان للحصول على تعاطف اليهود السوفيتت الذين كانوا اكثرية في القيادة السوفيتية. اضافة الى اسباب اخرى.


ان تصارع دولة اسرائيل مع الدول الاخرى بسبب الوجود هو امر طبيعي، ولا علاقة للقومية بالامر..فالعرب (قوميين او فلسطينيين او اسلاميين) لايقدمون حلا اخر غير اجتثاث اسرائيل على الاطلاق وسحب امكانية الادارة من ايد الشعب اليهودي الموجود...
ان الصراع في هذه الحالة هو صراع وجود، بغض النظر عن وجود الصهيونية من عدمه...الامر الذي يجعل الصهيونية هي المهيئة لادارة الصراع بالضرورة من وجهة نظر الشعب الاسرائيلي، خصوصا واذا علمنا ان هناك تيارات دينية اسرائيلية تعتبر انه من الخطأ قيام دولة اسرائيل...

تحياتي