رؤية العالم في الفكر الإسلامي
معتز الخطيب **
"رؤية العالم" مصطلح نشأ في الفلسفة الألمانية، ثم شاع في الكتابات الفكرية والفلسفية، وهو يعني -على وجه الإجمال- الطريقة الني نفهم بها العالم بأكمله. وتمثل "رؤية العالم" الإطار الذي يقوم من خلاله كل فرد بتفسير العالم المحيط به والتفاعل معه ومع مكوناته، وكذلك تلك التصورات والمعتقدات التي يصوغ من خلالها رؤيته. إذن رؤية العالم مهمتها مهمة تفسيرية بالدرجة الأولى.
والعديد من الأطروحات الفكرية في ثقافتنا، تتصل بتحديد رؤيتنا للعالم، ففكرة الخصوصية -مثلاً- مبنية على مفهوم رؤية العالم، ومفاهيم العزلة الشعورية والجاهلية وغيرها ذات صلة وثيقة برؤية العالم وكيفية التفاعل معه، وتنظيم القاعدة وأصحاب خيار الصِّدام مع العالم وصدام الحضارات: مما يتصل بمفهوم رؤية العالم كذلك
وقد درج الفقه الإسلامي على تقسيم المعمورة إلى دار إسلام ودار كفر أو حرب (يترادفان في الفقه) بشكل رئيس، وهذه التقسيمات شكَّلت الرؤية الفقهية للعالم تاريخيًّا، وكان لها تطبيقاتها العديدة داخل الفقه الإسلامي، بدأت من لحظة الوعي والنظرة إلى الآخر، ثم شكل العلاقة معه، ثم الهجرة إلى تلك الدار المسماة دار كفر أو حرب، وحكم الإقامة فيها، وصولاً إلى حكم نقل المصحف إلى بلاد الكفر!.
وكذلك شكل العلاقات الدولية كان من ضمن التصورات التي بُنيت على ذلك التقسيم في الفقه الإسلامي والذي مثّل رؤية الفقهاء قديمًا للعالم. تلك الرؤية التي إن استصحبناها اليوم في علاقاتنا وأحكامنا سينتج عنها مشكلات بل كوارث، فقد شكل مصطلح دار الحرب أحد أهم مسوغات عمليات تنظيم القاعدة عند المشرّعين له، فضلاً عن كونه حاضرًا بقوة في وعي زعيم التنظيم صاحب الفسطاطين.
تلك الرؤية الفقهية، تجاوزها واقع الوجود الإسلامي في الغرب، والمكاسب الناتجة عنه، وهو ما دفع إلى الحديث عن "المواطنة"، (أوروبي ومسلم، أمريكي ومسلم)، وصولاً إلى إعادة صياغة شكل رؤية العالم من جديد، فنشأ قول البعض بأن الغرب أصبح دار شهادة ولم يَعُد دار حرب أو كفر، حيث المسلمون الغربيون شهود على الناس جميعًا.
وينبغي أن نشير أيضًا إلى أن الحداثة -على المستوى الفلسفي- أنجزت تحولاً كبيرًا في رؤية العالم بعناصره الثلاثة: الإنسان، والطبيعة، والتاريخ.
إذن، إن فتح ملف رؤية العالم، سيثير الكثير من الأفكار، والمحاور، تبدأ من تجلية رؤيتنا للعالم التي لا تزال تفعل فينا وتشكل تصوراتنا للعالم، فهي محاولة لأن نعي تلك التصورات، ونخرجها من دائرة اللاوعي إلى الوعي. ثم إن الملف يساعدنا في الوقوف على رؤى العالم لدى الإسلاميين، من مفكرين وفقهاء وحركيين، وما هي الرؤى التي تم طرحها قبل سقوط الخلافة وبعدها؟
وقبل ذلك، إن إعادة فتح ملف رؤية العالم من منظار فقهي من شأنه أن يحملنا على مراجعة الكثير من المفاهيم والأحكام الفقهية التي بنيت على ذلك التصور القديم للعالم، الذي لا يزال البعض يراه صالحًا لعالم اليوم بالرغم من كل تحولاته الكبرى!.
إن الملف يهدف إلى الوصول إلى إجابة على سؤال بالغ الأهمية وهو: هل حدث تغيير في رؤية العالم لدى الإسلاميين؟ والإجابة مفتوحة بحسب المشاركين في الملف، وبحسب وعي القراء كذلك، وبحسب القدرة التحريضية الكامنة في الملف على حمل قرائه على إجراء مراجعة لوعيهم بالعالم.
والله من وراء القصد.
--------------------------------------------------------------------------------
** محرر صفحة الإسلام وقضايا العصر
رؤية كونية أو
رؤية العالم مصطلح بدأ في الفلسفة الألمانية Weltanschauung ليدل على مفهوم اساسي مستخدم في هذه الفلسفة و الايبستمولوجيا و تشير إلى طريقة " الإحساس و فهم العالم بأكمله " wide world perception .
تفسير العالم المحيط و التفاعل معه و مع مكوناته .
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%A4%...%A7%D9%84%D9%85