فجأة.. وفي هدوء تام.. تزوجت الفنانة هالة صدقي من شاب تخرج في كلية الحقوق لكنه لا يعمل بالمحاماة هو سامح سامي زكريا.. جري توثيق الزواج دينيا ورسميا يوم الخميس قبل الماضي في كنيسة العذراء والقديسة مارينا القبطية الارثوذكسية بالساحل الشمالي.. وبعد طقوس عقد القران بدأ شهر العسل في فيللتها بمارينا.
لكن.. مثل هذا الخبر من الصعب أن يمر دون تساؤلات لم تجرؤ الكنيسة القبطية المتشددة في الأحوال الشخصية الإجابة عنها: كيف تزوجت هالة صدقي في كنيسة أرثوذكسية وقد خرجت من هذه الملة إلي ملة أخري لتحصل علي الطلاق من زوج سابق؟.. ولو كانت قد عادت إلي ملتها الأولي فإنها تكون في حكم المتزوجة لأن الكنيسة القبطية لا تعترف بالطلاق.. وموقف البابا شنودة من تلك القضية لا يقبل المساومة.. ويعاني منه أكثر من 100 ألف قبطي وقبطية تحولت حياتهم الزوجية إلي جحيم؟.. من منحها التصريح بالزواج؟.. وهل يجوز ذلك دون اعتراف بالطلاق؟.. ثم والأهم هل ستفتح هالة صدقي الباب لمنح تصاريح لكل من يطلبها أم أنها حالة وحيدة جري استثناؤها دون تفسير أو تبرير؟.
لقد تزوجت هالة صدقي من رجل أعمال شاب يصغرها بنحو ست سنوات هو مجدي وليم عام 1992 وبقيت علي ذمته تسع سنوات ثم استحالت العشرة بينهما فرفعت هالة صدقي عام 2000 قضية طلاق أمام محكمة جنوب القاهرة.. ونظرت المحكمة الدعوي رغم معارضة زوجها ومعارضة الكنيسة التي حسمت الأمر برفض الطلاق نهائيا.
إن الكنيسة لا تبيح الطلاق إلا في ثلاث حالات: الزني وتغيير الملة أو الديانة وإخفاء معلومة تبطل عقد الزواج مثل العجز الجنسي أو الجنون.. مثلا.. فكان صدور قانون الخلع في نفس السنة فرصة هائلة لهالة صدقي التي قامت بتغيير الملة إلي السريان الأرثوذكسي وبالفعل حصلت بعد عامين علي الطلاق.. وكانت أول مسيحية تخلع زوجها.. علي أن الكنيسة القبطية لم تعترف بالطلاق وبقيت هالة صدقي في نظرها زوجة لمجدي وليم حتي الآن.
فلو كانت هالة صدقي قد عادت إلي كنيستها الأصلية وهو ما يؤكده زواجها الثاني فإنها تكون قد تزوجت مرة أخري دون أن تطلقها الكنيسة طلاقا واضحا.. وإذا كانت قد بقيت علي ملتها الجديدة فإن الكنيسة القبطية تكون غير مسئولة عنها فلا تزوجها.
علي أن الذي حدث هو أن هالة صدقي تزوجت زواجا كنسيا في كنيسة قبطية تتبع البابا شنودة وبتصريح منها وتردد أن الأنبا بولا المسئول عن الأحوال الشخصية في الكنيسة والمعروف بتشدده أعطاها تصريحا بالزواج في كنيسته وهو ما يعد باطلا ليس طبقا لتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية فقط وإنما طبقا لأحكام الإنجيل أيضا.. فالمسيحية كما يشرحها البابا شنودة لا تبيح الزواج الثاني تحت مختلف الظروف وفي كل المذاهب وتعتبره زنا.
ولو كانت الكنيسة اعترفت بطلاقها وهو ما لم يحدث فلا يجوز زواجها الثاني أيضا لأن السيد المسيح يقول في أنجيل مرقص: " من تزوج بم طلقه فهو يزني " فكيف يخالف المجلس الأكليريكي الإنجيل بتلك الجرأة؟.. كيف يسمح بزواج مطلقة خرجت عن الأرثوذكسية من أرثوذكسي في كنيسة تتبعها؟.
وجهنا هذه الأسئلة للأنبا بولا فكانت إجابته اشد غموضا.. فعندما سألناه من أعطاها تصريح الزواج أجاب: إنه لن يتكلم في الموضوع لأنه موضوع خاص بأشخاص بعينهم.. وعندما ألححنا في الأسئلة.. اكتفي بالقول: إنه قاض ولا يجوز مساءلته في حكم أصدره.. وهو ما يعد اعترافا منه بأنه هو الذي منح هالة صدقي التصريح بالزواج الثاني.. لكن المثير للدهشة رفضه الكشف عن حيثيات القرار كما يفعل القضاة.. خاصة أنه وعد زوجها السابق مجدي وليم ومحاميه في قضية الخلع نجيب جبرائيل بأنها لن تحصل علي تصريح من الكنيسة الأرثوذكسية بالزواج وكان ذلك تبريرا ــ كما يقول نجيب جبرائيل ــ برفضه التصريج لمجدي وليم بالزواج مرة أخري.
ويقول نجيب جبرائيل: لو تزوجت امرأة علي مذهب مختلف فإن كنيستها الأولي تعطي تصريحا لزوجها بالزواج لأن المرأة في هذه الحالة تكون زانية لزواجها من رجلين.. ومن ثم يقع الطلاق ويحق للزوج الأول أن يتزوج غيرها.
ويضيف المحامي الشهير بالدفاع عن الأقباط والكنيسة الأرثوذكسية والبابا شنودة: إنه متعجب من زواج هالة صدقي علي يد كاهن أرثوذكسي؟.
ويضيف: إن ما حدث يفرض علي المجلس الأكليريكي إصدار بيان يحدد فيه بدقة هل منحها تصريحا بالزواج أم لم يفعل حتي لا يكون هناك كيل بمكيالين.. وأن ينقسم الأقباط إلي خيار وفقوس.
إن البابا شنودة منذ أن تبوأ كرسي مار مرقس ويعتبره الأقباط قديس القرن العشرين وما بعده حسب تعبيره وقد أكد سريان مبدأ الإنجيل: إنه لا طلاق إلا لعلة الزني " ومنع زواج المطلقات.. فكيف يسمح قداسته (وهو رئيس المجمع المقدس ورئيس الأنبا بولا) لهالة صدقي التي لم تطلق أرثوذكسيا أن تتزوج أرثوذكسيا؟.
ويصر نجيب جبرائيل: إن مثل هذا التلاعب يفقد الثقة في المجلس الأكليريكي ويأتي بالظلم لآلاف الحالات التي تقف في الطوابير وتنطبق عليهم نفس حالة هالة صدقي.. وعلي المجلس أن يطبق عليهم نفس الحكم.. ويسمح بقبولهم في الكنيسة القبطية ومنحهم تصريحا بالزواج لأن لا الإنجيل ولا قوانين الكنيسة أعطت أفضلية لابن من أبنائها علي آخر حتي ولو كان ممثلة ونجمة شهيرة.. ولكي نعيد الثقة في المجلس ونغلق باب شبهات الفساد والمحاباة لابد من صدور بيان من المجلس يشرح ويعري الغموض الذي اكتنفه هذا القرار.
انتهي كلام نجيب وليم ولكن لم تنته القضية.
إن من حق هالة صدقي أن تعيش حياتها الخاصة بالطريقة التي تراها مناسبة لها ولكن هذا الحق يجب أن يحظي به باقي الأقباط الذين عاشوا حالتها وانكوي بنارها.
http://www.elfagr.org/TestAjaxNews.aspx?nw...&secid=2056