منذ زمن طويل والعلماء يعلمون ان حليب المرأة يقدم مناعة للاطفال من الالتهابات. الان جرى التوسع في الابحاث حول حليب المرأة ليظهر انه يقدم حماية فعالة ضد الاورام السرطانية الخبيثة، بدون ان يضر الانسجة السليمة. (لربما سيصبح حليب المرأة منافس قوي لحليب الابل، مما قد يحيي العمل بحديث رضاعة الكبير ولربما قد يحسن من قيمة المرأة، بالمقارنة مع الابل على الاقل). :25:
هذه الابحاث فتحت الطريق لمعالجة الاورام الخبيثة بطرق جديدة. حليب المرأة اظهر إمتلاكه لخاصية حيوية تؤثر على بقع سرطان الجلد في مرحلتها الاولى والمسماة papilloma. بعد دهن هذه البقع بقطرات الحليب يختفي papilloma في 82% من الحالات المشاركة بالتجربة بدون اضرار اخرى. على خلفية هذه النتائج توجد آمال كبيرة بإستخراج ادوية فعالة جديدة. تأثير حليب المرأة على سرطان الجلد كان مفاجأة ادهشت العلماء، وجرى هذا الاكتشاف بالصدفة في تسعينات القرن الماضي. مجموعة من الباحثين بقيادة العالمة السويدية Catharina Svanborg,
من جامعة لوند في جنوب السويد كانت تقوم بفحص قدرة الحليب على التأثير على البكتريا ومدى قدرتها على منعها من الالتصاق على سطح اورام الرئة، عندها ظهرت المفاجأة. كموديل لنسيج الرئة استخدم الباحثين خلايا ورمية عادة تنمو خارج الجسم. ومنها ظهر ان هذه الخلايا بدأت بالموت، الامر الذي ادهش العلماء واجبرهم البحث عن السبب. لقد ظهر ان بروتين موجود في الحليب والمسمى HAMLET, له خاصية سمومية على مجموعة انواع من الاورام السرطانية. ومنذ ذلك الوقت اصبح الحليب هدف عدد متتالي من الابحاث.
إنقضاض بروتين HAMLET يبدأ من لحظة إلتصاقه بسطح الورم. بعد ذلك يبدأ بإختراق غشاء خلية الورم ليملئ الخلية من الداخل محتلا مكان البلازما. ثم يقوم بالهجوم على DNA نفسها في النواة. في لحظة ما من هذه العملية تبدأ الخلية ببدء عملية الانتحار الذاتي. هذا يحدث من خلال ارسال إشارات لوقف النشاط الخلوي. في الحقيقة فأن الانتحار الذاتي هو ميكانيزم شائع وعملية عاددية متكررة في الخلايا التي تصاب بضرر تعجز عن إصلاحه. احدى اسباب هذه العملية لابد انه يوجد في نواة الخلية. البروتين القادم من الحليب يربط نفسه في بروتين الكروموسوم الذي يخلق مُوَجِه يقوم DNA بالتحلق حوله. هذه التكوين الناشئ في الخلية يسمى histon, وهو جزء مهم في المكونات الوراثية الانسانية. عندما يقوم HAMLET بمنع DNA من الالتفاف والتموضع حول الهيستون تنهار بيئة الخلية الداخلية. عندها لايعود بالامكان قراءة الشيفرة الوراثية في نواة الخلية، إضافة الى انها تصاب بالضرر الى درجة الاضطرار الى إطلاق ميكانيزم الانتحار. في الخلايا العادية، اي في الخلايا الغير مصابة بالسرطان، لايكون بروتين HAMLET هو المسبب او المطلق لميكانيزم الانتحار. السبب انه لايتغلغل في الخلايا العادية بنفس الدرجة ولايحولها الى خلايا نووية، كما يفعل مع الخلايا المصابة. لماذا يملك هذا البروتين تأثيرين مختلف على كلا الخليتين، لازال هذا الامر غير معلوم، ولكن هذه الخاصية بالذات هي التي تجعله وسيلة مناسبة للقضاء على المرض فقط.
للمزيد عن ميكانيزم انتحار الخلية يمكن قراءته في الموضوع هنا
الغرابة الاخرى مع هذا البروتين هو ماهية الدوافع، التي فرضت نشوئه في خضم عملية التطور التاريخي للنوع. ابعاد التساؤل في كون ان هذا البروتين، في الاصل، غير موجود في حليب المرأة ولكنه ينشأ كمنتوج ثانوي عندما يدخل الحليب الى بيئة حامضية، كما هو الحال في بيئة المعدة. في المرة الاولى التي اكتشفه فيها العلماء كان الوسط الذي وضعت فيه الاورام، عن طريق الصدفة، يملك قيمة حامضية، ولذلك كان سببا في إطلاق عملية تشكيل البروتين HAMLET.
نظرية العلماء بهذا الشأن ان البروتين كان مناسبا كميكانيزم دفاع ضد الاورام الخبيثة عند الاطفال الحديثي الولادة. اجسام الرضع تكون في حالة نمو عاصف وبالتالي معرضة للكثير من اخطار الاخطاء التي قد تؤدي الى نشوء الاورام، مما يتطلب قدرة على معالجة الاخطاء منذ البدايات الاولى لظهورها. الاحصائيات تشير الى ان الاطفال الذي جرى ارضاعهم فترة اطول يتعرضون اقل لمخاطر ظهور سرطان في الغدد اللمفاوية في المستقبل.
في جامعة لوند السويدية يسعى الباحثين لكشف كافة جوانب تأثير هذا البروتين على الاورام الخبيثة، وبالذات معرفة الميكانيزم الذي يقف خلف قدرة هذا البروتين على إطلاق عملية انتحار الخلية. شركة Natimmune, تعمل منذ عام 2000 على خلق وتطوير مركبات ضد السرطان انطلاقا من فعالية البروتين. هذه الشركة تعمل مع ثلاث مركبات، الاول هو بودرة للبروتين الانساني، والثاني شبيه للبروتين الانساني ولكنه من البقر، ويسمى BAMLETE, اما الاخير فيسمى rHAMLET, ويجري تطويره خصيصا لاورام السرطان في الدماغ. والمركبات الثلاثة في اطوار مختلفة من الجاهزية، وحسب المخطط يفترض ان يبدأ الفحص السريري لاخر المركبات في عام 2008.
للوصول الى المصادر ادناه، إضغط هنا
The First HAMLET Symposium
Bröstmjölk kan ge ny cancermedicin
Kan bröstmjölk döda tumörceller?
HAMLET efficiently treats skin Papillomas
Got Cancer Killers?
papilloma