سنة 2003 قام الطيران الأمريكي يحمل الكروزنج لضرب مخدوعي الأمة فوق جبال تورا بورا الشهيرة المتاخمة لبلوشستان. و قبل الحرب ظهر لنا في الصحف المحلية صورة للملا عمر و هو يحمل سيفا ناصلا يتوعد به القوات الأمريكية ليفتك بها. الا أن أمريكيا واحدا لم يطاله ذلك السيف, فقد فضل هذا الأمريكي اذابة تلك الكتل البشرية من المسلمين بالقنابل الأمريكية المتطورة, فقتلوا و شردوا و الأغلبية ماعت أجسادهم بين الحيوانات و باقي الكائنات الحية التي كانت تلازمهم. وانتهت الحرب سريعا بهزيمة نكراء للمسلمين و تحول الباقي منهم الى شراذم صغيرة موزعة بين الدول, تفيق ليلا و تنام نهارا خوفا من رادارات ال سي أي ايه الأمريكية..ولا زالوا..!

و في هذه الأيام أسمع و أرى نفس الصور ونفس العبارات. صورة ذلك القائد الذي يحمل سيفا في وجه القوات..الاسرائيلية. وأرى نفس التفوق العسكري في الجو و هو يقتل و يبعثر جثث الانسان الفلسطيني.

وقد تساءلت كثيرا هنا و في باقي المنتديات و في بعض الجرائد المحلية. كيف يمكن لدولة أو فرد أن يهزم اسرائيل؟ ان قرار حرب اسرائيل ليس متاحا لأحد..نعم ليس متاحا لأحد..!

لأن أحدا في العالم لا يستطيع أن يحارب العالم. فاسرائيل هي العالم. نعم أنها العالم فعلا. قبل عدة عقود قام رجلا أرعنا ذو بأس و قوة لا يمكن أن يكرره التاريخ. كان هتلر شغوفا بازالة اليهود من على وجه الأرض, فقام بحرقهم في الأفران حتى وصل عدد المذابين بالنار الى ستة مليون انسان, و لكنه و رغم كل بأسه و قوته سقط أمام قوات العالم (احلفاء) ثم أختفى..

العالم بكل عتاده و بكل قواته و بكل عقوله و بكل بنوكه و بكل ماله يقف مع اليهود. ويقف مع اسرائيل. لأن اليهود يملكون تقريبا ستون بالمائة من أسهم بنوك العالم. والأربعين الباقية تخضع لأصحاب الستون في المية. ولأننا من جوعى العالم بعد شراء ملوك النفط, ولأن من يوالونا, هم أكثر غلبا منا, لذا, وحتى نبدأ نفكر في هزيمة اسرائيل علينا أن نجد هتلر جديد و حلفاء ضعفاء, والأسهل لنا أن نجد كوكبا قريبا لا يتعامل بالمال..!!

عزائي لكل تلك الأرواح التي زهقت غفلة..

حسام راغب..

أنت تقول بان " فاسرائيل هي العالم. نعم أنها العالم فعلا " ، و هناك غيرك من يقول : " امريكا هي العالم " ، و اليوم هناك فئة واسعة تعتقد بان ايران هي العالم ولا احد يمكنه الوقوف بوجهها !

هل حقا ان امريكا باسطوريتها فعلا هي العالم ؟ ناهيك عن اسرائيل التي تساوي ولاية واحدة صغيرة منو ولايات امريكا !

لينها شوي علينا ، لقد ثبت ان قدرات امريكا محدودة، و يعود سبب ذلك لترابطها الاستراتيجي بكل دولة من دول العالم على حدة ، أكانت دولة عربية او غير عربية في العالم . ولا يمكن لدولة ان تدعي بانها العالم اذ لم نصل الى احادية القطبية بعد !

اما الصمود امام جبروت دولة فلا يعني هزيمة تلك الدولة ، كما يدعي مثلا مؤيدي الارهاب العراقي عندما يقفولون بان امريكا قد اندحرت و هزمت في العراق . او كما يقول انصار ايران و سوريا في لبنان ، بان اسرائيل قد هزمت امام حزب نصرالله حامل الاجندة الايرانية هناك !

انا معك ان لا احدا حاليا من افراد او من دولة عربية ، بل وربما مع تحالف العرب جميعا ، لن يقدروا على هزيمة اسرائيل ، لكن هذا لا يبيح الاستسلام تماما !

تحياتي .

مهما كانت قوة اسرائيل والعالم من ورائها فانهم لايستطيعون الالتصاق هنا للابد تماما كما انه لايمكن لاطباء العالم كلهم ابقاء عضو مزروع بجسم يلفظه.
المال لايعني شئ في عالم الارادة ، والسياسة اولا واخيرا هي ارادة ، ومصر التي تركع امام امريكا الان قد تبصق في وجهها غدا فايران كانت حيوان امريكا المدلل قبل 79 وانظر من هي الان؟

المسلمون البن لادنيون بحاجة إلى / توازن القوى / ليعتقدوا انهم منتصرون لا محالة :Asmurf:

...[السياسة الخارجية ] هي الأهم واقعياً

بالفعل إن ما يحدث للذين يعتبرون أنفسهم مسلمين اليوم مؤلم لحد البكاء... أخر ما ألمني هو فتوى الأزهر بإباحة رضاع الكبير...
انظروا هنا كيف أنهم فعلاً يدعونك للبكاء:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9125

الارادة..!

ما أجمل هذه الكلمة الفخ التي أخذت منا أـجمل أبنائنا و أجمل أيام عمرنا. الارادة كلمة رددها كثيرا سيد الأمة وأب الجميع عبد الناصر. لكنه وجد أن الأمة قد ولدت بدون ارادة و قد ولدت هذه الأمة و هي منزوعة الحرية و منزوعة الفكر..

الارادة يا سادة تترعرعرع على ضفاف الحرية و على هامات جبال الأحرار. لكن الارادة لا يمكن لها أن تعيش في صوب مغلفة بالاسمنت و الحديد ولا يمكن أن تكون الحرية فوق رؤؤوس منكوسة أو على بطون تزحف جوعا..

فب عهد الراحل الباقي الحي كان هناك مشروع جمع الأمة ونبذ السلاطين. وبعد 28 سبتنبر 1970 تولى السلاطين زمام الأمة فسقط الانسان وعاشت السلاطين. و اليوم و دون حياء يعيش السلطان من دماء وأموال أمته هو و جلاديه ولن يقدر فردا عربيا أن ينادي بالحرية طالما أن رقبته تحت سكين السلطان. وفي السعودية نضرب مثلا سريعا. فالمواطن لا يملك جرأة الزواج من غير السعودية دون اذن وزير الدااخلية وقلما يأذن له الوزير بفعلته هذه. و في سوريا و رغم أنين الخونة في سجن تدمر يظل المواطن بين جيئة و ذهابا من الداخلية الى القيادة العليا من أجل رخصة دكان لبيه السكر و الشاهي للعاطلين عن العمل. وفي باقي الدول العربية ينتظر المواطن مراسيم السلطان ليلا ليعرف ما يشرع في فعله غدا. فهو ليس أكثر من ماعز تهرول مع القطيع و خلفها راع يجري خلفها بعصاته..

فأين نزرع الحرية لننجب الارادة. و من أين نأتي بالاردة اذا كنا لا نريدها ولا نرغب بها فلأمة عميت أبصارها قبل أن تعمى بصائرها..

راغب..