تحررنا من إثم الخطايا
في لحظة الميلاد
وتربعنا على تلة من الأكاذيب
نسرح منها الأيائل والوعول
في إرم الصحراء
تنهدنا بنهدين راعفين على جروح الروح
نبكي ونبوح ونعرف أننا نعترف للمرة الألف
تترهل أمعاء الذاكرة المرة على وجوه حبنا
ونعرف أننا نعيد الحكاية تحت ذات المطر القديم
نعيد الحكاية بلا أمطار
نعيد الحكاية
ولا نتثاءب، كيف نقاوم الملل
ألأننا نحب هذه المرة
والمرة الألف؟
لمن كل هذه الأكاذيب في الذاكرة؟
لمن نعجن خبز الذكريات ورائحة المنى
لماذا نقول ما لا نفعل، ونفعل ما لا نقول
ونحب رغم ذلك
سأخبئ قبعتي حتى اللقاء القادم، واحتذي نعلين
لا ينتميان لحب سابق، وأتمسح بعبق الوريد
كيف يختصرك حبٌّ واحد بجنون أبدي
لا شيء بعده ولا شيء قبله كان
لا تعرف ولا أحد غيرك يفهم سر العجيبة
في ديار الغريبة
تستمع للغة لا تصدقها، تفهم الحب وتسمعه
تنكر الأشياء الأخرى، التأوهات التي ما حصلت
الحب الذي لم يكن والكلام الذي يخون إذنك
بعفوية نشازه في الكلام
لنذهب أنا وأنتِ أبعد من اشتعال الحريق
كسوق دمشي عتيق
لا يخشى الهيام والملام
لا تخبريني بأن ما حدث لم يحدث
لا تنكري للمرة الألف تاريخك
اكتبيه معي فيكي وفيّ
ولنجعل اللوحة تسابق اللوحة
ونصنع الإنسان
بلا ماضٍ لا نكون
والحاضر ألا أيها الابن اللاشرعي لماضينا
يتيمان نحن
غريبان في مدنٍ غريبة
نحترف مقاومة الحياة
لنسجل أنفسنا خارج التأريخ

مروجٌ تتمايل في ذاكرتي الآن
لا تعبري نهر الحنين
لا تعبري
خلك في الضفة الأخرى
لا تتحدثي عن كل أحلامك
وأوهامك مرة واحدة
لا تكتبي على جسدي جبنكِ
الشجاعة تأتي لوحدها حين نريد
والحديث بلا طائل جبن فريد

لا تخبريني كم تحبيني
لأني أعرف
وأشتهيكِ بين عشرين ألف امرأة
لا يكفي أن تكوني
ولا يهم ألا تكوني
لأنك أكبر من صورتك في المرآة
ولأنك لا تفهمين التحامك بي
بما يكفي لتتركي لوجودك حرية التهامي لكِ
لا تقولي ما لا تكونين
لأني أعرفك كما أنت، لا كما صورتك في مرآتك لي
وحذار أن تبيعي تاجر المرايا شظايا مزيفة

منذ ألف سنة تآلفنا مع الظباء
في الصحراء
شربنا الشاي والقهوة
عطشنا الخمر سوياً
وتصالحنا مع السراب
تواعدنا بعد الظهر مع قيظ الشمس
وفي الليل مع النجوم
ولكننا لم نشتعل إلا في حضورك المتأزم
لأن حضوركِ يفاقم الوعي مثلما الخمر
لم أكن سكراناً كما بك، لا خمرة كما أنت
ولا وعي ساطع متألق كما بك
فيا تناقضي وغاية حسي
لا تكرري شيئاً لا تتحدثي معي
كأي إنسيٍّ وضيع
يرتاد حانة في الصحراء
فأنا أعرفك أنت
كما لا تعرفينكِ
أعرفك عن ظهر قلب
كما يحفظ البدوي المعلقة
واتركيني أنام مع ظلك
شهياً
قوياً
ذائباً
ومحتضراً
لكيلا أصيرَ
ظلك
بل لأخترعك من جديد
في داخلي
وأستنطق السماء في خارجي
مطر

طارق العزيز دعنا من نقد اللغة والأسلوب بكل بساطة هذا النص البسيط جميل :9:

أوصلت لي احساسك بسرعة

ولأول مرة أحسك صادق بما تكتبه :23:

:97:

شعر جميل.