وما قتلوه .. وما شنقوه .. ولكن هيأ لهم
وما قتلوه … بل امتدت حياته لتصبح بعمر الأمة ، بعمر أسماء الخالدين ،أحيوه من جديد بطلاً كما كان و كما بقي و صمد ، و كما وقف على منصة الإعدام عالياً شامخا ً مطلا ً على قتلته من عُلي ٍ ، إطلالة المنتصر .
هزمهم وحيدا ً مقيدا ً .. مبشراً بنصر قد بدأت تتفتح أولى براعمه .
وما شنقوه … ولكن علقوا فرحة الأطفال على حبل المشنقة ، علقوا العيد إلى إشعارٍ آخر، شنقونا نحن ، وكتموا الأصوات في حناجرنا لهول الحدث ، و رهبة المشهد ، شنقوا الملايين القابعين في أحضان زوجاتهم ، شنقوا المتدثرين بالخوف من برد الشتاء ، و بطش الأنظمة الهشة .
و لكن هُيأ لهم … هيأ لهم أنهم أطفئوا شمعة من شموع المقاومة ، أنهم انتهوا من فصل من فصول الرعب التي تطاردهم ، أنهم أنهوا أرقاً ما فتئ يفتك بهم و بجنودهم و بعملائهم مذ لحظة دخلوا بغداد … لكن هيهات … فما ذاك إلا بداية عصر جديد ، ملتهب ، يطاردهم فيه شبح الشهيد ، و أشباح آلاف الأطفال والأبطال من هذه الأمة ، إلى عقر أوكارهم ، وإلى كل بقعة تنطق فيها الضاد ، و يذكر فيها اسم الله .
صدام … أيها المخلص … حملت آلام وآمال أمة بماضيها و قادمها … في الرخاء والشدة … رئيسا ً ومقاوما ً… حملت وتحملت خطايانا … فكنت الضحية .
رحلت عنا سيدي الرئيس … لكن روحك فينا … وفي كل ما يتفجر على الأرض العربية في وجه المحتل و أعوانه .
سيدي … من المحيط إلى الخليج عليك سلام … يوم قاومت ويوم أُسرت ويوم شنقت فبقيت حيا .