كرداس
عضو متقدم
   
المشاركات: 303
الانضمام: Feb 2004
|
تاريخ حارتنا
تاريخ حارتنا
خطوا الأراضي بعشوائيه ومشاحنه ومدافعه لم تسمح باتساع البيوت ولا الشوارع دع عنك المدارس والدوائر التي لم تجد من يتحرك من أجلها ذلك أن أكثر المتحركين من البدو الذين توارثو المدافعه عن آبار الماء واستحبوا اغتصاب الأملاك وحاصرهم الفقر والغربه والشبوك وسكت عنهم مندوبي البلديه إما شفقة لحالهم أو محبة لريالاتهم
وقامت بيوت شعبيه ضيقه متراصه قبيحه يشتمل أكثرها عل غرفتين و ليوان وحوش مبنيه من البلك والأسمنت والخشب فقط يتقاطر فيها المطر كما تتفرج فيها الشمس , أرضية الغرف تراب أكثره حصى وأبوابها حديد أخضر وأزرق وبين البلك فتحات صغيره بالنسبه ليد الإنسان , كبيره بالنسبه لعينه ولجسم الوزغ وبيته ,
يقوم بالبناء بسرعه بنائين مثل أصغر ونزير و أكبر كانوا في باكستان مزارعين للأرز والبرتقال . وبعضهم مثل الكهربائي غلام طرده أبوه لأنه لم يفلح في شيء على الإطلاق مع أنه يجيد تثبيت الأسلاك عل الجدران , وبلغ من النزاهه حد أنه يرى أنه من الأفضل عدم الاقتراب من الجدار في حال المطر والإسراع بإقفال العداد ,
وكلما أحضر له لمبه جديده ليركبها يستغرق وقتا في النظر إليها ثم يتملكه العجب ثم يقوم بتمسيحها وإيصال التيار إليها فإذا أضاءت تملكته الفرحه والدهشه ,
وحيث إن السكان قبائل بدو تعودت عل البياح والسعه في المراعي الفسيحه فإن نزولهم بهذه السرعه في المدينه أوجد شكلا آخر من الحياه لم يستعدوا له لا من ناحية تعاملهم فبما بينهم كقبائل لها إرث من العداوات والحروب ولا من ناحية تعامل هؤلاء البدو مع أولادهم المتحضرين ,
ومن ضيق البيت يخرج ولد في كل سنه ليقضي أكثر وقته في الشارع المليء بكسر الزجاج والغراء والشواذ يقضون أوقاتهم بالمراقبه والرياضه العنيفه واحاديث أخرى أمنت الرقيب .
ونشات المدارس الشعبيه المستأجره وتعلم أطفال الأميين بسرعه وصاروامع صغرهم أعلم من آبائهم وعظُم الحاجز وعدم الفهم بين الجيلين
ففي البيت يربي الوالدين أبنائهم على أهمية عدم التسامح وفي المدرسه يشيد المعلمون بقيمة العفو والصبر ,
وفهم المراهقون بأن الراشدين اقل منهم وعيا فانتشر عدم احترام الكبار وصدم الرجال بهذه الظاهره ,
وبسبب تعدد الزوجات والخصوبه صارت نسبة الأبناء إل الأباء أكثر من سبعين بالمائه وجال الذكور في الشوارع الملتويه وزاروا خرائب تخفق فيها أرياح الحريه وندر وجود الوالد الذي يعرف كل اولاده بمراحلهم الدراسيه ,
أما النساء فكن رزينات متحابات محجبات يتبادلن الزيارات وكان يسمع عن وجود فتيات في البيوت .
وانتشرت العصابات والمخدرات والشذوذ والمضاربات والسرقات التي تسجل غالبا ضد مجهول مع أن كل جار يسجلها دائما ضد أولاد جاره
ولم يكن خطيب الجامع يشارك في هذه الجرائم ولكنه كان يغفلها وينهى كل جمعه عن شرب الدخان وحلق اللحيه ,
وكثرت المساجد الكبيره والصغيره بسبب المشاحنات الكثيره لأن كل السكان يصلون ويختصمون ,
وكان اكثر الأطفال يجدون في المساجد وقت متنفسا رحبا للهو إلى أن يبلغوا ثم يصير صوت المؤذن إشعارا للهروب أو داعيا للسرقه ,
وقد ظل إمام الجامع ثلاثين عاما يشكو إل الآباء المبتلين ما مس المسجد من بلاء من داخله من أبنائهم يدفعهم جو المكيفات البارد إلى القفز أرقاما قياسيه , ويمنحهم خشوع الكبار فرصة للتضارب للثأر أو للتسليه وتبادل إشارات الخنق أو الموت , وعلى الخارج من المسجد أو الداخل أن يحذر على رأسه وعينيه من الحجر المتقاذف الذي كتب عليه عدم الاستقرار عندما استقر عنده هؤلاء الأطفال الأذكياء المنتشرون مع أن فيهم الأعرج والأعور وكثير منهم مصاب بالربو بسبب غازات شركة الكهرباء القريبه التي تنتشر في البيوت إذا سكن الهواء , وعوادم السيارات الكثيره التي تجوب الحاره بأصوات غير محترمه وأحيانا كثيره يقودها مروجون همهم إسعاد السكان بحبوب بيضاء تنقلهم روحيا إل أحياء راقيه وبيوت فارهه .
تقبلوا تحياتي
كرداس
|
|
10-05-2006, 10:42 PM |
|