تبرير الاغتصاب

الإغتصاب هو أحد الجرائم البشرية الأكثر شناعة وقبحا وانحطاطا، بل هي تجسّد قمة الحيوانية البشرية في "افتراس القوي للضعيف" حتى سميّت لدى البعض بالإفتراس الجنسي.

الإغتصاب سيداتي سادتي هو عملية افتراس بالقوة، يقوم فيها القوي بأخذ ما يريده من الضعيف بقوته غير عابيء بإرادة هذا الضعيف أو حرمته أو النتائج السلبية الطويلة الأمد التي تترتب عن "نزوة عابرة". ونظرا لشناعة هذه الجريمة النكراء قد يظن البعض أنه ما من بشر يستحق لقب إنسان يمكنه أن يبرر هذه الجريمة.

مخطؤون .. حتى الإغتصاب هناك من يبرره ؛ يبرره ليس فقط المغتصب بل آخرون أيضا منحازون له.

هل تعلمون ما هي أكثر تبريرات الإغتصاب رواجا واكثرها استخداما؟ أن المغتصبة دفعت المغتصب الى اغتصابها. هنا تتحول الضحية الى مجرم والمجرم الى ضحية.

أقول هذا وأنا أفكر ليس فقط بردود الفعل على الجرائم التي تقوم بها الأمريكوصهيونية في لبنان، بل أيضا ببعض التبريرات للجرائم الإسارئيلية التي عرضتها بعض الفضائيات الغربية المعروفة بانحيازها للدولة اليهودية. تقول هذه الفضائيات أن اسرائيل تستهدف سيارات الاغاثة الشعبية (الإسعاف والصليب الأحمر) وقوافل المدنيين والمواقع المدنية الحيوية كمعامل حليب الأطفال والأدوية ومحطات الكهرباء والماء لأن حزب الله يستخدمها لنقل وخزن الأسلحة.

ألم أقل أنه حتى الإغتصاب هناك من يبرره؟ ومن يفترض ما يشاء يستنتج ما يشاء.

القرى اللبنانية ليست قرى، إنها مراكز للإرهاب.

هذا ما قاله "وزير العدالة" الإسرائيلي حاييم رامون في تصريح صحفي له ردا على سؤال من احد الصحفيين حول تصريح له بضرورة هدم القرى الجنوبية من الجو ومن ثم مسحها بالجرافات قبل دخول قوات المشاة اليها.

وقال وزير الدولة اليهودية: لقد طلبنا من المدنيين الخروج، واعطيناهم الوقت الكافي. لذلك كل من تبقى في الحنوب هو ليس مدني بل مرتبط بالإرهاب بشكل أو بآخر.

...

تصوّروا لو أن وزير دولة عربية يصرّح للصحافة أن التجمعات السكنية الإسرائيلية ليست تجمعات مدنية بل اهداف عسكرية مشروعة لأنها مراكز للعدوان. وأن العرب قد طالبوا من اليهود الخروج من الأراضي المحتلة لذلك فكل من بقي فيها هو ليس مدنيا. تصوروا لو أن تصريحا رسميا مثل هذا جاء على لسان أحد الوزراء العرب!