قبل أن تغادروا مقاعدكم....
أيطاليا البلد الذي يشبه القدم, فاز ببطولة العالم لكرة القدم , فريق جميل يتألف من لاعبين على درجة كبيرة من الوسامة تؤهلهم لأن يكونوا نجوما في السينما, الطول الفارع لمعظمهم و العيون المتألقة و النظره الواثقه , المفعمه بالزهو, أزداد الألق في عيون اللاعبين و بداجليا ذلك الألق في عيون مارشيلو ليبي بعد أن خلع نظارته الطبيه ليثبت لعينه "العارية" أن ما يحصل حقيقة و الكأس الذهبية اصبحت في خزائن روما لمدة أربع سنوات قادمة,و هو الذي قلبته الحيرة و التردد في إعتماد تشكيلة واحدة , و لكن الأحد عشر "حواريا" الذين ظهروا مساء أمس كانوا مطيعين مخلصين "لمعلمهم", لم يشي به أحد منهم فكان التتويج على ظهر طاولة هزيلة نائت تحت ثقل "كانافارو" و رفاقه الشجعان.
من يعرف "كافكا" لم تفاجئه المباراة النهائية , الحدث الغرائبي , و الأجواء التشاؤمية , و البطل الذي الذي يثير الحيرة في تصرفاته ثم النهاية "المفجعة" لذلك البطل الذي تحول الى "كبش ينطح" , كان ذلك كله على "الضفة" الفرنسيه , أما في الجانب الآخر فقد كان الطليان سعداء برحلة على الجندولا تصاحبهم أناشيد القساوسة الكاثوليك . و بركات الحبر الأعظم , مخر قاربهم البحر المتوسط كله فمنحه الزرقه و عمده سيد بحار الكوكب , عبر بحر أدريا و توقف في أنكون و بيسكارا و باري, ألقى نظرة مشفقه على الجانب البلقاني من البحر , و تابع رحلته فلمس شواطىء جزيرة القائد الفاطمي جوهر الصقلي توقف قليلا في باليرمو و أنطلق مسرعا في البحر التيراني قبلته نابولي و أحتضنته جنوه.
ضربة جزاء هدية من السماء, و فرط ثقه زائد من زيدان كاد أن يطيح بها, ثم تأتي لحظة" الصعود" لماتيراتزي الذي أرتقى مصعدا و تطاول الى كرة عالية أعلنت هدف التعادل, حدث كل وسط تواجد أيطالي فعال أستمر حتى نهاية الشوط الأول,في الثاني أختلفت النغمة فشن الهجوم الفرنسي حملات كابوسية نحو المنطقة الإيطالية كان تيري هنري وراء معمظمها, و زاد من عدد الحملات تسيد الفرنسيين وسط الملعب و سط ما يشبه الغياب للهجوم الإيطالي , استمر الحضور الفرنسي في معظم مراحل الأشواط الإضاقية ,هذه الأشواط سجلت تواجد زيدان مرتين المرة الأولى عندما كاد أن يرسل الطليان الى "جسر التنهدات" و المقصلة , عبر "نمرة" كرة قدم لا يؤديها إلا المحترفين بتمريرة الى اليمين نحو سانيول و تحرك زيدان السريع ليقف على نقطة الجزاء , سانيول "لم يكذب خبر" و رفع الكرة "بالمازورة" لتقف عند رأس زيدان الحليقه , كانت لعبة في منتى الروعة و الإثارة أكد فيها بوفون أنه فعلا من أبرع حراس العالم,لم تساعد زيدان أعصابه لينهي حياته الكروية على قمة المجد و ساعده في ذلك "ماتيراتزي" صاحب الهدف بإثارته بشده و ربما "عيره" بماضي زوجته المشين أو سلوك أمه "المريب", رد زيدان على طريقة "الوعول", و ليشكر ماتيرازي ربه أنه زيدان قد قلم "قرونه" قبل البطولة.ثم بضربات الترجيح فاز الطليان , و قد أحب تريزيجيه أن يقلد ركلة زيدان فأطاح بها و أطاح "ببركة" حضور شيراك.
أعجبتني مباراة تحديد المركزين الثالث و الرابع أكثر غاب عن تلك المباراة الحذر و أنفتحت من الجانبين, بينما شهدنا حالة من "البارانويا" الدفاعية عند الفريق الإيطالي, كنا نرى أحيانا ثمانية مدافعين و حتى تسعه متحلقين حول تيري هنري ,في مقابل شح هجومي كسره توني قليلا و أجهز عليه دخول ديل بييرو,و قدم الفريق الفرنسي كل مابقي لديه من خزنتة "الخوالي"و أنصح دومينيك أن لا يبقي و لا يذر أحدا في هذا الفريق , بلغ من العمر عتيا و ذاق الإنتصارات, بطولة العالم و بطولة اليورو فلن يسعده بعد الآن أكثر من شمس التقاعد الشاطئية , و على مارسيلو ليبي أن يخرج عن تردده و حيرته و يلقي بديل بييرو ومن لف لفه خارج الفريق ,و حتى توتي لم يكن توتي الذي تعرف وربما يتوجب البحث عن مفتاح لخط الوسط أكثر نشاطا و جديه من توتي.
كل موسم لكرة القدم المونديالية و أنتم بخير , أحببت أن يفوز الألمان بكأس العالم محبة بالقيصر صاحب العقليه الكروية و الإدارية الفذه و كنت مؤمنا بهذا الفوز وواثقا منه , و لكننا غالبا من نرى أمانينا على شكل "قوانين علمية", و لا أخطائنا إلا بعد فوات الأوان, و لكنني سعيد بفوز فريقي المفضل ايطاليا بهذه الكأس , و سعيد أكثر بكسر اسطورة البرازيل و كثير جدا من الناس يفضلون البرازيل لأنها برازيل و هذا غير كاف بذاته لتشجيع فريق ,أما الأرجنتين "إبتسامة" هذه الدورة فقد خرجت مبكرا و كانت جديرة بمكان أرفع منزلة , كما شهدنا لمحات برتغالية جميلة فيها لمسات سكولاري الأنيقة, و لكن الفريق الأوكراني نغص حياتي بظله الثقيل و غلاظة مدربة الفظ,و غنت غانا لحنها في هذه البطولة و معها برزت كالعادة الفرق الأفريقيه و اليابان من أسيا, أما الفرق العربية فساغني لها "أخي جاوز الظالمون المدا".
فريقي الذي شكلته ليكون منتخب العالم
حارس المرمى بوفون
المدافعون "ايالا , سورين,زامبروتا,ماتيرازي"
خط الوسط " بالاك ,زيدان ,كاكا, جاتوزو"
المهاجمون " كلوزه , تيفيس"
المدرب "سكولاري"
شكرا... و هذه..(f)
|