أحيانا يطالع الشخص حكاية خفيفة ذات معان عميقة. تغيب في غياهب العقل, و تندفع خارجة عند لحظة ما.
قرأت في مضى قصة عن أربعة فئران. فأرين و فأرتين.
ربما قرأها الكثير هنا و قد يكون قد شارك بها أحد الزملاء أو الزميلات. لكن أرى أن أعيدها مرة أخرى عل فيها فائدة للبعض.
كان في فأر و فأرة. و كمان فأر و فأرة.
كان كل من ذلك الزوجين يخرج بحثا عن القوت في كل صباح و يعودون بما يسد الرمق.
و في يوم:
وجد الزوجان (الأربعة فئران) مخبأ عظيما للجبن.
و كان يوم السعد.
تتابع الفئران في زيارة ذلك المخبأ و كان الجبن لدهشتهما لا يقل, لا بل يزيد.
ظن زوج من الفئران الأربعة أن جزأ من الجبن هو ملك لهما. فكان أن انتقلا للسكن فيه. فحددا حدود الملكية و أقاما بيتا كبيرا واسعا مترفا و حديقة جميلة مسلية.
أما الزوجان الآخران فاكن ذلك المخزون بالنسبة لهما موردا للطعام سنضب يوما ما. لم تتغير الحياة عندهما و بقيا على ما هم عليه. يخرجان من مخبئهما كل صباح ليحصلا على ما تيسر من الجبن و يعودان اليه بعد ذلك.
تطورت حال الزوجين المرفهين. فصارا يولمان لأصدقاء مقربين و غير مقربين, يسافران مطمئنين الى الملكية, يسهران مرتاحي البال غير مباليين بيومهما مراكمين الوزن فوق الوزن.
و فجأة:
في صباح يوم مشؤوم:
أفاق كل زوج يريد ما يريد.
خرج المرفه من بيته ليجد الجبن قد اختفى.
نادى على رفيقته: أين الجبن؟
ياللمصيبة!
أين الجبن؟
قبعا يتباكيان. لقد زلزل عالمهما و صار الى الصفر. و بدا ما بنياه عروشا خاوية.
و في نفس الوقت:
خرج الزوجان الآخران يريدان الطعام.
و عندما وصلا: لما يجدا شيئا.
فاستدار الفأر و حك الجدار بمخلبه و شمه بمنخره. تغامز هو و رفيقته و انطلقا يبحثان عن طعام غيره.
بس. خلصت الحكاية.
اذا ديقت خلاقكون سامحوني و اذا زدت أو شلت من القصة كمان سامحوني. و سامحوني بالآخر لأنو صدقا نسيت أسم المؤلف.