حتى لا ننسى دعوني أقتبس هذين العنوانين لنر الطريقة التي تعامل بها الغرب نفسه مع قناة فضائية لمجرد أدائها التمثيلي لما اقترفته الحركة الصهيونية في المنطقة، وبطريقة فنية!
أوليس هو الفن ذلكم الذي نشرته الصحف الدنماركية عبر الكاريكاتير؟!!
أولم يقل هذا بعض الأذناب هنا في النادي؟!
فما بالهم لم يقفوا ذات الموقف من عرض فني آخر، في منطقة تؤمن بأن الحركة الصهيونية حركة مجرمة معتدية، وترى أن ذلك حقيقة عصرية ثابتة وموثقة على حد تعبير طارق القداح في تبريره لما نشرته الصحف الدنماركية والفرنسية والنرويجية!
وعلى نسق كلام طارق أتساءل:
لماذا لم يعالج الغرب القضية مع العرب برد فعل حضاري، وأوقد كل تلك الحرب التي انتهت بحجب القناة عن القمر الأوربي؟!!
هل سألتم أنفسكم ذلك؟
عموما حتى لا تنسوا تذكروا هذه المواقف التي لم يحن الوقت لنسيانها فلم يمض عليه عامان بعد!
أولا: واشنطن تنتقد مسلسلا يعرضه تلفزيون المنار
انتقدت الولايات المتحدة مسلسل الشتات الذي يعرضه تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني يوميا خلال شهر رمضان المبارك، وقالت إنها رفعت شكوى بذلك إلى الحكومتين اللبنانية والسورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر إن بلاده تعارض بشدة أي تعبير عن معاداة السامية، وتعتبر أي برامج تتضمن مشاهد تعترف بما يسمى بروتوكولات حكماء صهيون، -وهي حسب باوتشر تزوير معاد للسامية-، غير مقبولة. وأشار باوتشر إلى أن مثل هذه البرامج لا تسهم في إشاعة جو التفاهم والتسامح الذي تمس إليه الحاجة في الشرق الأوسط، معبرا عن أمله بألا يبث المسلسل في محطات التلفزة السورية.
وقال مركز سايمون ويزنتال وهو جماعة حقوقية يهودية في لوس أنجلوس في بيان الأسبوع الماضي إن المسلسل يظهر أن اليهود زوروا الكتاب المقدس ويتبعون تعاليم بروتوكولات حكماء صهيون.
إلا أن الحاخام أبراهام كوبر الرئيس المشارك للمركز قال إن المركز غير متأكد من أن البروتوكولات يرد ذكرها فعلا في المسلسل. وأضاف أن المركز استقى معلوماته بخصوص المسلسل في المقام الأول من إعلانات الدعاية له في التلفزيون السوري.
وشكا كوبر من أن الشخصية الرئيسية في المسلسل وأحد النشطاء الصهيونيين البارزين يصوره المسلسل على أنه داهية بلا أخلاق.
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد أثارت ضجة مماثلة العام الماضي أثناء عرض مسلسل فارس بلا جواد الذي قام ببطولته النجم المصري محمد صبحي
http://www.aljazeera.net/News/archive/arch...ArchiveId=63161
ثانيا:المنار وفرنسا
مثل قرار مجلس الدولة الفرنسي الصادر في 13 ديسمبر الماضي بمنع شركة "يوتليسات" الفرنسية من بث قناة المنار الناطقة بلسان حزب الله اللبناني صدمة للكثيرين في العالم لما مثله ذلك من اعتداء على حريات الرأي والتعبير..خاصة وأن القرار صدر من فرنسا التي طالما سوقت نفسها على أنها "منارة" الأحرار في العالم.
خلفيات قرار الإغلاق
وترجع خلفيات قرار الإغلاق إلى شهر رمضان الماضي حيث أذاعت القناة مسلسل "الشتات" وهو مسلسل يدور حول فكرة المؤامرة الصهيونية للسيطرة على العالم وتسييره وفقاً للمصالح اليهودية وهي فكرة مستقاة من كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" وهي أيضاً نفس الفكرة التي عالجها مسلسل "فارس بلا جواد" الذي أذيع في رمضان قبل الماضي.
وقد أثار المسلسل ثائرة اللوبي اليهودي في فرنسا وهو من أقوى جماعات الضغط الصهيونية في أوروبا رغم ضآلة أعداد اليهود الفرنسيين مقارنة بدول أوروبية أخرى كبريطانيا مثلاً. وقد بدا تحرك اللوبي الصهيوني في تلك القضية سريعاً ومدروساً كالعادة.
لكن الجديد أن اللوبي الصهيوني بداً حملته هذه المرة بعيداً عن الحلبة الفرنسية بأن رفع الموضوع مباشرة إلى الإتحاد الأوروبي لمناقشة منع بث القناة في أوروبا كلها..وبالفعل نجحوا في أن يدفعوا لجان الإتحاد المختصة يوم 19 نوفمبر الماضي لمناقشة موضوع بث قناة المنار عبر القمر الصناعي "هوت بيرد-4 " المملوك لشركة "يوتليسات الفرنسية" وهو القرار الذي تصدى له مجلس الإعلام الفرنسي بضراوة حفاظاً على هيبة الدولة الفرنسية وسط مثقفي العالم.
إلا أن المجلس عاد بعد أقل من 10 أيام وقام بتحريك دعوى قضائية أمام مجلس الدولة الفرنسي بحجة إذاعة القناة مواداً تبث الكراهية ضد اليهود وتشكل انتهاكاً لنصوص قانون معاداة السامية.
مهزلة قانون معاداة السامية
وتقودنا هذه النقطة إلى التعرض للمهزلة التي تسمى قانون معاداة السامية وهو القانون الذي يشكل إرهاباً فكرياً لكل من يقترب من الشأن الإسرائيلي.. وقناة المنار ليست أول ضحايا هذا القانون المشبوه الذي طال العديد من كبار المفكرين الفرنسيين كروجيه جارودي. بل تعدى أثر فرنسا إلى الخارج ولعل الجميع مازال يذكر الحملة المحمومة التي قادها اللوبي الصهيوني على الصحفي إبراهيم نافع مطالبة بمحاكمته في أول فرصة تطأ فيها أقدامه أراض فرنسية لمعاداته لسياسات الدولة الإسرائيلية في كتاباته والتي اشتم منها اللوبي الصهيوني رائحة معاداة السامية.
مدى قانونية قرار الإغلاق
أمر إغلاق القناة كما شكل صدمة للكثيرين فإنه شكل أيضاً حرجاً بالغاً لكثير من الباحثين والقانونيين لما لأحكام القضاء من احترام وهيبة بغض النظر عن دوافعها.. فنحن في النهاية نجد أنفسنا أما قاض ينفذ قانون شرعه برلمان بلاده وصار ملزماً بأن يقضي به طالما وجد ما يستدعي ذلك إلا أن لنا وقفة مع هذا الحكم.
أولاً: فرنسا من الدول الخمس الكبار بمجلس الأمن..المسئول عن حفظ السلم والأمن الدوليين..وتطبيق قرارات ومبادئ الأمم المتحدة.. وهي القرارات التي من ضمنها المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان – والذي وقعت عليه فرنسا وصار ملزماً لها- ببنديها ( أ، ب) والتي تكفل حرية الرأي والتعبير واعتناق الأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود.
ثانيأً: إذا كان قضاة فرنسا قد وجدوا حرجاً في عدم تطبيق قانون معاداة السامية – المطعون بعدم دستوريته- فما الذي يمنعهم من إنفاذ بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. والعهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وهي المواثيق والعهود التي تعلم فرنسا جيداً بحكم موقعها في الأمم المتحدة أنها صارت ملزمة لها بمجرد تصديقها عليها وأنه يجب عليها تعديل أية تشريعات وطنية قد تتعارض مع البنود الموقع عليها!!
كذلك كنتم بالأمس
والسؤال الذي نوجهه لكل فرنسي حر بشكل عام وللسادة أعضاء مجلسي الدولة والإعلام الفرنسيين هل كانت المواد التي تبثها الإذاعات الفرنسية السرية حول الرايخ عشية سقوط باريس في قبضة الألمان مواداً عنصرية أم كانت ضرباً مشروعاً من ضروب مقاومة المحتل بكافة أشكال المقاومة.؟!!
وألا تعتبر الفكرة الصهيونية التي قام عليها الكيان الصهيوني وما تبع ذلك من احتلال واغتصاب للأراضي العربية بمثابة "فكرة عدائية استعمارية" تستوجب المقاومة؟ وهل تناست الدولة الفرنسية – احد الخمسة الكبار – في مجلس الأمن قرار الأمم المتحدة السابق والذي يعتبر الصهيوينة مبدأ عنصرياً وهو القرار الذي لم يلغ إلا بعد التورط العربي في مؤتمر مدريد وما تلاه من اجتماعات.
http://www.20at.com/article.php?sid=863