اميركيو غزة يستنجدون
GMT 13:15:00 2005 الأحد 30 أكتوبر
. أسامة العيسة



--------------------------------------------------------------------------------




أسامة العيسة من القدس :استنجد مدير المدرسة الاميركية في غزة، بالسفير الاميركي لدى تل أبيب، لبذل الجهد لوقف الغارات الإسرائيلية على غزة التي بدأت منذ مساء يوم الأربعاء الماضي، بعد عملية الخضيرة التفجيرية، مشيرا الى ما تحدثه الغارات الوهمية والحقيقية من اثر نفسي ومادي على الناس هناك، و قال انه أسلوب جديد من إسرائيل في الرد على العمليات الفلسطينية.

وقال هندريك تاتجن، مدير المدرسة الأميركية الدولية في غزة في رسالته "بينما العالم منشغل بدائرة العنف في الشرق الأوسط، هناك القلائل فقط يعرفون عن مشروع صغير للسلام يضرب بجذوره في أرض غزة القديمة، إن العمل الذي نتحدث عنه هو تربية وتعليم والحصاد مستقبل أجيال من القادة الفلسطينيين، إن في مقدمة من يقوم بهذا العمل الهام مجموعة من المدرسين الدوليين أغلبهم من أميركا الشمالية ويعملون في المدرسة الأميركية الدولية بغزة، وهذه المدرسة الآن تحتفل بعامها السادس وكانت تعمل على مدى هذه السنوات بدون أي عوائق بالرغم من وجود الانتفاضة الثانية".

وأضاف تاتجن "لقد خرجت هذه المدرسة أول دفعة لها العام الماضي وبعض هؤلاء الخريجين يتقدمون الآن لنيل الشهادات العلمية في الولايات المتحدة الأميركية. إن لهذه المدرسة مستوى عالي من التعليم وقد تم الاعتراف بها من منظمة مدارس وكليات الولايات الوسطي بالولايات المتحدة الأمريكية".

وأشار إلى انه بالرغم "من أن المدرسين الحاليين يعملون بكد واجتهاد لتحقيق هذا الهدف إلا أن هذه الجهود قد تضطر إلى التوقف في الوقت القريب والسبب في ذلك هو التغير الإسرائيلي في الرد على أعمال العنف التي يقوم بها بعض الفلسطينيين المتطرفين. فبينما وقبل عملية فك الارتباط أحادي الجانب كانت ردود الأفعال الإسرائيلية تقتصر على استهداف أهداف عسكرية إلا أن الردود الآن تتعدى ذلك إلى استعمال سلاح أقوى وهو الحرب النفسية، فأثناء الليل والنهار تقوم طائرات الجيش الإسرائيلي الحربية بالتحليق على علو نحو منخفض في سماء غزة لتكسر جدار الصوت محدثة ضجيج يصم الآذان، واهتزازات شديدة وضرر للناس والمباني. إن هذه الانفجاريات وما يصاحبه من قلق وتوتر يؤثر على الحالة النفسية والعصبية للمواطنين وبذلك فإن المدنيين الأبرياء هم من يقع عليهم العقاب، إن الانتقام الإسرائيلي هذا يقوض المسيرة التعليمية لمدرستنا من خلال إعاقة قدرة الطلاب والمدرسين على المشاركة فيها".

وأكد ان "العملية التعليمية تتوقف بشكل حقيقي حيث أننا في صباح كل يوم نصل فيه للمدرسة نشاهد حلقة جديدة من تدمير مدرستنا بشكل متكرر، إن المواد الإسمنتية والجدران تسقط من السقف بينما تخرج الشبابيك والأبواب الحديدة من إطارها، محدثة شقوقاً في الجدران والأسقف".

وقال "إن الطلاب والمدرسين يحاولون التأقلم مع هذا الوضع لكن حياتنا في خطر وإذا استمر هذا التدمير فستحين لحظة سنكون مضطرين فيها إلى إغلاق أبواب المدرسة، وإننا نؤمن أن هذا شي مؤسف وسيتحول إلى كارثة آخذين بعين الاعتبار الخيارات المحدودة لغزة وأهلها".

ووجه تساؤلا للسفير "هل ستهتم الحكومة الأميركية لهذا الأمر؟، وهل هي على استعداد أن تطلب من الحكومة الإسرائيلية التوقف عن هذه الأعمال؟".