" كيفك انت ، مالا انت "
أو kefak enta mala enta
- هل تعتقد أن ثمة أحد مستقيظ في العالم في هذه اللحظة
- لا اعتقد
- ربما المجانين فقط مثلنا
- أو النصف الآخر من العالم المجنون .
ضحكات ممزوجة بالفرح والألم معا .
- قل لي هل تعرف أني غجري . ؟
- انت ؟ غجري ؟
- نعم ، أو قل نصف غجري .
- ونصفك الآخر عربي
- لا .. بالمطلق أنا لست عربيا . وهذا جزء من معضلة وجودي هنا على هذه الرقعة من العالم اليوم .
- إذن امازيغي .
- نعم
تدهشه اللغة العربية ، يعشق محمود درويش كثيرا ، يصحب صلاح جاهين معه أينما حل ، فهو كثير الترحال بين المدن - كما يهوى الركض في الشوارع أيضا .
- بالمناسبة للوركا قصته مع الغجر.
- اها
- لا أحد يعرف أين دفن لوركا ، لكن الغجر أحبوه ، ويصعدون للتلال كل عام في آب ليحيوا ذكراه .. معروف عن الغجر وفائهم .. لتعلم ذلك جيدا .
اقتباس:عفوَ زهرِ الدم يا لوركا وشمسٌ في يديكْ
وصليبٌ يرتدي نارَ قصيدةْ
أجملُ الفرسانِ في الليلِ يحجّون إليكْ
بشهيدٍ وشهيدةْ.
هكذا الشاعرُ زلزالٌ وإعصارُ مياهْ
ورياحٌ إنْ زأرْ
يهمسُ الشارع للشارعِ قد مرّت خطاهْ
فتطايرْ يا حجرْ. *
درويش ولوركا، وغجر، شواهد تاريخ انساني ..
- وداعا الآن ، سأتركك لتنام قليلا
- وانت
- سأذهب بعيدا في المدى المفتوح ، سأخرج لأرقص
- الان
- نعم الان ، انها تمطر
مطر ممزوج بجنون زوربا الان ، بألمه والحزن ، صرخة وتنهيدة وجع ( مرة اخرى "وجع" ) )
القطرات المنهمرة هنا تلتصق بزجاج النافذة ، تبحث عن مخرج من هذا العالم ،
خروج لداخلنا
تصطدم وتموت هناك ، فوق سطح الخديعة.
- " شي فاشل " .. صحيح ؟
- مش عارف !
- ابق طيبا .. ليحبك الغجر .
(f) لصديقي أينما كان الآن .
______________________
* من قصيدة درويش لوركا .