الرئيس ابو مازن:الشرطة نزلت إلى الشوارع لتحقيق الأمن وفرض سيادة القانون والنظام العام
غزة-دنيا الوطن
استقبل السيد الرئيس محمود عباس، ظهر اليوم، وفداً من أهالي المنطقة الشرقية في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، وعائلة الشهيد ياسر عطية بركة.
وأشار، سيادته في كلمة له أثناء اللقاء الذي جرى بمقر الرئاسة في مدينة غزة، إلى أن القيادة كانت تنتظر بفارغ الصبر، انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وأجزاء من شمال الضفة الغربية، وتخليص شعبنا من الاحتلال والاستيطان.
وأضاف: بأن القيادة بذلت جهوداً خارقة حتى تتيح الفرصة لإسرائيل بالانسحاب بدون ضجيج وعراقيل أو عقبات، والحمد لله أن هذا حصل، كما أنها كانت تتوقع بعد الانسحاب، أن تبدأ بمسيرة الإصلاح والإعمار والبناء في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث حضرت نفسها لعشرات المشاريع الإنمائية، وغيرها من أجل أن يعيش شعبنا حياة كريمة هادئة، وأن يستعيد بناءه وسعادته، التي افتقدها أكثر من قرن.
وذكر، بأن القيادة طالبت الجميع وناشدتهم بأنه كفى هموماً لهذا الشعب، داعية إياهم إلى التهدئة وإنهاء المظاهر المسلحة، والتي أصبحت لا مبرر لها بعد رحيل الاحتلال، مشدداً على أنه لم يعد مبرراً لأي أحد لأن يسير في الشارع حاملاً رشاشاً أو مدفعاً أو قنبلة.
وأكد أن قوات الشرطة نزلت إلى الشوارع لتحمي الأمن والقانون والنظام، لا أكثر ولا أقل، فهي ليست معتدية ولن تعتدي على أحد، ولا يمكن أن نقبل أن تعتدي على أحد، وإنما تضع القانون في موضعه الصحيح.
وشدد السيد الرئيس، على أهمية تهدئة الأجواء، حتى لا نعرض شعبنا إلى اعتداءات إسرائيلية يومية، مشيراً إلى ما أدت إليه المظاهر المسلحة في الأسابيع الماضية، من كوارث في حي الشجاعية، حيث أدى تخزين أسلحة في الحي إلى استشهاد ستة مواطنين وجرح العشرات، وما حدث كذلك في مخيم جباليا، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من عشرين مواطناً وجرح أكثر من مائة.
وتساءل سيادته: لماذا كل هذه المظاهر المسلحة؟ ومن الذي يتحمل مسؤولية هذه الأعمال؟ مضيفاً: ومع ذلك قلنا دعونا نبدأ من جديد، وبدأنا فعلاً من جديد بإنزال قوات الشرطة إلى الشوارع، لتحمي المواطن وأمنه وحياته وعرضه وكرامته.
وجدد السيد الرئيس تأكيده، بأن الشرطة لا يمكن أن تعتدي على أحد، وأنه لا مبرر أن ينزل شخص إلى الشارع ويحمل في سيارته مدفعاً وقنابل، مما يؤدي إلى احتكاكات، تفضي إلى ما نتج عن مصادمات أمس، والتي راح ضحيتها خمسين جريحاً وثلاثة شهداء، وعلى رأسهم الرائد في الشرطة، الشهيد علي مكاوي، الذي نذر حياته من أجل وطنه وبلده ليحمي الوطن ويحمي أهله وكل عشيرته.
وشدد سيادته، على أن المسؤولية تقع على من يريد أن يخرج عن النظام، وأنه يجب على الشعب أن يقول كلمته، بأن هذا باطل وهذا حق، هذا صحيح وهذا خطأ، وإلا فالأمور ستتفاقم أكثر فأكثر، مشيراً إلى أنه يجب على الجميع أن يقول كلمة الحق، لماذا يحصل هذا، في حين أن الجميع متفق على التهدئة؟.
كما أكد السيد الرئيس، على أن مظاهر السلاح لم تعد لها أي ضرورة، ولم يعد ضرورة للذين يسيرون في الشوارع "مقنعين"، متسائلاً: لما يتقنع شخص؟ ومما يخاف؟ إلا إذا كان مشبوهاً، يريد إخفاء وجهه ليقوم بعمل ما هنا أو هناك.
وبين، أن ضحية إطلاق الرصاص في الشوارع، سيكون بالتأكيد المواطن العادي، الذي يصادف وجوده أحياناً في المكان، مشدداً على ضرورة وقف كل المظاهر المسلحة، فلم يعد بإمكان أحد استخدام الذرائع لحمل السلاح في الشوارع.
ونوه، إلى أن إسرائيل عندما تركت القطاع تركته مدمراً، إضافة إلى ما حصل مؤخراً، حيث قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بشن سلسلة من الغارات على القطاع، وإن كان جزء منهما وهمي، إلا أنها تسببت بالإعاقة لمئات الأطفال، الذين أصبحوا يستيقظون من النوم فزعين خائفين، إضافة إلى تزايد ظاهرة التبول اللا إرادي، وصعوبة النطق.
وتسأل السيد الرئيس، لماذا نعطي ذريعة للإسرائيليين بأن يقصفوا مدننا، ونحن ندرك جيداً أن صاروخاً صغيراً من صنع محلي، لا يؤثر على أحد، بل العكس تكون النتيجة ضربة مبرحة لكل مؤسساتنا ومدارسنا ومواطنينا وأطفالنا؟ مشدداً على أن أحداً لا يتمنى بقاء العدو، وأن الذي يحصل عبث وغير مسؤولية حقيقة ولا يجوز أن يستمر.
وأضاف: كيف سينظر إلينا العالم، الذي يعترف بأننا نستحق دولة، إذا بقينا على هذا الحال، والعالم يرى أن لدينا حروباً داخلية، لابد أنهم سيقولون هؤلاء لا يستحقون، لافتاً إلى أن السلطة الوطنية تنتظر ملايين وبلايين الدولارات من أجل الأعمار، ومن المؤكد أن أحداً لا يمكنه أن يأتي في ظل هذه الظروف، وأن أي مستثمر لن يأتي، ولن يرسل جماعته ليقتلون أو يخطفون في جو من هذا النوع، وبالتالي سيبقى الدمار دماراً والخراب خراباً ولن نحصل على شيء، إلى يوم يبعثون.
كما تسأل سيادته: ألا نستحق دولة؟ نحن عمرنا كل العالم، من حقنا أن نعيش بكرامة، ألا نستحق أن يذهب أبناؤنا إلى المدرسة أو السوق أو إلى الشارع بهدوء وبأمان، فمن المسؤول عن هذا؟.
ولفت، إلى أن الجميع يقولون نحن ملتزمون، متسائلاً: لماذا لا يطبقون التزاماتهم؟، مؤكداً أنه لا يعقل أن تلتزم من جهة، ومن الأخرى تعمل خلافاً لذلك، حيث أن هذا كلام لا يمكن أن يقبله لا إنسان ولا عقل ولا دين ولا شرف ولا أخلاق، وأنه لا يمكن أحد أن يأخذ حقه بيده، أو يتصرف كيف ومتى شاء.
وكان السيد الرئيس، قدم في اللقاء، التعازي لآل بركة باستشهاد ابنهم، مشيراً إلى أنه شهيد للواجب وشهيد الشعب كله، وأن القيادة مسؤولة عنه وعن دمه، وأنها لن تسكت عن هذا الموضوع، ولن تقبل إطلاقاً أن يستشهد أحد بهذه الطريقة، وأن هذه الفوضى يجب أن تنتهي.
وتطرق سيادته في اللقاء، إلى الانتخابات البلدية في الأراضي الفلسطينية، والتي جرت رغم كل ظروف الاحتلال، مشدداً على أنها كانت انتخابات محترمة، وأن كل واحد أخذ حقه في هذه الانتخابات.
http://www.alwatanvoice.com/articles.php?g...ticles&id=29447