ما أحوجنا لـ ا"لسفر برلك"

بالأمس وخلافاً للعادة آويت لمنزلي باكراً هرعت للستلايت أبحث عن حقنة كراهية أو شمة تحريض من طراز جديد لم يعهدها عقلي المزدحم بملايين العناوين والأخبار ، ولكني وجدتني أدمنت تلك العناوين ففقدت تدريجياً تأثيرها علي فكل مورفينات الحقد التي تبثها الأقنية العربية "العربية ،المستقبل ، LBC ..." لم تعد قادرة على تغيير شيئاً بمزاجي...

دخلت زوجتي كي تعد الأطفال للنوم ... غلبها التعب فنام الأطفال وعلى ثغرهم ابتسامة نصر تغمز من قناة أمهم التي تغلب عليها تعب النهار فغفت قبلهم...

هدأ المنزل ..
ربما غفت عيناي المنهكتان قليلاً ... قمت بتثاقل أبحث عن كتاب أقرأه ولكن مزاجي المنهك رفض الفكرة فأنا بحاجة لمادة خفيفة ، بحثت بمكتبة أفلامي عن شيء مثير... أفلام عنف أمريكية "لا رغبة لي بها، أفلام عربية"لا رغبة لي بمزيد من الاستخفاف بعقلي" ، ....

سفر برلك... رن الاسم بذاكرتي كوتر قيثارة ... فيلم قديم للسيدة فيروز اشتريته مع مجموعة كبيرة على DVD ولم يتثنى لي مشاهدتهم.

جهزت الفيلم وأصلحت من مجلسي أتابع بشغف...

تدور أحداث الفيلم خلال فترة أواخر حقبة الاحتلال العثماني إبان الحرب العالمية الأولى ...أحداث سلسة امتزجت فيها العبرة بالشجن بالطرب...
أحداث تجعلك إن تجرأت على مقارنة شخوص الفيلم بحال شخوص سياسيينا وأبطالنا اليوم تضرب رأسك بالجدار أو السقف ....

وإن عجزت فببقعة غير طاهرة من الأرض.



أشكر الله العلي القدير أن الرحابنة والسيدة فيروز قد أنتجوا هذا الفيلم وانتهى الأمر لأني لا أحب أن أرى اصبع الاتهام بالإرهاب يشير إليهم فالفيلم يحوي تحريضاً واضحاً على مقاومة الاحتلال ، والفيلم يذيب الفوارق بين المسلمين والمسيحيين ، والفيلم يرى أن الشعب الواحد الذي يعيش بأرضين لا يشعر بغضاضة أن يقاوم هنا أو هناك فالكل مدعو للتضامن مع القبضايات اللذين يقاومون الاحتلال فلا يمكنك أن تشعر أن البطل الفلاني مسيحي أو مسلم سوري أو لبناني إلا اللهم من خلال الاسم أو من خلال مفردة عامية.


أرجو أن لا يقع هذا الفيلم بيد السيد شيراك أو السيد جورج بوش أو السيدة كوندي فلا أريد أن أتسبب لهم بمزيد من الصداع لأنهم لن يفهموا......................ِ