انا اخترت ارادة الله مع اعتراضي على كلمة رجال الدين


فقط ارادة الله هي الحاكمة

الذى يتحكم بالمجتمع ليس ليس عاملا احادي البعد لكن خليط من ثلاث عوامل

الاول العناصر الغير مرئية والغير متوقعة والقائمة خارج السيطرة الانسانية مثل التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية والامراض الوبائية وظهور ثروات طبيعية أو نضوبها الخ الخ ...و هذه عناصر فى منتهى الاهمية كعامل حيث انها ادت لانهيار مجتمعات وامبراطوريات ونشوء اخرى وانتقالات سكانية وتمازج بين البشر

الثانى وهو العنصر المادى المتعلق بقدرة الانسان على انتاج مقومات حياته المادية ونجاحه فى ذلك والدفاع عن هذا النجاح والتى لا تحدث بشكل فردى بل بصيغة جماعية وعبر تنظيم اجتماعى يجب ان يتناسب كصيغة تنظيمية مع مكونات العملية الانتاجية فى هذه الحقبة التاريخية والمعرفية فهو محكوم بالضرورة بعوامل محددة وصراعات مستمرة بهدف اعادة التوازن والتطور لهذه المنظومة الاجتماعية..وهذا ما بامكانك ان تسمية الصيرورة التاريخية الاجتماعية او الجدلية التاريخية كما اسماها ماركس

والعامل الثالث والمهم جدا وهو ان هذا التنظيم الاجتماعى لكى يتمكن من الاستمرار وتنظيم نفسه عليه ان ينتج ثقافة جماعية للافراد تحدد سقف سلوكهم وقبولهم للتعامل كمجموع وكافراد فى داخل هذه المنظومة واعطاء معنى للحياة وللانتماء للمجموعة وبدون ذلك ستنهار المجموعة تماما وفد يحدث فى التاريخ انهيار لمجموعات لاسباب ثقافية تماما تتعلق بركودها الروحى وانعدام الاحلام فليس بالخبز وحده يحيا الانسان

لربما ما فات كارل ماركس ان جدل التاريخ ليس محصورا فى العملية الانتاجية وتداعياتها الاجتماعية فقط ...بل كان عليه توسيع هذه الجدلية التاريخية لتشمل المؤثرات الغير مرئية والثقافة كعوامل تتداخل ديالكتيكيا مع العملية الانتاجية وتنتج المشهد التطورى التاريخى .. وفى حال دخول هذين العاملين فى تفسير المشهد التاريخى عندها كان من الممكن ان لا يظهر اهم خطا فى كل منظومة كارل ماركس وهو تحويل العملية التاريخية كما لو انه يمكن قياسها كمسالة رياضية وبالتالى تتحرك ضمن حتميات معروفة ومنظمة

شكرا لكم أعزائي وشكرا للذين صوّتوا في الاستطلاع وشكرا للردود الطريفة (f) والحقيقة أن أغلب الاراء كانت جيدة وتحليلية ناجحة ذلك أننا لو درسنا مجتمع الاسكيمو الذي يعتبرة عالم الاجتماع صلاح الفوال مجتمعا بدوياً لوجدناه مختلفاً عن مجتمع بدو سيناء ولو درسنا الارياف في مصر لوجدناها مختلفة عن الارياف في سوريا . وطبعاً الاختلاف سيكون في المنهج المتبع وفي نتائج الدراسة . أضافة الى المجتمع البدوي ومجتمع الارياف سنجد أن مجتمعات المدن تختلف في العالم النامي عن مجتمعات المدينة في العالم الصناعي . وحالياً وفي أحدث دراسة عن علم الاجتماع والتي حاول الباحث فيها أسلمة التنظير الاجتماعي يقول لنا أن البحث عن قوانين حقيقية كحقيقة العلوم الطبيعية أمر مستحيل وأن المحاولات التي تحاول إنزال القوانين الفيزيائية على المجتمع فشلت ولم تقدم جديداً . ويدعوا الى "تذرير" او تفتيت الدراسات الاجتماعية من صرحها المتعالي الى جزيئات مستقلة وحددة ومحصورة ومكتفية بذاتها عن التبعية للعالم الغربي . ومن كل ذلك نعود الى الاستطلاع ونجد الاجابات إما 1- مثالية دينية كالقول بإرادة الله أو 2-مادية علمية كالقول بمسلّمة المادة أو 3-معنوية علمية كالقول بالقيم الاخلاقية وهذه الاخيرة تتبع العلوم الانسانية التي تسمى احيانا بالعلوم المعنوية .



(f) (f)