السلام للجميع :

فيما يفهم انها اشارة الى انتهاج اسلوب برغماتى من قبل النظام السوري يأتي مستجيبا للظروف الراهنة على الساحة الدولية وفى وقت يشهد فيه العالم تكاثفا كبيرا لمحاربة الارهاب ولاسيما بعد تفجيرات لندن والبيانات التى تناولت مناطق اخرى فى العالم بالوعيد .

لانعلم تحديدا هل انتبه بشار اخيرا الى جدية الوضع وخطورته خاصة بعد ان وجد نفسه شبه وحيد على الساحة الدولية والاقليمية واسيرا لخطاب سياسي قديم لم يعد له اى قيمة او تأثير .
هذا بالاضافة الى نوايا واضحة من قبل الادارة الامريكية لاستهداف النظام السورى الحاكم ومحاولة عزله بغية اضعافه استعدادا لاقصائه بالقوة السياسية او العسكرية .

اليوم اتخذ بشار بضعة قرارات هامة لو اتخذها قبل عامين او اكثر لكانت لها قيمتها السياسية المؤثرة والتى ستكون متوازية مع خطط الاصلاح المعلنة ...

بيد ان اتخاذها فى الوقت الحالى لا يعنى ان لا قيمة لها الاقل من الناحية اعلامية حيث يستمر بشار بذلك فى بث رسائل الى الغرب توحى بجدية نواياه فى الاصلاح الداخلى و تسريع وتيرة هذا الاصلاح ان وجد .

ولكن ما معنى هذه القرارت ؟

فاذا كان عبد الحليم خدام قد صار رسميا خارج السلطة ((وهو خارج السلطة بشكل فعلى منذ فترة )) وجمدت صلاحيات وزير الداخلية غازى كنعان فان هذا لايعنى فى الواقع ان هناك حسم من قبل النظام السورى لاتجاه التغيير فخدام قد اعلن فى مؤتمر البعث الاخير عن رغبته فى التقاعد وبالتالى فان وجوده ضمن اطار السلطة انما هو وجود شكلى ليس الا .

اما غازى كنعان وهو رجل المهام الصعبة او القذرة فلا يمكن الركون الى ما ينشره اليوم بعض ممن يدعون معرفة بالشأن السورى من ان كنعان قد تصرف بوحى من ذاته فى تقرير شؤون الوضع اللبنانى وبالتعاون مع مدير الاستخبارات السورى السابق بل ان العارفين حقيقة بالنظام السورى يرون خلاف ذلك ويعتقدون ان غازى كنعان قد يقدم كبش فداء وان عملية تجميده الحالية ليست سوى جس نبض .

فهل يغامر النظام السورى بسهولة ويعلن وان بشكل غير مباشر انه السبب فى الانتهاكات الامنية التى طاولت لبنان او ان له علاقة بالشأن الداخلى اللبنانى وهو لطالما ادعى عكس ذلك ؟

برأيى عملية التجميد ليست سوى مناورة يستهدف منها رصد ردود الافعال الخارجية والاقليمية والتى ان رأى انها تتماشى مع مصلحته فانه سيلحقها بعدة اجراءات ادارية ضد غازى كنعان وبضعة متنفذين آخرين وإلا فان المجال سيكون متاحا للتراجع فيما اذا رآى النظام ان عملية اقصاء غازى كنعان قد تجعله هدفا لمن يتهمون النظام السورى انه سبب الخلل الامنى فى كل من لبنان وسوريا معا

فالواقع يفرض على النظام السورى الحذر فى ولوج طرق ذات اتجاه واحد بل هو فى العادة يتجنب هذه الطرق ويفضل اتباع الطرق المتعددة المسارات حيث يمكن العودة والتراجع ..

فكيف نرفع اليوم راية التفاؤل و ان نأمل ازدهار ربيع دمشق
وهل هناك من فرصة فعلية وجدية لاى اصلاحات سياسية ضمن النظام السورى ؟ وهل نحن بسؤ النية بمكان بحيث نفسر كل حركة من بشار بان لها مغزى آخر غير الظاهر .

ام هي معرفتنا بالسلطة وتوجهاتها تجعلنا نتوجس الشر باستمرار

هل يستطيع النظام ان يواءم بين رغبته فى السلطة وبين الديمقراطية والتعددية ؟

تساؤلات لايمكن الجزم بمصداقية اجاباتها فيما يقدم النظام السورى اشارات لاتخلو من التناقض ولا تبشر بأى جديد .. فما بين التجديد والاقصاء داخل البناء السلطوى , هناك الاغلاق والالغاء الذى يستهدف منابر الحوار الحر والغير متعلق باهداب السلطة مثلما ما حدث وفى اصرار واضح على اغلاق منتدى الاتاسى آخر المنتديات السياسية فى سوريا ومثلما ماحدث مع اغلاق بعض الصحف ومنع بعضها الاخر وملاحقة الناشطين فى مجال حقوق الانسان وغيرها من اشارات تجعلنا نشكك فى واقعية التفاؤل فى هذه المرحلة ولا ابالغ اذا ما قلت ان ما قدمه اليوم بشار من ((( تنازلات ))) كما يراها بشكل ما سيستمر الحديث عنها واستثمارها خطابيا الى وقت طويل قد تستنفذ فيه كل الوسائل لحصول اصلاح حقيقى او ملموس وقد يتم التعمية طويلا على اى مسيرة للاصلاح نظير مبررات مثل محاربة الارهاب او مجابهة التطرف او غيرها من مبررات حديثة بعد تقادم المبررات السابقة اسرائيل واحتلال الجولان والمؤامرة الصهيونية التى تستهدف سوريا وغيرها من مبررات لم تعد تخدم النظام السورى بشكل فعال ..


وهنا لا يتبقى لنا سوى سؤال واحد نعرف اجابته سلفا ...

هل ستهدى الحداية فراخ ؟


تحياتى

والى لقاء قريب.....