بصراحة.. بطانة «النفاق»!!
دمشق
صحيفة تشرين
رأي
الاثنين 18 نيسان 2005
عبد الفتاح العوض
لم يعد أمامنا إلا الصراحة.. لا تجميل الأشياء.. ولا النفاق.. ولا الترقيع.. ولا تسطيح المشكلات.. ولا التبرير يمكن ان يقدم لنا شيئاً مهماً.. بل على العكس..
فكل قصائد الغزل بامرأة «بشعة» لن يجعلها جميلة!!
الان علينا مواجهة الحقائق كما هي...
لكن هذا يجب الا يسقطنا في نفق التشاؤم...
فثمة اشياء جيدة غطتها اخطاء كبيرة هنا او هناك.
المسألة الآن تقتضي منا جميعاً ان نكف عن الرؤية باتجاه واحد..
وان نضع أمام اعيننا هدفاً واحداً فقط.. هو مصلحة هذا الوطن.
في وقت ما وهذا مثال عليه ينبغي ان نسمي الاشياء بمسمياتها.. وان نعلن عن أنفسنا بكل وضوح وان نتخلى عن اللغة المبهمة التي تعني كل شيء.. ولا تعني شيئاً..!
الصراحة.. بين المواطن والمسؤول..
الصراحة بين المسؤولين انفسهم..
فكثير من المسؤولين اختاروا «بطانة» تعزف على ما يحبون سماعه.. ولا مايحتاجون لسماعه!!
وبعض من المواطنين.. يتحدث أمام المسؤول بلغة النفاق المقرف.. ويتحدث أمام الآخرين بلغة النقد الحاقد!!
فيما يجري الآن احساس واضح بان الطريق الذي يجب ان نسلكه ينبغي ان يكون مضاء بالحقائق... ومعبداً بالارقام..
ان الطريق الذي نحتاجه ... هو الطريق الذي يتسع لنا جميعاً..
طريق لا يجعل البعض يسير على حوافه.. او لا يجعل البعض الأخر يسير بعكس اتجاهه.
طريق.. يوصلنا الى «سورية الجميلة» المزهرة بابنائها.
وبمنتهى الواقعية.. فاننا بحاجة الى اشخاص «يقودون» الآخرين في طريق الصراحة.. وفي طريق الحقائق.. وان يقولوا الاشياء كما هي.. لكن وبذات الوقت ان يكون لديهم الايمان والقدرة على رؤية «الثمار» .
ولاشك.. ان ثمة من سيخلط بين الصراحة.. والوقاحة.. وثمة من يستثمر الصراحة ليغسل «خطاياه».
وثمة.. وثمة كثير... لكن هذا لا ينبغي ان يجعلنا نتوقف عن الاستفادة من مزايا الصراحة ومنافعها.
وفترة بعد فترة... سيذهب الزبد... ويبقى ما ينفع الناس
http://www.tishreen.info/_opin.asp?FileNam...320050418104439