اخ ابو ابراهيم



في الحقيقة, فانني قد قرأت ما جاء في هذا الموضوع منذ بعض الوقت, فبحثت عن كتاب فرنسي يعالج نفس الموضوع فوقعت على كتاب حديث-صدر في 2004- لاستاذ فرنسي له عدد من المؤلفات العلمية المتخصصة في علم الفيزياء, اسمه"Jean Hladik", و ترجمة هذا العنوان الطويل هي "كيف استولى الشاب الطموح اينشتاين على النسبية الخاصة من بوانكاريه".
لم انه قراءة الكتاب بعد, و لكن ما قرأته منه يبين لي ان بوانكاريه كان فعلا قد اكتشف النسبية الخاصة قبل اينشتاين...
و ارجو الان ان تسمح لي ان اعلق , و ان اعترض على بعض ما ورد في ردك السابق.

اقتباس:  أبو إبراهيم   كتب/كتبت  
 
هذا لغط مخيف، إذ أن لورنتس وبوانكاريه أبدعا في كتابة المعادلات الكهرطيسية ولكن كما ذكرت كانا يكتبان هذه المعادلات بالنسبة للأمواج الكهرطيسية...

ربما صح ما تقول اذا اعتبرنا فقط الدافع الاساسي , في بداية الامر,الذي حدا بلورنتس للببحث عن تحويلاته, و لكن الامر قد تعدى فيما بعد موضوع الكهرطيسية.

اقتباس:  أبو إبراهيم   كتب/كتبت  

إن عبقرية إينشتاين كانت في فرض أن سرعة الضوء هي سرعة حدية وثابت كوني. ومن هذا المنطلق أعاد إثبات علاقة لورنتس، ومنها استنتج قانون ثنائية الكتلة والطاقة. مما أخرج معادلة لورنتس من نطاق الكهرطيسية إلى حركة الأجسام.......

ان ذات هذه "العبقرية" كانت قد تجلت عند بوانكاريه, بمعنى انه سبق ايتشتاين في افتراض ثبات و حدية سرعة الضوء.

و لادلل على اعتراضاتي السابقة, و لابين حقيقة الامر بشكل افضل فانني ساترجم فقرتين وردتا في الكتاب المذكور اعلاه, و كلتاهما لبوانكاريه.



الفقرة الاولى:

و هي مأخوذة من احدى المحاضرات لبوانكاريه قبل اعلان اينشتاين لنظريته ببضع سنوات.


\"...ربما يتوجب عليناايضا ان نبني ميكانيكا جديدا لا يمكننا الان سوى ان نرى بعض ملامحه, حيث تتزايد الكتلة العطالية مع تزايد السرعة, و حيث تصبح سرعة الضوء سرعة حدية لا يمكن تجاوزها. ان الميكانيك الشائع, الابسط, سيبقى صحيحا كتقريب اولي ما دامت السرعات ليست كبيرة جدا, بحيث اننا سنبقي على علم التحريك القديم تحت عباءة الجديد. \"




الفقرة الثانية:

و هي مأخوذة من كتاب لبوانكاريه"العلم و الفرضية" صادر في عام1902 و هو تال للمحاضرة التي اقتطعنا منها الفقرة السابقة.


"...
1- ليس ثمة فضاء مطلق و نحن لا ندرك سوى الحركات النسبية...
2-ليس ثمة زمن مطلق; فالقول بان فترتين زمنيتين متساويتان, هو زعم ليس له بحد ذاته اي معنى و لا يمكن ان يكون ذا معنى الا اصطلاحيا..
3-نحن لسنا محرومين من الحدس المباشر بتساوي فترتين زمنيتين فحسب, و لكننا كذلك محرومين منه فيما يخص التزامن بين حدثين يجريان على مسرحين مختلفين..
..."

العزيز فكر

شكراً جزيلاً على المعلومات القيمة التي قدمتها...

ولا أجد أنها تعارض كثيراً محتوى ما كتبته أنا بشكل عام...

ولكن لا تنس
1- أن الفرنسيين غير موضوعيين أبداً فيما يخص علماءهم وخم يقولون منذ عصور بأن بوانكاريه أعظم من إينشتاين...

2- السؤال : هل كتب بوانكاريه المعادلات التي تحدث عنها أم أنها كانت استنتاجات أو تنبؤات لمسير العلم..

اقتباس:ربما يتوجب عليناايضا ان نبني ميكانيكا جديدا

بوانكاريه
هذه الجملة احتمالية وغير جازمة مما لا يجعل منها جملة علمية.

3- على كل حال، لا أعتقد أن هناك خلافاً في عزو مبدأ ثنائية الطاقة والكتلة، والنسبية العام إلى إينشتاين... ويبقى لإينشتاين فضل نشر هذه العلوم على نطاق واسع مما أدى إلى القفزة الفضائية والتكنولوجية الحالية...

وأعيد تأكيد أن إعادة اختراع العجلة ليس ضاراً على الإطلاق...
خصوصاً بالطريقة التي فعلها إينشتاين.
(f)

اخ ابو ابراهيم


كنت قد ذكرت انني لم اكن قد انهيت قراءة الكتاب, لذلك فقد كتبت من وحي ما كنت قد قرأت. اما الآن فاسمح لي ان اعلق على تساؤلاتك, و من ثم ان اضيف رأيا.



اقتباس:
________________________________________________________________________________
أبو إبراهيم كتب

1- أن الفرنسيين غير موضوعيين أبداً فيما يخص علماءهم وخم يقولون منذ عصور بأن بوانكاريه أعظم من إينشتاين...

_______________________________________________________________________________


رغم انني ادرس في فرنسا فانني لست متعصبا للفرنسيين على الاطلاق, و لكن مع هذا فانني ارى ان مؤلف الكتاب- و هو استاذ في الفيزياء و ليس مجرد باحث تاريخي - كان موضوعيا و مقنعا من خلال ما قدمه من مقتطفات من وثائق مثبتة, و من خلال طريقته في عرض الامور. اضافة الى ذلك هناك وضوحا الكتاب غير الفرنسي الذي كان وراء فتح هذا الموضوع بداية, و اعني كتاب:"Albert Einstein: The Incorrigible Plagiarist."




اقتباس:
________________________________________________________________________________
2- السؤال : هل كتب بوانكاريه المعادلات التي تحدث عنها أم أنها كانت استنتاجات أو تنبؤات لمسير العلم..

اقتباس:ربما يتوجب عليناايضا ان نبني ميكانيكا جديدا

بوانكاريه
هذه الجملة احتمالية وغير جازمة مما لا يجعل منها جملة علمية.

_______________________________________________________________________________



اجل. لقد كان بوانكاريه قد توصل الى تلك المعادلات, و التأويلات الموافقة لها. و تحديدا:

- قانون جمع السرعات,
- قانون تباطؤ الزمن و نسبيته,
- قانون تقلص الاطوال او المسافات,
- عدم تغير الشحنة الكهربائية,
- بالاضافة الى ثبات و حدية سرعة الضوء.

وهذه القوانين و النتائج رغم ارتكازها على تحويلات لورنتس, فان هذا الاخير لم يتوصل اليها او الى تأويلاتها, لانه كان متمسكا اساسا بقناعات خاطئة لم تكن تسمح له ان يرى الامور الا من خلالها, و لكن بوانكاريه فعل ذلك.




اقتباس:
______________________________________________________________________________
3- على كل حال، لا أعتقد أن هناك خلافاً في عزو مبدأ ثنائية الطاقة والكتلة، والنسبية العام إلى إينشتاين... ويبقى لإينشتاين فضل نشر هذه العلوم على نطاق واسع مما أدى إلى القفزة الفضائية والتكنولوجية الحالية...

_____________________________________________________________________________



لا اختلف معك جوهريا حول هذه النقاط, و لكن من يعلم؟ ربما فقط حتى اشعار آخر...




اخيرا اقول:

لقد كان اينشتاين بالنسبة لي في مرحلة من مراهقتي مثالا عظيما, ادهشتني عبقرته الفذة التي استطاعت ان ترى الامور التي كانت تبدو من البديهيات بطريقة اخرى تخالف بجرأة الحدس العام البسيط, مما ادى الى ان يكتشف ما دعي بالنسبية الخاصة و العامة.

و لكن , و شيئا فشيئا, بدأت قامته الهائلة تتضاءل في نظري, و ذلك عندما بدأت اعلم ان انجازاته تلك لم تكن سوى ثمرة جهد متطاول لعلماء آخرين, شبه منسيين, و ما كان منه الا ان قطفها و قدمها للعالم على انه هو من غرس شجرتها و اعتنى بها, او على الاقل هذا ما أوحي-بضم الهمزة- به للعالم. لقد تسلق اينشتاين على اكتاف الآخرين ليقطف تلك الثمرة فنال المجد لوحده.

و لكن مؤخرا , و خاصة بعد قراءة الكتاب المذكور, فقد عاد في نظري اينشتاين الى حجمه الطبيعي, لا يزيد عن العديد من العلماء الكبار, و اختفت من حوله تلك الهالة التي كنت اراه مجللا بها.

و من جانب آخر فانني بدأت ارى بوانكاريه جديرا بكثير من التبجيل و الاحترام الذين كنت ارى بهما اينشتاين, و ليس ذلك لعلمه و لاسهاماته و نفاذ بصيرته فحسب, و انما لتواضعه كانسان و كعالم, هذا التواضع الذي كان الى حد كبير مساهما في التقليل من شأنه, و من شأن اسهاماته, و في ان يوضع فعلا في المكانة التي هو جدير بها.

و يبقى ان اقول انني قد بدأت اتساءل عن دور "يهودية" اينشتاين في الدعاية العالمية التي نالها, و الصيت العظيم لعبقريته التي لا مثيل لها, و في مقابل ذلك بدأت ايضا اتساءل عن دور "عدم يهودية" بوانكاريه في كون تلك الدعاية قد عملت على سلبه ما يستحقه من تقدير, و على تهميش متعمد لدوره و لاسهاماته و خاصة فيما يتعلق بالنسبية الخاصة.

[quote] أبو إبراهيم كتب [QUOTE]دوريمي كتب :
أما أنا فلا تهمني عبقريته وعظمته إذا كان الطريق إليهما يمر فوق ظهور وجهود آخرين (كبوانكاريه ولورنتس) [COLOR=Red]تجاهل الإشارة إلى بحوثهم الجوهرية في طروحاته واكتشاقاته، ليستأثر بالشهرة والمجد لوحده،أعلاه، ومن ثم أن تقارنه بجملة آينشتين الانتهازية المشهورة "سرّ الإبداع يكـمن في معرفة كيف تخفي مصادرك".

لتجد أني بالنهاية أحاول إعادة الحق إلى أهله، ذلك الحق الذي على ما يبدو أن آينشتين وبحسب كتّاب أمريكيين قبل أن يكونوا فرنسيين، نسبه لنفسه وحده وأغفل ذكر من قاموا بجزء ضخم من العمل ليصل إلى ما توصّل إليه.

هذا السلوك لا يعني أن آينشتين هو إنسان وضيع عموماً كشخصية وكعالم، ولكن سلوكه من ناحية تجاهله لذكر جهود وتعب الآخرين في نشاطه العلمي ونسبه المجد لشخصه فقط، هو سلوك وضيع ومشين بحقه قبل أن يكون كذلك بحق من أغفلهم.

مداخلة الزميل fekr (f) الأخيرة متميزة، وفيها الكثير من الأفكار التي تدعو للتأمل وخصوصاً في قسمها الثاني.

تحياتي للجميع.