العزيز ميراج
سلام و محبة

إسمع يا عزيزي ..
لا أعرف لما عقدتها بتلك الطريقة .. ؟
لسنا ملزمين بالوصول لجوهر الدين ...
لكل واحد طريقته في التفكير التي تعتمد على طريقته في التفكير و مدى ذكاؤه و قيمه و طريقة تربيته و بيئته و تجاربنا الشخصية و إنطباعاتنا النفسية و ما إلي ذلك ...
طريقة تفكيرنا تختلف و حتما ستختلف ...
و ليس مطلوبا منا سوى أن نحاول فهم الشئ على حقيقته و أن نتقبلها ..
ان نحاول و لييس ان نصل فعلا ..
نحن لن نعرف أبدا حقيقة أي شئ بشكل كامل ..
ليس مطلوبا منا غلا ما هو في إستطاعتنا ..
فلنحول ان نكون متجردين و موضوعيين بقدر ما نستطيع ...
و فقط ..
ليس مطلوبا ان نفعل ما هو أكثر ..
و أنا اعتبر نفسسي محايدا إلي درجة كبيرة ..
و احاول التجرد اكثر ..
فمثلا بالنسبة لموضوع عنف المسيحية مثلا ...
يتضح شكل المسيحية بالنسبة لتلك النقطة في موقف القبض على السيد المسيح ..
حين قطع بطرس أذن ملخس ثم الصقها له المسيح بعد نهر بطرس عن العنف ..
"رد سيفك إلي غمده فإن الذين يقتلون بالسيف فبالسيف يقتلون "
يتضح من سيرة السيد المسيح حسب رواية الأناجيل من انه كان ودودا و طيبا ...
ثم أن المسيحية لم تنتشر بالسيف على أيدي رسل المسيح بل إنهم حتى الإعتداء واجهوه بلا عنف ..
جميل ...
و لكن المسيحيين الاوربيين كانوا يحاربون بإسم الدين, فما معنى ذلك ؟
هناك رد معقول و هو انهم لا يعتمدون في ذلك على نصوص كتابية أو دعاوي من السيد المسيح أو حتى إقتداءا بالرسل فهم إذا يتصرفون بلا اي سند من المسيحية فأقول لك أن هذا منطقي.
و لكن نأتي لنقطة مهمة و هي النقطة التي ألمحت إليها و التي علق عليها arfan
- المسيحيين يعترفون بالعهد القديم كأساس عقيدي و تاريخي لعقيدتهم.
- الله في العهد القديم كان شديد القسوة, و كان يأمر كثيرا بالقتل و سفك الدماء ..
حتى انه أمر بذبح أطفال رضع و نساء و شيوخ ..
(( فالان اذهب و اضرب عماليق و حرموا كل ما له و لا تعف عنهم بل اقتل رجلا و امراة طفلا و رضيعا بقرا و غنما جملا و حمارا (صموئيل الأول 15 : 3)
(( الشيخ و الشاب و العذراء و الطفل و النساء اقتلوا للهلاك و لا تقربوا من انسان عليه السمة و ابتدئوا من مقدسي فابتداوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت (حزقيال 9 : 6)
و أوامر القتل في العهد القديم كثيرة ...
هل قرأت حد الردة في تثنية 13 و قبل ان ياتي الإسلام بدهر ..
أنا شخصيا أعتبر أن إله العهد القديم يختلف تماما عن إله العهد الجديد ...
السيناريو المسيحي يشمل الإثنين و لكن الطباع و الشخصية تختلفان ..
هذا لا ينكره منصف ..
المشكلة ان المسيحيين يعترفون بالتوراة اليهودية و بإلاهها ...
صدقني و بكل حيادية أقول لك أن إنسانيتي لا تقبل إلها بتلك القسوة ..
تخيلت نفسي في مكان إبراهيم حين امره الله بذبح إبنه و كيف انني كنت سأعطيه درسا في الأخلاق ..
" أقتل إبني ؟!!
أي إله انت ؟!! .. بدلا من أن تدعوني لمحبته تأمرني بذبحه ؟!!
لو كنت حتى اكرهه حتى الممات لن اقتله ..
لو كان عدوا لي لن اقتله ..
القتل هو شئ فظيع جدا حتى لو دعيت انت إليه ..
و أنا برئ منك و من دعاويك أيها الإله الحقود . "
لا يمكنك ان تنكر القسوة و الوحشية التي تمتع بها إله العهد القديم ...
و لا يمكنك أن تنكر السلبية التي تعاني منها تعاليم العهد الجديد ..
و لن أتكلم في من ضربك على خدك الأيمن لأنني أجدها تدعو للتسامح و القوة ..
و رد فعل السيد المسيح في موقف شبيه هو رد فعل جيد ..
و لكنني اتكلم عن "من سخرك ميلا فإمش معه ميلين" و الصلاة من اجل الملوك و الرؤساء ..
اعتبرها دعوة للسلبية السياسية ...
ما علينا ...
لو كنت منصفا و حياديا ستجد ما تلوم عليه الكتاب المقدس بعهديه ..
و ستجد ما تلوم عليه الله في العهدين و ما تلوم عليه المسيح و الرسل ..
و لكن المسيحية تشترط ان تتقبلها لا أن تختارها ..
أو هذا ما أظنه ..
على العموم أنا لا أشعر بأنني مستاء لانني لن اصل لحقيقة المسيحية بكل تجرد ..
لأنني لست مطالبا بأن أفكر بأكثر ما بوسعي ..
فكرت بما إستطعت و بما سمح به عقلي و لا اريد ما هو اكثر ..
و لو كانت المسيحية حقيقية سأقول هذا لله و ليفعل ما يريد بعد ذلك ...
اعرف انه لن يستمع و سيلقيني في النار لو كان إله المسيحية حقيقيا لأن إله المسيحية إله ظالم ..
و لكن لو لم يكن موجودا ... و هذا هو الغالب.
سأكون قد قضيت بقيت حياتي أكلم الحائط ...
و اخضع لتعاليم عبثية بلا قيمة و أصدق أشياء عجيبة و أساطير غريبة.
كن منصفا يا عزيزي ..
كن حياديا و اخبرني ..
تخيل نفسك "يشوع" ..
انت الآن تمسك طفلا بيدك اليسرى ...
و في يدك اليمنى خنجرا ..
لا تقوى على فعلها و لكنك لا تستطيع ان ترفض امرا أمرك به الله و ألا فإن مصيرك جهنم ..
خنجرك يهوى على عنق الطفل لتذبحه ..
الدماء تغرق يدك ..
الطفل يتوقف عن البكاء .. للأبد.
أمه تراك و انت تذبحه فتركع على ركبتيها ..
تسقط الطفل من يدك ..
تسرع إلي الام لتذبحها كالنعاج ...
و لم تقاوم هي ..
الكلاب تسرع لتلحس دماء الطفل و امه ..
يشوع يبحث عن أي حي ليقتله ليتقي غضب الله ..
المدينة اصبحت قبر كبير ..
يشوع رجل تقي اطاع الله و لكنه فقد إنسانيته ..
يشوع لا يستطيع النوم ليلا ...
يتذكر مشهد الطفل و هو يصرخ ..
الام و هي تتوسل إليه ألا يقتل إبنها ..
هو يشيح بوجهه عنها ليذبحه ثم يلتفت إليها ..
يشوع يتساءل "أما كان يمكن أن يبيد الله تلك المدينة بدلا من ان يأمرني بذبح أطفال و نساء"
بعد ذلك بقرون يأتي المسيحيين ليتحدثوا عن وحشية هيرودس لقتله كل اطفال مدينة بيت لحم ..
بعد ذلك بقرون ياتي ميراج ليقول في نادي الفكر أنه يستطيع تفهم مبررات الله في ذلك ..
يأتي ميراج ليقول انه يرى ان arfan يتحامل على المسيحية ...
نحن لم نتكلم على المذابح التي تمت بإسم المسيحية في الحروب الصليبية و غيرها.
لأن المسيحية تنصلت من هكذا ممارسات.
و لكن المسيحية لم تتنصل من ممارسات العهد القديم الوحشية و لا إله العهد القديم الدموي.
و لهذا نلومها و يجب ان نلومها .
فهل بذلك لا نكون قد تجردنا بقدر إستطاعتنا ؟
فهل بذلك لا نكون موضوعيين ؟

و تحياتي لك.

الزميل العقل الجميل
هل لى أن اقتحم الحوار؟
انت تريد محاولة الفهم ونحن ايضا
حسنا المفهوم الكتابى هو ان الصراع بين الانسان وابليس قائم منذ خلق الانسان وهو صراع غير متكافىءأدى الى تسويد اللوحه البيضاء التى صنعها الله وكانت الخطه الالهيه - ان جاز التعبير -هى تبييض نقطه فى اللوحه السوداء ومنع السواد من الطغيان على تلك النقطه البيضاء أما بخصوص اللوحه السوداء فهى كده كده اسودت0ومن هذه النقطه البيضاء ينتشر البياض الى العالم اجمع0
تلك هى القضيه كما هى بالكتاب
أما مسألة الحساب فتلك قضية أخرى وكغانا أن نعلم " أن الله ليس بظالم "( عب 6 : 10 )
تحياتى

الفاضل "العقل الجميل".. محبة لك وسلام (f)

هل تعلم..
تأثرت كثيراً بإحساساتك وقت الكتابة.. انا أجيد قراءة المشاعر..
كم كنت أتمنى أن نتعارف متفقين لا مختلفين..
إذ أننى واثق بوجود أشياء كثيرة مشتركة بيننا يابن بلدى..

لنعود للإختلاف فى الرؤية من جديد..

اقتباس:لكل واحد طريقته في التفكير التي تعتمد على طريقته في التفكير و مدى ذكاؤه و قيمه و طريقة تربيته و بيئته و تجاربنا الشخصية و إنطباعاتنا النفسية و ما إلي ذلك ...

متفق معك 100%
وربما هذا يكون مدخلاً جيداً للنقاش حول "العهد القديم"
أعلم أن مقصدك بالإقتباس السابق، هو الفروق الفردية بين شخص وآخر..
فما بالك بالفروق بين زمن وآخر؟
بين حقبة زمنية وحقبة أخرى..
فالإنسان فى زمن العهد القديم.. مختلف عن الإنسان الأن..
نحن الأن أكثر رقياً وتقدما (أكثر إنسانية)..

فإن أردنا أن نتجرد فعلاً.. فلا يجب أن نحكم على "إنسان الأمس" بمعايير ومقايسات "إنسان اليوم"..

لن أتكلم عن "العهد القديم" حتى لا يتهمنى البعض بعدم الإستقلال فى الحكم المحايد نظراً لكونى مسيحياً..

سأضرب مثالاً من الإسلام..

كثير منا سمع عن "الرجم حتى الموت" كعقوبة للزانى المحصن فى الإسلام..
كثير منا إقشعر بدنه لهذه الوسيلة فى الموت البطئ..
كثير أسهب فى كونها وسيلة تعذيب بشعة..
أمن أجل لحظة ضعف يقتل انسان؟
ما هذا الإله.. وما هذه الطريقة القذرة فى الموت..
أين هذا من "أحسنوا القتل"؟

هذه يا عزيزى، أحكامنا الآن.. بظروف الآن..
لكن لو نظرنا للمتبع إسلامياً وقتها..
وعلمنا رخصة الزواج بأربع، وهى رخصة أباحتها سعة الرزق وسهولة الحياة حتى عهد قريب، ويصعب علينا أن نجد صحابيًا لم يستمتع بهذه الرخصة..وأن الكثيرين منهم كانوا ينذرون السبت لزوجة والأحد للثانية والاثنين للثالثة والثلاثاء للرابعة والأربعاء للراحة ، والخميس للأخيرة أو المثيرة أو الأثيرة أو الصغيرة، والجمعة للعبادة والاستعداد للأسبوع الجديد..

وعلمنا أن للمسلمين وقتها رخصة التسرى بالجوارى وملك اليمين، وأغلب الصحابة، وإن لم يكن جميعهم، مارسوا التسرى، وقبلهم جميعًا تسرى الرسول بمارية القبطية فى يوم حفصة وعلى سريرها..
وأزهد الزهاد "على بن أبى طالب" توفى ولديه كما ذكر السيوطى فى كتاب "تاريخ الخلفاء" 13 سرية.. ووصل الأمر لإلى الآلاف لدى بعض الخلفاء فى العصر العباسى ...
رخصة أباحها الله لعباده كما ترى..
ومصدر للمتعة الحلال توفره الفتوحات وتوفره أيضًا إمكانيات الشراء من الأسواق أو التجار المتخصصين..
وتساؤل يطرق أذهاننا فى هدوء، لكنه تساؤل منطقى على أية حال..
عمن تتوافر له رخصة الزواج بأربع زوجات ورخصة التمتع بالجوارى بلا عدد ثم يمتد بصره إلى نساء الغير ويقوده شيطانه إلى الزنا بهن..
ماذا يستحق؟

لا أعتقد أننا سنختلف فى أن هذا الشخص يستحق الإعدام رمياً بالقباقيب فى ميدان عام.

ووقتها - ووقتها فقط - يستقم الأمر لفهم لماذا الحد قاسٍ..
فهو قاس.. لكنه على المقاس.. :)


فإن أردت أن تفهم يا عزيزى كيف يأمر الله فى العهد القديم بهذه الأمور مع "عماليق".. ينبغى أن نراجع ما الذى فعلته عماليق وإستمرت تفعله لمدة 400 سنة قبل هذا الحدث.. فربما يكون حكمك - وقتها - مختلفاً تماماً..
آخذين فى الاعتبار أشياء عديدة..
- هل هذا تعليم دينى من الله (تشريع)؟ أم موقف معين محدد تجاه إناس محددة؟
- قصة شعب الله المختار من أساسها.. وهل كان الله يعاملهم (أعنى إسرائيل) بالمثل أم لا.. فربما يكون هذا هو الوضع التاريخى السائد وقتها.


بالنسبة لنقطة مثل "حد الردة" فى اليهودية..
إقرأ بتمعن وخبرنى.. هل هى عقوبة للخروج من الديانة اليهودية؟ أم عقوبة للإغواء؟
وهل الديانة اليهودية عموما، ديانة دعوية (تبشيرية)؟ أم لقوم "يعقوب" وحده وأسرته وسلالته (ديانة العائلة)؟
وهل فى هذه الحالة، فالخارج عن اليهودية.. يعتبر خارج عن الدين فقط؟ أم خارج عن العائلة ويحاول إغراء غيره بالخروج منها؟
وهذه الديانة التى لا تقبل وفود جدد، أو مؤمنين من خارجها.. هل تعامل بمقاييس الديانة التى يدخلها الناس بالاقتناع ويتركونها إن تغيرت القناعات؟
وما هو الإله البديل وقتها؟ أهو العجل أوالشمس أو الأوثان؟ أم تعليم أكثر رقياً من حق الإنسان إختياره لأنه حر الفكر ووجد هذا الوضع أفضل؟

أشياء كثيرة يا رفيقى "العقل الجميل" تجعلنى وإن كنت لا أقبل هذا الآن، إلا أنى أفهم دوافعه أو الحكمة منه.. أفهم معاييره التى إختلفت الآن..
يكفينى أن هذه التشريعات لم تفترض يوماً صفة الديمومة، بل كانت أوامر محددة، بزمن معين، لشعب بعينه، وتتناسب مع زمنها وأعرافها ولها حكمتها.. هذا ما لا أراه فى الإسلام مثلاً فى الرجم الآن.



بالنسبة لنقطة إعتراف المسيحيين بالعهد القديم كأساس عقيدي و تاريخي لعقيدتهم..

كأساس تاريخى، نعم..
كأساس عقيدى، هذا التعبير محل جدل..
فمثلاً لا يمكن تطبيق "حب قريبك وابغض عدوك" مع "أحبوا أعداءكم"

لدى وجهة نظر متواضعة ظهرت فى حوارى مع الزميل رحيم سابقاً..
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...28990#pid128990
من فضلك.. تابع مع الرابط السابق..


بالنسبة لنقطة سلبية العهد الجديد سياسياً (من سخّرك ميلاً، والصلاة من أجل الرؤساء)

على فكرة، الصلاة من أجل الملوك والرؤساء لا تعنى مباركتهم..
فالمسيح يقول "صلوا لاجل الذين يسيئون اليكم"
أى صلوا لكى يصيروا أفضل..

لكن بشكل عام.. فالمسيحية بعيدة عن السياسة فعلاً..
ولو أردت رأيى الشخصى.. فهكذا يجب أن يكون الدين.. لا علاقة له بالسياسة..
هدف الدين، حياة (أخروية) أفضل..
هدف السياسة، حياة (دنيوية) أفضل..
لذا فهما خطان متوازيان.. لا سبيل لجمعهما سوياً إلا بانحراف أحدهما ليتلاقى مع الآخر..

لكن من قراءة المسيحية، لا أجدها تمنع العمل السياسى، أو تدعو للسلبية.. هذا فهم خاطئ للدراويش المسيحيين :)
فمثلاً "أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله" لا يفهم منها سوى التنظيم.. لكن لابد أن يأخذ "قيصر" حقه..
(وحق قيصر ربما يكون المطالبة بعزله :D )
المسيح نفسه لم يكن سلبياً عندما تم صفعه، بل واجه وقال "إن كنت قد أخطأت، فاشهد على الشر.. وإن لم أفعل، فلماذا تضربنى؟"
لا يبدو لى تصرفاً سلبياً أو منكسراً أو مهادناً رغم أنه فى لحظات محاكمته..
منهم لله الدراويش.. علموا المسيحيين المسكنة والضعف..
وهناك فارق بين عدم مقابلة الشر بالشر رغم مقدرتى على هذا..
وبين عدم مقابلتى له نتيجة عجز، فأتمسح ببعض أيات الوداعة وأنا بداخلى نار تأكلنى وأريد الإنتقام

فما رأيك؟


محبتى (f)

العزيز ميراج
سلام و محبة
أعتذر عن تأخري في الرد فقد كنت أنهي إمتحاناتي.
قرأت مداخلتك الأخيرة و تذكرت أشياء ..

هل تعلم ؟, من اكثر ما كان يغيظني في الأديان هو شخصنتها لما لا يقبل الشخصنة ..
تشعر و كأن القيم و المبادئ التي تروج لها الأديان هي حكر عليها أو ملكية خاصة بها ..
القيم المطلقة .. الخير و الحق و العدل و الجمال و ... و ..
تلك الاشياء ليست ملك الاديان و لا ملك الآلهه ..
أسوأ ما فعلته تلك الأديان هو تشتيت تلك المفاهيم ...
تلك القيم لم تعد مفهومه و واضحه إلي هذا الحد لدى الناس و الفضل كل الفضل للأديان ..
و الآن سأخبرك شيئا ...
الخير ليس ما يخبرنا به الله و ليس الشر ما ينهانا عنه ..
فالخير أو اي قيمة أخرى لا و لم و لن تعتمد أبدا على شخص الفاعل ..
القتل لن يكون خيرا لو أمر به الله و شرا لو أمر به الشيطان ..
تلك المفاهيم واضحة و مفهومة للإنسانية كلها و لن تعتمد على الشخص أيا كان ..
و لكن للأسف ... و بكل حزن أستطيع رثاء المتدينين ..
شخص مثلك, أستطيع أن أراك إنسانا جميلا و حكيما و لكن الدين ترك لديك لمسته من شخصنة قيمنا الإنسانية الجميلة ...
أنظر للإسلام مثلا الذي تحدثت عنه ..
تجد ان الله يحرم اشياء على الأرض و يحللها في الجنة ...
للمسلم حوريات كثيرات في الجنة و له كل ما يشتهي ...
بعكس الارض و لا تستطيع أن تفهم لماذا يحلل الله في السماء ما يحرمه على الأرض و لا تعرف أبدا ..
بل لقد سمعت أن الشذوذ الذي يحرمه الإسلام على الارض يحلله في الجنة ..
أنظر مثلا لتعليقات استشهادي المستقبل في موضوع النقاب و العباءة تجده لا يفهم أصلا "لماذا حرم الله الجنس خارج الزواج ؟ "
في الإسلام بالذات القيم لا تقوم بذاتها ..
فالله لو قال اقتل أباك أو أمك ( لو ارتدوا عن الإسلام ) يكون خيرا و لو قال لا تهمل الصلاة يكون إهمال الصلاة شر كبير ..
صدقني يا ميراج لو كنت مفتوح العينين ستستطيع ان ترى و بكل وضوح كم تدوس الأديان و العقائد التي تقوم على شخص بذاته بالذات (مثل المسيحية و المحمدية ) على القيم و المعاني الجميلة في حياتنا ..
أنت تدافع عن جريمة و تدفع بحجة نسبيتها عبر الزمن ..
ياللغرابة !!!
هناك مفاهيم لم تكن قد وضحت للشعوب الإنسانية مؤخرا و لكن كان المفروض على الله أن يساعدنا لكي نقوم بقفزة حضارية لفهم ما لم نكن قد فهمناه في ذلك الوقت, لا أن يكون دمويا أكثر من الإنسان الهمجي ذاته.
و ما فائدة الله إن لم يساعدنا كي ما نكون أفضل ...
القيمة ليست شخص حتى و لو كان الله و يجب أن يكون هذا واضحا و مفهوما للجميع ..
و إذا كان الإنسان في عصوره الاولى لديه لبس في تلك المفاهيم فنحن ننتظر من الإله ان يكون فاهما ليفهمنا لا أن يجارينا.
تلك المشكلة التي أتحدث عنها هي التي سببت و تسبب المآسي التي تحدث بإسم الدين ..
فإذا كان الله في الإسلام يطالب المسلمون بإخضاع البشرية له و لو بقوة السلاح فماذا تنتظر غير مذابح و غزوات و فتوحات ليعلو إسم إله الإسلام و دين الإسلام فوق الجميع ..
شخصنة القيم جعلتهم يظنون ان قتلهم و قتالهم بإسم الله و لأجل الله هو عمل خير.
بل أنك تدافع عن قتل الأطفال و الحجة أن الفترة الزمنية قديمة و عماليق كانوا متوحشين .. حولت قيمة مطلقة مثل الخير إلي قيمة نسببية تعتمد على الزمن و نوعية الحضارة و شخص الآمر و شخص من ستقتله ... و كأن العرب و هم يعيشون في العصور الوسطى في وقتنا الحالي من حقهم إرتكاب مذابح بينما تمتنع أمريكا.
بل و حين أمر الله إبراهيم بتقديم إبنه ذبيحة لم يمانع لأن ما يأمر به الله هو الخير و ما يأمر به الشيطان هو الشر و سحقا لعقولنا و مفاهيمنا و قيمنا و إنسانيتنا و ليذهبوا جميعا إلي الجحيم.
و لهذا اتوقع و مع تحلل قيم الشخص المتدين من غير رغبات و نزوات و إرادات الإله ...
و بسبب راحة ضميرة يستطيع قتل الأطفال بل و أقرب المقربين إليه حتى لو إبنه او إبنته كما في العهد القديم ...
قل لي يا ميراج ...
ماذا لو ظهر لك المسيح في رؤيا و قال لك ان تقتل أمك أو إخوتك مثلا, ما الذي ستفعله ؟
ربما ستظن أنه الشيطان يجربك, لكن ماذا لو تاكدت أنه المسيح فعلا مثلما تاكد إبراهيم من قبلك ..
ماذا ستفعل وقتها ؟
ربما ستظن أن الله يمتحنك و انه سيفعل معك مثلما فعل مع إبراهيم ..
و لكن ماذا لو تركك تفعلها بدون أن يمنعك مثلما ترك يشوع يقتل الاطفال ؟
آه على عقول الناس ...
و آه على إنسانيتنا التي سفك دماؤها الدين ...
و هل تعتقد أن المشكلة بين الملحدين و المتدينين هي تفاصيل العقائد ...
هل خلقنا أم تطورنا ؟
هل تجسد المسيح أم كان إنسانا عاديا ؟
بل الحق أقول لك أن المشكلة أساسا هي مشكلة قيمية ...
الدين يخضع القيم لله بينما نحن نخضعها للإنسان و لخدمة الإنسان.
هذا هو الفارق الحقيقي.
نحن نقرأ عن الطرح الديني الإسلامي/المسيحي للعالم كما نقرأ عن الطرح العلمي البديل.
الطروحات العلمية تجريبية و تدعي انها تقبل الخطا و التعديل مع الزمن أما الطروحات الدينية فمقدسة و ثابتة و تدعي الكمال فلماذا نختار هذة و نهمل تلك ؟
هذا يعتمد على فهمنا و تقديرنا للامور ..
يقال أن الأطفال يرفعون من قيمة الأشياء بينما الشباب يرفعون من قيمة الأشخاص في حين أن كبار السن يرفعون من قيمة الأفكار و القيم.
و من له أذنان للسمع فليسمع.

و تحياتي لك.

يا ليبرالي
انت لم تفهم ما هو الاسلام ولذلك
احكم بما تشاء عليه الامر انتهى مع تحياتي

ميراج أين أنت ؟

مازلت انتظر ردك ..

و لك مني تلك (f)

معذرة يا عزيزى العقل الجميل..
يبدو أنى تأخيرى سيطول (أنا مش فى الفورمة اليومين دول)
عندما ينتابنى ال"مود" السوداوى الترابى، لا أكتب كثيراً فى المواضيع المحترمة، ولا أصلح إلا للشجار..

سأعود عما قريب فور إنتهاء هذا المزاج العكر الذى ينتابنى

شكراً لتذكرك العجوز ميراج بوردة رقيقة (f)

تحياتى