أخي الحبيب "المعتزلي":
باعتباري أخوك اسمح لي أقول لك إنك فعلا عسل
إنتة كدة مافيش زيك.
أقول لك الكلام ده وأعتذر لك على التأخير في الرد على آخر إيميل منك ونفسي نقعد مع بعض ونتكلم بالساعات. أنت كأنك توأم لي بالظبط. أخ توأم.
هذا الكتاب ثمين وسمعت عنه من ....خمن كدة؟ صديق قبطي غريب الأطوار. هو صحيح غريب الأطوار زي معظم الناس اللي بتحب تقرا الكتب ولكنه لولاه لما كنت عرفت اسم الدكتور محمد كامل حسين. وكانت هذه هدية من هذا الصديق القبطي عم يوسف واللي كان بمثابة أب وأخ لي وللأسف ولأسباب اضطرارية انقطعت الصداقة ولم أكن أتمنى لها أن تنقطع ولكن الدنيا دي غريبة فعلا والبني آدم مننا أغرب ما فيها.
عم يوسف حكى لي على كتاب "قرية ظالمة" وعرفت فيما بعد بكتابه عن طائفة الإسماعيلية. قبل أن أقرأ هذا الكتاب يا صديقي "المعتزلي" كانت نظرتي للطائفة الإسماعيلية نظرة غبية سطحية زي الباقيين واللي لا يملكون سوى التكرار كالبغبغان. لكن الدكتور محمد كامل حسين فتح عيني وجذبني بقوة لأن أحب الطائفة الإسماعيلية والشعب الإسماعيلي نفسه وأبص لهم بتقدير صادق. كون فيه إنسان يخليك ينغرس جواك تقدير لجماعة أخرى من الناس هي على هامش المجتمع اللي بنعيش فيه فـ ده معناتوه إنه إنسان عظيم بكل معنى الكلمة وعملاق و"كبير" حيث دوماً "الكبير كبير".
ومؤخراً صاحبي "روقة" اشترى مجموعة كتب لي ومن بينها هذا الكتاب. طبعاً روقة لا يعرف أني كالطفل أمام الكتب الثمينة وقد أرقص قفزاً وفرحاً دون اعتبار لأي إنسان. فرحت لأن روقة اشترى كتابي المفضل وبدأت أقرأه وشعرت بتلذذ كأني أكل وكلة شهية ويجب أن تؤكل بهدوء وعلى روية. قلت لنفسي: وليه الاستغراب؟ مش الكبير كبير.
بيني وبينك يا صديقي: الدكتور محمد كامل حسين هو تقريباً معه المفتاح في جيبه وعقله لطريقة تفكيري دلوقتي. هو اختصر اللي ممكن أقوله لناس كتير؛ عاقلين وبهايم! صراعات عقائدية ومش عارف مين اللي جاب البيضة والفرخة ولكن الدكتور محمد كامل حسين حسم الأمر بعبارات عذبة قوية ممتعة تخترق العقل والقلب معاً في كتابه "الوادي المقدس".
تلاقي الناس الراقية في مصر زي الدكتور محمد كامل حسين ما حدش سمع عنهم حاجة والغجر التانيين هما اللي واخدين الإعلام وواكلينها والعة.
بأي حق نسمع عن أنيس منصور المرتزقة مثلا أو حتى الشعراوي المتخلف ولا نسمع عن واحد راقي مثل الدكتور محمد كامل حسين؟
صدقني يا "المعتزلي": لو الشعب المصري بيفكر بطريقة الدكتور محمد كامل حسين لكنا فعلاً بحق وحقيق وبالفعل ومش بالكلام "خير أمة أخرجت للناس".
وبعد إذنك وسامح تطفلي.. أطلب من الأخ "الأغلبي" أن يلقي على الملف نظرة من نظراته الأغلبية ويهندم ما قد يكون بحاجة للهندمة حتى ما يكون مغرياً للقراءة لجميع الناس على اختلاف مشاربهم في الحياة.
وألف شكر يا بطل. ما يجيبها إلا رجالها!