اقتباس:حتى من الناحية الاقتصادي لا ننسى ان حجم الانتاج القومي الاميركي ما زال 5 أضعاف نظيره الصيني ....
بعيدا عن الدخول في تفاصيل حسابات الدخل القومي والعلوم الاقتصادية فالفجوة الآن هي أقل مما ذكرت ، هناك مقياسان للدخل القومي يا كنعاني ، إذا اعتمدت مقياس القوة الشرائية PPP أي purchasing power parity فسيكون الدخل القومي الأمريكي = 14,2 مليون مليون دولار فيما الدخل القومي الصيني =7,9 مليون مليون دولار أما إذا اعتمدت مقياس الـ nominal GDP فسوف يكون الدخل القومي الأمريكي = 14,2 مليون مليون دولار فيما الدخل القومي الصيني = 7,9 مليون مليون دولار
الآن دعني أوضح للقارئ ببساطة شديدة ما هو الدخل القومي الدخل القومي هو مجموع ما تنتجها الدولة على أرضها من سلع وخدمات لها قيمة استعمالية في مدة عام كامل وعندما يزيد الدخل القومي في سنة ما عن سابقتها فهذا يعني أن الدولة حققت نموا اقتصاديا
هو يتكلم عن الجانب الاقتصادي التجاري فقط و اهمل الجوانب السياسية و الاجتماعية بل و حتى الاقتصادية المتعلقة بسوء توزيع الثروة ... و الاهم سجلات حقوق الانسان السوداء.
في الجانب السياسي الصين لا يمكن مقارنة الحالة العربية بنظيرتها الصينية فالصين نظام الحكم فيها مؤسسي بينما في الدول العربية الاستبداد حالة فردية وعائلية لا تخضع لأي ضوابط ، الصين دولة مؤسسات بمعنى الكلمة وليست مزارع أو إقطاعيات عائلية كما هو حاصل بالعالم العربي ، المؤسسة الحاكمة في الصين تخضع لتقاليد وأعراف ويكون الفرد فيها مهما على شأنه ومنصبه أضعف من المؤسسة التي تصيغ سياسات الدولة واستراتيجياتها سواء في الجانب الاقتصادي أو في السياسة الخارجية أو الجانب الأمني تماما كما هو حاصل في الغرب الديموقراطي. الحزب الحاكم في الصين من الداخل مؤسسة بمعنى الكلمة يتم فيها تداول السلطة ومحاسبة الفاسدين مهما كان موقعهم الوظيفي والسياسي في الدولة وهو بذلك يشبه الأحزاب الحاكمة في الدول الغربية ، وحتى المناصب الرسمية مثل رئاسة الدولة والمناصب الأمنية العسكرية والحكومية السيادية والحساسة يجري تداولها كما يحدث في الدول المتقدمة. ويا ريت أن العالم العربي يرتقي لهذا المستوى فالدولة والحزب لدينا لم ترتقي لمستوى المؤسسة بعد وفي الحالة العربية لا يوجد أي مؤسسية فالحاكم وعائلته فوق القانون والمساءلة بل وفوق النقد والفساد المالي والإداري والسياسي مستشري فيهم دون حسيب أو رقيب.
أعتقد يا كنعاني أن نسب النمو الاقتصادي سوف تستمر في الصين كما هي حتى لو شنت أمريكا وأوروبا حرب تجاريا عليها ، فلو حدث وأغلقت الأسواق في وجهها فهي تستطيع ببساطة أن تلجأ لسياسة الهند التي لا تعتمد في نموها الاقتصادي على التصدير على السوق المحلي وهي الأخرى تنمو بقوة.
خذها قاعدة الاقتصاديات تعتمد في نموها على حجم الاسواق والمقومات الموضوعية وليس على ذكاء القيادة السياسية لذلك لا يوجد شيء يمكن أن يقف في وجه الصين ولقد أوضحت نقطتي هذا بهذا الموضوع
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=1172
ولا تنسى أيضا ان امريكا مديونة للصين وأنها لولا السندات (القروض) التي كانت تطرح أيام حربها على العراق من قبل الخزينة الامريكية والتي لم تكن تجد مشتري سوى الصين لما استطاعت أن تدخل في حرب العراق
أخيرا وحتى أوضح لك بلغة الأرقام أن الفجوة بين الصين وأمريكا ليست بعيدة سأضع هذا المثال الحسابي البسيط والذي سبق أن وضعته في موضوع قديم ، يوضح كيف ان نسبة النمو السنوي التي تحققها الصين والتي تساوي 10% تعني أن الصين في تسير في مجال التنمية الاقتصادية بسرعة مذهلة ، لنفرض أن هناك شخص معه 1 دولار وأن دخله يزيد كل سنة بمقدار 10% انظر فقط كيف سيصبح وضعه بعد 20 و 30 و 40 سنة