الزملاء الأعزاء

لا شك أن أهم شئ ميزنا به الله عن سائر مخلوقاته هو العقل البشرى ... وعند إلغاء العقل البشرى فى محاولة للإخلاص لله نكون قد ناقضنا سبيل الله الذى جعله لحياتنا... فلا دين سليم يلغى العقل البشرى ولن يفرح الله بعبد جاهل أو مغفل... فهناك فرق بين التقوى وبين التعصب.

أعتقد أن مشكلة أصحاب الأديان السماوية هى أنهم أسلموا عقولهم للدين كما يفهمونه أو كما يلقنه لهم رادتهم من شيوخ وكهنة... وفى محاولة للاقتراب من المشكلة أعتقد أنها تكمن فى مفهوم العقيدة الذى وصل لنا عبر النقل خلال التاريخ حيث ارتكزت ثوابت العقيدة على الحجر على العقل البشرى حتى لا يتعرض الإنسان للغواية من الشيطان.. وقد يكون مع رجال الدين الحق الجزئى فى هذا حيث لا يجوز الخوض فى الدين بدون خلفية ثقافية دينية تكفى لهذا.. فليس لى أن انزل البحر وأنا لا أجيد السباحة.. وأصبح هذا الوتر هو ما يلعب عليه المستفيدين من الدين من اجل الدنيا.

ورغم علماً جميعا يقينا بأن النصوص المنقولة لنا عبر التاريخ المنطق يقول أنها قد تكون تعرضت لتبديل أو لتحريف أو لفهم خاطئ من رجال العلم الدينى.. إلا أننا نخاف أن نستخدم عقلنا كى لا نخطئ ونغضب الله.. وعلى سبيل المثال لا يوجد مصرى واحد يستطيع الجزم 100% بما حدث فى ثورة يوليو عام 1952 حيث هناك روايات مزورة أو تروى من وجهة نظر راويها...إلى أخره.. نقول هذا فى وقت نملك فيه من العلم ووسائل التوثيق الكثير.. فما بالنا بما حدث منذ أكثر من 1400 عام أو أكثر من 2000 عام.

واعتقد انه من أهم مشاكل المسلمين والمسيحيين مشكلتان رئيسيتان وهما:
من عناصر التقوى عند المسلم التمسك بالنص بدون تفكير
من عناصر التقوى عند المسيحيي الإيمان بالمعجزة


التقوى عند المسلمين
فعلى سبيل المثال اثار موضوع بول الابل تفكيرى فى كيف يفكر المسلمون ... انا مسلم ولو اتو لى ببول آبل لكى اشربه ما شربته... لماذا ارفض وانا مطمئن القلب؟ لأن ذلك لن يؤثر على ايمانى بالله سواء شربته ام لا كما أن نفسى تعاف مثل ذلك... ولكن ممكن ان اشربه فى حالة واحدة هى ان اكون مريض بمرض عضال واليأس يسيطر على عقلى فتستوى عندى الامور واصبح كمن يلجأ الى عراف او كاهن لفك السحر وهذا ليس هو الاسلام.

حسنا ومن يشربه او يبيعه (بفرض حسن النية والأمر ليس نصبا بأسم الدين أو يأساً) .... نجده أنه قد اطمئن لأى شئ ينسب الى الرسول بدون تفكير معتقدا انه يحيى سيرة الرسول ويعمل بوصية الرسول او ان الرسول لا ينطق عن الهوى.

من الممكن ان يكون النص صحيح .. ألا نجد أن من السم يصنع دواء منذ القدم... ومن الممكن ان يكون النص خطأ فهو ليس قرآن حتى أتعامل معه بقدسية حتى لو لم افهمه...

إذن ما الفيصل بين هذا وذاك ... وما هو الحل الذى يرضى الله ويرفع من شأن المسلم فى هذا الزمن ... ان يتم البحث العلمى على بول الابل .. هل لها قدرة على علاج اى أمراض وهل يمكن أن اثبت ذلك بالمنطق العلمى الذى يعطينى حقوق ملكية فكرية على مستوى العالم ... وبهذا اخدم الإسلام بأن اثبت للعالم حقا انه رسالة صحيحة وليست قائمة على التخلف والجهل...

أم إن الأمر أمر مشكوك فى صحته ان يكون منسوب عن الرسول حتى ولو شهد اى شخص على صحته من المعنعنين ورواة الحديث والسيرة ويحتمل الامر هذا أو ذالك ولا داعى للتمسك به فلن يفرق فى العبادات ان افعله أو لا

ولو فعلنا هذا لوجدنا اننا نمارس نوع من العبادة ... هى التفكر والتدبر وسؤال أهل العلم ... الخ

إن مشكلة بعض المسلمون التمسك بالنص دون استخدام العقل ... والأمر لا يتعلق ببول الإبل ولكن أيضا فى ما حلل الله .. نجد عند البعض نفس المنطق فى الزواج وفى الخصومة وفى الدعوة لدين الله وفى كل شئ ... التمسك بالنص دون تحكيم العقل .. مما يجعلهم يحرفون الكلم عن مواضعه فما يفعلون ما هو مطلوب فى مثل هذا الوضع مما يجعلهم اكثر عرضة للوقوع فى براثن المضللين فى الارهاب او التخلف الحضارى او طالبى الدنيا وسلطتها.

التقوى عند المسيحيين
إن موضوع ظهور العذراء ما بين مؤيد ومعارض جعلنى افكر فى النمط الفكرى لدى المسيحيين وأثناء تصفحى لبعض المواقع المسيحية .... وجدت ان الموضوع ليس قصرا على العذراء فقط ولكن وجدت بعض المسيحيين ينسب المعجزات الى القديسيين ورجال الدين أيضا

وعلى سبيل المثال سأضع أمام الزملاء بعض من طرح المسيحيين فى منتدياتهم وبالعنوان الذى وضعوه

أبونا يسى يصرف الدواء
كانت هناك طبيبة تعمل مندوبة دعاية فى احدى الشركات للادويه تروى قائلا :كانت وظيفتى فى بداية استلامى للعمل هى الدعايه فقط وكنت اضع لكل دواء من الادويه شفيع من القديسين وكان نصيب ابونا يسى دواء غالى الثمن وكان مطلوب منى طلبيات كثيرة لتوزيعها على الصيدليات .وطلبت شفاعة ابونا يسى وجدته يدخل امامى فى كل صيدليه وقبل ان اتكلم عن الدواء بالدعايه المطلوبه اجد الطبيب يطلب الطلبيات حتى قمت ببيع كميات كبيرة من هذاالدواء لدرجة اننى موخرا رفضت بعض الطلبيات بعد ان قمت ببيع كميات كبيرة من هذاالدواء ونلت نجاح كبير فى عملى ببركة شفاعته

عن كتاب التقوى لا تموت
قطرات ماء من يد البابا كيرلس
السيد ..... محافظة سوهاج

في سنة 1969 مرض أخي، وقرر الأطباء في سوهاج ضرورة إجراء عملية استئصال اللوزتين لما تسببه إفرازتهما من أضرار بالغة. فأصطحبته الى القاهرة للعرض على طبيب أخصائي، فلم نجده، فذهبنا الى كنيسة العذراء بالزيتون، وقضينا ليلتنا هناك طالبين شفاعتها. ولكنها لم تظهر في تلك الليله، وإن كان أخي قد شاهدها داخل الكنيسة.

وفي الصباح ذهبنا الى الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية. وكان البابا كيرلس في قلايته، وجموع الشعب تنتظره في الفناء، فأقبل شخص أخذ يهتف: "يحيا البابا كيرلس... أولادك عاوزين يشوفوك". وكان الشعب يردد هذا الهتاف. وعندئذ تطلع البابا من الشرفة، وأخذ يرش الماء، فسقطت بضع قطرات على موضع الألم.
وشكراً لله، فمنذ تلك اللحظة حتى كتابة هذه السطور (1982)، وأخي في أتم صحة.
وليس ما يثير الأنتباه في هذه الواقعة هو شفاء اللوزتين، فأن عملية استئصالهماليس بالأمر المشكل، ولكن ما يلفت النظر هو الطريقة العجيبة التي تمت بها المعجزة.... بضع قطرات من ماء رشه البابا، وهو أمر ألفه الناس في الكنائس ويعتبرونه مجرد عادة لايأبهون لها كثيراً. لذا نجد أنفسنا نتساءل: هل تصور صاحب المعجزة البركة التي نالها لحظة سقوط هذه القطرات والتي ظن أن ماحدث كان محض صدفة؟...
أليس من حقنا أن نعتقد أن يداً خفية حملت الماء المقدس الى مكان المرض لينال صاحبهما الشفاء؟... أليست هذه الواقعة توضح كيف يعمل الله في قديسيه ؟..... وكيف يبارك أعمالهم؟.... وكيف يحل مشاكل رعيتهم؟....

مارجرجس استبدل الحصان بسيارة بيضاء فخمة

منذ سنوات كانت توجد فى الحضرة القبلية ( منطقة من أحياء الأسكندرية ) سيدة أرملة فقيرة جدا لها خمس بنات وكانت الأسرة تتسم بالتقوى العملية كما كانت الأرملة تبذل كل الجهد لكى تتعلم بناتها
انتهت إحداهن من الدراسة الأعدادية و أخذت الأم وهى أمية و بسيطة للغاية أوراق ابنتها كانت تسأل عن المدارس الثانوية لكى تلتحق ابنتها بإحدى هذه المدارس. دخلت إحدى المدارس و التقت بالناظر فرفض الناظر الأوراق لأن مجموعها ليس عاليا
خرجت الأرملة تبكى و لا تعرف ماذا تفعل و بينما هى تبكى فى الشارع وجدت سيارة فخمة بيضاء تقف أمامها و ضابط ينزل منها و يسألها عن سبب بكائها روت له ما حدث. سألها أن تركب معه السيارة ثم انطلق بها إلى مدرسة ثانوية ودخل الاثنان معا إلى مكتب الناظر همس الضابط فى أذن الناظر و سلمه الأوراق, خرجت الأرملة مع الضابط وهى مطمئنة
أخذها معه إلى بيتها وفى الطريق قال لها: بعد أسبوع سيصلك بالبريد كارت قبول ابنتك
سألته عن اسمه وسكنه فقال لها: أنا جورج ساكن فى كنيسة مارجرجس بإسبورتنج
طلبت منه أن يدخل معها بيتها فاعتذر و انطلق بسيارته. دخلت منزلها وهى متهللة فقالت لها ابنتها: خيرا ماذا حدث؟ روت لها الأم ماحدث
سألتها الأبنة عن اسم المدرسة أو عن الإيصال الخاص باستلام الأوراق فأجابت الأم بأنها لا تعرف
بكت الصبية وصارت تقول لها: لقد ضاعت أوراقى و لا أستطيع أن التحق بأية مدرسة ثانوية لقد ضاع مستقبلى. حاولت الأم أن تطمئنها فلم تستطع فانطلقت إلى كنيسة مارجرجس بإسبورتنج حيث التقت بالشماس المكرس نظمى برسوم. سألته عن جورج الضابط الساكن فى الكنيسة طلب منها أن تروى له قصة هذا الضابط. ابتسم نظمى و قال لها: يبدو أن مارجرجس استبدل حصانة بسيارة بيضاء لا تخافى سيصلك الكارت الخاص بقبول ابنتك فى المدرسة
بالفعل بعد أسبوع وصل الكارت و تهللت الصبية لأنها قبلت فى مدرسة ثانوي

حكاية سمعتها شخصياً من جارة لى مسيحية وكانت بمثابة اخت لى عن مارجرجس .. انه فى ليلة عيد القيامة فى احدى سنوات الستينات قرر الاخوان المسلمون عمل ارهابى فى كنيسة مارجرجس بمصر القديمة بالقاهرة وذهب ضابط برتبة كبيرة الى قسم شرطة مصر القديمة للإبلاغ عن الإرهابيين ولم يستطيع مأمور القسم التحرك إلا بخطاب كتابى من الضابط ... وفعل الضابط الكبير هذا وكتب ورقة بالبلاغ سلمها للمأمور وبالفعل تحركت القوات وتم ضبط الجناة وعند تقديم القضية للنيابة وجدوا ان البلاغ الذى حرره الضابط الكبير لا يوجد فيه سوى كلمة مارجرجس بماء الذهب
وعندما سألت محدثتى عن هذه الورقة هل هى موجودة ... قالت لى أنه قد ظل قسم الشرطة يحتفظ بهذه الورقة حتى فترة قريبة فى لوحة عرض زجاجية على مدخل القسم
كنت وقتها فى مرحلة الاعدادى فى السبعينات وذهبت الى قسم شرطة مصر القديمة وسألت أحد الصولات عن هذه الورقة .. فنظر لى ضاحكا وقال لى امشى ألعب بعيد.

نلاحظ ان كثير يؤمنون بمعجزات القديسين ممن ماتوا منذ زمن ولا إثبات لمعجزاتهم سوى الروايات وكذلك الايمان بمعجزات بعض الاباء فى الكنيسة حتى انهم يؤمنون بمعجزات البابا شنودة رغم احتياجه للسفر للعلاج فى الخارج وكان اجدى به ان يعالج نفسه ... إن المسيحى مُعد نفسيا لقبول الخرافة ويتمسك بها ويسعد بها ... ونجدهم يقدسون الاموات والاحياء ونراهم يحرصون على اقتناء صورة لقديس فى منزلهم او تمثال للعذراء او غيرها (وهذا أراه نوع من الوثنية) ...

ونجد ان الاقرار بتحول شخص الى قديس هو امر بيد رجال الكنيسة ... أى أن بشر يقومون بعمل الرب ويمنحون الدرجات فى الاختبار بدلا من الرب ويحكمون على مدى قرب شخص من الله (وأرى الصورة اكثر اكتمالا فى أسرار الكنيسة السبع حيث من يعمدنى بشر ومن يناولنى القربان بشر ومن اعترف له بذنبى بشر وهذا البشر يمنحنى المغفرة ببركة العذراء ..من يقدم لى طريق الله هم البشر وليس عقلى)

فاعتماد صحة الإيمان يتم بواسطة بشر .... ومن هؤلاء البشر من يصنع معجزات .... وهكذا يقع المسيحيى فى دائرة مفرغة من الاستغلال الدينى لتحقيق مصالح آخرين يمتصوه بأسم الدين وهو يحسب انه فى طريق الله تماما مثل فكرة أولياء الله الصالحين فى ريف مصر.

اعتقد أن إلغاء العقل هو مشكلة عند المتدينين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين ... إن إلغاء العقل يجعله أكثر عرضة للتلاعب به.

ودمتم بخير

مجرد أن تكون متديناً معناه إلغاء العقل وتعطيله عن العمل
قد يقول البعض أن هناك علماء ودكاترة ومهندسين وعقولهم عملاقة ولهم إنجازات مشهودة وإبداعات معروفة - متدينين!!

أجيب قد يكون ذلك فعلاً لكنهم مع ذلك قد ألغوا عقولهم (في مجال الدين) واكتفو بالتقاليد المتوارثة اجتماعياً ...
وكل من أعمل عقله بشكل علمي ومنطقي لايمكن أن يبقى متدينا على الإطلاق !!
لأن العقل العلمي لايقبل وجود روايات وحوادث تخالف قوانين العلوم المعروفة -في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغير ذلك
منذ بضعة قرون وقبل الاكتشافات العلمية المذهلة و معرفة العلوم الحديثة
ربما كانت الرواية تمتزج بالأسطورة في الخيال الشعبي ويصدقها الناس بيسر وسهولة دون برهان
وعندما كانت هذه الأسطورة تروى عن لسان رجل له مركزه كانت تتحول إلى حقيقة مسلم بها
ولايجوز مناقشة صحتها من عدمــه -أي عليك تقبلها دون إعمال العقل!!
الطبيب الذي يصدق اليوم حكايـــة بول البعير أليس عقله متوقف عن العمل!!
المهندس الذي يصدق اليوم رواية سفينة نوح العملاقة أليس عقله متوقف عن العمل!!
العالم الذي يصدق اليوم وجود الجن والملائكة أليس عقله متوقف عن العمل!!
كل قصة مما سبق مرفوضة بالدليل العلمي القاطع0
أو على الأقل لعدم وجود أي براهين علمية تؤكد صحتها والمتدينون من أي دين كانوا عنما يؤمنون بقصص من هذا النوع
يعلموننا بشكل واضح ولالبس فيه بأنهم قد توقفوا عن استخدام عقولهم!!


تحياتي