أهلا عاشق
فى القرون الماضية ناضل اهل الغرب شعوبا وقيادات من أجل أنتاج مجتمع بشرى أكثر أنسانية ,ملايين البشر قدموا أرواحهم من أجل عالم أنسانى ينتفى فيه التمييز على أسس عرقية او دينية,لم يكن نضالهم من أن أجل تصبح كلمة الله هى العليا وكلمة الذين كفروا هى السفلى ,بل من أجل عالم يحتمل العيش فيه تستطيع كمسلم ان تذهب فيه الى المسجد والبوذى الى المعبد والبهائى الى مشرق الأذكار والمسيحى الى الكنيسة الخ الخ مجتمع يسمح للفقير أن يجد دعم مادى لجلب حقوقه المهضومة من ظالم مقتدر وللارملة والمطلقة ان تعيش بكرامتها هى واولادها ولاتجد نفسها يا اما مضطرة لبيع لحمها لاطعام صغارها او العمل كخادمة او تلاحقها العيون بأعتبارها كائن مشكوك فيه مجتمع يجد فيه العاطل عن العمل فرصة للبداية من جديد محتفظا بكرامته الانسانية ودون ان يضطر للسرقة او تعاطى المخدرات حتى يتجاوز الموقف مجتمع يتم تداول السلطة فيه عن طريق صناديق الاقتراع وليس عن طريق الدبابات مجتمع لا يخاف من جلب راس الدولة للمسائلة ووضعه فى السجن ان لزم الامر .
هذه الصورة الاجتماعية التى لاتزال حتى ببداياتها دفع الملايين ارواحهم فى سبيل انجازها وهى شئ مختلف عما تنقله من كتبا مين وابصر مين بالواقع ياعزيزى حتى الاسر الفرعونية كانت لها صورها المشرقة فلقد حكم مصر فراعنة زنوج وليبين وامازيغ والامبراطورية الرومانية عرفت اباطرة من خلفيات مختلفة وعرفت احترام الخلافات الدينية والعرقية والهند والصين الخ فلم يبتكر اباطرة الدول الاسلامية شيئا ولم يكونوا مصدرا للرائحة الذكية بل روائح التاريخ الاسلامى الغير ذكية اكثر مليون مرة من روائحه الذكية التى تتحدث عنها من أول مأسى الذبح الجماعى ليهود خيبر ونهاية بمأسى ذبح الارمن وحتى قتل الاقباط على باب كنيسة منذ بضع اسابيع على باب كنيسة عشية عيد الميلاد..
يحاول العالم أن يتقدم نحو عالم أكثر أنسانية وهى مهمة شاقة وعسرة فى ظل وجود اناسا يرون انه لاحل الا ان تكون كلمة الله هى العليا ومايستتبعه من مأسى نراها فى غزة وافغانستان وايران والسودان وفى كل عمليات تنظيم القاعدة والواقفة والمايلة على جنبها,اما تبرأة هؤلاء واشباهم من الدور الكارثى الذى يلعبونه والبحث عن حجج فاضية لتبرير هذه المأسى فليس سوى هروب سخيف من استحقاقات التقدم بالضبط كمن يحاول تبرأة اليمين الامريكى من دوره الكارثى فى العالم المعاصر وأرتباطاته المشبوهة بالصهيونية وبنفس الوقت وياللعجب بكل الأنظمة الديكتاتورية والتنظيمات الاسلامية المشبوهة؟!!!
أن ماكتبته هنا حاولت ان القى الضوء على الطريقة التى تحكم تصرفات تيار كبير من المجتمع المصرى ,مجتمع يرى العالم كفارا ومؤمنيين ويرى ان دم الكافر لايمكن ان يكون كفؤ لدم مسلم ,هذا القطاع مؤثر وموجود وله جذوره وطالما هذا القطع يلعب ادوارا مؤثرة فان عجلة التقدم نحو مجتمع أكثر أنسانية ومايتبع ذلك من رفاه اقتصادى لن تدور ولو احضروا كل مشايخ الدنيا ليصرفوا عفاريت الفقر...