أتلانتا (الولايات المتحدة الأمريكية) – " سي.ان.ان" - في السادس عشر من آذار عام 2003، كانت ناشطة السلام الأمريكية راشيل كوري البالغة من العمر 23 عاما تقف بمواجهة بلدوزر إسرائيلي في قطاع غزة.. وفي تلك الأثناء تحرك البولدوزر باتجاهها فدهسها وحطم عظامها.. وماتت، هذه هي الحقائق.
كانت راشيل كوري، إلى جانب رفاقها في حركة التضامن الدولية ISM، تحاول منع الإسرائيليين من هدم المنازل في مدينة رفح في قطاع غزة القريبة من الحدود المصرية.
ودفعت ثمن باهظا مقابل هذا الأمر.
قال أحد رفاقها في ذلك الوقت: "في كثير من المرات كان البلدوزر يقترب منا ويدفنا بالتراب، ولكنه كان يتوقف دائما."
والدا راشيل كوري يريدان معرفة الحقيقة بشأن مقتل ابنتهما، وما إذا كان قتلا مقصودا ومن يتحمل مسؤولية هذا الأمر.
لقد رفع الوالدان، كريغ وسيندي، قضية مدنية ضد وزارة الامن الإسرائيلية، وبدأت جلساتها امس الأربعاء في مدينة حيفا، وتم تحديد هذا الموعد بعد سبع سنوات من وفاة راشيل.
يقول كريغ كوري: "كلما عرفنا المزيد، كلما اتضح أن مقتلها كان مقصودا، أو على الأقل أمرا متهورا بصورة غير معقولة."
وأضاف قائلا: "وبصفتي جنديا سابقا، وكنت مسؤولا عن البلدوزرات العسكرية في فيتنام.. فإنك تتحمل مسؤول معرفة ما الموجود أمام شفرات الجرافة.. وأعتقد أنهم (الجيش الإسرائيلي) كانوا يعرفون ذلك."
لقد أجرى الجيش الإسرائيلي تحقيقا في الحادث استمر شهرا واحدا، تمخض عن عدم تحميل المسؤولية للجندي الإسرائيلي سائق البولدوزر العسكري.
وجاء في خلاصة التحقيق: "لم ير طاقم البلدوزر العسكري المتورط في الحادث الآنسة كوري وهي تقف خلف تلة من الرمل، كما لم يكن بمقدور الطاقم رؤيتها أو سماع صوتها."
يشعر والدا راشيل بالفخر لما فعلته ابنتهما، ويتذكران مدى أهمية ما كانت تقوم به ومحاولتها مساعدة العائلات والأسر الفلسطينية في غزة.
وفي مقابلة أجريت معها قبل مقتلها بأيام معدودة، قال راشيل كوري: "ثمة عدد غير محدود من الوسائل يعاني من خلالها هؤلاء الأطفال.. أريد أن أدعم هؤلاء الأطفال."
وقالت والدتها سيندي في تصريح لـ- سي.ان.ان- "إنها تستحق الاهتمام الذي ستجلبه لها هذه القضية.. فكل إنسان تعرض للاعتداء وسرقت منه حياته بهذه الطريقة يستحق بعض المساءلة والتفسير لما حدث، خصوصا عندما يقوم بذلك الجيش، وعلى وجه الخصوص عندما يتلقى ذلك الجيش الدعم مني ومن ضرائبي."
يقول آل كوري إنهم غير قادرين على جلب سائق البلدوزر إلى المحكمة لأن الجيش الإسرائيلي رفض تحديد هويته طوال السنوات السبع الماضية.
غير أن كريغ، وهو متقاعد كان قد شارك في حرب فيتنام، قال إنه لا يريد بالضرورة الزج بالسائق في السجن، مضيفا: "نحن لا نفكر بالجنود كضحايا.. وأنا لست حاقدا على هذا الشخص، ولكن ما قام به من قتل ابنتي يعتبر تصرفا مروّعا ورهيبا.. وآمل أن يفهم ذلك."
يذكر أن والدا راشيل كوري، شهدا في العام 2008 إحياء للذكرى الخامسة لوفاتها، عبر إقامة نصب تكريمي صغير في الضفة الغربية، وذلك بحضور حوالي 150 فلسطينيا وأجنبيا مراسم إحياء ذكراها، حيث اجتمعوا في مدينة نابلس بالضفة الغربية، وتقدمهم والدا كوري، سيندي وكريغ، بينما حمل بعضهم صورا لراشيل، التي ولدت في مدينة أولمبيا بواشنطن.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعود فيها والدا ريتشل إلى الأراضي الفلسطينية، فقد عادا مرارا، وزارا مدينة رفح جنوبي غزة، حيث قتلت راشيل.
وقالت سيندي كوري للحشد، إن ابنتها اعتقدت بأن فلسطين قد تكون "مصدر أمل للناس المناضلين في كافة أنحاء العالم."
منقول
http://aljabha.org/index.asp?i=49481