يدعونها شبهات وهي حقائق تاريخية. يقولون عنها أكاذيب وهي حوادث مثبتة في القرآن الكريم والسنة النبوية العطرة، في صحيح البخاري وصحيح مسلم مثلاً. هي حوادث لن أقول “يخجل” شيوخ الإسلام منها، لأنهم في قرارة أنفسهم يفتخرون بها على أساس أنها أمجاد الماضي من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، في الغزو والطب والنكاح وحقوق الإنسان والجهاد والفتح وإقامة الحدود … إلخ. لنقُل فقط بإيجاز أنهم لا يحبون أن يطلعوا عامة المسلمين عليها. وكأن عامة المسلمين بنظرهم قطعان من الغنم لا يناسبهم أن يعرفوا الحقائق، فهي في نظرهم أكثر مما يقدر أن يتحمله دماغ المسلم العادي، مع احترامي الشديد وحزني العميق على الإسلام والمسلمين في هذا العصر.
يريدون أن تبقى الحقائق مغيبة. يريدون ألا يعرف المسلم ما معنى كلمة “سبي” أو كلمة “ملك يمين” مثلاً. أو معنى أن “يصيب” النبي صلى الله عليه وسلم فلانة، ويصطفيها لنفسه من السبي. أو معنى آية “والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم” وسبب نزولها. والمصيبة الأكبر هي عندما يحاولون تبرير هذه الحوادث، فلا يزيدون الموضوع إلا سوءاً.
أنا أشجع، وبدون أي تحفظ، الأخ المسلم على أن يبحث وبدون جبن عن هذه الحقائق المدعوة زوراً بـ “الشبهات”، وأن يجابه الحقيقة بكل شجاعة. وألا يدفن رأسه كالنعامة، ويسد أذنيه وعينية عن التاريخ. فليمتلك الشجاعة كإنسان بالغ عاقل متحضر وليقرأ تلك الحقائق ثم ليسارع إلى تبريرات الأئمة الحاليين وكيف يبررون السبي على سبيل المثال. طبعاً المنطق والعقل ليسا مطلوبين في هذه التبريرات، ولا حتى أدنى مستويات الرشاد الإنساني. المهم أن تكون شيئاً ما. بصراحة لا أدري ما هو، المهم شيء يسكن وجع رأس رجل يظن أنه قبل ألف وأربعمئة سنة، في جزيرة العرب، كان هناك عالم ملائكي جميل، مليء بالخير والحب والحنان والعطف. على الرغم أن الواقع كان مختلفاً كثيراً عن ذلك.
سوف أترككم مع هذا السؤال:
التبني كان عادة ممارسة في الجاهلية وأبطلها الله سبحانه وتعالى. والسبي في الغزو كان عادة ممارسة في الجاهلية، لماذا لم يبطلها الله سبحانه وتعالى؟ والسبي أحق بمئة، بل بمليون مرة في أن يبطل. فاستعباد الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً، ووطء أمة، قد تكون أرملة حرب مسبية، هو أمر غير إنساني. أليس المهم من الغزو هو الامتثال لأوامر الله عز وجل ونصر كلمته، فما الداعي لوطئ السبايا إذن؟ وقد مارس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه السبي، فلماذا؟
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
