{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
إدواردو سافيدرا والاستشراق الأسباني
إبراهيم غير متصل
بين شجوٍ وحنين
*****

المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #1
إدواردو سافيدرا والاستشراق الأسباني
ونلتقي بعد ذلك بشخصية تملأ القرن التاسع عشر ونعنى به باسكوال دى جايانجوس ( 1809 – 1897 ) وهو يعد رائد الاستشراق الإسباني الحديث ، وكان ينتمي إلى طائفة المستنيرين المتحررى الرأى ، وهذا ما اضطره إلى مغادرة بلاده التى كان يسيطر عليها المحافظون المتعصبون ، فقضى فى فرنسا وإنجلترا سنوات عديدة تعلم خلالها العربية ودرس العديد من المخطوطات المتصلة بالتاريخ الأندلسي، وكان من أجل أعماله ترجمته الإنجليزية لكتاب " نفح الطيب " وهو موسوعة أندلسية شاملة ، ثم الاهتمام بنشر بعض الموريسكين الذين كانوا يكتبون بالإسبانية ولكن بحروف عربية ، وغير ذلك من المخطوطات المهمة . على أن أهم أعماله كان رعاية المشتغلين بالدراسات العربية على اختلاف مجالات نشاطهم . فالتف حوله عدد كبير من تلاميذه كان لهم الفضل فى إرساء الدراسات الأندلسية على أساس راسخ متين .

فكان هؤلاء التلاميذ: إدواردو سافيدرا الذى درس الفتح العربى لإسبانيا وفرانسسكو سيمونيت اللغوى الذى درس لغة عرب الأندلس ولغة المسلمين ولغة المستعربين وتاريخهم ( ولو أن هذا الباحث كان شديد التعصب ضد العرب والإسلام ) ولا فونتى ألكتترا الذى حقق كثيراً من النقوش العربية على الآثار الإسبانية ونشر بعض النصوص العربية المهمة .

على أن أبرز هؤلاء التلاميذ هو فرانسسكو كوديرا السرقسطى(1836_ 1917م ) الذى كان من أجل أعماله نشر ما يسمى بالمكتبة الأندلسية فى عشـرة مجلدات : تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي، والصلة لابن شكوال والتكملة لابن الأبار، ومعجم شيوخ الصدقى للمؤلف نفسه وفهرسة ابن خير . وكان هذا العالم يقوم بصف حروف هذه الكتب العربية بنفسه يعاونه فى ذلك تلميذه خوليان ريبيرا ( إذ لم يكن فى إسبانيا آنذاك عمال مطابع يعرفون جمع الحروف العربية ) ، كما نشر مجموعات مهمة من الدراسات الأندلسية المختلفة أظهر فيها فضل عرب الأندلس على إسبانيا ، وكان ينادى بأنه يجب الاهتمام بتدريس العربية التى رأى أنها ألزم للمؤرخ الإسبانى من اللاتينية . ومما يستحق الذكر أن شاعرنا الكبير أحمد شوقى كان قد اختار منفاه إلى أسبانيا، وبها قضى خمس سنوات ( 1914 _ 1919 ) فى مدينة برشلونة القريبة من سرقسطة حيث كان كوديرا ينشر كتبه ودراساته . ومن أسف أنه لم يتم لقاء بين هذين العلمين الكبيرين وهو لقاء كان يمكن أن يخدم الدراسات الأندلسية ويغذى شاعرية أمير شعرائنا أحمد شوقى .

وقد تخرج على كوديرا عالمان كبيران : خوليان ريبيرا (1858_1934) وأسين بلاثيوس (1871_1944) الأول كان من أشد الناس حماسة لبيان فضل عرب الأندلس على ثقافة إسبانيا وأوربا . فمن ذلك دراستان أثار بهما ضجة فى أوساط الأوربيين، جميعا الأولى بحثه حول الشعر الغنائي ونشأته (سنة 1912) وفيه يقول إن كل شعر غنائى فى إسبانيا وفى القارة الأوربية ( شعر التروبادور ) يدين بمولده للنماذج العربية ولا سيما الموشحة الأندلسية ، والثانية دراسته للملاحم (1915) وفيها يصر أيضا على أن عرب الأندلس هم أول من أنشأوا شعراً ملحمى الطابع احتذته بعد ذلك الملاحم الإسبانية والفرنسية . ولهذا العالم دراسات أخرى حول مختلف ألوان الثقافة الأندلسية كان لها أثر عظيم فى إثارة الاهتمام بماضي الأندلس الحضارى . وأما تلميذ ريبيرا الآخر أسين بلاثيوس فقد كان من آباء الكنيسة وكان اهتمامه موجها للحياة الرومية للمسلمين،فأصدر دراسات عديدة حول الغزالى والمتصوفة الأندلسية ( ابن مسرة القرطبى وابن العريف وابن عباد الرندى ) . وفى سنة 1919 أصدر دراسته حول الكوميديا الإلهية لدانتى، وفيها دلَّل على أن دانتى استوحى عمله من قصة معراج الرسول ®إلى السماء. وأنكر العلماء الإيطاليون نظريته، ولكن الأبحاث التالية والنصوص التى نشرت بعد وفاته أثبتت صحة آرائه حتى لم يعد أحد اليوم ينكرها. وكان من أهم أعمال أسين بلاثيوس دراسته لابن حزم وترجمته الكاملة لكتابه " الفِصَل " ثم كتابه عن ابن عربي وتصوفه.

ويأتى بعد ذلك شيخ الاستشراق الإسبانى وتلميذ ريبيرا وأسين وهو إميليو غرسيه غومس الذى يرجع له الفضل فى الترجمات الرائعة التى قام بها للشعر الأندلسي، ولكتاب طوق الحمامة لابن حزم ، ولنماذج من الأدب العربى الحديث والأيام لطه حسين، ويوميات نائب فى الأرياف لتوفيق الحكيم . وقد توفر فى السنوات الأخيرة من عمره لدراسة الموشحات والأزجال وتأثيرها فى الشعر الإسباني . هذا إلى دراسات أخرى كثيرة أخرجها خلال عمره الطويل (1905ـ1995)


وعلى غرسية غومس تخرج عشرات من التلاميذ الإسبان والعرب ، وكان من بينهم من واصلوا عمله فى الدراسات الأندلسية وهم يملأون الآن جامعات إسبانيا المختلفة ، ومنهم من تخصص فى الأدب العربى الحديث، مثل بدرو مرتينث موتنابث الذى تكونت حوله مدرسة كبيرة تعمل على ترجمة الأدب العربى الحديث والمعاصر شعراً ومسرحاً وفنا قصصيا .

وهكذا نرى الاستشراق الإسبانى يجتاز اليوم أخصب مراحل حياته، لاسيما بعد أن اعترفت الأوساط الإسبانية كلها بما للعرب من فضل على إسبانيا، وبعد أن أصبحت الحقبة العربية الإسلامية تعد أكثر صفحات التاريخ الإسباني إشراقا،وأكثرها منجزات فى كل وجوه النشاط الحضاري.

محمود على مكى

www.arabicacademy.org.eg/admin/PrintingUpload/ 86/الاستشراق%20الإسباني.doc

والعنوان كان:

الاستشراق مصطلح أوربى يقصد به الاهتمام بكل ما يتصل ببلاد الشرق من

وكتب سافيدرا عن الغزو العربي لأسبانيا هنا:

http://books.google.com/books?lr=&as_b...nG=Search+Books
07-22-2008, 06:45 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  إدواردو سافيدرا والاستشراق الأسباني إبراهيم 5 1,455 07-22-2008, 07:45 PM
آخر رد: إبراهيم
  إدواردو غليانو.. "المعانقات" و"كلمات متجولة" بسمة 5 1,681 06-24-2005, 02:03 PM
آخر رد: بسمة

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS