ما هو الإنسان بالنسبة لله ؟
هاموشة ؟
ذرة تراب ؟
أقل من ذلك ؟
هذا الإله العظيم خالق كل شيء بدئا بالمجرات و الشموس و الكواكب و ليس إنتهاءا بأصغر الحشرات و دود الأرض, الموجود دائما و أبدا, القادر على كل شيء ..
لا يمكن مقارنة هذا الإله العظيم بكائن تافه مثل الإنسان من أي وجه من الوجوه بحسب النظرة الدينية. و لكن مع ذلك تجد الله يهتم جدا بالإنسان و يسمع شكواه و يهديه أو يضله و يغضب حين يفعل الإثم و يراقبه و يراقب تصرفاته و يكافؤه أو يعاقبه و يسهل له حياته أو يحولها إلي جحيم و .. و ..
الله مهتم جدا بالنوع الإنساني رغم أن الإنسان ليس ندا لله بل هو مجرد مخلوق تافه من مخلوقاته. و هو (الله) لا يستفيد أي شيء من هذا الإنسان بقدر ما يستفاد الإنسان من الله, و حتى العبادة لله لا تفيد الله بل المستفيد منها هو الإنسان. فهل إهتمام الله بالإنسان إهتمام عابث أو بلا معنى ؟
من الممكن ان يقول قائل أن الإنسان كائن مميز : له وعي و حرية إرادة.
لكن هو مميز بالنسبة لمن ؟
الإنسان مميز عن الحيوان بالعقل و حرية الإرادة لكن الله أذكى بكثير و أعقل بكثير و له كل الحريات بما لا يقاس. يعني الإنسان بكل عقله و إمكانياته لن يكون أكبر من مجرد ذرة تراب بالنسبة لله.
لو كان الله يحتاج شيئا عند الإنسان او يعتريه أي نقص يسده الإنسان لكان أمرا مفهوما, لكن الله كامل لا يحتاج لاي شيء و لا يعتريه أي نقص. فما هي الفائدة التي تعود عليه من رعاية الإنسان و الإهتمام به ؟
هل الله يخفي شيئا ؟
نحن لا نعرف أي شيء عن الله سوى ما يقوله عن نفسه, فهل يخفي الله عن البشر بعض نقاط الضعف و الإحتياج و النقص الذي يعتريه و تجعله ملتزما بتلك العلاقة ؟
أم أن الله هو الخير المطلق و لذلك يتصدق على الإنسان بإهتمامه و رعايته ؟
لكن تلك العلاقة ليست إختيارية :
فالإنسان لا فكاك له من الله و من إهتمامه و رعايته و ذروة هذا الإهتمام و الرعاية هو أوامر الله للإنسان بالصلاة الدائمة له و الصوم و ممارسة الطقوس الدينية الأخرى ..
لا أحد يستطيع أن يرفض رعاية الله و خصوصا أنها لمصلحتنا و ليست لمصلحته. الكل ملزم بان يرعاه الله و يهتم به و عليه أن يقبل ذلك و إلا تم شواؤه في جهنم و بئس المصير ..
لكن كيف تكون تلك العلاقة في مصلحتنا و تنفعنا و هي في نفس الوقت إجبارية و تتمثل في إرادة الله النافذة دائما ؟
يعني إذا كان الله لا ينتفع منها فلماذا يجبرنا على خياراته و العلاقة معه وفق شروطه ؟
يعني هل الله يريد أن يتصدق علينا بإهتمامه و لو غصبا عنا ؟
ثم إن لماذا لا يهتم الله ببقية المخلوقات و يبعث لها رسلا لكي يهديها و يقيمها بعد الموت و يحكمها ثم يضعها في جنة فيها الحوريات و أنهار الخمر ؟
لماذا الإنسان فقط و ليس أي مخلوق آخر أيضا ؟
نحن لدينا معلومات محددة :
الله اعظم الله أكبر .. و الإنسان أتفه الإنسان أصغر
و مع ذلك يهتم العظيم بالتافه و يقوته و يراقبه و يساعده و يحاسبه و يكافؤه و يعاقبه دونا عن كافة المخلوقات الأخرى و بدون أي فائدة أو عائد يعود عليه ..
أليس شيئا غريبا ؟!!!
ثم إن لماذا يخلق الله كونا يحتاجه دائما ؟ لماذا يريد الله أن يشعر أن هناك من يحتاجه بشكل دائم لكي يعيش و يسعد ؟ لماذا لا يخلق الله كون مستقل عنه يحيا و يستمر بدونه ؟
و لماذا يشترط على الإنسان لكي يتقرب إلي الله فك لغز الدين الصحيح من الأديان الخاطئة ؟ و خصوصا أن الأديان كثيرة و المذاهب كثيرة جدا و كل منها تؤكد انها الدين الصحيح و المذهب الصحيح ..
في الواقع إن العلاقة بين الله و الإنسان غامضة جدا و غريبة جدا و بها الكثير من المشاعر المتضاربة من أقصى الحب و الإمتنان لأقصى الكراهية و الجحود ..
لكن كل واحد يصر على ان العلاقة بالله يجب أن تكون في إطار دين معين ملزم و إن هذا الدين يتعرف عليه بالإخبار و ليس عن طريق العقل او الإحساس ..
و هذا يجعلنا نسأل :
أي دين هو الصحيح ؟ و ما حاجتنا للدين أصلا ؟ و لماذا لا يهدي الله كل الناس للدين الصحيح ؟
و لكن هذا موضوع آخر ..

القضية اخلاقية بالنسبة لله، إذ انها اتخذت قرار الخلق بشكل حر وتتحمل مسؤوليته. لهذا السبب اهتمامها الاستثنائي

اتفق مع طريف بتفسيره , واضيف انها تريد التسلية مثلها مثل اي كائن اخر , وعندما تتسلى ليس من المعقول ان تلعب مع كائنات بجم غبية كالملائكة
لكن مع مخلوقات تستطيع القول لا و تملك خاصية التفكير , لذلك اعتقد ان الله جل جلالها سوف تغير رأيها وتدخل الملحدين الجنة وتزج بالمؤمنين ورسلهم بنار
جهنم كونهم كانوا منقادين من دون تعقل وهو مايشكل اهانة لذكائها العظيم ..

أسئلة وجيهة أيها الزميل Brave Mind
ولو أن المؤمنين بالأديان تفكروا فيها بموضوعية لانقشعت الغمامة عن أعينهم ، فما زلت أعجب من المتعلمين الذين يصرون على اجترار أساطير الأديان .

و هناك احتمال آخر هو أن الله مخلوق مثلنا، و مقارنتنا به كمقارنة الذرة بنا

slave

مشكلتنا في مشكلتنا نفسها ؟؟

ياشباب انتم تعرفون الميراث !!

الدين ورثناه كرها من ابائنا واجدادنا بل حقنوووووووووه في دمائنا واصبحنا على مانحن فيه الا القله القليله حاول وبشكل سري للغايه

ان يخرج من هذا المعتقل الفكري المتخلف



Regards

(11-27-2010, 08:41 PM)طريف سردست كتب:  القضية اخلاقية بالنسبة لله، إذ انها اتخذت قرار الخلق بشكل حر وتتحمل مسؤوليته. لهذا السبب اهتمامها الاستثنائي

لا أعتقد ان الله شخص أخلاقي بأي حال ..
بالمنطق الديني هي لا يحدها شيء و بالتالي لا توجد أخلاق تلزمها أو تحد من قدراتها و إمكانياتها.
الله حرة تماما و ليست ملتزمة بأي شيء و إلا لما كانت إلهة.

ثم لو إن الله أخلاقية حقا فلماذا لا تكون ملتزمة تجاه بقية الكائنات الحية بنفس قدر إلتزامها تجاه البشر ؟
يعني ترعى الأسود و النمور و الحمير و الكلاب و الصراصير و تحاسبهم على آثامهم و ترسل لهم رسلا و أنبياء و تقيمهم يوم القيامة و تصنع لهم جنات و فراديس ..
لو كانت علاقة الله بمخلوقاتها مثل علاقة الامومة-البنوة فيمكن الجدل أولا أنها مسألة غريزية و ثانيا بأنها ليست ملتزمة تجاه كل مخلوقاتها.

الفكرة التي أحاول أن أؤكد عليها هي أن البشر لهم خصوصية في السرد الإلهي لسبب واحد وجيه و هي أنهم مخترعوا القصة الأصليون و إن قصة الله و علاقتها بالبشر هي قصة لزوم النفخ و التفخيم في النوع الإنساني لا أكثر ..
يعني البشر هم من كتبوا المديح في حق أنفسهم و هو مديح غير مبرر و غير عقلاني و يكشف التلفيق و التكلف في قصة الله و البشر.