سنتجاهل استفزازات الباحث الاكاديمي الهمام انكي ، فتلك الاستفزات تعكس اي طراز من الباحثين البائسين ابتليت بهم صفحات الانترنات .
نعود الي مناقشة الاحالات المرجعية المذكورة في المداخلة ، و نفحص الاستشهاد الاول حتي نقف مرة اخري علي حجم الدس والتدليس .
ينسب صاحب المداخلة القول التالي للينين :

"العنف، بالتأكيد، غريب عن مثلنا العليا" (1)
و قد عدنا الي مقال لينين : بصدد الكاريكاتور عن الماركسية و بصدد الاقتصادية الامبريالية / الذي كتب سنة 1916
و الوارد ضمن : لينين المختارات ، المجلد 6، الترجمة العربية دار التقدم ، موسكو 1977،ص208

و لاحظنا كيف الحق السيد انكي بقول لينين التشويه المتعمد فحوره كما شاء و انتزعه من سياقه فالقول الحقيقي هو :"مثلنا العليا براء من استخدام العنف ضد الناس "
فاسقاط كلمة الناس من شانه ان يغير الكثير ، و لكن باحثنا الهمام يسقط الكلمة ، حتي يصور لنا لينين في ثوب داعية للاعنف تماما مثل المهاتما غاندي ، ثم ما يلبث بعد ذلك ان يبين انه داعية عنف من خلال اقتباس اقوال اخري، و هكذا يسهل عليه وصف لينين و الشيوعيين بالمنافقين الذين يناقضون انفسهم فهم يقولون الشئ و ضده .

لنعالج الان السياق الذي ورد فيه قول لينين ، لنقرا الفقرة التي ورد فيها ذلك القول كاملة :

" الديكتاتورية هي سيطرة قسم من المجتمع علي المجتمع كله ، و هي فوق ذلك ، سيطرة تستند مباشرة الي العنف . ان ديكتاتورية البروليتاريا ، بوصفها ديكتاتورية الطبقة الوحيدة الثورية حتي النهاية ، هي امر لابد منه لاسقاط البرجوازية و صد محاولاتها المعادية للثورة .
و مسالة ديكتاتورية البروليتاريا لعلي جانب من الاهمية بحيث لا يمكن لمن لا يعترف بها بتاتا او لا يعترف بها الا قولا ان يكون عضوا في الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، بيد انه من غير الجائز ان ننكر ان من الممكن في حالات معينة استثنائية مثلا في دولة من الدول الصغيرة تحققت الثورة الاجتماعية في جارتها من الدول الكبيرة ان تتنازل البرجوازية عن السلطة بصورة سلمية اذا اقتنعت بان مقاومتها امر لا جدوي منه ، و اذا كانت تفضل الابقاء علي رؤوسها سليمة .
و المحتمل اكبر الاحتمال بالطبع ان لا تتحقق الاشتراكية في الدول الصغيرة ايضا بدون حرب اهلية ، و لذلك فان برنامج الاشتراكية الديمقراطية الاممية الوحيد لا بد و ان يكون الاعتراف بهذه الحرب ، و ان كانت مثلنا العليا براء من استخدام العنف ضد الناس "

يستند هنا لينين الي ما كان فريدريك انجلس قد كتبه في : ضد دوهرينغ ، فالشيوعيون ليسوا هواة عنف ، و عندما تستلم البرجوازية في هذا البلد او ذاك صاغرة لارادة العمال فلا حاجة للعنف ضدها ، هذه الحالة استثنتائية كما يقول انجلس و من بعده لينين و هي لن توجد الا عندما تنتصر الاشتراكية عالميا و تظل بعض البلدان الصغيرة الواقعة تحت هيمنة الراسمالية فيستسلم برجوازيوها حماية لرؤوسهم و لادراكهم ان موازين القوي ليست لصالحم .
المتامل لهذا الذي قاله لينين سيحكم بدون مسبقات ان الرجل يري في العنف المشروع الذي يقوم به العمال و العبيد و الفلاحون و الشعوب المضطهدة سبيلا لتحررهم ، و هذا هو جوهر الحديث و لكن الاستثناءات يمكن ان تحدث فاذا استسلم الراسماليون لارادة العمال فن ذلك العنف لا حاجة له .
هل ناقض لينين نفسه بهذه الاقوال ام انه تحدث بحكمة عن الحالات المختلفة التي تحيط بالثورات الاجتماعية ؟؟؟
ان انتزاع الاقوال من سياقاتها و تحويرها بفظاظة يعد بمعايير البحث سقوطا في التدليس اما اعتماد ذلك في السياسة لتشويه صورة الخصم فيعبر عن افلاس ما بعده افلاس و الليبراليون العرب المتامركون خونة الوطن و الشعب تعوزهم الحجج لذلك يلجاون الي اسلوب الدس و التدليس و هو اسلوب رخيص ، لا يقوي عندما نخضعة الي التحليل و تدقيق الاقوال علي الصمود فينكشف اصحابه كمزيفين من درجة وضيعة .
هل نكمل مناقشة بقية الاقوال المنسوبة الي لينين ام هذا يكفي ؟؟؟؟؟؟؟

لينين طاغية ومجرم أرهابي حالة كحال ربه ماركس وحالة كحال كل شيوعي على سطح هذا الكوكب. الشيوعية كانت مرحلة سوداء مرت بها البشرية وسقط بسببها عدد هائل من الضحايا في كل دول العالم.

نسي صاحبنا ان يكتب : عاش بوش ، عاشت الولايات المتحدة راعية العدل و السلام ......