مصباح الحق
هل الإسلام يدرس التقية؟ بلى، فعملية إغلاق الأكاديمية الإسلامية السعودية بولاية فيرجينيا ليست سوى لملمة لفضيحة التحرش الجنسي الذي أقدم عليه سعودي رفضت كافة وسائل الإعلام- ومنها السعودية- الكشف عن تفاصيل اسمه وخلفيته. إلا أن المسلم المتشرب للأصول الدينية يعلم تماماً ما قاله ابن تيمية عن الزواج من الأجانب وكيفية معاملتهم، فهو لا يقيم وزناً لأي اعتبار أخلاقي أو إنساني أو ما شابه ذلك من ترهات. والتحرش الجنسي الثابت من أب مسلم بابنته (المسلمة الهجينة) يجعل كاتب هذه السطور يتبنى فكرة أن الزوجة أجنبية، وإلا لما كان حدث الفعل.
تُدرس فنون التقية في المناهج السعودية بجلاء، وتحسن راعية الإرهاب- التي تزاحمها مصر في الريادة الإرهابية- اختيار الأشخاص المتمرسين في التقية لإرسالهم إلى الخارج لنشر وتفريخ تلك التعاليم الإلهية والأحاديث النبوية الشريفة، وقد أصابت السعودية في ندبها رأس الحربة المسمومة (عبد الله بن إبراهيم الشبنان) مديراً عاماً للأكاديمية الإسلامية السعودية في ولاية فيرجينيا. فالمنافق المذكور أنكر حجزه بل اعتقاله على خلفية التستر على واقعة التحرش الجنسي بالطفلة الطالبة لديه، وصرح بعد عتقه بأنه كان في مكتبه، ولم يوجه له أحد أي مذكرة حجز أو حتى مسألة قانونية، مكذباً بذلك جميع ما رصدته وسائل الإعلام على شتى أنواعها.
المسؤول التقي وجه اللوم على بعض أعضاء الكونجرس الذين يصفون بعدائهم الشديد للعرب والمسلمين، وأنكر صحة مصادرة وزارة الخارجية الأمريكية الكتب العربية بالأكاديمية، ومطالبة لجنة فيدرالية للحقوق الدينية تابعة للكونجرس بوقف تدريس تلك الكتب ونقلها آيات من القرآن قالت إنها تحض على العنف وتدرس في كتب المدرسة. وهذا الإمعة لا يستحي عندما يصرح "إن خريجي ثانوية الأكاديمية قبلوا في أعرق الجامعات الأمريكية، ومن بينها جامعة ديوك للطب. كما تم تقديم منح جامعية أمريكية بقيمة تتجاوز المليون دولار لبعض الطلاب لتميزهم الأكاديمي"، بل يتبجح بقوله "كيف يتم قبولهم وإعطائهم (وإعطاؤهم) المنح في جامعات كـ "ييال وهارفارد" ويتم اتهام المناهج بالتطرف." حيث غاب عن ذهنه الاختصاصات المنشودة من الطب والرياضيات وغيرها من العلوم الحيوية والهادفة، ولم يكن فيها أي دراسات خرافية في اللاهوت المقرب للتابوت، وسنذكر له كيف أنشأت تلك المناهج المتطرفة الإرهاب.
ويعود الأستاذ الشيبان للتأكيد على عدم حدوث أي مصادرة للكتب، وان لا علاقة لوزارة الخارجية الأمريكية بالتعليم. لكنه سرعان ما يستدرك ويشير إلى ملاحظات اللجنة الدينية وانتقادها مناهج الأكاديمية في أكتوبر المنصرم، ولكنه كذب مرة أخرى عندما قال التعديلات التي طالت المناهج ليست نتاج ضغوط أمريكية إنما تجاوبا مع معطيات العصر [تحديث الدين]، فمصير الأكاديمية لا يوحي بذلك ولا يدعم تصريحه التقي، ولا الوثائق المصورة المبينة في الروابط أدناه كعينات عن المناهج المعنية بالتحريض على كراهية الأديان الأخرى، واليهودية على وجه الخصوص، وبالرغم من ذلك يقول التقي أنه لا يوجد لديهم أي شيء للإخفاء. سيجد القارئ العزيز الرسالة المطالبة بمراجعة المناهج بنصها الأصلي، والتي تبدي أكاذيب الإرهابي أعلاه، وهي موجهة إليه مباشرة وبالاسم من السيناتور Ken Cuccinelli, II!
ننوه على أن "لجنة الحرية الدينية" [إشارة إلى جماد فقط] تضم خبراء من خلفيات يهودية أصولية ومترجمين من أصول عربية وشكلها الكونجرس لمراقبة الحريات الدينية في العالم!!! وهي نفسها التي عملت على الحفر تحت متاريس الأكاديمية الإسلامية السعودية في فيرجينيا للوصول إلى حقيقة مثبتة منهاجياً تفيد تدريس الأكاديمية النسخة الأصلية الوهابية من المناهج السعودية والتي تكرس فكرة أن "اليهود تآمروا على المسلمين والإسلام". الأمر الذي اجبر الأكاديمية على شطب ما لا يتوافق والتعددية الثقافية في أمريكا، وأكدت نفس اللجنة تحقق إزالة بعض الفقرات من بعض الكتب وشطب أخرى عن بكرة أبيها، لما تنفثه من سموم أقل ما يقال عنها إنها لا إنسانية. ومع ذلك، ينكر التقي المذكور الإكراه الذي لحق بالأكاديمية لتلطيف مناهجها الكربونية، حيث الأصل في دار عكرمة.
وكمحاولة مستميتة للدفاع عن المناهج المخزية، أصدرت الأكاديمية بياناً مفاده "أن الكتب الدراسية فيها اسيئت ترجمتها، وان الكتب التي تحدثت عنها اللجنة لم تعد تدرس في المدرسة."، إلا أننا نعلم أن من قاموا بالترجمة هم خيرة المؤهلين في الترجمة التحريرية والفورية، وهم من أصول عربية ولا غبار على تحصيلهم التعليمي والجامعي، كما سيتضح للقارئ في الرابط أدناه، وعبارة "لم تعد تدرس" لا تنفي عدم وجود تلك الكتب الإرهابية من قبل.
أما الكاتب السعودي عبد الله بجاد العتيبي، الذي تحلى ببعض الشجاعة، فقد أدان شناعة التحرش الجنسي بالطفلة بصرف النظر عن الخلفية الدينية، ولم يتستر عليها مثل المذكور آنفاً، لكنه يزعم أن التضخيم الإعلامي جاء بسبب الخلفية السعودية للمجرم "أسوة بعدد من القضايا المشابهة من بعد أحداث 11 سبتمبر". وباستحياء شديد، صرح الكاتب عن سبب توجه السعودية إلى "تغيير المناهج ومتابعة المساجد والخطب وتغيير الأئمة وتطوير الدعاة فكريًا"، ولكنه لم يوضح ما العلة والإعوجاج في ما ذكره. وأنا لم أفهم ما مغزى قوله "أن السعودية تحاول احتواء مؤسساتها الدينية والسيطرة عليها وفق منهجها كدولة وحين يتعذر ذلك فإن الإغلاق مصيرها"، فجميعنا يعلم ما منهج المملكة السعودية ودستورها وشريعتها، ما لم يكن الكاتب يتكلم عن فرنسا مثلاً، أو يتنبأ حدوث التغيير الجذري في السعودية بعد حوار الأديان في إسبانيا- الفردوس المفقود.
يذكر أن الكاتب الأمريكي (دانيل بايبس) المنتسب للصهيونية المعاصرة، وهو رئيس منظمة Campus Watch "مراقبة حرم الجامعات"، قد عبر في الكثير من المرات عن عدائه الصريح للعرب والمسلمين ودعا بقوة للحد من توغل مناهج السعودية في أمريكا، معتبراً أن "الأموال السعودية والنفوذ السعودي جزء من المشكلة". ولا ندري إذا كان لدى السعودية أي رد على ذلك البيان، حيث أنها وافقت عليه صراحة عندما أوعزت "بإغلاق أقسام الشئون الإسلامية في كافة سفاراتها عبر العالم، بعد أيام من سحب الولايات المتحدة الأمريكية التأشيرة الدبلوماسية لشخصية دينية مرتبطة بالسعودية تعمل بقسم الشئون الإسلامية التابع لسفارة المملكة بواشنطن." وكذلك قامت الرياض بإغلاق المعهد الإسلامي في فيرجينيا بعد اتهامات له بعدم التسامح مع اليهود والديانات الأخرى.
وفي عام 2001، خرجت الأكاديمية العريقة ثلاثة طلاب ولدوا وتربوا في أمريكا- ولكن في ظل التقية الإسلامية الوارفة تحت أسقف الأكاديمية الموجودة منذ 1984- وهم (محمد عثمان أدريس) و(محمد اليعقوبي) و(عبد المحسن اليعقوبي). وقد قامت السلطات الأمريكية بالقبض عليهم بعد محاولتهم الفاشلة للتسلسل إلى إسرائيل طالبين الشهادة في سبيل الجهاد الأعظم بقتل أكثر عدد من أعداء الله من القردة والخنازير (التفاصيل في الرابط أدناه). كما تخرج من الأكاديمية أيضاً تلميذها النجيب والحائز على المرتبة الأولى في دفعة 1999 وهو (أحمد عمر أبو علي)، والذي حكم عليه بالسجن لمدة 30 عاماً لثبوت تورطه في محاولة القاعدة لاغتيال الرئيس الأمريكي الحالي. وإذا ما علمنا بأن الأكاديمية تكاد تحتوي على 1000 طالباً (ذكور وإناث)، وسبق أن ذكرنا بعض من خيرة المتخرجين من تلك الأكاديمية- وما خفي كان أعظم- لتشكل لدينا اليقين أننا نواجه إرهاباً مدروساً بعناية إلهية دموية لا تهدف إلى تدريس العلوم بل تفريخ المنتحرين والناحرين.
أما عن المذيعة التي تظهر في الرابط الأخير، فهي بعرف الإسلام خليعة وسافرة لعدم دفن وجهها وراء الحجاب الشرعي، ولو كانت ظهرت على تلفزيون أي محطة سعودية، لأقامت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدنيا ولم تقعدها. وبالتالي لا يحق لها أن تتشدق بالقول " لجنة تطالب دول العالم احترام حرية ممارسة الأديان وتعجز هي عن احترامها على أراضيها." فمن الأدب المعاملة بالمثل، وعليها أن تظهر في أراضي السعودية مع زميلتها اليهودية ليصرحا في "أكاديمية بوش المسيحية الثانية" الكائنة بالقرب من مكة المكرمة أن على لجنة الأمر بالسيوط والنهي عن الفكر أن تحترم حرية ممارسة الأديان على أراضيها الطاهرة. والرابط المعني يظهر أطفالاً أبرياء يكررون آية قرآنية جوفاء في جوقة لا تختلف عن الطقوس الكنائيسية، وفي حالة من النشوة البحرانية التي قد يعرفها مدمنو المخدرات trance فقط، فالدين "أفيون الشعوب"، كما قال كارل ماركس، رضي الله عنه.
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Reports/2008/6/341491.htm
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news...000/7460378.stm
http://www.sudanforum.net/showthread.php?t=30419
http://islamtime.net/details.php?id=4240&a...&image=news
http://www.danielpipes.org/blog/2005/03/tr...n-the-west.html
http://archives.cnn.com/2002/LAW/03/26/us.v.idris/
http://www.militantislammonitor.org/article/id/3508
http://www.liveleak.com/view?i=7cc_1213402465
http://www.weaselzippers.net/blog/2008/06/...ll-classes.html
http://www.aafaq.org/vedio.aspx?id_ved=252...ولاية%20فرجينيا