{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #41
الرد على: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
بعد هذه الأزمة سيخرج حسني مبارك من حكم مصر وعدد سكان بلده أكثر من ثمانين مليون نسمة، نفس البلاد التي دخلها نابليون وكان عدد سكانها ثلاثة ملايين شخص فقط. وهي عندما تقلد حكمها جمال عبد الناصر كان عددهم نحو عشرين مليونا فقط، وقفز عددهم إلى 38 مليون نسمة عندما حكمها أنور السادات، ثم صاروا خمسين مليون نسمة تقريبا عندما صار مبارك رئيسا.

ما علاقة السكان بالانتفاضة؟ الرابط في أنها حركة شبابية، هم الأغلبية الساحقة فيها، 68% دون الثلاثين عاما. أما الذين أعمارهم فوق 65 عاما فلا تتجاوز نسبتهم 3%. وبالتالي، فنحن أمام مواجهة بين فريقين مختلفين تماما، عددا وعمرا، ولا عجب أن القيادة السياسية فشلت في التنبؤ بالمشكلة وفشلت في مواجهتها.

فقد اعتادت السلطات على التعامل مع المعارضة التقليدية، تعرفهم وتعرف مساكنهم، وتعرف عن أتباعهم وترصد منشوراتهم. تدير العلاقة معهم سلبا وإيجابا، تمنع من تشاء وتسمح لمن تشاء، تدخل بعضهم السجن، وتسمح للبعض منهم بالترشح، وأحيانا تتركهم يكسبون مقاعد في البرلمان، وتغض النظر عن صحفهم وندواتهم وهكذا. تعرف حجم مظاهراتهم، وتعرف كيف توقفها أو تقلصها، وهكذا. لكن الانفجار الأخير حدث في الشوارع الخلفية، ومن فئة لم تكن تبالي بها السلطات، ولم تضعها من قبل تحت رقابة راداراتها، لأنهم صغار السن ولا ارتباطات سياسية لهم، ومظاهرهم لا تخيف أحدا.

إنما هؤلاء، عدا كونهم الأغلبية السكانية، هم أيضا المتضررون من الوضع القائم، فتسعة من كل عشرة عاطلين عن العمل شباب دون سن الثلاثين. ولأن صغار الشباب ليسوا مسيسين بطبعهم، غفلت عنهم السلطات السياسية الأمنية مع أنهم شاركوا في مناسبات أثبتوا قدرتهم على التجمع والتغيير. ففي ربيع عام 2008 التحق الشباب الذين نراهم اليوم في ميدان التحرير بعمال تظاهروا في مدينة المحلة الكبرى الصناعية، لبسوا قمصانا موحدة، وسموا أنفسهم بـ«حركة شباب 6 أبريل». كان عددهم على شبكة الـ«فيسبوك» أكثر من مائة ألف آنذاك، ومع هذا لم تفهم السلطات التغيرات الجديدة في المجتمع، واستمرت تراقب المعارضة التقليدية والإعلام التقليدي.

الفراغ بين الفريقين، الشباب والحكومة، سبب فشلا ذريعا في التواصل. فالكبار يقرأون الصحف ويشاهدون التلفزيون ويسمعون مباشرة أو من خلال وكلائهم على الأرض. في حين أن الشباب يتواصلون من خلال شبكات تحت الأرض مختلفة تماما عن ما فوق الأرض، ولهم توقعات مختلفة، ولغة مختلفة. سياسيا يتناقشون حول قضايا بلدهم ويقارنون بين ظروفهم ويطالبون بحقوق مماثلة للشباب الآخرين في دول بعيدة. هؤلاء ليسوا أعضاء في حزب الوفد أو الوطني أو الإخوان، هم مخلوقات مختلفة بالفعل. وهذا ما صدم الحكومة يوم 25 يناير (كانون الثاني) عندما انفجرت القاهرة. المألوف أن أعمار المتظاهرين ثلاثون فأكبر، يحتجون لبضع ساعات ثم يتفرقون، ويهربون عند ظهور البوليس. أما هؤلاء فإن معظمهم في العشرينات، خرجوا في ساعة واحدة بعشرات الآلاف بعد حملة نظموها عبر «التويتر» و«الفيسبوك». استمروا يتظاهرون لأيام ووقفوا بصدورهم العارية في وجه البنادق. الحقيقة الجديدة أن الشعب المصري تغير، وتغيرت الشعوب العربية في نسبة الشباب السكانية، وتطور وعيهم السياسي ولن يكون ممكنا إسكاتهم. وبدون إدراك هذه الحقائق الجديدة، وفهم دوافع المتظاهرين المتعددة، واعتماد الإصلاح، لن تنتهي الأزمة.

alrashed@asharqalawsat.com
02-08-2011, 04:52 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Blue Diamond غير متصل
إنسان مصري
*****

المشاركات: 1,929
الانضمام: Jun 2010
مشاركة: #42
RE: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011


الثورة المصرية الكبرى: آفاق ومخاطر
[صورة: 1_1040143_1_34.jpg]



الخروج من النفق
افتتحت الثورتان التونسية والمصرية عصرا عربيا جديدا يتاح فيه الجمع بين الحرية والحقوق وبين السيادة والمواطنة. لن تستهين الأنظمة بشعوبها بعد اليوم. وسوف تجد نفسها مضطرة إلى أن تختار بين الإصلاح الشامل ورحيل النظام. وعلى مستوى القوى السياسية والانقسامات الإيديولوجية سوف يتغير كل شيء. ستفقد الانقسامات السابقة معناها. فقد تضاءل وزن النقاشات الفكرية بين التيارات الإيديولوجية السابقة. لم يتمكن أي منها من خوض التحدي. وصعدت ظاهرة القوى الاجتماعية الجديدة الرافضة للظلم والمتمسكة بالقيم. وسوف تنشأ تعددية جديدة. وسوف يتقدم فيها الصفوف ذلك الفكر القادر على الجمع بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والهوية العربية من دون التنكر للحضارة الإسلامية.


في مصر


* بعد عقود من تراكم الشعور الشعبي بالقهر، انتفض الشعب المصري أخيراً ضد النظام الحاكم. لقد ربطت غالبية الشعب ما تتعرض له بطبيعة النظام الحاكم. وأصبح النظام عنوان المرارة من التعسف في أقسام الشرطة، ومن الفساد في المعاملات الرسمية، ومن الشعور بالفاقة في ظل الإثراء بواسطة الفساد، والمال والجاه الناجم عن التقرب من ذوي السلطان والشوكة. لقد رُبط كل هذا أخيراً بنظام الحكم السائد، تجلى ذلك في النقمة والنكتة الشعبية على حد سواء، كما تجلى في السخرية والقصائد والأغاني، وفي الاكتئاب وعدم الارتياح الشامل الذي لاحظه كل من زار مصر في السنوات الأخيرة. وبلغ الأمر حد أزمة الهوية، إذ مس النظام بالكبرياء المصرية وفهم المصريين لذاتهم ولدورهم. وللتعويض عن ذلك كان على النظام أن يؤجج وطنية مصرية على شكل عصبية فارغة مجوفة غير مستندة إلى المصلحة الوطنية ولا إلى افتخار الناس بإنجازات اقتصادية أو علمية أو سياسية، عصبية جوفاء غاضبة يسهل التحكم فيها لتتحول إلى غضب ضد الآخر، أو إلى مجرد ولاء للنظام وتعصب ضد منتقدي الرئيس كأنهم ينتقدون البلد. واستغلت حتى لعبة كرة قدم لهذا الغرض. ومثل بقية الأنظمة العربية نشر هذا النظام المرتكز على استبدال الكفاءة بمراءاة ذوي السلطة والنفوذ حتى في ميادين الثقافة، والمهنية بالقرابة والقربى، والإنتاج بالاستهلاك، كما نشر أخلاقيات الكذب والرياء في التعامل مع الدولة والنفاق في التعامل بين المرؤوسين ورؤسائهم، والفظاظة في التعامل مع النقد... حتى تحول كل مسؤول إلى فرعون في التعامل مع من هم تحت إمرته وإلى عبد في التعامل مع آمريه، كما نشر عنفاً شارعياً على مستوى التعاملات بين البشر يتحول بسهولة إلى طائفية وغيرها، كمسارب لتفريغ نقمة ومرارة الناس من نظام سياسي اجتماعي مجحف شحَنَ النفوسَ وحقَنَها بالعنفِ.

* ربما كانت ثورة تونس المجيدة هي السبابة التي ضغطت على الزناد، وربما بلغ السيل الزبى على أي حال. وربما كان الشباب المصري الواعي والمثقف الذي يمثل نقيض الثقافة التي نشرها النظام هو السبابة وهو الزناد. إنه الشباب المتواضع والمهذب والمنفتح على العالم والرافض للفساد وعدم الكفاءة، والنافر من الظلم و"البلطجة" السياسية والتهريج الإعلامي. لقد دعي هذا الشباب للانتفاض يوم 25 يناير/كانون الثاني بعد "بروفات" عديدة قبل ثورة تونس، كان أهمها إضراب 6 أبريل/نيسان الذي دعي إليه في المدونات تضامنا مع عمال المحلة، والمحاولات المستمرة لنقل معاناة المواطنين عبر الإنترنت من الكاميرات التي يحملها الشباب على هواتفهم، و"حركة كفاية" التي كسرت حاجز الخوف واجترحت ظاهرة التظاهر ضد التجديد والتوريث، واستمرت في التظاهر فترة طويلة في مرحلة الركود، والاعتصامات المستمرة أمام نقابة الصحفيين، وتجاوز بعض الصحفيين المصريين حاجز الخوف في توجيه نقدهم لما كان يعتبر محرماً على النقد مثل الرئيس وعائلته.

* وكانت النفوس محتقنة جاهزة لاستقبال النداء، وكانت العقول مقتنعة تنتظر الفعل والممارسة. فوقعت دعوة الشباب يوم 25 يناير/كانون الثاني وقوع صاعقة في السهوب الجافة بعد صيف طويل. لم يكن واضحاً حين خرجت الجموع هل يوم الغضب هو يوم احتجاج أم ثورة سياسية جامعة. جاء هذا اليوم بعد أسابيع معدودة من ثورة سياسية شاملة في تونس قامت في ظروف شبيهة، أي تولدت عن حركة احتجاج غير مخططة. فتولد فورا الوعي بأن المصريين يتظاهرون ليس ضد خطوة محددة قام بها النظام، ولا للتعبير عن تضامن مع ضحية بعينها، بل ضد النظام بشكل عام. لكن الثورة المصرية اختصرت الطريق من العيني إلى العام، إذ بدأت بالشأن العام مباشرة. لقد انطلق أهالي ناحية سيدي بوزيد في تونس احتجاجاً على ما يتعرضون له من بطالة ومهانة بعد أن أشعل شاب نفسه احتجاجاً، ثم انتشر الاحتجاج بالتدريج وتحول -عبر تفاعله مع ظروف الناس ووعيهم بظروفهم- إلى ثورة شاملة سعت إلى تغيير نظام الحكم. ونستطيع الجزم بأن هذا لم يكن هدف المواطنين الأصلي في ناحية سيدي بوزيد. ولكن وضع الناس، بما فيه وعيهم، كان مهيّئاً لذلك. أما في مصر فقد كان يوم الغضب عاماً منذ اللحظة الأولى، لم يكن مطلبياً موجهاً ضد البطالة أو أو أ, لرفع الأجور أو احتجاجاً على رفع الأسعار، بل كان الغضب عاماً ضد كل ما يعانيه الشعب المصري في العقود الأخيرة، ويُعتَبَر النظام سبباً له.

* أما في العنوان فقد رُبط هذا الأمر بالرئيس وعائلة الرئيس كما يحصل في أي نظام استبدادي. فرمز النظام الدكتاتوري هو الحاكم. وكانت مسألة التوريث مؤشرا قويا لسلوك النظام أنه يملك البلد، ولا يحكمها فحسب. وشكّل التوريث موضوع التندر والنقمة في أحاديث الشارع المصري في الأعوام الأخيرة، كما استحوذ توريث المنصب من الرئيس لابنه على أحاديث هذا الشارع. لا غرابة إذن أن يتركز الاحتجاج في شعار إسقاط الرئيس ومنع التوريث.

* هذا لا يعني طبعاً أن هدف الشعب المصري هو الإتيان بدكتاتور جديد أو استبدال الرئيس برئيس مخابراتي ليعيش الشعب ثلاثين عاماً أخرى في ظل نفس نظام الحكم. يحتاج المرء إلى خيال من نوع ملتوٍ لكي يتخيل أن عنوان رحيل الرئيس يعني الاكتفاء برحيله شخصيا. وكل من حاول أو يحاول أن يلخص مطلب المتظاهرين بذهاب الرئيس، فإنما يسعى إلى احتواء الثورة أو إجهاضها والالتفاف عليها بالإبقاء على نظام الحكم كما هو. وفعلاً، لو كان الهدف التخلص من الرئيس المريض والمتقدم في السن لكان بالإمكان انتظار وفاته، أو انتظار انتهاء مرحلته بعد ستة أشهر مادام تعهد بعدم الترشح مرة أخرى. وكما قال رئيس الحكومة المعين الجديد يوم 3 فبراير/شباط على محطة "بي بي سي" (BBC) " العربية فإن عدم الترشح في هذه الحالة يعني الرحيل وكفى.

الإصلاح والثورة والرئيس ونائب الرئيس


* يشوب طرح رحيل الرئيس كأنه يعني مسألة نقل الصلاحيات إلى نائب الرئيس -وكأن هذا النقل للصلاحيات هو تلبية لمطلب الثورة- استخفافٌ بعقول الناس واستهانةٌ بتضحياتهم. لا يصنع الناس ثورة نادرة في تاريخ العرب والإقليم بهذا الاتساع والشمول، وبهذا الزخم الشعبي، وبهذا الكم من التضحيات (واسمحوا لي أيضاً أن أقول بهذا الجمال) لكي يسلم الرئيس السلطة لنائب الرئيس. فالرئيس يسلم السلطة لنائبه في حالة فقدان قواه العقلية أو الجسدية، أو في حالة الوفاة، أو في حالة صراع قوى وانقلاب داخل النظام. أما اختزال العمل الثوري إلى مطلب تولي نائب الرئيس مهام الرئيس فقد يعني نوعا من دعم جناح ضد آخر داخل نظام الحكم نفسه.

* يقوم نظام الحكم -أي نظام حكم- بإصلاح نفسه إذا لم يعد قادراً على الحكم بنفس الأساليب. والنظام الذي يُدرك ذلك يستبق الثورات الاجتماعية الشاملة ضده بإصلاح ذاته. وفي كثير من الحالات يشمل الإصلاح انفتاحاً على فئات اجتماعية يستوعبها نظام الحكم، وقد يتجنب بذلك مخاطر الإطاحة به بشكل كامل. أما في حالة مصر فيبدو أن النظام لم يستنتج الحاجة إلى إصلاح، بل فوَّتها عن سبق الإصرار في عدة مناسبات. بل وقد ازداد غروراً وتبجحاً وتدهورت حالته عبر السنين، وانعزل الحاكم عن شعبه في شرم الشيخ، وازداد خطابه استهانة بالنقد، وأمعن في ممارساته الأمنية ضد خصومه. ووصلت الدعاية الإعلامية الفارغة حد العبث غير المتقن الإخراج (كما جرى في مونتاج صورة الزعماء المعروفة في الأهرام، حين بدا مبارك يتقدم الرؤساء الذين يصغرونه سناً بثلاثين عاماً لكي تُظهره صحيفة الأهرام شاباً)، وكما ظهر من خطابه وخطاب بعض المثقفين إبان الحرب على غزة، وفي تبرير عدم معاقبة مرتكبي فظائع فساد في قطاع البناء وفي قطاع المواصلات أدت إلى مقتل آلاف المصريين في حريق العبارة وحريق القطار وغيرها.

* إن التوجه القاضي باعتبار الثورة احتجاجاً له مطالب، وأن هذه المطالب سوف تُلبّى بمجرد ظهور الرئيس -أو نائبه- ليعد المتظاهرين بقبول بنود الدستور 76 و77، وعدم ترشيح الرئيس لدورة رئاسة إضافية، والتعهد بعدم ترشيح ابنه، هي ليست تعبيرا عن تشخيص خاطئ لماهية الثورة فحسب، بل يرجح أنها كاذبة عن قصد وترصد. لأن السلوك برمته يشي برفض المطالب. ومن يريد الإصلاح يُفترض أن يقوم به قبل تفجر الثورة. فالثورة ليست مطلباً موجهاً له بل هي حركة ضده. وليس مطلوباً منه أن يستجيب لمطالب الثورة بل مطلوب منه أن يستنتج أن عليه أن يرحل لأنه غير قادر على البقاء.

* من المثير للاستغراب أن يظهر نائب رئيس الجمهورية المُعين كنتيجة من نتائج هذه الثورة ويشكر الشباب، لأنه من دونهم لما حصل هذا الإصلاح، أي لأنه من دونهم لما عُيِّنَ نائباً للرئيس، هذا لو قصد أن يشكرهم على تعيينه نائباً للرئيس. ولكنه لم يقصد ذلك بل حاول أن يخدع الثورة وأن يلتف حولها. فمن يشكر لا يمكن أن يحاصر من يشكرهم في الوقت ذاته، وأن يطلق عليهم الزعران والمجرمين، وأن يعتقل الصحفيين لكي لا يُغطوا نشاطهم، وأن يحرض على وسائل الإعلام التي ترفع صوتهم، بل وأن يتهمهم بالعمالة لقوى أجنبية.



* ليس هنالك شك في أن النظام غير صادق في استجابته لما يسميه "مطالب الشباب". فهو قادر على تنفيذ قسم كبير منها الآن لو كان صادقاً: مثلاً أن يرفع حالة الطوارئ الآن، ومثلاً أن يُعلن أن انتخابات مجلس الشعب غير شرعية الآن، وأن يوقف ملاحقة الصحفيين الآن. ولكنه يقدم الدليل تلو الدليل على أنه غير صادق في قبولها الآن، فما بالك بتنفيذها بعد حين إذا اقتنع الشعب المصري بالمناشدات وفض الثورة، وعاد إلى المنازل؟ ما الذي سيدفع النظام حينها إلى تنفيذ ما رفض سابقا قبولَه حتى شفويا، وهو الذي اعترف -على لسان نائب الرئيس المعين- بأنه لولا الثورة لما فكر أصلاً في قبول المطالب نظرياً؟، فهل سينفذ وعوده عملياً في غياب الثورة من الشارع، أم ستبدأ حملة تحريض على "شبكات الجواسيس" و"العملاء" و"المخربين" و"مثيري الشغب"، خاصة بعد أن يثبِّت النظامُ نفسَه، ويستعيد علاقاتِه الدولية معتمدا على براغماتية الغرب بقبول حلفائه القائمين كما هم في غياب الثورة؟، ألم يقبل الغرب النظام المصري كما هو قبل الثورة؟، ألم تتحرك في عروقه دماء حقوق الإنسان والديمقراطية فقط بعد أن نشبت الثورة المدنية؟، لا بد من الافتراض أنه سيعود لقبوله والتحالف معه إذا نجح في فض الثورة. لا تجوز إذن العودة إلى الحياة الطبيعية إلا بعد تنفيذ المطالب. فالوعود في ظل الثورة لا تعني شيئا في غيابها. وقد ينتقل النظام إلى الهجوم على الثوار وفتح معسكرات الاعتقال لهم إذا سمح له بالاستمرار وفضت الثورة لأنه وعد.

الحكمة والذكاء

* هذا كله مفهوم، لكن ما هو غير مفهوم هو أن يروج مثقفون يعتبرون أنفسهم نقديين (أو كانوا نقديين في إطار الوضع القائم) لمثل هذا المزاج السياسي الذي يعتبر الثورة مأزقاً، ويرى أن مصر في مأزق، وفي الثورة أزمة تحتاج إلى حل. ثم يروجون أن في جعبتهم حلولاً تتلخص في نقل صلاحيات الرئيس إلى نائبه بشكل "سلس" كما يقولون، وفي "تهدئة" الشارع ثم التفاوض مع نائب الرئيس على مطالب الثورة. هذا لا يليق بمثقفين نقديين بل بـطاقم استشاري "Think Tank" يعرض على النظام سيناريوهات مختلفة لكيفية الخروج من المأزق.

* والترويج لرئيس مخابرات النظام الذي أصبح نائبا للرئيس بأنه "نظيف" و"محترم" هو أمر غريب إلى حد الاستهجان، خاصة مع علم المروّجين بدوره المحلي والإقليمي في تثبيت النظام طيلة عقود، ومع علمهم بأنه ليس مجرد موظف في خدمة الدكتاتور، كما كان محمد الغنوشي في خدمة زين العابدين بن علي مثلا، بل أحد أركان الدكتاتورية المُأَدلجين كما تجلى في علاقاته الخاصة مع إسرائيل والولايات المتحدة في الأزمات التي مرت بها المنطقة في العراق وفلسطين ولبنان وغيرها.

* ولن نعلق هنا كيف ولماذا تقرر مجموعة من المثقفين أن يسموا أنفسهم "لجنة حكماء"، وما المقصود بـ"الحكماء"، ومقارنة بمن؟، يتضمن هذا افتراضاً غير مقبول في مراحل الثورات، وهو أن الجماهير الثائرة هوجاء وأن النظام متشدد وأنهم هم الحكماء. كما يتضمن تهرباً غير حكيم على الإطلاق (أو ربما يكون "حكيماً" ولكنه مكشوف وغير ذكي) من اتخاذ موقف والبقاء على الحياد في هذه المرحلة.

* تحتاج الثورة إلى مثقفين يبلورون ويصوغون أهدافها ويشرحون خططها الإستراتيجية، ولا تحتاج إلى مثقفين يستغلونها في ترتيب علاقاتهم مع نظام قائم يفترضون دوامَه، أو لنصرة جناح على جناح داخل النظام.

ولا شك أن جناح الأمن داخل النظام قد انتصر على جناح الحزب الوطني، وأن جناح الأمن في داخل النظام سيضحي ببعض الرموز من داخل الحزب الوطني لكي يظهر وكأنه جاد في محاربة الفساد، فيمنع تنقلهم ويقوم بمصادرة أموالهم ليبدو وكأنه يلبي ما يسميه "مطلب الشارع" أو "مطالب الشباب". لا يستبعد على هؤلاء حتى الغدر بأصدقائهم لكي يبدوا كمن يقومون بعملية محاربة للفساد، "
تحتاج الثورة إلى مثقفين يبلورون ويصوغون أهدافها ويشرحونها وخططها الإستراتيجية، وليس أن يستغلوها في ترتيب علاقاتهم مع نظام قائم يفترضون دوامَه، أو لنصرة جناح على جناح داخل النظام والحقيقة أنهم جزء من الفساد.

* المثقفون والسياسيون المصريون الذين انتقدوا كيفية إدارة النظام لشؤون البلاد، أو لم يجدوا لأنفسهم موطئ قدم في داخله، أو كانوا نقاداً له بحق وإخلاص، ولكنهم اعتادوا على سقف معين للنقد هو سقف النظام القائم. هؤلاء جميعاً لا يمكنهم استيعاب ماذا تعني مجازفة الخروج لتغيير النظام. في مثل هذه الحالة يلتزم هؤلاء الصمت ويجلسون في منازلهم بانتظار النتائج أو ينتقلون لأحد المعسكرات. أما أن يحاولوا تأطير الثورة في إطار هذه العقلية التي تعتبر الاجتماع بعمر سليمان إنجازاً مقارنة بالاجتماع بمباحث أمن الدولة، فهو أمر غير مقبول ويجب أن ينتقدهم المثقفون على ذلك.


عن إستراتيجية الثورة وآفاقها

* كانت الثورة المصرية عفوية، وانضمت إليها القوى السياسية ذات الشعبية بشكل طبيعي. وهي الآن في طريقها نحو الهدف، ولم أسمع في تاريخ الثورات كلها عن ثورة أخرجت هذا الكم من المتظاهرين ضد النظام في عدة مدن بشكل متزامن. لم تعد هذه الثورة بحاجة إلى أدلة على أنها شعبية، لكنها بحاجة إلى تصميم وإستراتيجية للوصول إلى الهدف. فالنظام المصري يقاوم مصيره المحتوم بوسائل عديدة، من ضمنها ترويج الأكاذيب والتخويف من الفوضى وادعائه قبول مطالب المحتجين حين يلزم، وادعاؤه أنهم جواسيس حين يلزم، وقمعهم حين يمكنه ذلك.

ويخطئ من يعتقد أن المسألة مسألة عناد شخص، أو أنها مسألة شخصية. ليس الموضوع طباع مبارك العنيدة ولا معاندته. وأستطيع أن أخاطر بالقول إنه لم يعد يحكم مصر، وأن من يحكم مصر فعلياً الآن هو عمر سليمان ورئيس الحكومة المعين الجديد أحمد شفيق، وأنهما يحاولان تثبيت نفسيهما في النخب الحاكمة وداخل الدولة كرموز لنظام الحكم. ليس الموضوع عناد شخص وطباعه الشخصية بل إنها زمرة حاكمة تحاول الدفاع عن نفسها وعن مصالحها، وأن تنقذ نفسها في الصراع. إنه صراع سياسي وليس شخصيا.

يُحسم هذا الصراع عندما يعرف هذا النظام أنه إما أن تستمر الثورة حتى تتحول تدريجيا بطبيعة الأمور إلى حالات من الصراع العنيف، أو عندما يقبل بعملية نقل للسلطة عبر مرحلة انتقالية، والشروع في عملية تفاوض على كيفية تطبيق الشروط. ويمكن أن يجري التفاوض على كيفية تطبيق المرحلة الانتقالية لرحيل النظام مع أي كان.

ليس الموضوع شخصيا، بل يكمن في اعتراف الحكام بأنه لا بد من نقل السلطة سلمياً، وأن هذه العملية تحتاج إلى مرحلة انتقالية، وأن التفاوض معهم يتم فقط على آليات المرحلة الانتقالية. هذا تفاوض وليس حواراً. إنه تفاوض على نقل السلطة عبر آلية موثوقة. ولا يستطيع النظام نفسه أن يدير المرحلة الانتقالية. هذا صراع يحتاج إلى تصميم وإستراتيجية وإلى فهم لطبيعة هذا الصراع.

* دخل النظام المصري في طور العزلة الدولية الكاملة. ويجب تعميق هذه العزلة لأنها تضعف النظام وتضعف ارتباط أصحاب المصالح به، ولتعميق عزلته لا بدّ من الاستمرار ولا بدّ من الوضوح دولياً في أن الثورة هي المنتصر، وقد يحصل ارتباك في ذلك إذا سُمِح للنظام بالتقاط أنفاسه. لقد أدركت الولايات المتحدة وأوروبا أنه من الأفضل لها أن تتخلى عن رموز وشخصيات خاسرة في النظام على أن تخسر النظام برمته وأن تعادي الشعوب العربية كافة، وهو ما لم تدركه في حالات إيران وتونس.

* يجب التمييز بين أعمال احتجاجية -يعقبها تفاوض على مطالب في إطار النظام القائم- وثورة لتغيير النظام. الثورة لتغيير النظام ليست مجرد احتجاجات تتوقف في ظل النظام، بل هي سلسلة من الأفعال المستمرة طالما بقي النظام قائماً. وهذا يعني منع تحول الثورة إلى فعل بعينه، اعتصام مثلاً أو مظاهرة. ولا بدّ من الانتقال إلى شكل آخر غير متوقع حيث يُربك النظام بكافة تفرعاته. وقد يعتاد النظام على مجرد اعتصام في ميدان التحرير إذا لم يكن هذا الاعتصام مركزاً لقيادة الثورة خارجه. بالإضافة إلى الاعتصام يمكن أن يتم التظاهر في كل مكان، وأن تندلع الثورة في مصنع وفي صحيفة وفي وسيلة إعلام. تكون الثورة شاملة، إذا شملت كافة فئات المجتمع فيثور الطلاب في الجامعات، ويتمرد الصحفيون في وسائل الإعلام ضد الإملاء عليهم، ويثور العمال في مصانعهم. ليس مطلوبا أن يقوم هذا دفعة واحدة بل أن يجتاح القطاعات والمجالات كافة، حتى يقود بعد وقت إلى انتقال جماعات المصالح ومؤسسات الدولة -وأهمها الجيش- إلى الطرف المنتصر. وما من شك في أن العديد منهم ينضمون كأفراد لهذه الثورة. ولكن في مرحلة ما ينتقل هذا التفاعل الكمي المحسوب بأعداد البشر إلى نقلة نوعية تشمل مؤسسات القضاء والجيش. ولكن الجيش لن يختار ذلك إلا إذا وصل إلى قناعة نتيجة تفاعلات دولية ومحلية، أو إذا وصل إلى مرحلة يُخيّره فيها الثوار عبر أفعالهم بين مصادمتهم وبين الانتقال إلى صفهم. وهذا أمر تصلح له المظاهرات المليونية المتحركة نحو مؤسسات الدولة والتي يصعب على الجيش أن يُطلق النار عليها ويضطر إلى التصالح معها. وهذا لا يتم إذا اعتقد الناس أنهم يقنعون الجيش بمجرد الإكثار من مديحه.

* لقد أخرجت الثورة المصرية من الشعب أفضل ما فيه، وأظهرت صورة من التمدن والتنوع والحوار والتواضع غير مألوفة في الحياة السياسية المصرية في ظل النظام. فمنذ زمن بعيد لا يذكره الكثيرون لم يسمع الناس خطيبا يوم الجمعة يتحدث عن ملايين المصريين والمصريات، أو يتحدث عن أخلاق الإسلام والمسيحية، ولم يروا هذا الكم من الرجال والنساء المحجبات وغير المحجبات دون ظواهر التحرش، والملايين تُنشد سوية وتسير في مظاهرات منظمة من دون فوضى؟.

هذه الأنظمة المستبدة تخرج أسوأ ما في مجتمعات العرب عن تعصب وطائفية وجريمة في ظلها. وقد رأينا عينات من سائبة "البلطجية" التي أطلقها النظام أو رجالاته ضد المتظاهرين، فظهرت وجوه النظام المتخلف والبدائي في مقابل الشعب المتحضر، وذلك خلافا لما يروج هو عن شعبه في الغرب الذي يحتاج برأيه إلى حكم الاستبداد لأنه متخلف.

أما حين يخرج الشعب ضدها فكأنه يمر بعملية تطهّر من أوساخ وقذارات ثقافة هذه الأنظمة الاستبدادية. لم يبق إنسان مصري أو عربي إلا وانفعل وأبدى انفعاله من مظاهر الزهو والفرح التي رافقت مظاهرات يوم الثلاثاء (1 فبراير/شباط) أو يوم الجمعة (4 فبراير/شباط)، في مقابل وحشية وتخلف ما فعله النظام يومي الأربعاء والخميس( 2 و3 فبراير/شباط).

لقد عاد الشعب إلى ذاته، وعادت مصر متصالحة مع ذاتها، ويبدو أن العرب في المرحلة الحالية إنما يتصالحون مع ذاتهم عندما يخرجون ضد الأنظمة الاستبدادية الحاكمة.
http://aljazeera.net/NR/exeres/72DED930-...leStatID=1
02-08-2011, 05:36 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Blue Diamond غير متصل
إنسان مصري
*****

المشاركات: 1,929
الانضمام: Jun 2010
مشاركة: #43
RE: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011


نصف ثورة ونصف وعى



المطالبون للشباب بالعودة لبيوتهم لا يدركون حجم الضرر الذى يلحقونه بمصر. الفساد عميق جدا يا أهل مصر. لقد تم التخلص من قشرة الفساد الخارجية لكن جذور الفساد لم تزل ضاربة فى قطاعات واسعة من الحكم فى مصر. إن حرص الحريصين على بقاء الرئيس فى السلطة ليس تكريما للرجل بقدر ما هو رغبة فى عدم انكشاف هرم الفساد الذى استشرى فى البلد.

هناك مسئولون فى وزارات مختلفة بقوا فى مناصبهم رغما عن وصولهم لسن المعاش كنوع من الفساد المتبادل بين الدولة وهؤلاء. هى تضعهم فى أماكن لا يستحقونها، وهم يجاملون كبار الفاسدين بتسهيلات مهولة على حساب حقوق الوطن والمواطن. ورسالتى للشعب المصرى الذى يطالب الشباب بالعودة إلى بيوتهم: هل تريدون أن تعيشوا بقية حياتكم تعانون من الفساد أم تريدون من هؤلاء الشباب الذين أرسلهم الله كى يعطوا لمصر من طهرهم ما يطهر به حياتنا، ومن إصرارهم ما يرفعون به رءوسنا؟

ألا تريدون أن تعرفوا مدى صحة التقارير الصادرة عن منظمات وصحف دولية متعددة (لا تتواطأ على كذب) بشأن ثروة أسرة الرئيس مبارك (من 40 إلى 70 مليار دولار)، فى حين أن مجمل ديون مصر الخارجية 35 مليار دولار؟

ألا تريدون أن تعرفوا من الذى وراء قتل 315 شابا وفتاة من أرقى وأطهر وأعظم شباب مصر؟

ألا تريدون يا أهل مصر أن تعرفوا من وراء الخلل الأمنى الرهيب الذى حدث؟

هل تثقون فى الحزب الوطنى الذى زور وأفسد طوال ثلاثين عاما أن يدير عملية انتقال السلطة خلال الشهور القادمة؟

هل تصدقون فعلا أن هؤلاء الشباب الطاهر عملاء لإسرائيل وإيران وأمريكا أو أنهم مضللون لأنهم يرفضون أن يقبلوا تغيير الوسطاء والتعايش مع رءوس الفساد؟

هل تريدون أن تعيشوا فى بلدكم وكأنكم أسرى أو معتقلون: تنتظرون «التشريفة» حتى يمر السيد المسئول وكأنكم «فراخ فى عشة،» تقفون فى الطوابير بحثا عن أبسط حقوقكم فى حين تصل الحقوق إلى «الكبار» وكأنكم خلقتم كى تعيشوا خدما لهم؟

هل تعتقدون أن هؤلاء الشباب الثائر لا يريد أن يعود إلى بيته كى يحيا فى نعمة الجهالة وحياة الستر التى تليق بالأرانب ولا تليق بالإنسان؟

إنهم مناضلون بالنيابة عنا، وعلى الأقل، لا تسفهوهم، فكفى بنا إثما أن نكون أعوانا للفاسدين عليهم. ولولا نضالهم وصمودهم لما رأينا الكثير مما يحدث أمامنا الآن من تنازلات. وكى يعود الوطن إلى أهله، فلا بد أن يصمد الثائرون، وأن يوجه لهم المصريون جميعا كلمات الشكر والدعم والتأييد.

لا تجعلوا «نصف الوعى» ينتج لنا «نصف ثورة» استكملوا ما بدأتم: «إنما النصر صبر ساعة» كما قال الرسول (ص)
http://www.shorouknews.com/Columns/Colum...?id=386600
02-08-2011, 10:04 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Blue Diamond غير متصل
إنسان مصري
*****

المشاركات: 1,929
الانضمام: Jun 2010
مشاركة: #44
RE: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
[صورة: 179808_170351489678131_169239016456045_3...4023_n.jpg]


كتاب: عمر سليمان .. جلاد تعذيب دولي


أشار الصحفي البريطاني ستيفن غراي الحائز على جوائز دولية في الصحافة الاستقصائية إلى جرائم عمر سليمان التي أوردها في كتابه " الطائرة الشبح" Ghost Plane الذي يتربع على رأس أكثر الكتب مبيعا حول العالم ، وذلك خلال حديث شخصي معه قبل يومين من لندن من قبل صحفي سوري معارض. يشير نزار نيوف بالقول:

"عمر سليمان كا...ن ولم يزل الطرف المصري الأساسي في التعامل مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية ، والقناة الأساسية للتواصل بين الإدارة الأميركية ومبارك حتى في قضايا لا علاقة لها بالاستخبارات والأمن".

ويشير غراي في الكتاب إلى أن اختيار مصر مبارك كمحطة لتعذيب المختطفين لم يأتي بمحض المصادفة، فههنا تراث من التعذيب وأقبية التعذيب يعودا في عصرهما الحديث إلى اليوم الذي ساق فيه عبد الناصر مناضلي الشعب المصري إلى زنازين أبو زعبل وليمان طرة. أما الميزة الأخرى فهي وجود ضابط دموي جلاد على رأس المخابرات العامة يدعى عمر سليمان يهوى رؤية القتل والتصفيات الجسدية بعينيه ، بل وحتى ممارستها بيديه!

يتابع غراي بالقول، في 21 حزيران / يونيو 1995 ، وقّع الرئيس الأميركي بيل كلينتون توجيهه الرئاسي لاختطاف وتعذيب كل مشتبه به بممارسة الإرهاب حول العالم . ولم يكن على ساندي بيرغر ( مستشاره لشؤون الأمن القومي) سوى أن يطلق عملاءه عبر العالم . كان الأول الذي أطلقه بيرغر ضابطا مصريا يدعى عمر سليمان. وما إن تلقى إشارة واشنطن حتى مد رجاله مع رفاقه الأميركيين إلى كرواتيا في 13 أيلول / سبتمبر 1995 ليخطفوا طلعت فؤاد قاسم إلى سجن أبو زعبل شرقي القاهرة ، ومن ثم تصفيته هناك ، ولكن بعد زيارة " ودية" إلى أقبية عمر سليمان في المخابرات العامة!
أما المعتقل الأسترالي السابق ممدوح حبيب، الذي تولى عمر سليمان أيضا تعذيبه شخصيا في القاهرة وفقا لغراي، فنقلته إحدى طائرات الشبح تلك من باكستان إلى أقبية مخابرات مبارك . وهناك فشل سليمان في إرغامه على الاعتراف ، فلم يكن أمام سيادة نائب الرئيس سوى أن يقتل زميله التركمانستاني أمام عينيه كما لو أنه يفسخ دجاجة!

للمرة الأولي، يكشف كتاب عن قصة السجون السرية حول العالم، وتورط المخابرات المركزية الأمريكية في عمليات اعتقال وتعذيب مارستها عبر عملائها ضد عناصر متهمة بالإرهاب.

واعتمد ستيفن جراي مؤلف كتاب «الطائرة الشبح» علي اتصالات دقيقة بالحكومة الأمريكية،

وأكد في كتابه تورط إدارة بوش في برنامج الترحيل القسري لسجناء حول العالم أطلق عليه «القصة الحقيقية لبرنامج التعذيب المنظم للمخابرات الأمريكية»،

مثيراً الشكوك في مصداقية تصريحات كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية حول طبيعة هذا البرنامج وأهدافه.

ورصد جراي إقلاع وهبوط الطائرات المستخدمة في نقل السجناء المتهمين بالإرهاب أعدتها المخابرات الأمريكية، كما سجل ووثق العشرات من حالات التعذيب حول العالم بصورة غير شرعية.

وخصص جراي فصولاً عديدة في كتابه لدول عربية مثل الأردن وسوريا واليمن مارست وقائع تعذيب لسجناء متهمين بالإرهاب،

كما رصد ٤٨ رحلة طيران بين مطارات مصرية أبرزها القاهرة والأقصر وشرم الشيخ لنقل السجناء في الفترة من ١٨ يناير ٢٠٠١ إلي ٢ أغسطس ٢٠٠٥.

وأوضح أن أول حالة ترحيل قسري إلي مصر كانت واقعة ترحيل أحمد عجيزة ومحمد الذري المتهمين بانضمامهما للجناح العسكري لتنظيم الجهاد المصري، وتم ترحيلهما من السويد إلي مصر يوم ١٨ ديسمبر ٢٠٠١ علي متن طائرة طراز (N٣٧٩P) مسجلة في سلطة نيويورك للطيران تحت اسم «جولف ستريم».

وقال: «إن القياديين يحملان الجنسية السويدية، واشترطت سلطات السويد علي السلطات المصرية حسن معاملتهما، لكن دبلوماسيي السويد لم يتمكنوا من مقابلة السجينين إلا بعد شهر من وصولهما إلي القاهرة،

واكتشفوا أنهما تعرضا للتعذيب بالصعق الكهربائي لانتزاع معلومات حول

علاقتهما بتنظيم القاعدة».

وأضاف جراي:

«إن الجزء الأصعب في عملية الاستجواب بالإنابة هو ضمان المعاملة الجيدة، وهو أمر مستحيل في مصر وبالغ التعقيد».

وأوضح جراي، نقلاً عن تقرير لـ«هيومان رايتس ووتش» صدر في ٢٠٠٥، اعتراف مصر باستقبال ٦٠ أو ٧٠ سجيناً علي أراضيها متهمين بالإرهاب، وقال إن لديه معلومات عن تلقي مصر أعداداً أكبر من جنسيات أفريقية وآسيوية وعربية.

وذكر جراي تفاصيل ترحيل الباكستاني محمد سعد إقبال الذي تم القبض عليه في جاكرتا منتصف نوفمبر ٢٠٠١، ونقل علي متن طائر أمريكية إلي أفغانستان، ومنها إلي جوانتانامو، وقال إنه في يوم ٩ يناير ٢٠٠٢، أقلعت طائرة من الطراز نفسه من مطار دالاس الأمريكي إلي القاهرة وصعد إليها مسؤولون مصريون، وغادرت بهم إلي جاكرتا ثم عادت مرة أخري إلي القاهرة في ١٥ يناير ٢٠٠٢.

وعن واقعة اختطاف عبدالسلام الحلة في القاهرة في ٢٨ سبتمبر ٢٠٠٢، قال جراي إن رجل الأعمال اليمني نقل من القاهرة إلي أفغانستان مباشرة، والصليب الأحمر الدولي نقل رسائل بخط يده من العاصمة الأفغانية كابول لتسليمها إلي أسرته.

أما واقعة اختطاف أبوعمر المصري إمام مسجد ميلانو فقد استخدمت فيها طائرة نقل عسكرية تحمل اسم «سبير ٩٢» نقلته إلي ألمانيا، ثم تم ترحيله إلي مصر علي متن طائرة «جولف ستريم» في ١٧ فبراير ٢٠٠٣.

أنا تُحدّثتُ عن الأداءِ أولاً مِن قِبل رجل الذي أصبح رئيسَ وكالة المخابرات المركزيةِ، بورتر Goss. كَانَ عضو كونجرس ورئيس لجنة المخابرات التابعة لمجلس النوابِ. وهو أخبرَني -- سَألتُه سواء هم يَجِدونَ طريقه لأَسْر بن لادن، و قالَ , “ أوه، هذا يُدْعَى أداءَ. هَلْ تَعْرفُ ما هذا؟ ” و قُلتُ , “ لا، أنا مَا سَمعتُ عنه.

” قالَ , “ هو طريق جَلْب ناسِ إلى نوع مِنْ عدالةِ. ” والذي وَضعَني حقاً على الأثرِ لكَشْف هذه الشبكةِ الكاملةِ لحجزِ السجينِ في السِرِّعندما معسكر خليجِ Guantanamo فُتِحَ في كوبا، ونحن رَأينَا كُلّ تلك صورِ أولئك السجناءِ هناك، سَألتُ عن هذا، وبَعْض الناسِ الذين قريبون من وكالة المخابرات المركزيةِ أخبرني , “ نظرة، هذا البيان الصحفي. هذا الذي يُريدونَك أَنْ تَرى , أين يَأْخذونَ آلاتَ التصوير هذه؟.

لَكنَّك يَجِبُ أَنْ تَعْرفَ ان هناك نظام أوسع كثير مِنْ الحجزِ، هناك معسكراتِ حول العالمِ حيث ناسِ يُؤْخَذونَ. ” والذي ألهمَني حقاً هو محاوله ابعادي عن الحقيقه حيث كان هم جميعاً كَانوا والذي يَحْدثُ إليهم.

وفي الحقيقة،ً بعد ذلك -- ، بضعة شهور -- في الحقيقة بَعْدَ سَنَة، عندما ماهر Arar ، هو كَانَ واحد من أوّل ضحايا الأداءِ يُبرمجونَ للخُرُوج. وهو وَصفَ لي بشكل مُثير الذي حَدثَ إليه وكَيفَ هو أُخِذَ في هذه طائرةِ Gulfstream، هذه طائرةِ المدراء، التي بَدتْ غريبةً، طارَ عبر الأطلسي مِنْ أمريكا إلى سوريا، ووَصفَ التعذيبَ الفظيعَ الذي واجهَ.

الذي ألهمَني أيضاً تماماً إلى نوعِ البحثِ الخارجي الذي حَدث إلى الآخرون. ، وكما تعرف، ان إستعمالِ هذه الخططِ أثبت لِي فكرة بالنسبة إلى كيف نحن يُمْكِنُ أَنْ نَفْتحَ هذه الفضيحةِ الكاملةِ.


إنّ الصّنداي تايمزَ لندن مؤخراً ذَكرَت بأنّ وكالات المخابرات الأمريكيةِ تَستعملُ جدولِ الخليجِ 5 طائراتَ لاستجواب المحجوزين:

بوب بير مشارك وكالة المخابرات المركزيةِ سابقِ في الشرق الأوسطِ، قالَ: “ إذا تُريدُ إستجواب جدّي تُرسلُ سجين إلى الأردن.

إذا تُريدُهم أَنْ يُعذّبوك تُرسلُهم إلى سوريا. إذا تُريدُ شخص ما أَنْ يَختفي. . . تُرسلُه إلى مصر. ”

و هناك سجناء أُرسلوا مِن قِبل أمريكا الي أوزبكستان , حليف مقرّب دكتاتورية التي شرطتها السرية المشهورة بطرقِ إستجوابِهم، يضمن ذلك الغلي المزعومِ للسجناءِ.

جَعلَ جدول الخليج على الأقل سبع رحلات إلى العاصمةِ الأوزبكيةِ.

الآن الواشنطن بوست تُديرُ القصّةَ. يَقُولونَ بأنّ وكالة المخابرات المركزيةَ تَدْعو الي هذا النشاطِ "أداء،" ومُلاحظة بأنّ المنظمة العالمية لحقوقِ الإنسان تعمل على التحديات القانونيةِ، لأن نَقْل الأسرى إلى البلدانِ التي تَستعملُ طرقَ الإستجوابِ القاسيةِ غير الشرعية في الولايات المتّحدةِ ممنوعةُ بإتفاقيةِ الأُمم المتّحدةَ للتعزيب.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 02-08-2011, 10:52 PM بواسطة Blue Diamond.)
02-08-2011, 10:51 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
handy غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 995
الانضمام: Oct 2005
مشاركة: #45
RE: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011


كأنك مفيش ..
برغم إن صورك فـ كل الدواير
وكل المداخل وكل المحاور
ومليا الشوارع على كل حيط ..
مطنش علينا وعامل عبيط ..
كأنك مفيش ..
***
يا فرحة قلوبنا رئيسنا ظريف ..
فُكهي ..
إبن نكته ودمه خفيف
فـ عهدك سيادتك فَرَشنا الرصيف
وآخر مُنانا الغُموس والرغيف
وكل أمَّا تُخنُق ندوَّر ..
مفيش !!
***
مسيِّب علينا عصابة حبايبك
فضايح وسرقة ونهب بسبايبك
مابين حزب نجلك .. وهانم جلالتك
وجيش الغوازي إللَّي داير يجاملك
وناملك وقاملك .. وحارسك وأمنك
شبعنا مهانه .. شبعنا لطيش ..!
وأنت .. مفيش !!
***
باعونا فـ حضورك ..
ببركة عِبـيدك وغالي وسرورك
باعوا الأراضي .. وكل المصانع
وباعوا البنوك ..
وقدَّام عِنيك .. صوتنا إتـنبح ..
ننادي عليك ..
إلحق يا ريس : ده باعوا الحديد !!
وأنت منشِّف دماغك عنيد !!
.. كأنك مفيش !!
***
دوشتوا دماغنا ” بجمال ” طلعتك
ومن يومها وإحنا عَبـيد حضرتك
ما تزعلش إني مواطن أبيح
ورافض كلابك فـ شعبك تطيح
فسادهم يا ريِّس واضح .. صريح
قوم بينا صلّح وفتَّش .. وثور
ح نكتب تاريخك ياريِّس بنور
مش تبقى عايش كأنـَّك مفيش !!
***
ورحمة أبوك .. مادام أنت قاعد
عيب لمَّا عُصبة نَـوََر يسحبُوك
م تُقبض عليهم .. م تقطع إيديهم ..
م تعمل عليهم يا ريِّس شاويش
بدل م انت ساكت وقاعد مفيش
***
ياريس علىّ الطلاق تعبانين !!
ياريس علىّ الحرام كفرانين !!
صبرنا سنين ..
سيادتك مسلطن
وشعبك وناسك بتاكل مسرطن
وتشرب مجاري وميت سم هاري ..
ومش دريانين !!
ما تنهض يا ريس تلم الديابه ؟!!
ده شعبك غلابه ..
ومليان طيابه ..
وهوَّ الشفاعة ف يوم الحساب
وهما البطانة الحُثاله الكلاب
ما يملاش عنيهم غير التراب
وليهم ضوافر
وميت ألف ناب
وواقفين لشعبك ورا كل باب
لإمتى ح تسكت وليه الغياب ؟
ده ياما ممالك طواها التراب
حياتنا ياريس تعب فوق عذاب
يا ريس ” شريفك ” ماهوَّاش شريف !!
” نظيفك ” يا ريس ماهوَّاش نظيف !!
وحتى ” حبيبك ” ماهواش حبـيب !!
وأنا غصب عني .. خلاص إستويت ..
بـ غـُلبي إنحنيت ..
وطلعان عنيا .. وصعبان عليا
بحسبة بسيطة ومن غير خريطه ..
وكونك مفيش .. لقيت متساويش
ومش فارقه أعيش ..
نويت أشتكيك للِّي فوقي وفوقك
وأصلي الفرايض ..عسى يفـُك طُوقـك
قالولي إللي يسجد عدو النظام !!
حاولت أحكي حالي ..!!
قالولي الحكاوي نميمة وحرام !!
فكرت أكتب ..
لقيتكم سيادتك منعتوا الكلام !!
فقررت أحلم ..
هاحلم سيادتك وأفُك اللِّجام
ولو مش هيعجب سيادتك يا فندم
وصِّي العساكر .. تاخُدني أمَّا انام !!
***
حلمت إني شعب ..!
حلمت إني شعب ومصلوب بطولي
على أرض سمرا
ودمي بينـزف ومليان جروح
وفوق صدري جمرة
يميني مربّط على أرض طابا
شمالي ممسمر فـ “أولاد علي”
ورجلي على جزع نخلة فـ “حلايب”
ومرتاح براسي على حِجْر مصر
وشوفتك ياريس ..كأنك ولي ..
كأنك نبي ..
فـ إيدك عصاية وليك معجزات
وانا فـ جنَّه خضره .. وتحتي جداول ..
ومن فوقي نور .. وريحة بخور ..
همست ف ودانك بآخر وصيّة :
إنسى إللي فاتك ..
هننسى الأسية .. !!
أمانه عليك ..
حُط الوطن جُوَّه نِنِّي عينيك
كرامة عيالنا أمانة ف إيديك
بحق إللي بينّا يا ريِّس وبـينك
وحَق اليَمِين و” الكتاب ” فى يمينك
بحق الشهيد .. إللي رافع جبينك
وجيش إنتصارك فى يوم العبور
وجيل حُر طالع .. وعدته بدور
لملم عيالك .. وجمَّع فـ مالك
وإسحب ” جمالك ” وسيبنا وغور
..مات الكلام ..

02-08-2011, 11:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #46
الرد على: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
تَنـــــــحَّ!
بحارة برج المراقبة لم يكونوا يرون شيئا فى ظلمات ليل المحيط الكثيفة، التى تحيط بهم من كل اتجاه، لكنهم بالتأكيد أحسوا بالبرد المخيف الذى ساد الأجواء بغتة، وكان لهذا النوع من البرد المباغت معنى واحد يعرفونه جيدا ضمن أبجديات ما يتعلمه بحارة السفن فى أعالى البحار، لكن أحدا منهم لم يجرؤ على البوح للقبطان بما يراه من معنى محتمل فى هذا البرد المفاجئ، فقد كان قبطانهم «إ.جى.

سميث» مُدرَّعا بثلاثة أشياء إذا اجتمعت فى إنسان واحد حولته إلى إله بشرى مزيف، تتفاقم ألوهيته الزائفة هذه طالما كان من حوله أناس يقدمون له أنفسهم كعبيد، أو يرضون صدقا أو كذبا بالعبودية له.

كان القبطان «إ.جى.سميث» عجوزا وعنيدا وحاكما مطلقا على السفينة، التى تمخر بحر الظلمات، وكان هذا الثالوث كافيا أن يملؤه بعجرفة وغرور يخبئهما وقاره الشكلى ومكانته، التى خوَّلت له أن يهمس أو يومئ فتتحول همساته أو إيماءاته إلى أوامر لاراد لها ولا نقاش فيها ولا محاسبة.

وكالآلهة كانت تحوم حوله الأساطير، أساطير القدرة على إتيان ما لا يأتى به البشر.

أساطير أحاط بها نفسه عندما ترك منافقيه ينسجونها من حوله، فصار خارقا لدى تابعيه وتابعى تابعيه من البحارة، يثبِّت اتجاه الدفة ويذهب لينام فيبتسمون بانبهار مُداهِن مرددين أنه يرى كل شىء حتى وهو نائم!

ويواجه العواصف ببطء المسنين وبرود الطغاة، فتذيع بطانته بعد انقشاع العواصف أنه أمر الريح فسكتت، وحدّق فى عين الإعصار فهمد الموج الهائج وانقطع انهمار المطر!

كان أفراد بطانته من البحارة المقربين يعرفون فى قرارة أنفسهم أن تلك ما هى إلا أكاذيب دعمتها المصادفة ومقادير العواصف العابرة وحظه العجيب، لكنهم كانوا يتركون هذه الأساطير تعمل، ويهللون لها ما داموا يتنعَّمون فى ظل هيمنته بامتيازات استثنائية ومكاسب فاحشة على ظهر السفينة.

وعندما وصلت عضة البرد المخيف المفاجئ إلى عظامهم، لم يجرؤ واحد منهم أن يجاهر القبطان الإله بحقيقة ما يتوقعه فى الأفق، بل إن معظمهم، بالرغم من كونهم بحارة ذوى خبرة ودراية، فقدوا حتى القدرة على تمييز بوادر الكارثة، لأن عجرفته وثقل ذهنه ومواتاة حظه نزعت من قاموسه كلمة كارثة، ونزعتها بالتالى من عقولهم! لِمَ لا؟

لِمَ لا، وهو الذى تبجَّح عام 1907 بتصريح خيلائى مُوثَّق قال فيه: «خلال خبرتى، لم أتعرض لأى حادث من أى نوع يستحق أن أتوقف عنده أو أتحدث عنه. ولقد رأيت سفينة واحدة فقط فى حالة شدة واستغاثة طيلة عمرى فى حياة البحر.

ولم أر حطام أى سفينة، ولم تتحطم سفينة فى إمرتى، كما أننى لم أكن مرة فى أى مأزق عصيب يُنذِر بالانتهاء إلى كارثة من أى نوع من الأنواع».

القبطان العجوز العنيد المتعجرف «إ.جى. سميث»، الذى أدلى بهذا التصريح الطافح بخيلاء العظمة والغرور عام 1907، هو نفسه الذى سجلت السفينة «تيتانيك»، التى كانت تحت إمرته، أشهر حوادث التحطم البحرى للسفن فى التاريخ كله، عندما اصطدمت بجبل ثلج عائم فى المحيط عام 1912، وكان ممكنا تحاشى هذا الاصطدام لو أن بحارى برج المراقبة لم يجبنوا عن إخباره بنذير الشؤم المبكر، كما كان ممكنا ألا تغرق تيتانيك هذا الغرق المروِّع، لو أن واحدا من بحارته المحنكين فى غرفة القيادة قد أزاحه مبكرا عن الدفة، التى تيبس واستمات عليها مُسجلا مشهدا سينمائيا يوحى بالبطولة، وإن كان جوهره الإجرام والخرَف.

غرقت تيتانيك متحطمة لأن بحارا واحدا لم يزح قبطانها العجوز عن دفة القيادة، ولم يصرخ فيه صرخة واحدة واجبة فى اللحظات الحرجة: «تنحَّ»، وها هى صرخات ثمانية ملايين من المصريين تجتاح البلاد من أقصاها إلى أقصاها، مشكلة إجماعا يفوق أى نسبة فاز بها الرئيس من الخُمس الضئيل من مجموع الناخبين المصريين فى انتخابات 2005، التى يتذرعون بشرعيتها. ها هى شرعية حقيقية جديدة تنزع عن الرئيس شرعيته الملتبسة، الرئيس الذى صرح مرة فى نوبة صدق قائلا: «لا يمكن أن يستمر فى الحكم أى قائد لا يريده شعبه»، وها هى إرادة شعبية حقيقية واضحة وعلنية تصرخ فيه صرخات مليونية فى كل أرجاء مصر تطالب برحيله، ولليوم السادس عشر على التوالى، ودون توقف حتى هذه اللحظة.

مصر ليست سفينة حكم أبدى، فأى حكم سيظل عابرا مهما مكث ولو بالحديد والنار، مصر دولة من أرض وشعب كبيرين عظيمين، وتشبُّث الرئيس بدفة الحكم سيزيد من غرق هذا الحكم فى مزيد من الدم والخطايا، لكن هذا التشبث لن يُغرِق وطنا وشعبا استيقظ يقظة تاريخية مبهرة، ويقظته هذه المرة لا تشكل ثورة سياسية فقط، بل ثورة روحية اكتشف فيها هذا الشعب حقيقة جوهره النبيل وانحطاط الزيف، الذى غالى فى طمس جوهر هذه الأمة فى سنوات الحكم الرديئة الأخيرة على وجه الخصوص.

صار مستحيلا أن تنسى هذه الملايين الكرامة التى استعادتها، مهما دارت حولها الدوائر وأُحكِمت الالتفافات والمناورات والمماطلات، ولن يكون خراب التشبث بالحكم إلا خرابا للنظام مهما تطاير حطامه النارى وأصابت شظاياه القاتلة أرضنا والناس.

سفينة هذا النظام هى التى ستتحطم إن آجلا أو عاجلا، والغرق النهائى سيكون لهذا النظام ولمن تحلقوا حوله وتعلقوا به، هذا إن لم يكن هناك فى دوائر السلطة ومؤسسات الدولة، شجاع يصرخ أو حتى يهمس للرئيس ناصحا مخلصا حاسما: «تنحَّ الآن يا رجل.

تنح بإرادتك. تنح بكرامة لن تطيل الانتظار بعد كل هذا الدم البرىء الذى سفحه القتلة فى نظامك. تنح ولا تُصغِ لوسوسات العناد، الذى لا يورث إلا الشر.
تنح ولا تصغ لإغواء الشياطين الذين أفسدوا حكمك من حرس قديم وآخر جديد، فجميعهم نفايات بشرية تطفلت على دمك ودم شعبك وإن أبدت لك الإخلاص. هؤلاء لا إخلاص لهم إلا دنىء مكاسبهم من نفوذ أو فلوس أو كليهما معا. تنحَّ وليرحمنا ويرحمك الله».

تنحَّ!
http://shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=387736
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 02-10-2011, 02:21 PM بواسطة بسام الخوري.)
02-10-2011, 02:21 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #47
الرد على: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
زلزال القاهرة يبشر بفجر طال انتظاره
أسعد غانم


أيام تاريخية غير مسبوقة تمر على العالم العربي، تضعه على مقدمة منصة الصراع العالمي من أجل الحرية وبناء الديمقراطية كأساس مكون للمستقبل والديمقراطية التي تعبر عن آمال الشعوب وتطلعاتها ولا يمكن لأداة غيرها أن تصيغ المشروع الوطني، والعمل الوطني، ومستقبل العمل الجماعي العربي، مهما كانت فذلكات الأنظمة ورجالها فيما يتعلق بالوحدة والقومية والتحرير وغيرها.

المصريون وعلى خطى إخوانهم التونسيين يفسحون المجال لمن سوف يأتي بعدهم في اليمن وسوريا والأردن والسعودية وليبيا وحتى جزر القمر، كلها مرشحة الآن، أكثر من أي وقت مضى لانطلاق ربيع الشعوب العربية. نقول هذا ليس فقط بإلهام مما حدث ويحدث في تونس ومصر، بل بالأساس بالاعتماد على قراءة الأسباب العميقة التي أدت إلى الحدث، وعلى مراقبة الوسائل التي حولت حدثاً مثل مظاهرة صغيرة أو إحراق عامل بسيط لنفسه، إلى أداة لتحريك الجماهير.


ما يحدث في هذه الأيام هو حدث تاريخي سوف يغني تاريخ الانتصارات في مصر وسوف يسجل في تاريخها كأحد أهم الإنجازات، تماماً كما يذكر دخول عمرو بن العاص وانتصارات قطز وأيام محمد علي وثورة الضباط الأحرار، وتأتي هذه الأحداث لتشير بشكل واضح لمعالم جديدة على طريق المستقبل، وتفتح الباب على مصراعيه لمفاهيم جديدة وآفاق مضيئة في سماء مصر والمنطقة العربية وحتى العالمية.

كل ما يقال وما سوف يجري من تحليلات لن يستطيع أن يفي الحدث حقه، وكل قول هو تعبير عن نقطة في بحر التحليلات التي سوف تأتي تباعا لتعلمنا ما غاب عنا وعن فهمنا وعن مدلولات حدث سوف يغذي آلاف المقالات والكتب ورسائل الدكتوراه والحلقات الدراسية والفكرية والفرق البحثية.

تعتبر كتب التاريخ أن التحركات التي قادها الشريف حسين من الحجاز ضد الإمبراطورية العثمانية هي "الثورة العربية الكبرى"، وبرأيي لم تكن تلك الحركة السياسية العسكرية سوى تعبير عن آمال لعائلة متكلسة تطلعت لبناء مجدها الخاص من خلال التعاون مع كل جهة قد تؤهلها لذلك.

فبريطانيا رأت في تطلعات شريف مكة مناسبة لزيادة الطعن بشرعية الإمبراطورية العثمانية المتحالفة ضدها مع ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى. صحيح أن بعض رواد القومية العربية دعموا تحرك الشريف حسين، لكنهم كانوا لاعبين ثانويين في تحرك تشد حباله بريطانيا وعملاؤها في المنطقة العربية ولم يكن التحرك نابعا عن إرادة قومية كما يحلو للبعض وصفه.

ما شهدته تونس ومصر خلال الأسابيع الأخيرة ينطوي على بدايات لثورة عربية شاملة، تستحق أن توصف "بالثورة الكبرى"، فهي ليست انقلاب الضباط ضد الملك، ولا تمرد المحزبين على من فوقهم، ولا انقلاب الفئات المسحوقة على المتحكمين في موارد البلاد الاقتصادية فقط، ولا ثورة الجياع من أجل لقمة العيش كما يحلو لبعض الإعلاميين وصفها.

هذا زلزال سياسي شامل بامتياز، ثورة ضد الظلم، وضد الطغاة، وضد الذين أهانوا الشعوب، وضد الاستفراد بموارد الدولة والأمة، كما أنها خروج على من سلب ونهب البلد وباعه، وعلى من جعلوا السياسة عمالة للأجنبي الساكت عن أفعال النظام.

هل يمكن أن ننسى مثلاً تصميم النظام المصري في السنوات الأخيرة على حصار غزة وتجيير الجزء الأعظم من جهد وزارة الخارجية لمتابعة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط؟ هل من الممكن أن ينسى الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمون وأحرار العالم الدور الذي لعبه النظام المباركي في زيادة التمادي والاعتداء الإسرائيلي في لبنان وفلسطين؟ وفي إيصال قيادة السلطة إلى التمادي في تنازلات تاريخية تخص مستقبل القضية الفلسطينية، وجعلها قضية فهلوات وعرض وطلب تدار من قبل مجموعة لا تملك الشرعية.


هذه الثورة ليست تعبيراً عن روح مصرية أو تونسية ولا هي شكل خاص للتعامل مع الطغاة، بل حدث عالمي يرتقي لمصاف الثورة الفرنسية والثورة البلشفية وربيع الشعوب في ما كان يسمى الكتلة الشرقية، إنها ترتقي لمصاف أحداث عالمية تعبر عن روح إنسانية جامحة لا تقبل الظلم والهوان، بل تكسر الأغلال وتستنفر الإرادة متحدية الخوف والقهر ودولة البوليس والمخابرات، لتصل تباعاً لنقطة اللاعودة. وهذا ليس تهويلاً، تأملوا فقط الاستعداد للتضحية من قبل الملايين بحياتهم، لنفهم أن هنالك روحاً خلاقة، مناضلة ومضحية بأغلى القيم الإنسانية من أجل رسم مستقبل جديد.

يميل البعض، حتى في هذه المرحلة المبكرة، للانتقاص من إنجازات الثورة في تونس وشقيقتها في مصر واعتبارها بعيدة عن انقلاب جارف وثوري في البنى الأساسية للنظام السياسي وهناك من يشير لاحتمالات استحواذ فلول الأنظمة وقوادها على إعادة الإمساك بجزء من زمام الأمور.

بالنظر لما حدث حتى الآن من الممكن الاستنتاج بأن ذلك صحيح، لكن هل هذا يعني أن الثورة قد فشلت؟ الجواب طبعاً بعيد عن ذلك، لأن كل ما يمكن أن يحدث لا يلغي الأبعاد العميقة والتاريخية وغير المسبوقة للحدث، فقد أتى الخروج العفوي للشوارع من خلال المظاهرات خلال الأسابيع الأخيرة تحديداً لتعبر عن تغييرات عميقة وفارقة في المنطقة العربية وفي تاريخها، والأمر لن يقف عند تغيير الحكام فقط ولا حتى الأنظمة الحاكمة بل هي تبشر بتغيير عميق ثقافي وإنساني وتاريخي لدى الشعوب العربية عموماً، وسوف يصيغ المستقبل بشكل مختلف جذرياً عما سبق.

هذه الثورة بالتأكيد لم تكن مقطوعة عما سبقها من اصطفافات، ونشرات ممنوعة جازفت نخب ثقافية لإيصالها للشارع، وتقارير لمؤسسات المجتمع المدني عن الفساد وإهانة الناس وتعذيب النشطاء، وسبقتها مظاهرات وعمليات احتجاج وتعبيرات غضب قام بها الألوف في تونس ومصر قبل الحدث الأخير، بعض هؤلاء نعرفهم من خلال تنظيمات وشخوص عينية وغالبيتهم من سواد الناس، بعضهم لا زال يعاني من آثار أعمال القمع والانتقام المنتهج من قبل رجال الأنظمة، فمنهم من قضى ومنهم ما زال مطاردا ويسكن أحياء بعيدة عن مركز الحياة خوفا من الانتقام السلطوي، ومنهم ما زالوا يعيشون في المنافي في دول تحملتهم أكثر من وطنهم وحكامه الجائرين.

لم يتطلع الثوار لتغيير الأنظمة الحاكمة فحسب بل يجسد جوهر ثورتهم التمرد الموازي على من نصبوا أنفسهم كمعارضين رسميين للنظام السياسي، حيث أتت الثورة لتعبر عن عملية يأس من تغيير النظام ومن عجز من أعلنوا بأنهم نقيضه.

لذلك كانت الثورة شعبية وشبابية منابعها أحياء معدمة، كما من مراكز المدن والأحياء الغنية، أتت لتعبر عن تعب الإنسان العربي، من أنظمة فاقدة للشرعية متبجحة بإنجازات وهمية في ظل حالة العدم ومصادرة الحريات وإغلاق المنصات الرسمية أمام صوت الغالبية.

أشعل الشرارة هؤلاء الذين حاول رجال الأنظمة، ولا زالوا يحاولون في كل العالم العربي، إزاحتهم من وعيهم وعملهم ومنشآتهم الاقتصادية القائمة على اغتصاب المال العام ونهب أملاك الدولة، من العمال البسطاء الذين لا يعتبرون بشيء سوى بمدى مدهم للقوة العاملة التي تتقاضى فتات طاولات العائلات المالكة ومن والاهم حرصاً على مصالحه الخاصة.

في الحالتين (تونس ومصر)، وما سوف يتبعهما في الأردن وسوريا واليمن والجزائر –وهو أمر مفروغ منه- يجب انتظاره عاجلاً أم آجلا نتيجة لمراوغات الأنظمة أو بطشها، سوف تتغذى عمليات الاحتجاج القادمة، كالتي سبقتها في تونس ومصر، من خلال وسائل اتصال غير مسبوقة، وسائل تعتمد الإنترنت وفيسبوك أو المهنية الصحفية الشجاعة لبعض محطات التلفزة، كمثل الدور الذي قامت به محطة الجزيرة وبعض أخواتها في الأسابيع الأخيرة.

وسائل إعلام ترفع مطالب المتظاهرين الثائرين بغير وسيط وبصوتهم الأصيل، وتفضح ممارسات الأنظمة والعائلات الحاكمة، تقدم الصورة كاملة، وتجعل الأحداث المتفرقة في مدن وقرى ونواح متفرقة، حدثا واحدا يصدح بشعار واحد وإرادة مشتركة وقلب مستعد للتضحية من أجل غد أفضل.


إنها ثورة واحدة مشتركة ينفذها أهل تونس ومصر ويشاركهم الحدث غالبية العرب وحتى أحرار العالم، وكل ذلك بفضل وسائل اتصال غير مسبوقة، سوف تكون أداة أساسية في رسم المستقبل الديمقراطي والموحد لأمة واحدة أراد أعداؤها، وكذلك من نصبوا أنفسهم حكاماً عليها، أن تكون مشتته. وأبت تلك الأمة إلا أن تنهض وتجد المشترك، والمحك يكمن بالتخلص من عبء التاريخ الكولونيالي وما تبعه من نخب تمارس الكولونيالية الداخلية والاحتلال الداخلي ضد الشعوب العربية.

ببساطة يعرف الإنسان العربي أكثر مما مضى بأن حكامه ليسوا صادقين وأن ادعاءاتهم حول الإنجازات ليست سوى كذب وأن اتصالاتهم بمن يعادي الشعوب العربية هي ليست سوى عمالة وليست تعبيراً عن إرادة وطنية، وأن سرقتهم للمال العام أصبحت معروفة ومفضوحة.

كذلك تعرف الشعوب أن هنالك طرقاً جربت للتخلص من الطغاة والحكام التابعين لتعليمات الـ(سي آي أي) والموساد، أو التي تعمل على سرقة الشعوب ومقدراتها لأجل العائلة والطغمة وحتى القبيلة، كما تعرف الشعوب العربية أن هنالك وجهاً وطريقاً ووسائل لرسم مستقبل أفضل: سياسياً، وثقافياً، واقتصادياً، ووطنياً وقومياً، وأن أفضل الطرق لذلك تبدأ بثورة حقيقية ترسي أسس ديمقراطية لا بديل عنها للتعبير عن الإرادة الوطنية الحقيقة.
المصدر: الجزيرة

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/57F02...leStatID=2
02-10-2011, 09:02 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #48
الرد على: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
نزار قباني يخاطب شباب مصر
طباعة أرسل لصديق
مراسل المحليات : كلنا شركاء
12/ 02/ 2011
بعد سماع خبر انتصار شباب مصر ، ولدى مراجعتي قصيدة نزار قباني على هوامش النكسة وخاص المقمطع 19 والذي يخاطب فيها جيلا من الاطفال . . . حيث اصبحوا اليوم شبابا قال لهم
19

نريد جيلاً غاضباً..

نريد جيلاً يفلح الآفاق

وينكش التاريخ من جذوره..

وينكش الفكر من الأعماق

نريد جيلاً قادماً..

مختلف الملامح..

لا يغفر الأخطاء.. لا يسامح..

لا ينحني..

لا يعرف النفاق..

نريد جيلاً..

رائداً..

عملاق..

20

يا أيها الأطفال..

من المحيط للخليج، أنتم سنابل الآمال

وأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال

ويقتل الأفيون في رؤوسنا..

ويقتل الخيال..

يا أيها الأطفال أنتم –بعد- طيبون

وطاهرون، كالندى والثلج، طاهرون

لا تقرؤوا عن جيلنا المهزوم يا أطفال

فنحن خائبون..

ونحن، مثل قشرة البطيخ، تافهون

ونحن منخورون.. منخورون.. كالنعال

لا تقرؤوا أخبارنا

لا تقتفوا آثارنا

لا تقبلوا أفكارنا

فنحن جيل القيء، والزهري، والسعال

ونحن جيل الدجل، والرقص على الحبال

يا أيها الأطفال:

يا مطر الربيع.. يا سنابل الآمال

أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمه

وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمه...
02-12-2011, 02:34 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #49
الرد على: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
قاطم الفرحة!
بقلم بلال فضل ١٢/ ٢/ ٢٠١١

كنا نظن أننا سنعود من ميدان التحرير فرحين كما لم نفرح من قبل، لكننا عدنا إلى بيوتنا مُهانين، ولم يكن غريبا أن نعود إلى بيوتنا مهانين فى عهد مبارك، فقد تفنن مراراً وتكراراً بأخطائه وسياساته وقراراته وتصريحاته فى إهانة المصريين، لكن الإهانة فى تلك الليلة اكتسبت طعما مريرا مضاعفا، ربما لأن النا...س شعروا بأنهم تخلوا عن ذكائهم وصدقوا لساعات أن الله يمكن أن يقطع لهذا الحاكم عادة فيجعله يكمل فرحتهم بدلاً من قطمها كما تعود دائما وأبدا.

لا أظن التاريخ قد عرف رئيسا مثل مبارك، حظى بكم مهول من الفرص لختام مسيرته السياسية الرديئة ختاما مشرفا، لكنه أضاع كل الفرص، وقرر أن ينكد على شعبه «حتى آخر نفس»، وربما كان لله فى ذلك حكمة. وسط زحام الغاضبين المحتشدين فى التحرير وما حوله من شوارع حتى مطلع الفجر، رأيت رجلا ريفيا فى الخمسين من عمره، يرفع يده إلى السماء ويقول بفرح هستيرى «الحمد لله.. الحمد لله»، ذهبت لأسأله عما يفرحه إلى هذا الحد لعلى أفرح وأرتاح أنا الآخر، فقال لى بصوت لن أنساه طيلة عمرى: «طبعا يا بنى.. اللى زى ده ما يستحقش يخرج مرفوع الراس.. أنا كنت خايف ليخرج كده من سكات ويبقى بطل.. إنما ربنا لسه شايل له كتير»، كل دهشتك من غضب الرجل وغله ستزول عندما يقول لك إن أسرة أخيه «راحت» غرقا فى عبارة الفساد ٩٨، ولو واصلت تجولك فى الميدان وما حوله لاكتشفت أنه تحول إلى أكبر متحف مفتوح للظلم فى العالم، ظلم سيظل يطارد مبارك ورجاله حتى يوم الحساب.

لا أدرى من هو أذكى إخواته الذى كتب الخطاب الأخير لمبارك، لكننى أزعم أنه لو كانت قد أسندت كتابته إلى لجنة مكونة من إبراهيم عيسى وعبدالحليم قنديل وعلاء الأسوانى لما كانت تلك اللجنة مجتمعة قد نجحت فى أن تثير مشاعر الكراهية والغضب والإحباط تجاه مبارك كما فعل الخطاب وكاتبه، عدت إلى البيت فأخذت أقلب فى القنوات فلم أجد أحدا حتى ولو كان من المؤيدين له وهو يعبر عن فرحة عارمة بالخطاب أو يبكى تأثرا به أو يحلل بحماس معنى دفينا يكمن بداخله، الكل خائف وقلق ومتوتر، لأن الكل أدرك أننا أمام رجل يتملكه الفهم الخاطئ للكبرياء، رجل يخوض معركته الأخيرة ضد شعبه من أجل إنقاذ نفسه فقط، رجل غرق فى الأوهام حتى صارت الأوهام ذاكرته، يظن أن شعبه سيصدقه عندما يقف ليقول إنه لن يقبل إملاءات أجنبية من أحد، على أساس أن الشعب كان نائما طيلة الثلاثين عاما ولا يعرف كل ما فعله لخدمة أمريكا وإسرائيل، وأننا لم نعرف أبدا بكفاح إسرائيل المستميت منذ اندلاع الثورة لإبقائه على كرسيه حفاظا على مصالحها.

لا أدرى كيف أقنعه كاتب الخطاب بأن يقول جملة مثل «أغلبية المصريين يعرفون حسنى مبارك، ويحز فى نفسى ما ألاقيه من بعض بنى وطنى»، أقسم بالله أننى شعرت بالألم وأنا أستمع إلى تعليقات المئات على جملة كهذه وأنا أستمع إليه على قهوة فى عابدين، شعرت بالألم لأن مصر ابتليت بحاكم يأبى حتى اللحظة الأخيرة أن يواجه الحقيقة، ها هو يعترف بأنه يخطئ ولكن بعد فوات الأوان، ها هو يتذكر دماء الشهداء ولكن بعد أن تحولت إلى لعنة تطارده، وها هو فى نفس الخطاب يقول جملته السابقة ليكشف أنه ليس مقتنعا أصلا باعتذاره ولا باعترافه، فهو لايزال يعتقد أن أغلبية المصريين تحبه وتعشقه، وأن هناك فقط قلة مندسة هى التى خرجت لتملأ شوارع مصر مطالبة بإسقاط نظامه، لايزال منشغلا بما قاله الناس عنه، وليس مشغولا بما فعله بهم.

لعلمك أنا فى لحظات كهذه تظهر علىّ سذاجة غريبة، فآخذ فى سؤال نفسى ومن حولى أسئلة بلهاء من نوعية «ماحدش من اللى حواليه بيفرجه على التليفزيون عشان يشوف اللى بيجرى فى كل ميادين مصر؟.. مابيخليهوش يقرا الجرايد؟.. ده حتى جرايد الحكومة بقت مع الناس وضده.. هو مابيقراش التقارير الدولية اللى بتكشف إن مصر بقت فى حالة يرثى لها فى عهده؟»، وأصدقائى يعرفون أن الحل الوحيد لإخراجى من حالة كهذه هو تذكيرى بعدة أمثال شعبية لا يصلح جميعها للنشر، لكنها تنجح دائما فى إيقاف أسئلتى الساذجة، وللأسف لا تنجح فى إيقاف حزنى على مصر التى لا يريد مبارك لها أن تعيش فرحة غير مقطومة.

الحمد لله على الفرحة وإن كانت غير مكتملة، فها نحن قد أسقطنا الرئيس، وسنواصل ثورتنا السلمية البيضاء الراقية المتحضرة ليس فى ميدان التحرير وحده بل فى مصر كلها، حتى يكتمل إسقاط نظام مبارك فقط عندما نحاسبه هو ورموز عهده على جرائمهم فى حق الشعب، وعندما يسترد المصريون أموالهم الموجودة فى حساباته وحسابات رجاله، وأخيرا عندما يحصل الشعب المصرى على كل حقوقه المشروعة: دستور محترم يكفل تداول السلطة والفصل بين السلطات والسيادة للشعب، انتخابات نزيهة تحت إشراف قضائى ورقابة دولية، عدالة اجتماعية تكفل حدا أدنى عادلا للأجور وتكافؤا فى الفرص بين كل المصريين، وقضاء مستقلا عن السلطة التنفيذية، وجهاز شرطة مدنياً يستمد هيبته من سلطة القانون وليس من شخطة الضابط، وحريات كاملة غير منقوصة، وحياة سياسية سليمة تفرز حكومات منتخبة تدرك أن خلاص مصر ينحصر فى إصلاح التعليم ونشر الثقافة.
02-13-2011, 12:13 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #50
الرد على: مقالات وآراء عن الثورة المصرية 25-28 يناير 2011
إرادة الشعوب وزلزال النظم
الثلاثاء, 15 فبراير 2011
مصطفى الفقي *

عصفت بالشارع العربي في الفترة الأخيرة قوى شعبية أطاحت نظام الحكم في تونس وكذلك في مصر. ولم تكن هذه القوى الشعبية المحتقنة وليدة يومٍ وليلة ولكنها نتاج تراكم طويل من الإحباط والتهميش أحياناً بل والقهر والفقر معاً أحياناً أخرى، ولقد افترض البعض أن هذه النظم العربية تحمل «جينات» الاستعلاء والاستقواء في داخلها، كما أن تصوراتها عن الحاضر والمستقبل لا تبدو دقيقة لأنها لم تدرس الماضي أيضاً، ويهمني هنا أن أسجل الملاحظات الآتية:

أولاً: إن المشاركة السياسية الحقيقية والتطبيق الديموقراطي الذي يتناسب مع طبيعة كل شعبٍ وظروفه هما ركيزتان أساسيتان للاستقرار، شرط ألا يختلط في الأذهان بالسكون، فالفارق بينهما واضح، لأن «الاستقرار» حالة إيجابية أما «السكون» فهو ظرف سلبي، ولا شك في أن بعض النظم التي حكمت دولاً عربية طويلاً قد توهمت أن صمت الشعوب يعني أنها في حالة رضا عن حياتها وانسجام مع نظمها مع أن الأمر يختلف عن ذلك اختلافًا بيّناً.

ثانياً: يتصور الكثيرون أن تدني مستوى المعيشة وسطوة الفقر هما العنصر الأساس في الثورات الشعبية والأمر لدينا يختلف عن ذلك فهو لا يقف عند حدود الواقع الاقتصادي، ولكنه يتجاوز ذلك إلى المناخ السياسي بما يفرزه من حريات، إذ أن فتح أبواب الديموقراطية وشفافية الانتخابات العامة واقتراب السلطة من الشارع وغياب البطش واحترام آدمية المواطن هي كلها أسباب أخرى لا تقل أهمية عن الأولى، ويكفي للتدليل على ذلك أن نتأمل ما جرى في تونس، وكيف أن مستوى المعيشة فيها – رغم وجود البطالة – لم يكن بحالة تدفع إلى الثورة أو تدعو إلى التمرد الشعبي، كما أن الصحة النفسية للمجتمع التونسي، خصوصاً ما يتصل بمكانة المرأة ودرجة التطور، هي نتاج لعصر الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة بكل ما له وما عليه. لهذا فإن الشعوب لا تثور فقط لأسباب تتصل بأمعائها ولكنها تثور من أجل كرامتها واسترداد قدرتها على العطاء المتبادل بين المواطن والدولة، وأنا ممن يظنون أن القمع والقهر وغياب الديموقراطية وتهاوي الحريات وتدهور حقوق الإنسان هي كلها أسباب تمثل في مجملها جرس إنذار قوي يؤكد أن الدنيا تتغير وأن العالم يتحول وأن المجتمعات وهي في طريقها إلى الحداثة تحتاج إلى انسجامٍ مطلوب بين منظومة القيم السائدة في جانب وتكنولوجيا العصر في جانب آخر.

ثالثاً: لقد كنت ممن يظنون إلى عهدٍ قريب أن «الملكية الدستورية» كانت من أنسب النظم لـمصر لأنها تعترف بالفرعون الذي اعتبره المصريون القدماء ابن الإله وأنزلوه منازل التقديس بل والعبادة أحياناً، فإذا كان الملك يحكم في ظل دستور رشيد وشعب مستنير فإنه يمكن أن يحقق نجاحات واضحة على الصعيد الوطني، ثم آمنت أخيراً بأن «الجمهورية البرلمانية» هي امتداد مشابه «للملكية الدستورية»، مثلما لو انتقلنا من بريطانيا إلى الهند، حيث نشهد نموذجين للحكم الرشيد: الأولى في ظل «ملكية دستورية»، والثانية في ظل «جمهورية برلمانية»، وما أحوج المصريين قبل غيرهم إلى تفتيت ذلك الصنم الضخم الذي يرون فيه فرعون كل زمانٍ ومكان حتى أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل أنبياءه إلى أقوامٍ مختلفين من «عادٍ» و»ثمود» و»لوط» وغيرهم، ولكن عندما جاءت الإشارة إلى مصر خاطب الله موسى وأخاه قائلاً (اذهبا إلى فرعون) لأن مصر دولة مركزية نهرية منذ فجر التاريخ تحتاج دائماً إلى حاكم متفرد يغذي النزعة الفرعونية التي تتدفق في عروق شعب الكنانة!

رابعاً: لقد أثبتت انتفاضة الشعب المصري التي بدأت في 25 يناير 2011 أن الشارع هو الذي يقود وليست الأحزاب السياسية أو الجماعات الاحتجاجية، فتلك كيانات تابعة ولكن الأصل يعود إلى عفوية الشارع ودمائه الشابة التي تجدد روح الحياة وتوقظ شعلة الوطن إذ ليس لدي شك في أن الشباب الرابض في ميدان التحرير في وسط القاهرة إنما هو تعبير عن جيل مختلف ورؤية أكثر شجاعة وإرادة فيها من الإقدام والاختراق بل والتقدم نحو المستقبل ما ليس لدى غيرها.

خامساً: إن مسيرة الإصلاح لا بد أن تقوم على رؤية متكاملة وإرادة قوية بحيث تضم مفهومي التنمية والديموقراطية في وقتٍ واحد، لأن العيش الكريم لا يتحقق إلا بالتمكين للحرية والخروج من سلطوية الحكم والإحساس بالندية والمساواة لأنه لا يصيب المواطن العادي بانتكاسة ذاتية إلا شعوره بازدواج المعايير وسياسة الكيل بمكيالين وهي التي تخلق لديه الإحباط وتنشر مناخ التوتر والقلق وتزرع بذور الشك وانعدام الثقة، فالإصلاح طريق لا بد من ولوجه والتعرف على بدايته ونهايته والإمساك بما يجب والإعلان عن كل ما يراد منه.

سادساً: إن ما جرى في مصر أخيراً يشبه الانفجار العظيم عندما يتمرد شعب على حاضره ويثور من أجل مستقبله ويطرح من التساؤلات ما كان يمكن أن يضعه قبل ذلك بأسبوعٍ واحد موضع المساءلة، كما أن أخطر الأمور على الإطلاق هو المتاجرة بجهود أبناء الشعب والاستخفاف بعقولهم والحديث المتكرر عن أن هناك من هو أكبر منهم وكأنه قد سطا عليهم ثم لاذ بالفرار. إن مجتمعاتنا العربية تعاني من التخلف بقدر معاناتها من انعدام لغة التواصل مع الآخر في الداخل والخارج وهو ما يعد خطيئة كبرى لأنني أشعر أحياناً – رغم الزحام - أن صورة مصر تشد غيرها على نحو غير مسبوق، فقد عرفنا الثورات والانتفاضات وأدركنا أنها لا تعالج بأساليب التسكين الموقت أو اللعب على عنصر الوقت حتى ولو كان مفهوم الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول الغربية أن قوة الجيش المصري تكمن في وطنيته وولائه للشرعية.

سابعاً: إنني أتناول أحداث تونس ومصر باعتبارها بداية سلسلة من الانتفاضات لا علاج معها إلا بالتمكين لحركة الإصلاح حتى تصل إلى عقل الشباب وقلبه. ويجب ألا ننسى أن الشباب هو مفجر الانتفاضة وملهم استمرارها، وواهم من يتصور أنه قد جرى تصديرها إليه أو جاءته من خارج الحدود، رغم أنني أعترف أن مصر مستهدفة من كل اتجاه ولكن ما حدث في تلك الانتفاضة يؤكد أن كل شيءٍ يجوز، وأن المستحيل ممكن، وكأنما نردد مع الآية الكريمة «لمن الملك اليوم لله للواحد القهار».

ثامناً: إن أنماط الحكم وأساليبه في عالمنا المعاصر بدأت تأخذ مساراً جديداً يقوم على المفهوم الحديث للحوكمة أو «الحكم الرشيد» بمعناه الشامل، إذ لم يعد مقبولاً أن تلتقي دورة الاستبداد مع دورة الفساد فتُحكمان معاً القبضة على شعوب تغالب مطالب الحياة وتسعى نحو الحرية لأنها شعوب تؤمن بأن إرادتها من إرادة الله.

تاسعاً: لقد علّمنا الدرس المصري ومن قبله الدرس التونسي الرائد أن خصوصية الأوطان موضع اعترافٍ واحترام ولكن هناك قواسم مشتركة بين الشعوب في كل عصرٍ وأوان، فالحرية السياسية والحرية الاقتصادية مطلبان ملحان لأن البشر لا يعيشون بالخبز وحده ولكن بالكلمة الطيبة أيضاً، كما أن شعور المواطن بأن هناك ازدواجاً في المعايير وكيلاً بمكيالين هو أمرٌ يدعوه إلى التمرد ويدفعه إلى الثورة.

عاشراً: إن الحاكم الذي يقترب من شعبه ويتفاعل مع طوائفه ويكرس جهده لخدمته هو الحاكم الأقدر على حسن الإدارة التي تقترن بشفافية الحكم ونزاهة الأداء، وأنا ممن يظنون - على كل حال - أن فكر الإصلاح قد يكون خيراً من نهج الثورة كما أنني ممن يعتقدون كذلك أن الإصلاح يجب أن يكون بديلاً للقمع وأن التحرر يجب أن يكون بديلاً للتسلط، وأن المشاركة السياسية الواسعة هي البديل لتسلط الحكام.

هذه رؤيتنا نسوقها من بين غمار الأحداث ومن بين هدير الهتافات وأصوات المحتجين وشعارات الثوار ندعو بها أمتنا لكي تقف على مشارف العصر تتبنى مفرداته وتستلهم خطواته وتسعى للإصلاح وإقرار حقوق الإنسان واحترام آدمية البشر.

* كاتب مصري
02-17-2011, 12:12 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية 2014 فارس اللواء 41 1,669 05-29-2014, 05:55 AM
آخر رد: Rfik_kamel
  من بركات الثورة الملعونة في سوريا فارس اللواء 4 743 02-28-2014, 02:36 PM
آخر رد: فارس اللواء
  شبكة التجسس المصرية تكشف حقائق رهيبة عن دور اسرائيل في مصر خليل خليل 0 575 02-06-2014, 06:56 AM
آخر رد: خليل خليل
  الثورة المضادة Rfik_kamel 6 755 01-19-2014, 05:45 PM
آخر رد: Rfik_kamel
  الثورة السورية الملعونة فارس اللواء 0 501 01-05-2014, 10:46 PM
آخر رد: فارس اللواء

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS