(قبل 1950م ) كانت لديهم مشكلة في الأبحاث الطبية ، وهي أنهم لايستطيعون أن يجربون أو يطورون أدوية بشكل فعال في مثل هذة الأيام ، لماذا ؟ لم يكن لديهم خلايا بشرية تعيش فترة كافية لهذا الغرض ، بمعنى آخر ليس لديهم خلية بشرية تتحمل التجارب الطبية والفترات الطويلة في المختبرات ..لأنها كانت تعيش فترة قصيرة ومن ثم تموت ، الأطباء والعلماء لا يستطيعون رؤية تأثير الدواء عليها بسبب موتها السريع ...
أحد الدكاترة ويدعى جورج غي – Dr. George Gey متخصص بمجال الخلايا وزراعتها لغرض حل هذة المشكلة ، ولمدة 20 سنة وهو يحاول أن يبحث عن حل في المختبرات دون جدوى ، إلى توصل في يوم من الأيام أن يستلم عيّنة من أحد معارفه في مستشفى جونز هوبكينز – Johns Hopkins ، العيّنة كان بها شي غريب !!!!
الخلايا كانت حيّة وطبيعية مع أنها كانت خارج الجسم البشري لمدة طويلة !
والأكثر من هذا كانت الخلايا كانت تنقسم وتتكاثر !!
( أتوقع هذا مافعله الدكتور حين استوعب الأمر
)
من أين هذة الخلايا؟
من إمرأة أمريكية من ذوي البشرة السوداء اسمها هيزيتا لاكس – Henrietta Lacks مصابة بسرطان عنق الرحم ، كانت تراجع مستشفى جونز هوبكينز للعلاج ، وقام دكتور في المستشفى وأخذ عيّنة من غير إذنها وأرسلها لصاحبه لكي يساعده في أبحاثه بعدما لاحظ في العيّنات نمط غريب عن بقية الخلايا .
في السابق كان من الممكن أن لا يأخذون إذن حين أخذ عينة ولكن مع مرور الوقت أصبح الناس بامكانهم أن يطالبون بحقهم ويستفيدون .
مسكينة هذة المرأة !!
ماتت في 4 أكتوبر 1951م وعمرها 31 سنة بسبب السرطان ، توفيت في القسم الخاص بذوي البشرة السوداء ..
في أيامها كانوا عنصريين ولا يسمحون لهم بالاختلاط مع البيض
.
ماتت ولم تعرف أنهم أخذوا خلاياها وكيف أنقذت الملايين والبلايين من الأجيال الذين بعدها .
كيف أنقذت الملايين والبلايين من الأجيال ؟
خلاياها باستطاعتها أن تعيش خارج الجسم البشري بصورة طبيعية ما دامت تتغذى ومحفوظة في بيئة سليمة ، والأكثر من هذا تنقسم وتتكاثر ، قام الدكتور جورج وأرسل منها عينات للمراكز الطبية لعمل الأبحاث الخاصة بتطوير الأدوية ، وانتشرت الخلايا حول العالم كله بشكل جنوني !
إلى يومنا هذا لا تدخل مختبر طبي في العالم إلا واحتمال كبير جداً أن تلقى عينة من خلاياها موجودة ، ويكون مكتوب عليها الرمز HeLa اختصار اسمها Henrietta Lacks ، وكل كليات الصيدلة والمستشفيات يستخدمونها إلى يومنا هذا ....
الأنفلونزا ، السرطان ، شلل الأطفال ، اللوكيميا ، هيموفيليا ، الإيدز … آلاف الأمراض قاموا بتطوير أدويتهم بمساعدة خلاياها ، هذا غير علوم وتجارب الاستنساخ والخرائط الجينية وأطفال الأنابيب والمكياج والأشعة والصمغ ...
حتى أرسلوا عينة من الخلايا للفضاء لكي يرون هل البشر يستطيعون أن يتحملوا انعدام الجاذبية أو لا ؟
خلايا هيزيتا كانت أول عينة بشرية تباع وتشترى بشكل علني وقانوني في التاريخ !
اقـــــتــــصـــاد عـــــالــمــــــي كـــامـــــــــل قام على ظهر خلاياها يتعدى ملياراااااات الدولارات سنوياً والشركات تعمل على إلتهام الأموال منها .
من المؤكد أن عائلتها أصبحت غنية ؟
المصيبة انها توفيت فقيرة وتركت ورائها زوجها وأبنائها الخمسة !!!
ولم يحصلوا على شيء من هذة الأموال أو حتى أن يتدبروا أمورهم وإلى اليوم هم فقراء وأحد أبنائها ينام في الشارع – Homeless ! وإحدى بناتها توفيت لأنها لاتملك تأمين صحي !
بنفس اليوم الذي توفيت فيه هيزيتا ظهر الدكتور جورج غي بالتلفزيون وهو يمسك عينة من خلاياها ليرى العالم ويعلن حينها عن بداية عصر جديد في الطب والصيدلة !
عائلتها فقيرة لدرجة لا تقدر أن ترفع القضايا أو توكّل المحامين على الشركات ويأخذون حقوقهم ..
القضية من صالحهم مليون بالمائة بسبب عدم ترخيص العيّنة وأخذها خلسة وكل الأدلة متوفرة ، وإذا ربحوا القضية سيأخذون عموله عن كل عيّنة تباع من خلايا أمهم في العالم ، ويصبحوا من أغنى أغنياء العالم .
زوجها لم ينهي الابتدائية وفهمه بسيط ومحدود ، أحد الأطباء اتصل عليه لكي يشرح له كيف أن زوجته مهمة في العالم اليوم ، قال له لكي يفرح ويكون لديه فكرة عن الموضوع ، لكنه فهم الموضوع بصورة أخرى وشعر بالخوف واعتقد أن زوجته مازالت تعيش في أحد المختبرات الطبية ويقومون باجراء التجارب عليها ...
لا أحد يعرف أين دفنوها بالضبط ، كل الذي متأكدين منه أنها في المقبرة التي بجانب المنزل المهجور حالياً الذي كبرت فيه بفيرجينيا ....
والذي يحيّر أن لا أحد يعرف لماذا خلاياها بالذات صارت هكذا ، ولا لماذا تنقسم وتتكاثر ؟
حتى بعد فحص أبنائها لم تكن خلاياهم كذلك ..
المصادر/
http://www.todayifoundout.com/index.php/...tal-cells/
جريدة القبس الكويتية
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=641588