أنا لدى ترجمتي هذا المقطع (الذي يبدو أن البعض لم يقرأه بإمعان ولا قرأ تعليقاتي) كان هدفي فتح باب النقاش، وبكل أسف لم أنجح بذلك... الموضوع عفا عليه الزمن صحيح وأنا لم أطرحه الآن لأناقض به مطالب الدولة المدنية...

أحاول في نقاشي تشجيع رؤية نقدية للتاريخ، ليس هنالك سلف صالح وليست الدولة الخلفاء الراشدين مدينة فاضلة، لكن ليست فترة الدولة العثمانية فترة انحطاط (وإن تخللتها فترة انحطاط في نهاية القرن التاسع عشر حتى تلاشيها)... كل هذه نتيجة إسقاطات لبعض المفكرين أرادوا تفسير التاريخ بما يتوافق مع أيديولوجية معينة (إسلامية، عروبية إلخ...) وبسبب تأثرهم من رؤية الغرب لتاريخه (فترة العصور المظلمة يعقبها التنوير أصبحت فترة الانحطاط يعقبها عصر النهضة أو الجاهلية الجديدة تعقبها الصحوة الإسلامية - نعم مفهوم الصحوة هو مفهوم غربي دخيل لطشه الإخوان من الغرب الكافر -)... لكن يبدو أنني كنت محششا على جوز الطيب عندما اعتقدت بإمكان فتح نقاش عميق هنا... مقالي القادم سيكون سجاليا مثل على النصارى قبول رأي الأغلبية المسلمة أو على المحمديين قبول رأي الأغلبية المسيحية أو على العرب في إيران قبول رأي الأغلبية الإيرانية.....

بالنسبة لجبران يا أبزرفر فقد مرت علي فترات أعجبت به ونصوصه السياسية (وإن كتبت بلغة شاعرية تبقى نصوصا سياسية بامتياز) راهنية اليوم لكن راهنيتها ليست بسبب عظمته بل بسبب تخلفنا فنحن نكاد لم نتقدم قيد أنملة منذ ما يزيد عن قرن وما ناقشه مثقفو ذلك العصر يعيد اجتراره مثقفو عصرنا...

يئست منكم