من خلال ما قرأته عن هذا الفيلم الجديد الذي سيبدأ عرضه في الأسبوع المقبل في الولايات المتحدة ، يبدو أنه تحفة فنية جديدة لشركة بيكسار التي قدمت لنا الكثير من روائع افلام الرسوم المتحركة الرقمية خلال العشر سنوات الماضية، و أصبحت لا أطيق انتظاراً حتى اشاهده.
هذه مقالة قمت بترجمتها عن العمل الجديد Wall-e من الموقع :
http://twitchfilm.net/site/view/wall-e-goo...smash-hit-again
----------------------------------------------------------
وول-إي : بيكسار تحقق نجاحاً مدوياً مرة أخرى.
Wall-e يهز عالم السينما عائداً بها إلى أصلها الفودفيلي(1)! إنه أوبرا بيئية واعية تحمل بصمات كوبريك و تاتي(2) معاً تجري أحداثها في مستقبل ما بعد القيامة حيث لا أثر للبشر في سهول الأرض القاحلة البائدة. لم يتبق سوى روبوت فضولي مجد في عمله و رفيقه الوفي الصرصور، نشاهده في حياته اليومية دون أي كلمة حوار.
إن المناجاة الروبوتية، المتعة و الفضول المضني لـ وول-إي إنما هي سحر سينمائي محض. بالطبع فإن الحياة اليومية لا علاقة لها بالملل أو الروتين الرتيب على أيدي حكواتية شركة بيكسار!الحياة اليومية التي تفتح الطريق لسلسلة من الأحداث المتلاحقة و التي يفضل ألا نكتب عنها لكي تكتشفوها أنتم طازجة، حين تشاهدون الفيلم قريباً.
وول-إي هو رسالة حب لسينما الخيال العلمي، وأكثر أعمال شركة بيكسار كمالاً و احتواء لـمعانٍ سياسية إلى يومنا هذا، و الذي سيحمل المشاهدين على التوسل للمزيد و تقديم قيمة مشاهدة متكررة.
وول-إي هو مغامرة كوميدية خيال-علمية تعرض لنا قصة تحذيرية عن ما يمكن لـ "المواظبة على المسار" أن يعني فعلياً للكرة الأرضية بعد مئات السنين إذا لم تستطع البشرية أن تعيش بتوازن مع الكوكب و موارده، و تخفف من الاعتماد الزائد على التكنولوجيا في حياتنا. إنها رسالة بصيص أمل و تفاؤل بأنه في يوم ما سيكون هناك سلام بيئي و انسجام و دون الحاجة للبحث بواسطة غوغل عن أي شيء ندّعي أننا نعرفه. لجمهور الصيف فإن وول-إي يقدم فرصة للتغلب على الحرّ و تجديد كل ما يحبه الصغار و الكبار بالسينما.
كل ما نحبه بافلام بيكسار معروض هنا، الحكاية الرائعة، العوالم و الشخصيات المصنوعة رقمياً بشكل مذهل، التعليق اللاذع، الحضور الثقافي و القصص النابضة بالحياة و المليئة بالسحر و الخيال اللامحدود.
مع وول-إي بيكسار تتفوق و تتجاوز كل حكاياها السابقة كما لو كان كينغ كونغ متسلقاً على قمة مبنى الإمبايرستيت لكي يمرن عضلاته الإبداعية و يطالب بروحها. لا يرضون عن أعمالهم في حلبة أفلام الرسوم المتحركة الرقمية، فتستمر أعمالهم لتدل عليهم كرواد و مستكشفين يأخذوننا إلى أعالي جديدة لا يمكن تخيلها مع كل فيلم. سينما الرسوم المتحركة الرقمية لم تكن بهذا السمو من قبل. الرسوم المتحركة الرقمية رائعة جداً هنا، خصوصاً حينما توسع بيكسار حدود الممكن، تجعلكم تودون صفع أنفسكم. و لا بد من القول،أن الروبوتات لم تكن ممتعة و مثيرة إلى هذا الحد من قبل في تاريخ السينما.
-----------------------
1-الفودفيل : نوع من المسرح الترفيهي المنوع كان منتشراً في شمال أمريكا في نهاية القرن التاسع عشر.
2-ستانلي كوبريك و جاك تاتي اثنين من أشهر صناع و رواد السينما في العالم.