المنسف الاردني
ربما تقدم وجبة ((المنسف)) بأشكال متعددة في الخليج العربي وبلاد الشام، لكنها تعتبر الوجبة الشعبية الأولى في الأردن، بل هي رمز للتكريم، لا يقام فرح أو عيد أو مناسبة اجتماعية من دون أن يكون «المنسف» القاسم المشترك بينها، حيث يقدم على صواني من النحاس أو الألومنيوم يزيد قطرها أحياناً على متر، ويتربع على صدرها رأس الذبيحة.
وربما يقول البعض إن «المنسف» لا يحتاج إلى فن خاص في طهيه، فهو عبارة عن خبز وأرز مخلوط بالمرق واللحم. أي أنه أشبه بالثريد الذي يعتبر من أشهر مآكل العرب قديماً، لكن الطهاة المتخصصين في عمل المنسف يخالفون هذا الرأي.
بالنسبة لعشاق البيتزا واللزانيا والتشيزبرغر قد يكون المنسف عبارة عن طقس رجعي آخر من طقوس الخمول يزاوله أعراب مترهلون كجزء من نمط حياتهم البليد تحت شمس الصحراء اللاهبة.. ولكن بالنسبة لأولئك الذين ما زالوا يتقنون الاحتفاء بوجاهات الحياة البكر، فإن المنسف ليس مجرد توليفة من الطعم والنكهة والسعرات الحرارية، وإنما هو أسلوب حياة.
فالجميد المصنوع من الحليب الطازج يمثل الفطرة، والأرز (المعورم) يمثل البركة، ولحم الضأن الغض يمثل الرزق والنعمة، ومبدأ الوجبات الجماعية (mass-meals) يمثل الألفة، والتحلق حول صدر الطعام يمثل الوحدة، والأكل باليدين العاريتين يمثل التواضع، و(فت) اللحم يمثل الايثار والحرص، والتشريب يمثل الغوث.. وفنجان القهوة العربية الأصيلة بعد أن (يفلح المعازيم) و(يخلف المعازيب) يتوّج جميع ما تقدم بعبق الشرق وماركة شيخته المسجلة.
والمنسف وليمة عابرة للمناسبات، وهو ما ينسحب على طبيعة تفاعل الشخص معه في ضوء خصوصية كل مناسبة: فمناسف الاعراس على سبيل المثال يغلب عليها طابع (الممالحة) حتى لا تؤوّل شهية المدعوين إلى (كسبة)، خاصة أولئك الذين حتمت عليهم ضروراتهم الاجتماعية وأواصرهم القرابية تأدية النقوط طوعاً أو كرهاً إلى العريس.
وفي المقابل، نجد الأصول المرعيّة في مناسف العزاء تتطلب من المعزي أن يأكل حد (الانبعاط)، حتى وإن كان ذلك بمقدار الاربعين لقمة المعتمدة رسميا كعيار للشبعان، وذلك من منطلق أنه كلما أكلت أكثر، تنزّلت الرحمة أكثر فأكثر على روح الفقيد.
أما في رمضان، فأن تكون معزوماً على افطار منسف هو عذر قوي للتخلف عن حضور صلاة التراويح، خاصة إذا قدم المنسف مدعّماً بطبق جانبي من فجل غير (مفروّن) وبصل أخضر حرّاق.
وهناك أيضا حركة المناسف الكثيفة التي تعقب عيد الأضحى، والتي تتميز بتنوع المذاقات نظراً لتنوع مصادر الهبر والزفر.
ولا يعرف على وجه التحديد متى كانت أول مرة أعدّ فيها المنسف، فهل كان ذلك عندما قام حاتم الطائي بقتل فرسه لإطعام ضيوفه وجيرانه الجائعين؟ أم أن جذور المنسف ضاربة في القدم لما وراء ذلك، كعشاء السيد المسيح الأخير مع حوارييه؟ أو المائدة التي تنزّلت من السماء؟ أو المن والسلوى الذين فرط بهما بنو اسرائيل في سبيل عشقهم المزمن (للمنفّخات)؟
بل ولعل المنسف هو ما أخرج أبانا آدم وأمنا حواء من الجنة، وذلك قبل أن تحّرف الرواية التاريخية على يد من (حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها) مختزلين معاناتنا البشرية بقضمة تفاحة؟
ويبقى الشيء الأكيد أن المنسف كالشرق الذي أنتجه هو وليمة ذكورية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فليس الرجال فقط أشره من يأكل المنسف، بل وهم أفضل من يطبخه، وخاصة الطهاة المتقاعدون من مختلف مرتبات القوات المسلحة.
وربما تعود ذكورة المنسف إلى أن التخمة والثقل والانطفاء والتقييل التي تعقب تناوله لا تتناسب مع مفهوم النساء للجمعات واللمّات القائم على (طق الحنك)، وما يستدعيه هذا من حضور للبديهة وتحفّز للحواس
وهنا ساوضح كيفيه عمل ((المنسف))
الطريقة القديمة للمنسف الاردني أو ما يسمى بالطريقة البدوية،،
المكونات :
1- لحم خروف أو جدي و الكمية ما بعرفها بس قد ما تقدر تحط حط و إذا الامور كويسة هاتلك خروف.
2- رز ، وكل واحد حاب يوكل نحسب حسابة بكاسة 200مل قبل النقع.
3- جميد أو ما يسمى (جعجول)أو (جبجب)أو(مريس) وهو للتعريف لبنه جامدة محفوظة بالملح و يفضل يكون اردني(كركي)
4-خبز عربي أو ما يسمى (خبز شراك او خبز صاج)
5- لوز وصنوبر حسب الحاجة.
6- كوب سمنة عربية أو سمنة بلدية أو كما يقال لها (دهن حر) يعني سمنة من زبدة حيوانية مش نباتية.
الطريقة:
أولا- تسلق اللحمة حتى تقترب من الاستواء.
ثانيا-أثناء سلق اللحمه نقوم يتذويب الجميد ليصبح (مريس) عن طريق فركه مع الماء باليد حتى يصبح سائلا ثقيلا.
ثالثا- يخلط المريس السائل إلى اللحمة و يترك على النار.
رابعا- يجهز الأرز على الطريقة العادية ويفضل أن يكون لونه أصفر يعني مصبوغ بالكركم.
خامسا- نقوم بقلي اللوز والصنوبر.
سادسا- بعد الاستواء (اهم اشي اللحمة تستوي او تنضج) نقوم بفرد الخبز في قاع السدر و تكون طبقات الخبز حسب الرغبة
( بالنسبة اللي بفضلها ثلاث طبقات)
سابعا- يتم فرد الأرز على الخبز ويتم توزيع اللحمة على وجه الأرز- طبعا رأس الخروف يوضع على سدر الشيخ- لمكانته و علو قدره بين العائله.
ثامنا - يزين وجه المنسف باللوز و الصنوبر ثم تذوب السمنة البلدية و تصب على وجه الأرز ويكون مقدار ما يوضع من السمنة دليل على الكرم.
تاسعا- يتم صب اللبن على الارز وتبدأ عملية الأكل أو النسف.
وصحتين وعافيه ،،
ملاحظات:
1) هذه الطبخة هي التراثية الرئيسية في التراث الأردني وهي تطبخ في الأعراس و عند حضور ضيف عزيز.
2) لا تؤكل إلا باليد يعني مش بالملعقة أو الشوكة ،، ويتم تدويرها باليد ومن ثم رميها الى داخل الفم وبطريقة فنية (يمكنك أن تتخيلها)
3)يجب إحضار دلة القهوة بعد المنسف مباشرة
منقووووووووووووووووووول
نم نم نمممممممممممممممممممممم