مرحباً للجميع :
الصديق الصدوق ابن سوريا حكيت باللي فيك ... وإلى عزيزنا العلماني أقول شكراً على مشاعرك .
عادة لا أجعل من شخصي مادة للحوار ﻷني لا أرى في نفسي أكثر من شخص عادي ... لكن لا بأس من توضيح الموقف كوني اكتشفت أني أنتمي لإطار مجتمعي أوسع له وجهة نظر في ما يجري ولا أتحدث باسمه طبعاً .
كنت قد انشغلت في نفس فترة موضوع (مشهد يبعث على التأمل) بعد آخر مداخلة لي على ما أذكر ﻷكثر من خمسة عشر يوماً ومن ثم عدت وقبل أن أجيب على بعض المداخلات تبادر لذهني سؤال بسيط .
أيهما يخدم علمانيتي والتيار العلماني السوري-كوني مدعي للعلمانية- أكثر ؟
هل غوصي في هذه اﻷحاديث في وقت اﻷعصاب فيه مشدودة عن التطييفات المجتمعية السورية وتوضيح المشكلة التي يعاني منها المجتمع السوري على امتداد تمذهباته وتفرعاته ، أم الصمت تجاه محاوريني والالتزام بالحكمة القائلة ستبدي لك اﻷيام ما كنت جاهلاً ؟!!
على المستوى الشخصي أفضل الصمت ألف مرة على مداخلة قد تفسر في غير الخط المقصود منها سلوكه خصوصاً إذا كانت تتناول قضايا الوحدة الوطنية في وطني سوريا .... فالكلام في هذه الموضوعات لا يشبه العبور في حقل من اﻷلغام وحسب ، بل وسيحمل الكلام ما لا يحتمل والموقف ما لا يتناسب وحجمه ، وخير دليل على ذلك أن البعض أخذ كلامي على أنه يمثل شريحة طائفية معينة رغم أني على المستوى الشخصي وفي هذا المنتدى لا أتكلم إلا عن أفكاري الشخصية ورؤياي وحسب !!.
وبناء على ما سبق اتخذت قرار الصمت ﻹن الصمت أفضل من الكلام أحياناً .
ولا زلت أعذر زملائنا في المنتدى كما أعذر أصدقائي ومحاوريني في العالم الواقعي عندما يقفزون إلى التصنيفات الجاهزة مع أو ضد ، والإنكار الذي يمارس على اﻵخر إذا كان يملك وجهة نظر مخالفة فنحن وإن إدعينا قبول اﻵخر فإننا لم ندرك بعد الأبعاد الكامنة في قبول اﻵخر ومعنى أن يكون هناك وجهات نظر تخرج عن ثنائية مع أو ضد ، بل وتتجاوزها إلى طروحات مغايرة .
لا بأس أن يأخذ هذا المقال البسيط من وقتكم وليجيبني بعدها من ينكر علينا وجهة نظرنا ... أليس هذا الطرح تقدمي بالمعنى الحرفي للكلمة وليس بالمعنى الشعاراتي ؟ (لا أعرف لماذا شعرت أنني أصبحت أتكلم مثل العزيز بهجت في المقطع السابق ).
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php...#pid428223
ليت البعض ينتبه إلى تاريخ هذا الموضوع ... وللحق أقول أني عندما كتبت هذا الموضوع كنت أفكر في رسم خارطة طريق للتغيير في سوريا داخل عقلي (أي أنني أفكر بصوت عال) ومن وجهة نظري المتواضعة ومعرفتي بالمجتمع السوري ... واليوم كل ما أتمناه على من يتاجر باسم الانتفاضة السورية وباسم الشباب الذين يضحون بدمائهم أن يجيب وبضمير ، أليس هذا الذي كتب قبل أن يبزغ الربيع العربي أصلاً ، هو ما يحصل اليوم مع بعض الاختلافات في التفاصيل تبعاً لظروف المجمع السوري كوني تحاشيت الحديث وقتها في مشكلة المجتمع السوري وهو الجزء الثاني وفضلت عدم نشره وهو السبب نفسه الذي أدخلني في مرحلة الصمت اﻷخيرة ....
شئنا أم أبينا ... إن نجاح الانتفاضة ليس مرهوناً فقط بالدماء التي تسفك على مذبح الحرية وبإسقاط النظام كما يعتقد البعض المسطح والمفلطح ، بل نجاحها مرهون في العبور بسوريا نحو بر اﻷمان وهذا يعني تغيير النظام ككل ، وهناك بون شاسع بين إسقاط النظام وبين تغييره ولا داعي ﻹن أشرح الفرق .
إن هذا النجاح في اللحظة الراهنة لا يمر إلا عبر ضرورتين هما منه كالهواء والماء من الحياة :
1- النظر بواقعية للواقع السوري ومحاولة البحث عن حل لمعضلاته ومشكلاته بهدوء وبعدم عصبية وهذا لا يعني بحال من اﻷحوال إيقاف الاحتجاجات كما يعتقد البعض المسطح والمفلطح (ما بعرف ليه عجبني هالتعبير فعلقت عليه) ، ولكن يعني الابتكار والابداع واجتراح الحلول وبأقل الخسائر الممكنة على المجتمع السوري لواقع شئنا أم أبينا مستعصي حتى هذه اللحظة .
2- ممارسة النقد الذاتي وعدم تأجيل هذه الممارسة ، وهذا اﻷمر لا يضعف الانتفاضة بل على العكس مما يعتقد البعض هذه الممارسة تقوي الصفوف وتنظفها من المتسلقين والمزايدين والمتنفعين وهي ممارسة لعملية تصحيح ذاتي كونها إنتفاضة طويلة اﻷمد إذا لم تحصل أحداث دراماتيكية .
في النهاية ... دعوني أهدي هذه المداخلة التي كتبتها على عجل للعزيز فارس كي يعرف أن رفضنا للعهر الصريح الذي حاول بعض المزايدين وثورجية الانترنت ممارسته تجاهنا وتصنيفنا طائفياً لا يعني بحال من اﻷحوال أننا ضد التغيير في سوريا (البارحة واليوم وغداً) . وصمتنا لا يعني بحال من اﻷحوال أننا انسحبنا من ممارسة نشاطنا المجتمعي بهدوء والذي يعطي ثماره على أرض الواقع أكثر من ضجيج اﻵخرين السياسي في الفضاء الافتراضي .
تحياتي