إشارات عنه
* سعاديه -سعديا- او سعيد بن يوسف الفيومي هو من اهل مصر في الاصل ولد في الفيوم سنة (892م) في اغلب الروايات او سنة (882م)على رواية ولـهذا نسب الى الفيوم وقد غادر مصر الى فلسطين فالعراق فسكن في مدينة (سورا) القريبة من الحلة وكانت من اهم مراكز العلم والثقافة بالنسبة الى اليهود في ذلك العهد وتولى رئاسة يهود سورا حتى سنة (942م)(331هجـ) فتوفى فيها ودفن في قبر جعلـه اليهود مزارا يقصدونه من مختلف انحاء العراق درس العلوم العربية بانواعها ودرس العبرانية والكتب الدينية اليهودية من توراة تلمود ومشنا وكتب دينية اخرى وتعلم الاغريقية ومعارف اليونان واحاط بمعارف زمانه من فلسفة ورياضيات وجغرافية وتاريخ وموسيقى وشعر ولغة وهيئة وديانات وانكب على تعلمها حتى برع فيها وحاز على شهرة كبيرة عند بني قومه اليهود وعند المسلمين كذلك. وهاجر الى فلسطين واقام امدا في طبرية مركز العلم والثقافة عند اليهود في ذلك العهد وقد اشتهرت بالعناية بدراسة التلمود والمدراشيم وحديث اليهود باللغة العبرانية وبالمحافظة على التقاليد اليهودية القديمة وبأخذها بظواهر النص ثم ترك طبرية وسار الى بلاد الشام فالعراق واختار (سورا) (SURA) القريبة من الحلة مكانا لـه وكانت (سورا) مركزا من مراكز العلم لليهود في العراق لا ينافسها في ذلك الا فومبديثة (Pumbedeta) بجوار الانبار التي اشتهرت بمدارسها في دراسة التلمود وبعلمائها الذين ذاع صيتهم بين يهود العراق وفلسطين وقد كانت مثل (سورا) من المستوطنات اليهودية القديمة التي سكن فيها اليهود منذ ايام السبي (البابلي) وتمتعت باستقلال في ادارة شؤونها وفق الشرع اليهودي. ولـ(سعديا) مؤلفات عديدة الفها بالعربية سمى ابن النديم اغلبها ولـه مؤلفات بالعبرانية كذلك ، ومن مؤلفاته ((كتاب التاج)) وهو ترجمة اسفار العهد القديم الى اللغة العربية (جواد علي في بحثه ما عرفه ابن النديم عن اليهودية والنصرانية مجلة المجمع العلمي العراقي م10/164) أقول : ويضيف يوسف رزق اللـه غنيمة (وهو من يهود العراق) في كتابه (نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق) ص114 (طبعة بغداد 1924م) سعديا بن يوسف من مدرسة سورا المعروف بـ(سعديا الفيومي) طبق صيته الخافقين وخلد ذكره على ممر القرون والاجيال وتضاءلت امامه شهرة اعظم طائفة من المؤلفين اليهود رقي الى منصب الغاوون في سورا سنة 928 وكان معظم سعيه موجها الى مناضلة القرائين ومحاربتهم وقد خلف تَآليف كثيرة نشرت كلـها ورأس تركته العلمية ترجمته العربية للعهد القديم نقلـه عن العبرية). اقول: ان (غاوون) لفظة عبرية (جاون) تعني حاخام ، علامة شهير ، عبقري (المعجم الحديث ربحي كمال) وفي معجم قوجمان اللفظة تعني عبقري نابغة مثقف. وفي الموسوعة البريطانية (.ENC. Brit) والموسوعة اليهودية (Judica) ترجمة اكثر تفصيلا تناولت كتبه واحدا واحدا.
**
في ورقتها البحثية تناولت نازك إبراهيم عبد الفتاح الأستاذ بجامعة عين شمس موضوعها (من التراث اليهودى: مخطوط المختار لسعديا جاؤون)
فكر سعديا وكتابه المعنون بـ (تفسير كتاب الأمانات والاعتقادات)
وقالت: حين لمس سعديا (882 – 942) وهو سعيد (سعدياً) بن يوسف الفيومى نسبة إلى مولده فى الفيوم، ولقب بالجاؤون لاعتلائه فى العراق منصب الجاؤون أى رئيس الأكاديمية التلمودية فى بابل ؛ أن الناس من حوله قد ساورتهم شكوك فى عقيدتهم، أخذ على عاتقه مهمة إرشادهم إلى سواء السبيل وهديهم الطريق القويم ناصحاً بالتمسك بالحجج والبراهين لبلوغ الإيمان الخالص واعتناق العقيدة النقية.
وتتلخص وجهة نظر سعديا فى أن العقيدة التى تستند إلى حجج وبراهين " العقل" تبلغ المرء الإيمان الخالص، فبدون أسانيد " العقل" يتخبط المرء فى دوامة الشك الذى يؤدى به إلى الكفر والإلحاد. وفى خضم ما ساد وسط يهود العصر الوسيط من عقيدة تتأرجح بين زيف الإيمان وغطرسة عدم الإيمان رأى سعديا أن خير وسيلة للوصول بمعاصريه إلى درب الحقيقة هى مهمة التوفيق بين الدين والعقل اعتمادا على مصادر المعرفة الإنسانية.
وأضافت: لقد استخلص سعديا فكره الدينى الفلسفى فى مؤلف مطول صار يختصره وينقحه ويقننه طيلة حياته، فجاء إلينا فى نسخ عديدة: نسخة تفصيلية (تفسير كتاب الأمانات والاعتقادات) ـ ونسخة موجزة (كتاب الأمانات والاعتقادات). وهذا المخطوط الذى بين أيدينا يعد آخر نسخة، وهو بعنوان (المختار فى الأمانات والاعتقادات).
وقالت: جاءت جميع النسخ فى مقدمة وعشر مقالات مصوغة فى صورة مجموعة متماسكة من الأفكار والمبادئ باللغة العربية السائدة آنذاك فى العصر الوسيط ومفهرسة كالآتى: صدر الكتاب ـ المقالة الأولى: فى أن الموجودات كلها محدثة (مخلوقة) ـ المقالة الثانية: فى أن محدث الأشياء واحد تبارك وتعالى ـ المقالة الثالثة: فى الأمر والنهى ـ المقالة الرابعة: فى الطاعة والمعصية والجبر والعدل ـ المقالة الخامسة: فى الحسنات والسيئات ـ المقالة السادسة: فى جوهر النفس والموت وما يتلو ذلك ـ المقالة السابعة: فى إحياء الموتى فى دار الآخرة ـ المقالة الثامنة: فى الفرقان ـ المقالة التاسعة: فى الثواب والعقاب فى دار الآخرة ـ المقالة العاشرة: فيما هو الأصلح أن يصنعه الإنسان فى دار الدنيا.
وأكدت د.نازك أنه خلال مسيرته للتوفيق بين الدين والعقل تأثر سعديا بمبادئ وآراء" المعتزلة "التى يدور فكرها حول موضوعين: وحدانية الله وعدل الله جل جلاله. وأنه رغم الشهرة التى حظيت بها النسختان المطولة والموجزة لكتاب الأمانات والاعتقادات، لم تنل النسخة التى بين أيدينا حظها من معرفة القراء ؛ لذلك فقد اخترت مخطوطها "المختار فى الأمانات والاعتقادات" باعتباره مخطوطاً فى عداد المخطوطات المطوية .
**
وسجلت ورقة بحثية بالكويت التالي :
أثر المعتزلة في تجديد اليهودية الربية: الأمانات والاعتقادات لسعيد بن يوسف الفيومي القرن العاشر الميلادي
تبنت اليهودية الربية في القرن العاشر الميلادي تحت ضغط إكراهات التلاقح الحضاري، منظومة علم الكلام المعتزلي. وأحدث ذلك نقلة نوعية في علوم الدين اليهودية، ومناهج التفسير المتوارثة فيها منذ العصر التلمودي. وهذه مقالة تتناول بالدرس والتحليل مظاهر هذا الانتقال ، والإواليات الضابطة لفعله من خلال تقديم نموذج سعيد بن يوسف الفيومي الشهير ب سعديا كاؤون المتوفي في عام 942 م الذي وظف في أعماله، وبخاصة في مصنفه الأمانات والاعتقادات المنظمة المعتزلية، نظرية ومنهجا، سواء في تجديد اليهودية الربية، أو في الدفاع عنها بوجه خصوم أشداء، القراؤون ، المسلمون، النصارى، المانويون الخ . . وتعمق المقالة النظر في هذا الموضوع من خلال دراسة التالية: سباقات انتقال الفكر المعتزلي إلى اليهودية. الأصول المعتزلية في الأمانات والاعتقادات : قضايا التمثل والتكييف. نظرية المعرفة لدى سعيد بن يوسف الفيومي: مفهوم الاعتقاد...
ويشير أحدهم إلى أن مجموعة مؤلفات ربي سعديا بن يوسف الفيومي ( وهي مؤلفات سعديا العربية ) نشرها : حوزيف دارنبور ، بالاشتراك مع ابنه ، 1893 ـ 1899 م ، 5 مج .... ولست أدري مدى صحة هذه المعلومة رغم أن
مصدرها أثق في كثير من كلامه ..
يمكن تحميل التالي :
الامانات والاعتقادات من
هنا .
تفسير التوراة - الوصايا العشر المنسوب إليه.
وعلى الهامش
دراسة رشاد الشامي عن الوصايا العشر .
(f)