الأخوة السلام روحي وعلي نور الله
لا تظنوا بأني أحقد على آل البيت أو أفضل جميع الصحابة عليهم أو لا أعطيهم مكانتهم وقيمتهم التي يستحقونها رضوان الله عليهم !!
فأنا لا أتحدث عن كل الصحابة بل أتحدث عن شخصين فقط هما أبو بكر وعمر وهؤلاء لا يناقش أحد في فضلهم ومكانتهم وسمو منزلتهم عند الجميع ، حتى لو لم يكن هناك نص صريح واضح في فضلهم - مجرد افتراض - فإن أفعالهم وسابقتهم وما قدموه للدين الإسلامي وللنبي صلى الله عليه وسلم تكفي للمكانة التي يعطيها لهم أهل السنة والجماعة ، حتى آل البيت سواء الحسن أو الحسين ووالدهما ومن تلاهما مثل جعفر الصادق والروح الزكية كانوا يقدرون أبو بكر وعمر أشد التقدير ، أما ما دون ذلك فقطعاً مكانة آل البيت تفوقهم ولذلك كان المسلسل هو أول خطوة لتجسيد الحسن والحسين بعكس الأفلام السابقة التي كانت تجسد كل الصحابة باستثناء الخلفاء الأربعة .

تحدثني يا السلام روحي عن نقد الفكر السني وضرورة تجديده ، وفي نفس الوقت لا تتحدث عن نقد الفكر الشيعي وخصوصاً قضية الولاية والإمامة وعصمة آل البيت ، هناك مذاهب سنية عليها الكثير من الملاحظات مثل الغلو في معاوية بن ابي سفيان أو تبرير الكثير من أخطائه وأخطاء بعض الصحابة ، ولكن في الجهة الأخرى هناك أطروحات عند المذهب الشيعي عليها الكثير من المؤاخذات مثل لعن الصحابة وقضية الولاية والعصمة ، وبالمناسبة هناك انتقادات واسعة طرحها الكثير من علماء ومفكري الشيعة حول هذه المفاهيم مثل علي شريعتي وكذلك البرقعي والياسري والخوئيني .

الزميل علي نور الله ، ما تعريف لكلمة آل النبي ؟ وهل هناك فرق بين آل النبي وبين آل بيت النبي أو أهل بيت النبي ؟ وهل عندما نقول اللهم صلى على سيدنا ابراهيم وآل سيدنا ابراهيم نقصد أهل بيت سيدنا ابراهيم أم أتباع سيدنا ابراهيم ؟

إذا كان السنة يشكلون غالبية المنطقة وخصوصاً المناطق العربية فإن الشيعة يشكلون غالبية المنطقة الفارسية وأقصد ايران ، ولذلك وظيفة الإصلاح لا تقتصر على طرف دون طرف بل هي تشمل الجميع ، ولأن موقف أهل السنة هو موقف دفاعي ، حتى معاوية ما دافع عنه الكثير من العلماء إلا خشية أن يصل الأمر للتطاول على صحابة آخرين ، وبذلك قيل عن معاوية بأنه الباب فاذا كسر فانه سيمهد للنيل من كبار الصحابة ، لو رجعت لبداية التاريخ الإسلامي - قبل نشوء الدولة الصفوية وبداية التحيز المذهبي بسبب الحروب مع القرامطة والدولة الاسماعيلية والفاطمية - فإن العلماء تناولو بالنقد معاوية حتى أن أكبر قضاة المسلمين شريح القاضي عندما سئل عن حلم معاوية قال ليس حليماً من سفه الحق وقاتل علياً وكذلك الحسن البصري كان ينقم على معاوية أربعة أشياء منها قتاله علياً وتوريثه ابنه ، وكذلك الأمر بالنسبة لذرية أهل البيت مثل الإمام علي والحسن والحسين وأبو بكر وعمر وعثمان أبنائهما والإمام جعفر والإمام الباقر والإمام زيد والنفس الزكية ، كل هؤلاء كانو يجلون أصحاب النبي وخصوصاً ابو بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين ، أما الاستبداد فالأمر لا يتوقف عند الخلافات السنية فقط بل يصل الأمر حتى للخلافات الشيعية مثل الخلافة الفاطمية والإسماعيلية - التي قامت بعمليات اغتيال منظمة للكثير من الرموز والقيادات الإسلامية الذي حملو لواء التصدي للحملة الصليبية - .

بخصوص جهل أهل السنة فالأمر لا يقتصر عليهم فقط ، لأنك لو ذهبت لأي شيعي وحدثته عن فضل عمر وأبو بكر لن يصدق ، ولو سألته عن مدح الإمام علي لأبو بكر وعمر لن يصدق كذلك ، ولو سألته عن موقف الإمام زيد من الصحابة لن يصدق أيضاً ، كما أن أهل السنة يعيشون حالة من التخلف والجهل فالأمر لا يقتصر على آل بيت النبي فقط بل يتعاده ليشمل الكثير من وقائع التاريخ الإسلامي فالكثير الكثير لا يعرف إلا أسماء بعض الصحابة وبعض القصص المتوارثة عنهم فقط .

بخصوص موروث آل البيت فهناك روايات كثيرة عنهم ولكن بسبب الملاحقة العباسية ومن قبلها الأموية ضاع الكثير من هذا الموروث وبقيت الروايات التي رواها شيوخ المذهب الشيعي وأنت تدرك تماماً بأن أهل السنة لا يثقون بشيوخ وعلماء الشيعة بسبب التقية وبسبب الكثير من الأمور ، والقضية لم تتوقف عند موروث آل البيت بل هناك مذاهب كثيرة اندثرت مثل مذهب سفيان الثوري والذي قيل فيه " ما أعلم على الأرض أعلم من سفيان " وقيل أيضاً " سفيان في زمانه كأبي بكر وعمر في زمانهما " ومذهب الإمام بن حزم ، فالقضية لا تتوقف عند موروث آل البيت وحدهم .

إذاً القضية تشمل الجميع ، دعوت دائماً في كثير من المواضع إلى ضرورة الإلتفات لأهل بيت النبي وإعادة كتابة التاريخ الإسلامي وخصوصاً فاجعة كربلاء وجعلها مناسبة ثورية عند جميع أهل السنة والجماعة وكذلك اعادة النظر في بعض الصحابة مثل معاوية ومن معه ، فالقضية ليست في صحبة النبي وان كان لها فضل ودور ، فأبو بكر عندما تولى الخلافة لم يقل اطيعوني لأني صاحب النبي بل قال أطيعوني متى أطعت الله فيكم ، ولذلك يتوجب أن يعرض كل صحابي على قواعد الإسلام ويحاسب من خلالها وأقصد من اشترك في الفتنة منهم .