المشكلة في الصومال -وياللطرافة، ان السلطة التي كانت تقليديا بيد وجهاء القبائل ورؤسائها تبخرت تماما بدأ من نهايات الثمانينات، اتحدث هنا عن الجنوب بالطبع. فبينما مازالت القبلية تلعب دورا في شمال ووسط البلاد يمكن رؤساء العشائر من السيطرة على العامة فإن ذلك العامل قد زال تماما في مقديشو وضواحيها. فقبائل ضخمة كالهوية مثلا تحولت الى مرتزقة تخدم من يستطيع الدفع، سواء بالمال، الكسوة والسلاح او غيرها. المشكلة هنا ان هنالك جيلا كاملا، من نهايات الثمانينات وحتى اليوم نشأ في بيئة لا تعرف الانضباط ولا تعي التمدن. من الصعب جدا السيطرة على هؤلاء خصوصا وانهم اليوم تحت يد المد الوهابي المسيطر على جنوب البلاد.

باعتقادي ان الصومال تحتاج الى حرب نرى فيها فائزا محددا وخاسرا محددا. تحتاج دكتاتورا لا يرحم يقوم بتصفية امراء الحرب سواء الاسلاميين او غيرهم. المشكلة ان هذا لن يحدث ذلك ان الصومال كبلد محاط بالاعداء من شتى الجوانب، من جيبوتي التي على ضعفها تعي ان صومالا موحدا قد يسبب مشاكل بمطالبته بالوحدة، مرورا بإيثيوبيا الجارة العدوة التي لم تنس الضربة الموجعة التي وجهتها لها الصومال في السبيعينات حين كادت تحتل اديس ابابا، تدخل على اثر التوغل الصومالي في اثيوبيا حينها كل من الاتحاد السوفيتي وكوبا واليمن المقسم حينها لمساعدة اثيوبيا، وانتهاء بكينيا في الجنوب خصوصا وان شمالي كينيا محسوب سكانا على الصومال.

عزيزى المفكر شمعون

مداخلة أكثر من رائعة لا تصدر إلا عن استراتيجى متخصص

لك منى منتهى التقدير