لي حزن يعقوب
للمرحوم الشيخ صالح الكواز
لي حزن يعقوب لا ينفك ذا لهب ××× لصرع ٍ نصب عيني لا الدم الكذب
وغلمة من بني عدنان أرسلها ××× للجد والدها في الحرب لا اللعب
ومعشر راودتهم عن نفوسهم ××× بيض الظبا غير بيض الخرد العرب
فأنعموا بنفوس لا عديل لها ××× حتى أسيل على الخرصان والقضب
فانظر لأجسادهم قد من قبل ××× أعضاؤها لا إلى القمصان والأهب
كل رأى ضر أيوب فما ركضت ××× رجل له غير حوض الكوثر العذب
قامت لهم رحمة الباري تمرضهم ××× صرعى فلم تدعهم للحلف والغضب
ومولجين نهار المشرفية في ××× ليل العجاجة يوم الروع والرهب
وآنسين من الهيجاء نار وغىً ××× في جانب الطف ترمي الشهب بالشهب
ورازقي الطير ما شاءت قواضبهم ××× من كل شلو من الأعداء مقتضب
ومبتلين بنهر ما لوارده ××× من الشهادة غير البعد والحجب
فلم يبلوا ولا في غرفة أبدًا ××× منه غليل فؤاد ٍ بالظما عطب
تهش فيها على آساد معركة ××× هش الكليم على الأغنام للعشب
فيمموها وفي الأيمان بيض ظبا ××× ومالهم غير نصر الله من أرب
إذا انتضوا بجمع من عدوهم ××× فالهام ساجدة منها على الترب
حتى قضوا فغدا كلٌ بمصرعه ××× سكينةً وسط تابوت من الكثب
فليبك طالوت حزنًا للبقية مَن ××× قد نال داود فيه أعظم الغلب
أضحى -وكانت له الأملاك حاملة- ××× مقيدًا فوق مهزول بلا قتب!
يرنو إلى الناشرات الدمع طاويةً ××× أضلاعهن على جمر من النوب
والعاديات من الفسطاط ضابحة ××× فالموريات زناد الحزن باللهب
والذاريات ترابًا فوق أرؤسها ××× حزنًا لكل صريع ٍ بالعرا ترب
والمرسلات من الأجفان عبرتها ××× والنازعات برودًا في يد السلب
ورُب مرضعة منهن قد نظرت ××× رضيعها فاحص الرجلين بالترب
تشوط عنه وتأتيه مكابدة ××× من حاله وظماها أعظم الكرب
فقل بهاجر اسماعيل أحزنها ××× متى تشط عنه من حر الظما تؤب
وما حكتها ولا أم الكليم أسىً ××× غداة في اليم ألقته من الطلب
هذي اليها ابنها قد عاد مرتضعًا ××× وهذه قد سقي بالبارد العذب
فأين هاتان ممن قد قضى عطشًا ××× رضيعها ونأى عنها ولم يؤب!
بل آب مذ آب مقتولاً ومنتهلاً ××× من نحره بدم ٍ كالغيث منسكب
كانت ترجي عزاءً فيه بعد أب ٍ ××× له فلم تحظ بابن له لا ولا بأب!
شاركنها بعموم الجنس وانفردت ××× فيما يخص النوع من نسب
فأصبحت بنهار ٍ لا ذكاء له ××× وباتت الليل في جو بلا شهب!
وصبيةٍ من بني الزهراء مربطةً ××× بالحبل بين بني حمالة الحطب
كأن كل فؤاد من عدوهم ××× صخر بن حرب غدا يغريه بالحرب
ليت الألى أطعموا المسكين قوتهم ××× وتالييه وهم في غاية السغب
حتى أتى "هل أتى" في مدح فضلهم ××× من الإله لهم في أشرف الكتب
يرون بالطف أيتامًا لهم أسرت ××× يستصرخون من الإباء كل أبي
وأرؤسًا سائرات بالرماح رمى ××× مسيرَها علماءُ النجم بالعطب
ترى نجومًا لدى الآفاق سائرة ××× غير التي عهدت في السبعة الشهب
لم أدر والسمر مذ ناءت بها اضطربت×××من شدة الخوف أم من شدة الطرب
كواكبٌ في سما الهيجاء ثابتة ٌ ××× سارت ولكن بأطراف القنا السلب
لا غرو إن هز هاتيك غداة غدت ××× مشارقً لبدور العز والحسب
والقاتلين لسادات لهم حسدًا ××× على عُلا الشرف الوضاح والحسب
والفضل آفة أهليه ويوسف في ××× غيابت الجب لولا الفضل لم يغب
وصفوة الله لم يسجد له حسدًا ××× ابليس لما رآى من أشرف الرتب
وأسمعوها بصوت الملا باسم الكربلائي الشجي:
http://www.youtube.com/watch?v=24ZtVuS3MSk