تحية للزملاء..
منذ فترة كنت اتحاور مع احد أصدقائى المتدينين ونشئ بيننا جدال عقيم..
كان محور التحاور هو فقدان الشخص لذاكرته"تحت اى ظرف او وسيلة"
بينما كان محور الإختلاف كالتالى..
هب أن هناك شخص ما "س"..وقد نشئ على الاسلام- نتيجة لمحيطه الاجتماعى والعائلى الاسلامى- ولكنه بعد فترة استعمل عقله واهتدى الى الالحاد..
إذن صار هذا الشخص ملحداً بكامل جوانحه..
وبينما يسير "س" فى الطريق..إذ يهبط على يافوخه وعاء زهور من الطابق الخامس-على طريقة الافلام العربى القديمة- مما حدا به الى الذهاب لاقرب مشفى-بواسطة اولاد الحلال- وهنا كانت الصدمة..!!!
لقد فقد المسكين ذاكرته !!!
سؤالى هنا-وهو موضع خلافى مع صديقى المتدين- هل سيتعامل "س" من منطلق الحادى ام سيعود- كما يصر زميلى- الى الفطرة السوية الربانية للاسلام؟؟!!
هل سيفقد "س" منطلقه الالحادى فى كافة تصرفاته ويعود لنقطة الصفر مثلا؟!!
أتمنى من الزملاء إفادتى فى هذا الامر و تحياتى للجميع..

الإنسان فقد ذاكرته وفقد معها معرفته بكيفية الكلام، لذا لا أمل بمعرفة نتيجة هذه التجربة فلنعلمه التواصل والكلام نكون قد تدخلنا بالتجربة فتأثر بنا... وبهذا يعود تأثير المجتمع ليقرر إيمان الإنسان من عدمه... من الواضح أن الإنسان يولد دون إيمان يذكر، لكنه بطبيعته (فطرته) مجبول (مثله مثل باقي الحيوانات) مجبول على الإيمان بالسببية، وهي قد تؤدي إلى خزعبلات بسيطة (مثل التطير) أو قد تؤدي إلى خزعبلات مركبة (الدين)... يبدو أنه هنالك حاجة داخلية للإنسان يقوم الدين بإرضائها (الاطمئنان بوجود من يحميه في عالم مليء بالمجهول والشواش).. التحرر من طريقة التفكير هذه يحتاج إلى إعمال العقل.

بعيدا عن النقاش النظري، فقدان الذاكرة كما تصفه لا يحدث سوى في المسلسلات المكسيكية.