أحييكم ولكنني الآن أحييكم بتحية أكبر بكثير من تلك التي كنتم قد عهدتموها من قبل.. أحيي في كل شخص فيكم ذلك الاحساس المؤثر النابع من حنايا روحه والقابع في زوايا قلبه .. الغافي على وسادة عمره..

لطالما شعرت حتى وانا لست بشاعرة انه كي تبقى دوما شاعرا ناجحا مؤثرا في قلوب الآخرين فما عليك الا ان تصهرهم في بوتقة الصدق اللامتناهي..أن تلمس جدران قلوبهم وتسكنها.. وتستقر فيها..

ولكي تنجح في فعل ذلك بتلقائية وعفوية فما عليك الا ان تجعل حروفك ملتهبة دائمة الاشتعال..متوهجة بوهج لا يكتفي فقط بخطف الأبصار والأنظار وإنما بأسر القلوب وإقناع العقول..

وهج إن أخرجته من قلبك لن تشعر بالخوف خشية ان يسقط في بركة ماء باردة وينطفىء بل انه سرعان ما يجد لهيبا آخر يزيده وهجا واشتعالا..
ولكي تنجح في ذلك ايضا فعليك ان تعيش حالة من المعاناة وتسكن في قصور الحب وتكن من حاشية الملك.. فالملك هنا هو فخامة القلب وصاحب الجلالة الحب..!!
ولكي تظل هكذا ..

فعليك ان تشتاق للفرح وتشتهيه وتظل تبحث عنه حتى وان كنت في قرارة نفسك قادرا على الاستدلال عليه ومعرفة مكانه..فالفرح تماما كالحزن يستهوي قلوبا ويهجر قلوبا..

فعليك أن تظل متألقا تعانق بفكرك ورقي أفكارك نخيل الحياة.. وتشرب من حليب المعرفة.. وتأكل من عسل الصدق وتغذي روحك برطب وتمور الشفافية والاحساس المرهف..

ربما معظمنا ليسوا بشعراء ولكننا تجيد تذوق طعمه حتى ولو علا بعض حلاوته مرارة..ولكنني دوما أؤمن ان معشر الشعراء..

هم قوم لهم شريعتهم التي ما ورد مثلها لا في شريعة حمورابي ولا حتى في حكم قرقوش الصعب.. وأدرك تماما انهم لاينفعلون ولا يغضبون لانهم يعرفون ان الامر قد تجاوز حكم القلب..
يهيألي..
أنهم من قوم من أراد التعرف عليهم فيجب ان يتمتع بشروط لم يتفق عليها بين بلدين حتى بعد إبرام اتفاقية صلح بعد الحرب..

هم دوما هكذا..

شعرهم واحساسهم يضعهم في مراتب عالية توشك ان تعانق الشهب.. لهم القدرة الهائلة على عزف سيمفونية بيتهوفن بأنامل سحرية على أوتار القلب..
على مخاطبتنا بلغة الفرح المختبئ وراء قناع الحزن .. ان ينفوا حقيقة وجود طقوس الفرح الصعب؟؟

هم قوم..
ان احبوا شخصا لم يفرضو عليه قييودا بل تركوه يتصرف دونما قيد..

فهيا ثابر وثابر

واحتفل بنجاحات لك في الحياة واشرب على هامش نصرك النخب...

----------------------------------------------------------------------------
ليلاء ( بذرة لا زالت تنمو)(f)