أرسل لي صديقي مذهولاً .. "كم هي جميلة .. كم أمست جميلة" ..
الأحمق .. "كوبرنيكوس" قبله .. بمئات السنين .. "أحسّ" بكرويّة الأرض .. !!
لست أدري .. لما انفطر "قلبي" حينما قرأت رسالة صديقي .. لما أحسست بتلك "الغصّة" القاتلة في "حلقي" .. تعصرني .. !!
ولما لجأتُ للورق !! .. وأنا الذي اعتدت أخيراً أن أتعامل مع الورق ببرود .. بحياديّة من حجر .. !!
من المصادفة دوماً .. أنّ الورق لا يعتصرني إلا حينما أكتب لكِ .. وعنكِ .. وكم مرّ زمان طويل لم يعتصرني به الورق .. !!
لست أدري –حقاً- لما انفطر قلبي .. ولما شعرت برغبة "تحرقني" أن أصيح .. أنت لا تعلم شيئاً عن جمالها .. لا تعلم .. أنت رأيت التفّاحة تسقط فوق رأس "نيوتن" .. لكنّك لم "تقضمها" .. ولم يطردك الله من الجنّة لأنّك قضمتها ..
فعن أيّ جمال تتحدّث ..!! .. وأنت الذي لم تشرب يوماً .. من أنهار الجنّة .. !!
آه يا صديقي .. لم الآن تحدّثني .. !! .. وأنا الذي نسيت طعم الجمال ورائحة الجمال .. وصرت أعامله بمقاييس الأعداد والأطوال .. وأفلسفه على الورق .. ببرود قاتل .. تحت مسمّى "فلسفة الجمال" ..
قتلني الذنب مذ أن قرأت رسالتك .. عبارتك تلك ..
هل سمعت يوماً عن أصعب أنواع الفراق .. !!
هو "الفراق" حينما تختاره أنت .. بلا أسباب أو مبرّرات .. سوى أنّ "فلسفة الجمال" التي تقرأ عنها ببرود .. وتكتب عنها "ببرود" .. لا تتفق مع الجمال الذي تستشعره .. بذروة لسانك .. !!
هو الفراق حينما تختاره أنت .. لأنّ الفكر علّمك أن تكون "عنيناً" .. تنجب ولداً بتوقيع .. و"تجهض" مولوداً بشخطة قلم .. ولا تمارس جنساً .. إلا حينما تحشر قلماً بدواة .. !!
أتذكرين حينما اتصلتِ بي .. تبكين .. لما رأيتِ حبّات الثلج تهطل .. لأوّل مرّة .. من خلف الشبّاك .. !!
كم أبكاك الثلج .. وكم صعقك .. وكم ذكّرك بي ..
أنا اليوم ثلج يهطل .. أمام نافذتك ..
بارد كذاك الثلج ..
لكنّني أذوب صدّقيني .. إن التقط شعرك البعض منّي .. أو كلّي ..
أو إن مددت يدك .. أناملك .. من خلف النافذه ..
أتذكرين .. أتذكرين حينما طلبت منك أن تقرئي "زوربا" وأنا أردد : استفزّني زوربا .. !!
لأنّ ذاك الذي يقطع اصبعاً له .. لأنّه يزعجه وهو يعمل بصقل الجرار ..
استفزّني ..
ذاك الذي سخر منّي .. وراح يعزف "القيثارة" ويرقص .. ويمارس الجنس مع قبيحة .. سعيد بقبحها ..
استفزّني ..
استفزّتني بساطته .. جنونه .. سعادته .. بغضه للكمال .. أميّته .. وأحسسته يسخر منّي .. ومن كلّ كتاب أقرؤه .. في كلّ لحظة ..
أتذكرين يوم "ودّعتني" تبكين .. !! .. وهمست في "أذني" : أنتظرك .. !!
كم من العمر يلزمني .. لأنسى ذلك اليوم .. !!
صديقي ..
لست أنت الذي قست "الجمال" بالمسطرة والطبشور ..
تصبحون على خير ..
وعيد حب (قد ظلّ زمانه) سعيد للجميع ..
خوليو
02-11-2008, 03:26 AM
{myadvertisements[zone_3]}
نزار عثمان
Gramsci
المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
غرامشي .. أبو ابراهيم .. العلماني .. محمد القدّاح ..
أفتخر بجمع هذه الأسماء الأربعة بشريط أدبي لي .. بكلّ ما تملكه هذه الأسماء من زخم أدبي وفكري ..
مروركم أسعدني :redrose:
قد يكون هناك تتمّة ما .. في يوم عيد الحب أو قبله .. حسب الحالة المازوخيّة وأبعادها :10: